الصحراء سيدة الغياب

وفى كآبة ضالة كانت القرية الغائب أهلها

تنتظر عزلتها الأبعد فى الطرف الأعمى من ذاكرة الرمل

 حيث العرب البائدة تسعى ما بين الأحقاف ووادى القرى

 (كما تسعى هاجر بين الصفا والمروة)

 فتكتب الصحراء على تسعة وعشرين حفًا بالخط المسند:

"هذا خاتمى، قفر يزدحم عليه الطير والآلهة"

أدركت الصحراء نقصنها، فشيدة أعمدة البين..

سارة الإسكافي

راسل المحرر @

صدر من السلسلة

 

مشاهد عابرة لرجل وحيد

2 ج.م

كنا بالعربة، وكانت تجلس فى  المقعد المواجه لي، لم أتطلع لملامحها ولا لتكوين جسدها، فقط توقفت عيناي على القدم الممدودة أمامي بإهمال تحمل كل جمال النقش ودقته؛ القدم الأخرى متوارية قليلًا، وإن بدا أنها تحمل نفس النقش، وفي لمحة بدا النقش المقابل كأنه انعكاس فى  مرآة، ولم أستطع أن أفصل أيهما الأصل وأيهما الانعكاس، بدت كل قدم هي  أصل النقش وانعكاسه فى  ذات الوقت، وما كنت قادرًا على رفع عيني وسحبها من هذا الجمال وشعرت بأني صرت محبوسًا داخل غابة الحناء المتشابكة، وهى كمن أحست بعيني المتلصصتين فسحبت قدمها للخلف، وأرخت ثوبها حاجبة غابة الجمال.

مشاهد عابرة لرجل وحيد

طرق فاشلة لاستعادة الأحبة

1 ج.م

أنا جندى

أملك قنبلة ماء

وبيادة

وطريق

تركونى على أطراف الحرب أحرس جسرًا

كلما هششت الشمس عن عينى يدخل الصقيع إلى عظامى

وانتفض للتذكر

والدماء التى قذفنى بها الأعداء والأصدقاء

واشتهى سيجارة وأغنية أدندنها

ما أفظع الحرب

عينى لأتبصر جسرًا

طرق فاشلة لاستعادة الأحبة

عفريت العلبة

4 ج.م

من قلب الحدوتة الفارغة

عفريت العلبة بيتنطط

عيل زقطط

لما انكسرت لعبة غيره

(وافترش المشهد شئ مشبوه)

يمكن من أبوه

ولا من أمه

لما ابتدوا عزف على النوتة

بالليل وسابوه..

يستعرض فى تاريخه السرى

ويقلب فى الكتب الصفرا..

ويشطب على كل الثورات المنحرفة

من أول طرده من الجنة

ومروا بخروجة على الوزن

عفريت العلبة

الغرفة 201

7 ج.م

ودّت لو تدخل أحلامه، تناست وجود رجل غريب فى حجرتها، ونسيت سبب قدومها هنا، بدت التفاصيل مبهمة.. ضيقها فى الايام الأخيرة.. انتظارها لحظة صدق مع النفس.. حنينها لحياة حلمت بها.. محاولاتها المتعددة للهروب من الىخرين والانفراد بالنفس.. لم تفكر فى الموقف فقط زارها شعور بالألفة.

الغرفة 201

حاول ألا ترانى

5 ج.م

بلغت الاربعين من العمر ولم يبلغ الضجر سوى مراهقته التى لا تكف عن مضايقتى، بالأمس استيقظت كالعادة، وكانت الشمس لا أثر لها على الإطلاق، وبرغم هذا الاختفاء فإن النهار نبشت أظافره زجاج النافذة وغزا بعض أركانه الغرفة، لملمت الغطاء وانسحبت من تحته كالفار المبلول، ومددت يدى بحكم العادة وسحبت نظارتى الطبية من فوق المنضدة الدائرية بجانب السرير، التعب يغلف الجسم، والروح كطفل يود اللعب ليل نهار الى أن يحل به النوم ضيفًا، ولكن كيف لطفل أن ينمو والضجر يحاصره؟!

حاول ألا ترانى
123