| |
|
|
2 ج.م
تأتي لحظة تستطيع فيها أن تسامح أعداءك، لأن الكراهية تتسرب مع رمال العمر من أصابعك الواهنة ، وتأتي لحظة أهم تستطيع فيها أن تنظر إلى ابنك أو تنظر إلى أبيك، وإذ بكل الغباء الذكوري بينكما - بذكريات العنف والعناد والتهديد والمناطحة - يتحول إلى تفاهم عميق صامت على تسلم راية غامضة والدفاع عنها قبل الموت وبعده. ولأول مرة في أحضاننا المتباعدة التى لا تحدث إلا بعد خصام طويل، أستشعر أبي يختبئ في صدري وأستشعر رغبتي الجارفة في هدهدته، لا أدري.. ربما كانت هذه هي الطريقة الصحيحة لقتل الأب.
|
|
|
5 ج.م
أنات قلبى لن تشفع لى إن مت، آهات صدرى لن توسّع شعبى الهوائية، أنا بلا ونيس يساعدنى على فتح أبواب الصعب على الفهم، عميق الغور، وواسع العطاء، كان الطريق، وكنت صاحب النظر، كنت أنا وكنت هم وهن، حياتى صلبته على كبريائى وعلى "عسى" و"ربما" وبذا جسرت، وكانت "كيف" و"كم" و"متى" و"أين"، أدوات استفهام لها القدرة على كشف المكنون بلا خجل عن سبب مقامى وعزلتى ونجواى وابتهالى، القوس بقذف السهم يصيب، والملح لمرارته شُبهت به العفة، أما "هل" و"لماذا" و"لم" و"من" فأدوات استفهام تبحث بلا طائل، تبغى المعرفة دون طاعةة كالأسيرات، تراودن ولا تشبعن، ولأن ثرائى كان فى عنفوانى وجبروتى، لذا لم أحصد سوى السقم والملل وآلام اللذة بلا عشق.
|
4 ج.م
من قلب الحدوتة الفارغة عفريت العلبة بيتنطط عيل زقطط لما انكسرت لعبة غيره (وافترش المشهد شئ مشبوه) يمكن من أبوه ولا من أمه لما ابتدوا عزف على النوتة بالليل وسابوه.. يستعرض فى تاريخه السرى ويقلب فى الكتب الصفرا.. ويشطب على كل الثورات المنحرفة من أول طرده من الجنة ومروا بخروجة على الوزن
|
1 ج.م
شاعر مات وحيدًا فى غرفة شاحبة وترك قصائد مشوشة تشبهه، أوهم الجميع بأنه انقطع عن العالم والكتابة وعاش حياته بمهارة لاعب سيرك، لكنه هوى حين نظر إلى أسفل كانت الخديعة شركًا يبتلع جثته
|
2 ج.م
شاعِرٌ ماتَ وحيدًا في غُرفةٍ شاحِبةٍ وتركَ قصائد مُشوَّشةً تُشبِهُهُ، أَوْهَم الجميعَ بأنَّه انقطعَ عن العالَمِ والكتابةِ وعاشَ حياتَهُ بمهارةِ لاعبِ سيرك، لكنَّه هَوَى حينَ نَظَرَ إلى أسفل كانت الخديعة شَرَكًا يبتلعُ جُثَّته
|
2 ج.م
تجربة شعرية تجسد بعض صور الصراع بين الضمير الحارس واللصوص المهرة؛ بين العمق الثقافي وحاضره؛ بين البطل الذي يأسى لهزيمته مرة ولهزيمة أصدقائه مرات وتلك الضربات القدرية الموجعة... إننا بإزاء تجربة شعرية تستخدم لغة المجاز برهافة نادرة، وتستغرق فيها، فتشحذها بدلالات متعددة جديدة تفارق مخزونها في ذاكرة البلاغة العربية. ويبدو الجوهر الأنثوي ذا حضور لافت؛ فنراها في تجليات لا تكاد تنتهي: الرجفة، الماء، الغيم، الطائر، الجذوة، البوح، الأفول ...
|
5 ج.م
ورغم ولعه الشديد ورغبته الجامحة فى رؤية (نفيسة رزق) إلا إنه اكتفى فى المارات القليلة التى شاهدها فيها بالنظر إليها من بعيد، يخشى الاقراب منها ومحاولة استراق السمع لصوتها الجميل، حين كان يلبد خلف أحد سياجات الجريد منتظرًا مرورها مع زميلاتها فى رحلة العودة وهن يحملن جرارهن تقودهم نفيسة وهى تغنى والبنات يرددن: ياما دلالوكى يا وردة فى السوق وباعوكى ياوردة باعوكى بكام يا وردة؟ بجوزين حمام ياوردة.
|
2 ج.م
أجلس وحدي، ها هنا، في ظل شجرة ملونة أقرأ "النور" ثم "الفرقان"، وأنظر إلى العصافيرِ العصافيرُ تغادرُ أعشاشَها، وتطيرُ بعيدًا.. عند النخلة، وفوق البيوتِ البيوتُ ملونةٌ، هي الأخرى، قربَ النهرِ والشمسُ أبدًا لا تغيبُ، ها هنا، أنا أيضًا.. لا أغادرُ ظلّ الشجرةِ، حتى.. بعد أن يطفئوا أنوارَ القاعة!!
|
|