فى المستقبل القريب جدًا

تظهر من خلال هذا الديوان قدرة الشاعر على صناعة جملة شعرية مدهشة، وهور طازجة، فالشاعر هنا يعتمد على الأسلوب السينمائى فى صناعة مشهده الشعرى، كما يمزج بين الهم الشخصى والهم الجمعى فى سبيكة واحدة، حيث يبدو العمل فى مجمله وكأنه مواجهة أو مساءلة بين الذات الشاعرة ونفسها، وكأن هذه الذات منشطرة على نفسها.

سارة الإسكافي

راسل المحرر @

صدر من السلسلة

 

أغازل البقاء

2 ج.م

قرأتُ هذه المجموعة القصصية، وسأقف عند قصتي "عداء سانزيو" و"فراغٌ مُمتلئ": فأمَّا الأولى فهي رغم هدوئها جَميلة بما فيها مِن مُفارقة، فبائع الصحف يأمَلُ أنْ يُزوده الرسَّام الشَّهير بلوحاتِه الفانتازية ليبيعها ويكسب مالًا كثيرًا، لكنه لم يكنْ يضع في حسبانِه أنَّ الرسَّام لم يكنْ يرسُم، بل "يُشخبط" تعبيرًا عن اشمئزازه من الصحفِ وما تفيضُ به من بَكشٍ ونفاقٍ. ولم يدرِ البائع أنَّ اللوحة لم تكن لوحة؛ بل كانت تعبيرًا عن النفورِ من استمرار شراء الصحيفة.
وأمَّا القصة الثانية فقد برع القاص من خلالها فى استبطان مشاعر الزوجة والأم الكفيفة، وهي تتطلع إلى أنْ يكون لها من زوجها المُحب طفل، وكذلك برع في تصويرِ عواطفها وهي تتأرجح بين الرجاء واليأس.. 
أمَّا المجموعة بعامة فهي قصص تتناول الحياة بهدوءٍ في معظم الأحيان كهدوء ِكاتبها المنضبط الانفعال دائمًا.

أغازل البقاء

حقيبة يد

2 ج.م

نظرت من الشرفة إلى الأفقِ البعيد وهى تشرب قهوتـَها الباردة. غافلها وخرج من طيات أوراقِـها ليسكبَ بعض الحبر راسمًا وجهه لعلّها تراه. أضاف بعض الصفات السيئة إلى البطل بينما حاول رسم نفسه بالصورة التى اعتادت البطلة أن تحبها. حاول جذب انتباهها بشتى الطرق ولكن لا فائدة، هى دائمًا مصرة على إعطائه دورًا ثانويًا تافهًا للغاية. لم يكن البطل أكثر منه وسامة أو ذكاء، ولكنـّها كانت دائمًا ما تتحكم فى أبطال روايتها وكأنـّها ذلك الرجل المقيت خلف الستار فى مسرح العرائس، أحبت دائمًا أن تمسك بكل الخيوط فى آنٍ واحد. على الرغم من أنّها تتحدث طويلا ًعن الحرية إلا أنّها كانت تمارس دور الديكتاتور مع الآخرين ومع نفسها أيضًا.

حقيبة يد

قلب زائد عن الحاجة

2 ج.م

أنتم لا تفهمون أيها الحمقى
لا تفهمون أنَّ مَن تَحْرِمُونه من طفولتِه في الصِّغر
سيظلُ طفلاً إلى الأبد
سيظلُ طفلاً إلى تلك الدرجة
التي قد يقتلكم بها جميعًا
وهو يضحك مِن الإثارة

قلب زائد عن الحاجة

الجدار الأخير

3 ج.م

تنتمى الرواية غلى تيار الرواية الجديدة، حيث التجريب فى ابنية السرد، وتشظى التتابع الزمنى وتداخلات الازمنة والعوالم، منذ بداية النص تتجلى شعرية الأداء السردى عبر تكثيف اللغة ودقة الأداء اللغوى، ووعى واضح بجماليات التشكيل السردى، فتتداخل الأزمنة ويتشظى زمن السرد ويتخلق الزمن السردى، فى يناء هذيانى، وثمة تناصات فى مواقف النفرى ضمن بنية سردية حداثية، وإيقاع سردى سريع.

الجدار الأخير

قبل جهنم بقليل

5 ج.م

سرد يقف على التخوم، مازجًا بين الأنواع الأدبية، فى محاولة لاستكشاف طرائق مغايرة للحكى، غير عابئ بالفواصل والحدود المصنوعة بين نوع أدبي وآخر، ولا بالقواعد التقليدية لكتابة القصة القصيرة، بل إن كثيرًا من النصوص تحلق نحو فضاء قصيدة النثر، دون أن تفقد طبيعتها السردية التى تعيدها مرة أخرى إلى السرد القصصى، متكئة على لغة تشى بالتشظي وتمزيق الذوات المروي عنها.

قبل جهنم بقليل

زمار الحي

2 ج.م

وإن كان ضروري

أحفظ بقائي

بأني أفوز بالمعركة

فلا بد من بعض الخسارات

البسيطة المنصفة

و أنا هاعتبر

كل الخساير وقتها

تصريح دخول

باب الخلود

زمار الحي

جنب البيت

3 ج.م

مش عارف حاعمل إيه

لو يوم صحيت

ولقيتنى ناسم ع الرصيف

باشحت من الماشيين رغيف

وفى عز عز البرد

لابس خفيف

مش عارف حاعمل إيه

لو يوم قالولى إن انا متهم

وتهمتى إنى شريف

جنب البيت

عادى جدًا

3 ج.م

جاء عنوان الديوان مرتبطًا بمحتواه الداخلى، حيث تمكن الشاعر من سرد رؤيته للعالم بكل متناقضاته وضعفه البشرى بطريقة توقف القارئ على اعتاب النص وهو فى حيرة من امره، فيجد نفسه أمام نص غير عادى يصف العالم بكل همومه وتقلباته ويعتبره شيئًا عاديًا جدًا، شئ لا يمكنه للنفس أن تعيش معه حالة من النفور، فهو يرى ان النفس البشرية تحمل فى طياتها ما اصطلح عليه بالنقص أو العيب والتناقض.

يبدأ الديوان بمقدمة تنبئ عما بداخل الشاعر من علاقته بالانثى فهو عندما ينام على حجرها تتفتق الجراح المكتومة داخله فينساب نهر الحزن كشلال من الشعر.

عادى جدًا
12345