| |
7 ج.م
كان المسلمون من أهل الحكم أو من ارباب العلم، يتحاشون –فى أول الأمر- ذكر الاصنام والأوثان؛ لقرب عهد القوم بها ولبقيتها فيهم وفى صدور الكثير منهم، لكيلا يثيروا فى نفوس العامة ما ربما يكون عالقًا بها من الحمّة الأولى، حميّة الجاهلية، فيعود الأمر إلى الضلال القديم، حتى إذا ما رسخت قدم الإسلام، وتوطدت أركانه، وثبت بيانه، لم يبقَ بعد مجال للخوف من الرجوع إلى الشرك بالله، فلما زالت العلة وانحسمت مادة ذلك الخوف، حينئذ توفر العلماء على تلفف الروايات من هنا ومن هنا، فجمعوا كل ما وصل إليهم من المعلومات الباقية عن تلك الديانات القديمة
|
|
|
5 ج.م
صاحب هذا الكتاب كان مفكراً ملتزماً بحلحلة قضايا عصره، وأهمها تحرير المجتمعات الإسلامية من تسلط فقهاء السلطة، الذين اختزلوا مقاصد الشريعة فى طلب الآخرة، متجاهلين عن عمد دعوتها إلى إعمار الدنيا، على أساس أن عمل الإنسان فى حياته الدنيوية هو الذى يحدد مصيره فى الآخرة. لذلك نرى أن كتاب "طوق الحمامة" استهدف – فى المحل الأول – إثبات تلك الحقيقة، وذلك بتصدي ابن حزم فى جرأة يحسد عليها؛ لإفراد كتاب فى فلسفة الحب، استمد مرجعيته من القرآن الكريم والسنة النبوية وفلاسفة اليونان والعهد القديم، فضلا عن تجاربه الذاتية التى عبر عنها فى صراحة ووضوح.
|
18 ج.م
"لو لم يصلنا من الشعر الجاهلى سوى هذه المجموعة الموثقة، لأمكن وصف تقليده وصفًا دقيقًا؛ فقد مثلت جوانب الحياة الجاهية ودارت مع الأيام والأحداث، وعلاقات القبائل بعضها ببعض وبملوك الحيرة والغساسنة، وانطبعت فى كثير منها البيئة الجغرافية، وقد جاء فيها كثير من الكلمات المندثرةة التى لم ترد فى المعاجم اللغوية على كثرة الألفاظ المهجورة، مما يرفع الثقة بها ويؤكدها"
|
5 ج.م
ظهر ضعف اللغة في القرن الخامس وكانت في ريعان شبابها وأوج عزها وشرفها، وكان أول مرض ألم بها الوقوف عند ظواهر قوانين النحو، ومدلول الألفاظ المفردة، والجمل المركبة، والانصراف عن معاني الأساليب، ومغازي التركيب، وعدم الاحتفال بتصريف القول ومناحيه، وضروب التحوز والكناية فيه؛ وهذا ما بعث عزيمة الشيخ عبدالقاهر الجرجاني إمام علوم اللغة في عصره إلى تدوين علم البلاغة، ووضع قوانين للمعاني والبيان، كما وضعت قوانين النحو عند ظهور الخطأ في الإعراب.
|
14 ج.م
هذا كتاب كليلة ودمنة. وهو مما وضعته علماء الهند من الأمثال والأحاديث التى التمسوا بها أبلغ ما يجدون من القول، فى النحو الذى أرادوا. ولم يزل العقلاء من أهل كل زمان يلتمسون أن يعقل عنهم، ويحتالون لذلك بصنوف الحيل، ويطلبون إخراج ما عندهم من العلل، فدعاهم ذلك إلى أن وضعوا هذا الكتاب، ولخصوا فيه من بليغ الكلام ومتقنه على افواه الطير والبهائم والسباع. فاجتمع لهم من ذلك أمران: أما هم فوجدوا متصرفًا فى القول، وشعابًا يأخذون فيها، وأما هو فجمع لهوًا وحكمة، فاجتباه الحكماء لحكمته، والسخفاء للهوه.
|
10 ج.م
يتألف الكتاب من مقدمة طويلة، وجزأيْن؛ يحوي الجزء الأول عشرين بابًا، كل باب مخصص لبلد من البلاد الأوروبية، وتضم الأبواب فصولاً تتضمن الحديث عن تاريخ البلد، وجغرافيته، وموقعه، ومساحته، وأهم ملوكه، وتنظيماته الإدارية والسياسية والعسكرية. يحوي الجزء الثاني على ستة أبواب؛ خمسة منها في جغرافية القارات الخمس، أما الباب السادس فخصص للبحار. غير أن أهم ما في الكتاب هو مقدمته التي تجاوز الاهتمام بها سائر الكتاب، وأصبحت الإشارة إلى كتاب "أقوم المسالك" تعني الإشارة إلى المقدمة وحدها، وهي تلخص تجربة "خير الدين" كلها التي تركز على مقاومة أوروبا عن طريق الاستعارة منها، والتمسك بالجامعة الإسلامية لدعم هذه المقاومة، ومحاولة إصلاح الولايات الإسلامية المختلفة وبثّ روح اليقظة والنهوض فيها.
|
|
|
5 ج.م
إذا قدر لنا دراسة الكتاب -حي بن يقظان- في إطار معطيات عصره، سنكتشف أن فلسفة ابن طفيل كانت انعكاسا للصراع بين البرجوازية الآفلة والإقطاع الذي ساد العالم الإسلامي برمته منذ منتصف القرن الخامس الهجري وحتى مشارف العصر الحديث، إذ عكست فلسفته ازدواجية الواقع السياسي والاجتماعي/ الاقتصادي، ومن ثم أزمة الفكر والثقافة، لذلك عوّل ابن طفيل على "الرمز" في الإفصاح الخائف عن مكنونات ذاته.
|
9 ج.م
تناول هذا الكتاب موضوعات متنوعة تنوعًا ظريفًا، لا تخضع لترتيب ولا تبويب، إنما تخضع لخطرات العقل وطيران الخيال وشجون الحديث، حتى لنجد فى الكتاب مسائل من كل علم وفن؛ فأدب وفلسفة وحيوان ومجون وأخلاق وطبيعة وبلاغة وتفسير وحديث وغناء ولغة وسياسة وتحليل شخصيات لفلاسفة العصر وأدبائه وعلمائه، وتصوير للعادات وأحاديث المجالس، وغير ذلك؛ فهو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة فى فنون العلم، فقد خاض صاحبه كل بحر وغاص كل لجة.
|
|