|
2 ج.م
يتفاعل عنوان هذا الكتاب مع عنوانَيْ كتابين سابقين؛ الأول هو كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" الذي صدر عام 1926، والثاني كتاب مصطفى ناصف "قراءة ثانية لشعرنا القديم" الذي صدر عام 1972. الكتابان رائدان على نحوين مختلفين. ترجع ريادة كتاب طه حسين إلى مسألة المنهج كما طرحها في الصفحات الأولى من كتابه. أما كتاب مصطفى ناصف فتعود ريادته إلى ما فيه من تأويلات حداثية أجراها على الشعر الجاهلي. مادة الكتابين، إذًا، واحدة، غير أن اهتمام طه حسين انصب على فكرة التوثيق التاريخي لما بين أيدينا من نصوص جاهلية، وذلك من خلال مناقشته لقضية الانتحال مناقشة أفضت به إلى إنكار صحة هذه النصوص كلها، أو معظمها.
|
2 ج.م
يمثّل هذا الكتاب علامة من العلامات المهمة الكبيرة في مسيرة الكتابة النقدية عن أعمال نجيب محفوظ. صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 1964، وتناول الكتاب عددا من روايات محفوظ [من "عبث الأقدار" حتى "السمان والخريف"]، وعددا من مجموعاته القصصية [من "همس الجنون" حتى "دنيا الله"].. وفي هذا التناول التقط غالي شكري قضايا أساسية، ومعالم راسخة، في تجربة محفوظ الروائية والقصصية التي تراءت في كتاباته حتى سنة صدور الكتاب، كما استكشف غالي شكري، ببصيرة نافذة، في زمن صدور الكتاب، أن نجيب محفوظ "لم يقل كلمته بعد"، وأنه "فنان عظيم الانتماء لأنه عظيم الرفض" وهي الكلمات الأخيرة التي انتهت إليها السطور الأخيرة من هذا الكتاب. وقد كانت كتابات محفوظ التالية لتلك التي تناولها الكتاب تأكيدا، من جوانب متعددة، لما استكشفه غالى شكري في كتابه المبكر. *** يستحق هذا الكتاب "العلامة"، المبكر المستبصر، إعادة الاعتبار، وإعادة التأمل، وإعادة القراءة.
|
|
4 ج.م
على رغم من أن قصائد محمد ىدم تمتلئ بالمرارة وتفيض ألمًا وبؤسًا إلا أنه يصر غلى أن يكون إنسانًا لا بطريقة حالمة أو مثالية ولكن بطريقته الخاصة، من خلال تلك الروح القلقة المتوترة التى لا تفارقه أبدًا، إنه يؤكد هذه الإنسانية من خلال سخريته اللاذعة، ورفضه لكل قواعد اللعبة، وجسارته اللا معهودة والمرعبة تجاه انتهاك المقدسات والتابوات. إن افتتان محمد آدم بالعبث هو جزء من رغبته النيتشوية فى تحطيم كل الاصنام، وكل الأفكار المطلقة والمسلمات والمصادرات والمثاليات والميتافيزيقا، متاهة العبث هى المأوى الأخير الذى يجد فيه شاعرنا نفسه ويعثر على ذاته الضائعة الممزقة.
|
9 ج.م
إن إيمان الناقد بقيمة النص وإدراكه لمساراته المتحولة عبر لغة تمردت على انساقها المعيارية يفرض عليه توجهًا قرائيًا يتحدد وفقًا لعلاقتين متلازمتين أو متقابلتين: ما أنتجه النص من أنساق قارة فى ذاته متحولةً عبر محيطها التفاعلى مع الىخر بشتى صوره واشكاله. وما يقدمه القارئ من رؤية الخاصة التى تفيد من كشف المضمر ورقصة المعنى والحمولات الثقافية التى من شأنها أن تعيد غنتاج النص وبناء تحولاته. وهذه الرؤية تحتاج إلى نص متغاير يمتلك صفة الاختلاف. وله القدرة على خلق تمرده، ويستطيع عبر لغته الغارقة فى دائرة الانزياح أن يخرج عن نطاق الانغلاق لينفتح على فضاءات دلالية تزيح عنه ستار العزلة، وينفى عن نفسه تهمة التقليد وجناية المماثلة، النص الذى لايشوهه الحذف، ولا يؤمن بسجن الإطار الذى يحدد بدءه ونهايته، بل إن حذفه يمثل جمالية، وغياب بعض عناصر بنائه يمثل حضورًا يتجلى عبر لذة الكشف.
|
1 ج.م
هذه البداية تساعدني على تحديد موقفي إزاء التحولات التي طرأت على فنون السرد الحديث بوصفها تفاعلا طبيعيا مع متغيرات العصر الذي يرفض الثبات والانضواء في قوالب نهائية ثابتة. ومن هذا المنطلق أستطيع أن أقول إن كتابة هذا النوع الأدبي، المتصل بشواهد أدبية قديمة وحديثة، والمنفصل في الوقت نفسه بجهازه المفاهيمي والتقني وأدائه اللغوي عن ما سبقه، ليس ممارسة أدبية سهلة أو يسيرة أو متاحة على نحو ما يبدو لكل من شاء التعبير عن خواطره وانطباعاته في شكل حكائي، فليست الحكاية هنا هي المهمة، ولكن كيف يحكيها الكاتب لتصبح فنًّا أدبيًّا.
|
2 ج.م
إنَّ القرنَ العِشْرينَ هُوَ قرنُ الأنواعِ الأدبيَّةِ العربيَّةِ، بامْتياز؛ فيه تأسَّسَتْ القِصَّةُ القَصِيرَةُ، وَالرِّوايةُ، وَالمسْرَحيَّةُ (النَّثريةُ وَالشِّعريةُ)، وَالشِّعرُ المرْسَلُ، وَشِعرُ التَّفعيلةِ، وَفيه- أيضًا- تأسَّسَ شِعرُ النَّثرِ، وَقَدْ أثَارَ هَذَا النَّوعُ الشِّعريُّ الأخيرُ، وَلا يزالُ، جِدَالاً وَاسِعًا؛ لاصْطِدَامِهِ بقناعَاتٍ ظلَّتْ محلَّ إجماعٍ، غيرَ أنَّهُ- في النِّهايةِ- حَسَمَ معركَتَهُ، وَتأسَّسَ شَكْلاً شِعريًّا مفتوحًا وَحُرَّاً، بَرَزَتْ شِعريَّتُهُ الجديدَةُ، وَشَرَعَتْ تكتسِبُ مِسَاحَاتٍ وَاسِعَةً، في المشْهَدِ الشِّعريِّ؛ بحيثُ أنَّنَا نستطِيعُ أنْ نلحظَ تَسَرُّبَ شِعريَّةِ قصيدَةِ النَّثرِ، حاليًا، إلى نصوصٍ عديدَةٍ، مِنْ السَّردِ القَصَصِيِّ.
|
2 ج.م
في كل عمل روائي يمضي الكاتب متتبعًا مراده، ساعيًا لبناء عالم يطرح فيه أسئلته الواقعية، المتخيلة، الذاتية العميقة عبر نص تخيلي يراوغ من خلاله قضايا إنسانية غالبًا ما تظل رهينة الإجابة المفتوحة على زمن غير محدد.. يتوهم الكاتب أنه من خلال الكتابة قد تنزاح بوابة الكهف مع ترديد عبارة "افتح يا سمسم". لكن الحياة بتشابكاتها المعقدة أكثر غموضًا من مغارة علي بابا، ولأن انكشاف حقائقها يحتاج في كثير من الأحيان إلى عقود طويلة، ففي التوازي مع هذا تبدو بعض الأعمال الإبداعية منفتحة على احتمالات تتزاحم في النص الواحد وتتفرع في اتجاهات شتى، وتحمل أكثر من تأويل.
|
9 ج.م
بينما يخطو القرن الحادى والعشرون خطواته الأولى تشتد وطأة الواق وتتكاثف السحب الخانقة فى سماء العالم من مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، فصار الواقع يفوق الخيال، ومن ثم تنوء تقنيات السرد التقليدية بالتعبير، بل وتعجز عنه أحيانًا، فانفتح السرد الروائى والقصصى على شتى مناحى التجريب، ينطبق ذلك على الراسخين من الكتّاب، وعلى شباب المبدعين، وأن كان الشباب أكثر جرأة فى التجريب وأكثر حساسية لقسوة الواقع. وينقسم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول "الرواية" وينقسم إلى فصلين: "الفصل الأول: كُتّاب راسخون" وهتم بتقديم قراءة فى نماذج لرواية كبار الكتاب. "الفصل الثانى: إبداعات شبابية" ويقدم قراءة لنماذج من السرد الروائى لمجموعة من شباب المبدعين، ومنها أعمال اولى تشى بمواهب راسخة وقدرات مبشرة. ويأتى القسم الثانى ليقدم مراجعات نقدية لمجموعات قصصية، وينقسم بدوره إلى فصلين: "الفصل الأول: كتّاب راسخون" ويقدم نماذج من إبداعات بعض كبار الكتاب فى القصة القصيرة. يهتم الفصل الثنى "إبداعات شبابية" بقراءة مجموعات قصصية لمجموعة من شباب المبدعين. اتخذت المقالات المتضمنة ترتيبًا زمنيًا يبدأ باسبقية إصدار العمل الأدبى قيد القراءة والتحليل. يطمح هذا الكتاب إلى أن يقدم جانبًا من سمات السرد الروائى والقصصى فى بداية القرن الحادى والعشرين، كما يتجلى فى المشهد المصرى، كما يصبو إلى أن يحقق قدرًا من المتعة والفائدة للقارئ عاشق الأدب، غير المتخصص فى النقد.
|
|
|