العدد 954 صدر بتاريخ 8ديسمبر2025
يعد «ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية” حدثًا ثقافيًا وفنيًا مميزًا، يهدف إلى إحياء فن الأراجوز المصري، الذى يُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الشعبى المصري، ويعكس تاريخًا طويلًا من الفلكلور المصرى. يظل الأراجوز فى قلب الملتقى كفن شعبى جذاب، لكنه يمتد ليشمل أيضًا أنماطًا جديدة من العرائس التقليدية، التى تستخدم تقنيات وأساليب حديثة لتوسيع حدود هذا الفن العريق.
فى هذا الملتقى، يتم تسليط الضوء على الأراجوز والفنون الشعبية الأخرى، ويُتاح للفنانين فرصة استعراض أعمالهم التى تتراوح بين الأساليب التقليدية والتجديدات المعاصرة، مما يساهم فى إثراء المشهد الثقافى وتعميق التواصل بين الأجيال والجمهور. من خلال هذا الحدث، يُراد تقديم عروض مبتكرة تدمج بين الفنون التقليدية والمعاصرة، مع إبراز أهمية التراث فى عالم اليوم.
إذن، «ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية” ليس مجرد حدث فني، بل هو منصة للحفاظ على التراث الشعبى وتجديده، ويتيح المجال لتقديم عروض متجددة تُثرى الإبداع وتستقطب جمهورًا واسعًا من كافة الأعمار.
نظم المركز القومى لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف فعاليات ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية فى دورته السابعة، وذلك على مدى ثلاثة أيام من الأربعاء 26 إلى الجمعة 28 نوفمبر 2025، بالحديقة الثقافية للأطفال بإدارة الباحثة ولاء محمد، وبمشاركة ما يقرب من 11 عرضا فى الدورة السابعة خصصنا تلك المساحة لسنتعرض اراء المشاركين من العروض وكذلك المسئولون عن الملتقى.
ملتقى الأراجوز منصة لإحياء التراث وتطوير فنوننا الشعبية
صرح الكاتب والمخرج مهدى محمد مهدى “متلازمة سليم” بأن ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية يعد خطوة هامة فى الحفاظ على هذا الفن المصرى العريق الذى يقترب من الاندثار بفعل تأثير التقنيات الحديثة والفنون المعاصرة. وأضاف أن الملتقى ليس مجرد فعاليات للترفيه، بل هو وسيلة لإحياء جزء أصيل من ذاكرة المصريين وثقافتهم الشفاهية.
وأكد مهدى على أهمية هذا الحدث فى تمكين فن الأراجوز من مواجهة التحديات المعاصرة، حيث يمثل فرصة رائعة للقاء الفنانين والباحثين والجمهور فى فضاء واحد. من خلال هذا التفاعل، يمكن الحفاظ على التراث الشعبى وتطويره بأساليب معاصرة، وتوفير بيئة تعليمية لأجيال جديدة من صُنّاع الأراجوز والدمى. وأشار إلى أن الملتقى يجب أن يتحول إلى منصة لا تقتصر على العروض فقط، بل تشمل حوارات وورشا تدريبية وأبحاث لتعميق فهم هذا الفن. كما اقترح أن يمتد هذا الحدث ليشمل مناطق أخرى، خصوصاً السياحية، ويعزز من فكرة «الشارع المصري» كفضاء ثقافى نابض. وبهذا يمكن فتح أبواب جديدة للتعليم غير الرسمى والسياحة الثقافية ودعم الصناعات الإبداعية.
وفى ختام كلمته، شدد مهدى على أن تنظيم ملتقى الأراجوز ليس مجرد حدث ثقافي، بل خطوة ضرورية نحو الحفاظ على الهوية المصرية وتراثها الشعبى، وضمان استمراره للأجيال القادمة مما يعزز الانتماء ويعزز الفخر الثقافى لدى المجتمع.
ملتقى الأراجوز والعرائس كان مميزاً وغير تقليدي
تحدثت الفنانة إيناس رمضان مخرجة عرض «جاى من بعيد» عن تجربتها فى ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية لهذا العام، وأكدت أن الحدث كان مميزاً لعدة أسباب.
أوضحت رمضان أن الملتقى هذا العام لم يقتصر فقط على عروض الأراجوز، بل شمل أنواعاً متنوعة ومتعددة من العرائس، ما جعل الملتقى بمثابة «ملتقى عرائسي» أكثر من كونه ملتقى خاصاً بالأراجوز. وأضافت أن العروض المسرحية المتنوعة كانت ملائمة للأطفال والكبار على حد سواء، حيث تم تناول موضوعات هامة تخاطب الكبار أيضاً وتعمل على تعديل بعض المفاهيم الخاطئة لدى الآباء والأمهات.
كما أشارت إلى أن التنوع فى العروض ساعد الفنانين على تبادل الأفكار ورؤية أعمال بعضهم البعض، مما يساهم فى فتح المجال للتعاون المشترك بين فنانى العرائس. وأضافت: «فكرة تنظيم العروض فى أماكن متعددة كانت الأفضل، حيث سهلت للملتقى الوصول إلى جمهور أكبر فى أماكن متنوعة.
وأكدت رمضان أن التنظيم كان رائعاً بفضل جهود الأستاذ ناصر عبد التواب، الذى تعتبره معلمها وتفتخر بتعلمها تحت إشرافه. وأشادت أيضاً بتكريم الفنانين والفرق المشاركة، مشيرة إلى أن هذا التكريم كان له تأثير كبير على جميع المشاركين، حيث شعروا بتقدير جهودهم.
وفى ختام حديثها، أعربت إيناس رمضان عن أملها فى أن يتم توسيع نطاق العرض فى المستقبل ليصل إلى جمهور أوسع، مما يساهم فى الحفاظ على فن الأراجوز والعرائس.
تحديات العروض الصباحية ومقترحات لتطوير الملتقى
أكدت المخرجة رضوى رشاد عثمان أن تقديم العروض الصباحية فى أيام الدراسة كان يمثل تحديًا كبيرًا لها، خاصة فى ظل محدودية التقنيات الضوئية والصوتية. وأضافت: «كان الأمر يمثل مشقة فى نقل الديكور وتركيبه، وفى النهاية أجد نفسى أمام جمهور محدود مكون من 10 أو 15 طفل، وهو أمر لا يعكس الجهد المبذول بشكل جيد، خاصة فى حين كان هناك حشود كبيرة من الجماهير فى الحديقة فى نفس اليوم.”
وأوضحت عثمان أن هذا الوضع كان يعكس تباينًا كبيرًا بين العروض الصباحية والمسائية، حيث كانت العروض المسائية تشهد إقبالًا أكبر من الجمهور. «فى ظل فترة الدراسة، يجب أن يكون هناك استقطاب مناسب لجمهور العرض، أو يجب عرض العروض فى أماكن يجذبها الجمهور فى هذا التوقيت، أو حتى تقديم العروض فى وقت المساء.”
على صعيد آخر، أشادت المخرجة عثمان بمشاركة العديد من الفنانين فى المعارض والأعمال المختلفة، مشيرة إلى أن الملتقى لم يكن مقتصرًا على عروض الأراجوز فقط، بل شمل أنواعًا أخرى من العرائس وأفكار متنوعة. كما أبرزت عرض «زمبليطة فى الصالون» الذى استهدف فئة ذوى الهمم واحتفى بدورهم فى المجتمع، مؤكدة على ضرورة دعمهم وإيمانها العميق بأهمية دورهم فى المستقبل.
أما بالنسبة لمقترحات التطوير، شددت عثمان على أهمية اختيار توقيتات مناسبة للعروض لضمان أكبر عدد من المشاهدين، وأكدت أن الملتقى لا يتماشى مع موعد الدراسة، مما يؤدى إلى إقبال محدود على العروض التى تخاطب الأطفال. وأضافت: «يجب أن يتم توفير أماكن عرض فى توقيتات أكثر ملاءمة للجمهور، حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا فى تقديم عروض تؤثر وتخاطب أكبر عدد من الناس.”
ختامًا، طالبت عثمان بأن يتم ضبط التوقيتات بشكل يتماشى مع احتياجات الجمهور، وكذلك بتوفير الدعم التقنى المطلوب لإبراز العروض بشكل أفضل، مشيرة إلى أن وجود جمهور أكبر يساهم فى تعزيز التجربة الفنية.
اتسمت العروض بمجموعة سمات تعكس تطورا كبيرا على مستوى اللاعبين والملاغيين
الناقد والشاعر أحمد زيدان اوضح تقييمه عن عروض الدورة السابعة من الملتقى فقال « فى النسخة السابعة لملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية اتسمت العروض بمجموعة سمات تعكس تطورا كبيرا على مستوى اللاعبين والملاغيين والشكل الفني، فقد اختفت التجارب التى كان الاراجوز جزء من العرض التمثيلى المقدم وكأننا بعرض مسرحى يحتوى على العرائس كجزء من أدوات العرض، وبدا الإهتمام بوجود ملاغيين جدد خاصة فى سن صغير وهو ما يعكس تدريب وتطوير كبير ويجعل من الملاغى اقرب لسن الأطفال كجمهور اساسى مستهدف، اضافة لتجاور نمر مستحدثة ومنشورة مع نمر جديدة صاغها المبدعو. ومن الملاحظ ايضا استخدام أكثر من عروسة بجوار الاراجوز لاحداث تنوع، وتمكن اللاعبين أكثر من استخدام الامانة ووضوخ صوت الاراجوز، ونخلت بعض العروض عن فكرة ظهور الاراجوز فى شكل بشرى مما كان يحول نمرة الأراجوز لعرض مونودراما أو ديودراما، ومن السمات المميزة للدورة السابعة ايضا استخدام الاحداث الجديدة مثل افتتاح المتحف المصرى الكبير لتقديم رسائب توعوية بشكل غير مباشر.
إضافة للكتب التوثيقية التى ترصد التجربة وتطورها والعروض الفنية المختلفة ومعارض لفنانى العرائس بأنواعها المختلفة، والمسابقات للاطفال حول رؤيتهم الفنية للأراجوز.
وتابع قائلا: اعتقد أن حالة التطوير على مستوى الأداء والملاغى ودراما النمر الأراجوزية، الا أن هناك تحديات أكثر سواء استمرار استقطاب لاعبن جدد وتدريبهم حتى وصلوا لمائة لاعب أو تطوير مهارات للممارسين الجدد خريجو مدرسة الاراجوز، ويعكس الاهتمام المتراكم بالتدريب والتطوير خطوة للامام تبدى فى نتاج عروض الدورة السابعة بجهود اللجنة العليا للمهرجان لتى تضم نخبة كبيرة من المبدعين والباحثين من بينهم الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، والباحث أحمد عبد العليم والباحثة ولاء محمد مدير الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب والفنان ناصر عبد التواب منسق عام الملتقى، الباحثة ولاء محمد مدير الحديقة الثقافية للأطفال، السيناريست وليد كمال، د.أسامة محمد على مدير مسرح القاهرة للعرائس، الفنان محمد عبد الفتاح، ومقرر اللجنة الباحثة مروة طلبة.
ملتقى العرائس 2025 يحقق نجاحًا كبيرًا فى تعزيز التراث العرائسى المصري
قال الفنان والمخرج ناصر عبد التواب، المنسق العام لملتقى العرائس الدولى 2025: «فى إطار الاحتفاء بالفن الشعبى المصرى والحفاظ على تراثنا العرائسي، يسعدنى أن أُعلن عن نجاح الملتقى هذا العام، الذى شهد تقديم عروض متميزة من فرق عرائسية فى خمس محافظات مصرية، حيث بلغ عدد المشاهدين من الأطفال حوالى 3500 مشاهد. وأضاف أن هذا الرقم يعكس إقبال الجمهور الكبير على هذا النوع من الفنون التى تحمل فى طياتها جزءًا من هوية مصر الثقافية” .
وأوضح عبد التواب أن الملتقى شهد إصدار كتاب بعنوان «الاراجوز سنوات من الصون العاجل: تجربة مصرية». كما تم إنتاج أغنية لافتتاح الملتقى، قدمتها فرقة «بنات وبس» من المركز القومى لثقافة الطفل، والتى لاقت إعجابًا واسعًا من الحضور .
وأشار إلى أن الملتقى هذا العام كان مميزًا بتكريم عدد من الأسماء اللامعة فى مجال فن الأراجوز، مثل: أ.د. سامح مهران، الشاعر د. مسعود شومان، والمخرج الكبير مجدى عبيد، بالإضافة إلى تكريم أعضاء اللجنة العليا للملتقى، وعلى رأسهم أ.د. غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، وأ.د. أسامة محمد علي، مصمم العرائس ومدير مسرح القاهرة للعرائس.
وأكد عبد التواب أن الملتقى هذا العام يعكس الجهود المستمرة للحفاظ على فن الأراجوز المصرى وتطويره بطرق مبتكرة تواكب العصر، مع الحفاظ على أصالته، مؤكدًا أن الملتقى يسعى إلى نشر هذا التراث الرائع وتعزيزه فى السنوات المقبلة.
الملتقى توسع هذا العام ليشمل عدة مناطق جديدة
أكدت الباحثة ولاء محمد، المدير التنفيذى لملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية، ومديرة الحديقة الثقافية للأطفال عن نجاح النسخة الأخيرة من الملتقى الذى تم تنظيمه فى 28 نوفمبر. جاء هذا الحدث فى إطار جهود مستمرة للحفاظ على فن الأراجوز وتطويره، بعد أن أدرجته اليونسكو على قائمة الصون العاجل عام 2018.
وقالت ولاء محمد: «عملنا بلا كلل منذ ذلك الحين على تعزيز هذا الفن الشعبى العريق، وها نحن اليوم نحتفل بنجاح الملتقى الذى انطلقت فعالياته هذا العام فى العديد من الأماكن والمحافظات، وذلك بفضل التعاون المثمر مع جميع الجهات المعنية.”
وتُضيف الباحثة ولاء محمد: «الملتقى هذا العام كان مميزًا، حيث انضم إلى اللجنة العليا أساتذة بارزون مثل الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، والأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، بالإضافة إلى الباحث أحمد عبد العليم الأمين العام للملتقى، الأستاذ ناصر عبد التواب المنسق العام للملتقى والدكتور أسامة محمد على مدير عام مسرح القاهرة للعرائس، والدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للبحوث، كما انضم إلينا أيضًا عدد من الفنانين المبدعين مثل صدام العدلة ويوسف مغاورى.”
وأوضحت الباحثة ولاء محمد أن الملتقى توسع هذا العام ليشمل عدة مناطق جديدة، حيث تم تنظيم العروض فى قصر ثقافة شبرا الخيمة، قصر ثقافة جاردن سيتي، ومنطقة روض الفرج، وكذلك فى المنصورة بمشاركة الأستاذ محمد قطامش. كما تم تنظيم معرض خاص بالعرايس بقيادة الفنان عبد الحكيم صالح، والذى لعب دورًا رئيسيًا فى التواصل مع العرائسيين والمشاركة فى فعاليات الملتقى.
وأكدت محمد أن الملتقى واجه بعض التحديات، إلا أن الفريق استطاع التغلب عليها بفضل التعاون المستمر، وتم تنفيذ كافة الفعاليات بنجاح. وقد تم تخصيص أغنية خاصة للملتقى من كلمات الشاعر أحمد زيدان وألحان الفنان إيهاب حمدي، مما أضاف للحدث بعدًا فنيًا مميزًا.
وفى ختام حديثها، توجهت بالشكر إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة على دعمها المستمر، مشيرة إلى أن الملتقى هذا العام كان أحد أبرز الفعاليات الثقافية التى تسلط الضوء على التراث الشعبى والفنى المصرى.
سعى المركز إلى حماية الأراجوز بوصفه أحد أهم رموز الفرجة الشعبية المصرية
رئيس المركز القومى لثقافة الطفل ومؤسس الملتقى الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف قال: “بإدراج الأراجوز على قائمة الصون العاجل استوجب ذلك أن تتخد مصر بعض الإجراءات العاجلة والضرورية لصون تلك المفردة الثقافية “ الأراجوز” وبناء عليه بدأ المركز القومى لثقافة الطفل فى إتخاذ مجموعة من الإجراءات منها عمل مدرسة للإراجوز يكون دورها الأساسى توجيه لاعبين جدد للإراجوز فى المركز وخارجه فعلى مدار سنوات العمل الثقافى المخلص، خاص المركز القومى لثقافة الطفل تجربة فريدة تستحق أن تروى، تجربة جعلت من الأراجوز، ذلك الرمز الشعبى المبهج تراثا حيا يتنفس فى وجدان الأجيال الجديدة، ولم يكن الهدف مجرد الحفاظ على دمية القماش والخشب بل صون ذاكرة وطن تتكلم بلسان البساطة والحكمة والضحك الطفولى العميق وفى إطار هذه التجربة الرائدة سعى المركز إلى حماية الأراجوز بوصفه أحد أهم رموز الفرجة الشعبية المصرية، وإعادته إلى مكانته كأداة للتعبير والوعى والفرح الجمعى من خلال مشروعات التدريب والتوثيق والعروض الحية والتواصل مع الفنانين والحرفيين الذين حافظوا على هذا الفن من الاندثار.