ممثلو المؤسسات والمراكز الثقافية الأهلية: نعم نسهم في تطوير الحركة المسرحية

ممثلو المؤسسات والمراكز الثقافية الأهلية: نعم نسهم في تطوير الحركة المسرحية

العدد 671 صدر بتاريخ 6يوليو2020

اتلعب مؤسسات ومراكز المجتمع المدني الثقافية دورا بارزا وهاما في المجتمع، حيث تختلف أدوارها وتتعدد أنشطتها وتتنافس في إعداد البرامج والفعاليات المختلفة لجذب المهتمين ، و خلق مناخ ثقافي يلتقي على بساطه المبدعون والمثقفون، يناقشون مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية. كما أن لها دور مهم فى دعم فرق الهواة والفرق الحرة وتسويق منتجها وحماية استقلاليتها.. قمنا بالتعرف على بعض مؤسسي المراكز والمؤسسات الثقافية لمعرفة الأدوار التي  تلعبها هذه المؤسسات فى تنمية و تطوير الحركة الثقافية و المسرحية .
قال المخرج هشام السنباطى رئيس مؤسسة في عشق مصر ومؤسس مهرجان آفاق مسرحية: تلعب المراكز والمؤسسات الثقافية دورا هاما فى تقديم مشاريع ثقافية تخدم المجتمع، وهذه المشاريع تكون خدمية بالدرجة الأولى، وأرباحها تدخل فى إقامة مشاريع أخرى، وهذه المؤسسات تتبع وزارة التضامن الإجتماعى وتكون مراقبة من خلالها، فهى مؤسسات غير هادفة للربح وهذا لا يعنى أن لا تتربح، ولكن العائد منها يدخل فى مشروعات ثقافية أخرى.. وعن مؤسسة فى عشق مصر أشار إلى أنها أقيمت عقب إقامة مشروع آفاق مسرحية، وكان ذلك برعاية ودعم وزارة الثقافة، وقد فكرت فى تأسيس مؤسسة فى عشق مصر التي أصبح أحد مشاريعها مهرجان آفاق مسرحية ومركز آفاق الثقافي ومسرح وإستديو آفاق، وهى مشروعات تنموية ثقافية ومسرحية، فنحن نتحرك فى كل الميادين الثقافية، ومنها المسرح.. أما أهم المعوقات التي تصادفنا فهى المشكلة العامة التى تواجه المجتمع المصري كله، فهناك حالة من حالات الهبوط الثقافي والركود الذي من الطبيعي أن يحدث تأثيرا كبيرا علينا ، ومع النمو الثقافي نجد أن المؤسسات الثقافية تتطور وتتوازى مع هذا التطور.. وعن دور المؤسسات الثقافية في رعاية الفرق الحرة والهواة استطرد قائلا : في الدول العربية لا نجد فرقة هواة أو فرقة حرة قائمة بمفردها ولكن نجدها تابعة لمؤسسة أو جمعية ثقافية وهو شكل من أشكال التنظيم يجلعها تحت مظلة قانونية وفى نفس الوقت يحافظ على استقلاليتها. ومن الهام تأسيس نقابة أو إتحاد لتنظيم الفرق المسرحية مثلما يحدث فى الدول العربية .
وعن أهم المعوقات والصعوبات التي تواجه الفرق الحرة أضاف : يعد التمويل أولى المعوقات بالإضافة إلى البيروقراطية فى بعض الأمور ونحاول تجاوزها فنحن لا نستطيع تمويل الفرق لأننا لا نمتلك ميزانية، ولكننا نستطيع دعمها بأشكال مختلفة، فهناك شباب لديهم إبداعات مسرحية ولكنهم لا يجيدون تسويق منتجهم.
تنمية المجتمع من خلال الفن
جمعية النهضة العلمية والثقافية “جيزويت القاهرة “ تأسست عام 1998 وهى جمعية أهلية تابعة لوزارة التضامن الإجتماعى وأسسها مجموعة من الرهبان فى مدرسة الجيزويت , يقول أحد مؤسسي الجمعية الفنان محمد طلعت مسئول النشاط المسرحى بالجمعية : قامت الجمعية على مبدأ أساسي وهو تنمية المجتمع من خلال الفن ونعمل فى عدة ميادين فنية وثقافية، فلدينا مدرسة قائمة بذاتها فى المسرح لتعليم فنون المسرح والأكروبات والسيرك كما ان لدينا مدرسة السينما والمسئول عنها د.مروة عبد الله، و مدرسة المسرح ومنسقها المخرج مصطفى وافى بالإضافة إلى مدرسة الأنيميشن والمسئول عنها الفنان إبراهيم سعد، بالإضافة إلى أنشطة أخرى منها عروض نادى السينما ومسرح إستديو ناصيبيان وجميع هذة المدارس تخرج دفعات تتلقى الجوانب التعليمية لمدة قد تصل إلى عام أو عامين وتخرج ما يقرب من 20 إلى 30 فنانا تدربوا بمنح مدفوعة الأجر، فلا يقوم المتدربين بدفع مبالغ مادية نظير التحاقهم بهذه المدارس وجمعية النهضة قائمة على تمويل محبي الفنون والمهتمين بالثقافة.
واتفق محمد طلعت فى أن أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه النشاط المسرحى داخل جمعية النهضة الثقافية هى معوقات تواجه المجتمع ككل، فالفرق أصبح عددها أقل، ما أدى إلى هبوط الجودة الفنية و إنحصار وتقلص فرق الهواة، أضاف: أخدت جمعية النهضة على عاتقها النهوض بالمسرح وبكل الأنشطة الفنية وقد تطور مسرح الجيزويت وكنا سابقا نعمل داخل خيمة صغيرة حتى أصبح هناك مسرح صغير تقدم عليه العروض ونحاول تطويره بشكل أكبر، فنحن نستوعب الكم والكيف، فنحاول تقديم أكبر عدد من العروض ذات الجودة الفنية العالية، وهناك محاذير خاصة بالعروض وهى المعايير الرقابية العامة ويتم الانتقاء على أساسها، كما نحاول استقطاب الفرق المسرحية التي حققت نجاحات حتى يكون هناك شراكه في الإنتاج ونستضيفهم داخل المسرح بأقل تكاليف مادية ونحاول تذليل الصعوبات حتى يخرج منتج فني مشترك متميز.
أضاف :نبذل الكثير من الجهد لتطوير أنشطتنا رغم الظروف والمعوقات، وذلك عن طريق تزويد عدد دفعات المدارس الفنية والمسرحية المختلفة، فنقوم بتوسيع أنشطة المدارس و الورش التي تساعدها.
 وعن تمويل المؤسسات الثقافية قال : كل التمويلات التى تحصل عليها المؤسسات مصدره معروف وواضح، كما أن الدولة تشرف على هذا التمويل، وهناك اتفاقيات حكومية مع الدول الآخرى لتقديم هذه التمويلات.

فى العشر سنوات الأخيرة
فيما قال المخرج أحمد صالح مدير مؤسس المدينة للفنون الأدائية والرقمية أن أولى المعوقات التي تواجه الأنشطة الفنية والمسرحية داخل المؤسسة هى التمويل موضحا أن جهات الإنتاج الرسمية للمسرح لا تعطى الدعم والتمويل إلا لمن يعملون داخلها، وذلك على عكس الدول العربية الآخرى التي تقوم وزارات الثقافة فيها بتمويل كل الفنانين سواء من يعملون داخلها أو خارجها.
وتابع: نحاول التغلب على تلك المشكلة بعمل مجموعة من المشروعات المشتركة أو الحصول على تمويل خارجي، ولكن تنسيق هذه الأمور يتطلب وقتا طويلا وقد يستغرق مدة زمنية تصل إلى عام ونصف، ولذلك نقدم أعمالنا المسرحية على فترات زمنية متباعدة تصل إلى عامين أو أكثر، فأول إنتاج قدم مؤخرا بالمركز الثقافي اليوناني كان بعد توقف دام لثلاثة سنوات، وهى تعد فترة زمنية طويلة أضاف: عملنا لا يتوقف عند العملية الإنتاجية فقط ولكننا العملية الفنية الإبداعية بأكملها، فقد قمنا بتقديم شكل جديد لتقديم عروض مسرحية فى الساحات والشارع وهو ما تسبب في حل أزمة تقلص عدد المساحات التي تقدم خلالها الفرق المسرحية إبداعاتها الفنية، وأعددنا دليلا يخص العروض التي تقدم في الساحات والشوارع فى مصر خلال العشر سنوات الأخيرة.

شراكات مع أكثر من مهرجان
كما أشار الفنان سعيد قابيل مدير البرامج الثقافية لمركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية إلى أن المركز في مرحلته الأولى كان دوره الاساسى هو إعادة دور الجامعة الأمريكية النشط قبل إن تنتقل إلى التجمع الخامس، حيث كان يتم بالجامعة مجموعة كبيرة من الأنشطة المسرحية والفنية والثقافية، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز التحرير الثقافي وأصبح دور المركز أعم وأشمل فهو لا يقدم فقط عروضا مسرحية وفنونا مختلفة، ولكن تشمل أنشطته مجالات ثقافية أوسع وأرحب تهدف إلى التنمية والتطوير والتفكير والإبداع، كما أن مركز التحرير الثقافي لا يتعامل مع أفراد ولكن يتعامل مع كيانات.. وعن أنشطة المركز ودوره فى الحركة المسرحية تابع قائلا : خلال هذا الشهر قمنا بعمل شراكات مع أكثر من مهرجان ومنهم مهرجان حكاوي للطفل ومهرجان دى كاف الذي ينظمه الفنان أحمد العطار ومهرجان موسيقى الجاز مع مكتبة الإسكندرية ومهرجان إيزيس لمسرح المرأة وفى العام الماضي استضاف المركز بعض فعاليات مهرجان المسرح التجريبي والعرض الفائز من مهرجان شرم الشيخ الدولي، وليس من الضروري أن نقدم دعما ماديا، ولكن تتعدد أشكال الدعم لدينا.. وعن دور المؤسسات الثقافية قال :ترتكز أهمية المؤسسات الثقافية على دعم وتطوير الفنان وتوفير المنتج الفني بجودة فنية عالية.

 إنشاء مؤسسة فنانين مصرين
فيما قال المخرج عمرو قابيل: المؤسسات على المستوى الثقافي لا غنى عنها فى المجتمع، وكما نعلم أن المجتمع المصري كبير ومختلف الاتجاهات ومتعدد الثقافات ولا توجد وزارة أيا كان حجم استيعابها تستطيع تلبيه النهم الثقافي لدى المجتمع المصري، إذن فالمجتمع عليه دور كبير في إشباع متطلباته الثقافية أضاف : في عام 2011 وعقب أحداث يناير قدمت عرض مسرحي بعنوان “ حكاية ميدان “ وهو نموذج مصغر للمجتمع المصري، وكان العرض نتاج ورشة قمت بالإشراف والتدريب فيها، وكانت تضم مجموعة من الشباب من الفرق الحرة والمستقلة والأكاديمية والمسرح الكنسي وعدد من الأقاليم، وقدم العرض فى عدد كبير من المحافظات وما دفعني لفكرة إنشاء وتأسيس مؤسسة ثقافية وفنية أحد مشاهد العرض كان الأبطال فيها يبحثون عن مكان لتقديم عرضهم وضاق بهم الأمر ووصل إلى طريق مسدود ومن هنا بدأت في التعرف على الدور الإستراتيجي لمؤسسات المجتمع المدني، فهى رافد هام للتنمية الثقافية و لها دور فعال والمجتمع في احتياج كبير لها، كما أن تعاون كلا من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة يخلق نوعا من التكامل، وهو شىء يصب فى مصلحة الثقافة، وقد عانت بعض مؤسسات المجتمع المدني من مشكلة سوء السمعة فى بعض الفترات، ولكن هناك مؤسسات تعمل بجد كبير واحترافية شديدة.

إحياء المسرح المستقل
فيما قال المخرج أحمد إيهاب مدير مؤسسة فيبس: بدأنا منذ عام وقدمنا عددا من الأعمال الفنية والموسيقية والمسرحية ومنها مسرحية “الذئب يهدد المدينة” تأليف سعد الدين وهبه وعرضت 9 أيام فى مسرح الجيزويت، وقدمنا عرضا آخر بالتعاون مع شركة إنتاج وهو عرض “الأسانسير” وهو مقتبس عن مسرحية لهارولد بنتر ومن إخراج مصطفى خليل، ونحاول إحياء فكرة المسرح المستقل من خلال المسرحيات التي نقدمها ونستعد خلال الفترة المقبلة لتقديم عرضين وهما “الغريب “ و”العين السحرية “ إخراج بولا كامل، و تواجهنا صعوبات كثيرة فيما نقدمه من أعمال وعروض مسرحية بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وشركات إنتاج، حيث يشكل الجانب المادي عائقا كبيرا، ومع ذلك قدمنا كل هذه الأعمال الغنائية و المسرحية خلال عام، وإذا توفر لنا دعم أكبر أعتقد أننا سنساهم بشكل كبير فى تقديم عدد أكبر من العروض.
وأضاف: الجماهير متعطشة بشكل كبير لرؤية المسرح ومتابعته ومشاهدة عروض مختلفة وهناك ضرورة لعمل توعية مسرحية حتى يعتاد الجمهور على المسرح.
كما تحدث المخرج محمد حافظ عن تجربته فى التعاون مع المراكز الثقافية قائلا : وجدت إعلانا على صفحة معهد جوته الألماني بموقع التواصل الأجتماعى وكان عبارة عن برنامج يضم فنون الأداء المختلفة تمثيل وغناء ورقص وبالفعل قدمت، وكان هناك ما يقرب من 75 مشروعا مقدما وتم إختيارى أنا وعدد من العروض القليلة، وكان هناك اهتمام بالغ بأدق التفاصيل منذ اختيار مشروعنا وحتى تقديم عرضنا، فهناك تسهيلات فنية وكل ما يخص العملية الفنية وقد قدموا للعرض منحة وليس دعما وهو شىء رائع منهم، و كانت فرصة جيدة حيث كان هناك جمهور كبير يهتم بحضور العرض.
وتابع: من مميزات تجربتي مع معهد جوته أنه لم يشترط أن أقدم عرضا مؤلفه يتبع الجهة التي ينتمي إليها المعهد وهى دولة ألمانيا، بالإضافة إلى إتاحته حرية اختيار الموضوعات المقدمة على خشبة المسرح بشرط أن تكون الرؤية الفنية مقبولة من اللجنة الفنية التي تشاهد العرض، وكان الأهم بالنسبة لهم جودة العمل وأن يكون عرضا يستحق المشاهدة كما كانت هناك تغطية إعلامية متميزة من القنوات، وهو ما ساهم بشكل كبير فى تسويق عرضنا على القنوات الفضائية .
المخرج أندرو سمير تحدث أيضا عن تجربته من خلال تجربته مع مؤسسة فنانين مصرين للثقافة والفنون فقال “ أنا كمخرج ومسئول عن فريق خشبة وستارة للفنون التابع لمؤسسة فنانين مصريين للثقافة والفنون استفدت بشكل كبير من المؤسسة، فقد ساعدتني على النجاح ووفرت لي أماكن البروفات و العرض ومنها مركز الهناجر للفنون وبيت السحيمى، بالإضافة إلى توفير الدعاية والتسويق المتميز.


رنا رأفت