لولي صنوع .. خدعت أهم الباحثين

لولي صنوع .. خدعت أهم الباحثين

العدد 710 صدر بتاريخ 5أبريل2021

من خلال الحلقات السابقة تأكدنا أن كل من أرخ للمسرح المصري قال بأن رائده هو سليم خليل النقاش، ولم يذكر صنوعاً بأية إشارة أو تلميح يفيد أن له نشاطاً مسرحياً يُذكر، وهذا الأمر كان واضحاً من الوثائق والمقالات والكتابات المنشورة منذ عام 1875 إلى عام 1953 أي طوال «78» سنة والكل على قناعة تامة بأن ريادة المسرح في مصر كانت على أيدي سليم النقاش! وهذه القناعة تغيرت ابتداء من عام 1953 وحتى يومنا هذا، حيث إن الجميع الآن يقولون إن رائد المسرح في مصر هو يعقوب صنوع! فماذا حدث؟! الذي حدث خدعة ومؤامرة قامت بها الصهيونية بواسطة عميل لها، نجح في خداع ثلاثة باحثين مصريين كتبوا عن ريادة صنوع للمسرح، فأصبحت كتاباتهم أهم «مصادر ومراجع» الكتابة عن ريادة صنوع المسرحية .. وإليك عزيزي الباحث الجاد تفاصيل هذه المؤامرة!
الباحث الأول
هو الدكتور إبراهيم عبده، الذي ألف كتاب «أبو نظارة إمام الصحافة الفكاهية المصورة وزعيم المسرح في مصر» ونشره عام 1953 ليكون أول وأهم كتاب تمّ نشره في العالم عن صنوع، وسبب أهميته أنه اشتمل على بعض تفاصيل حياة صنوع ومسرحه وصحفه!! أي إنه الكتاب الشامل تقريباً لكل شيء عن صنوع!! فمن أين جاء الدكتور إبراهيم عبده بمادة هذا الكتاب؟! هنا يظهر دور العميل الصهيوني، الذي أمدّ الدكتور بمادة الكتاب! وهذا العميل هو ابنة يعقوب صنوع «لولي صنوع» التي تعرّف عليها الدكتور في فرنسا! وأظن – والله أعلم – أن معرفته بها لم تكن مصادفة، بل كانت من تدبير الصهيونية، وأن الدكتور لا يعلم بذلك، وشارك في الأمر دون أن يدري وبحسن نيّة منه! فقد كتب عن لولي صنوع في مقدمة كتابه قائلاً:
«شاء حُسن الطالع أن أعلم أن ليعقوب صنوع ابنة في باريس، تعيش عنواناً طيباً للمرأة الفرنسية العالمة، وقد هيأ لي صديقي الأستاذ إسكندر شحاتة، أحد العاملين على إعلاء شأن مصر في سفارتنا بباريس إذ ذاك، فرصة التعرف بتلك السيدة الوقور ..... وقد شملتني السيدة لولي صنوع بعطفها، ومنحتني مجموعة والدها الصحفية كاملة غير منقوصة، فوجدت أخيراً تحت يدي الجدول الأصيل لمن يريد أن يغترف من تاريخ يعقوب وفنه، فضلاً عما أهدتني من وثائق وصور وكتب مخطوطة متصلة بهذا الموضوع؛ تكمل تاريخ أبي نظارة وتجعله حياً قوياً جديراً بالنشر في أوسع نطاق، وفي مقدمة ذلك تاريخه الذي كتبه عن نفسه بخط يده».
وهكذا خدعت لولي الدكتور إبراهيم عبده، ففرح بما أخذه منها، متخيلاً أنه حصل على كنز علمي، لا على وباء انتشر وما زال ينتشر مع الزمن حتى الآن! فكتاب إبراهيم عبده أصبح أساس وجود صنوع في تاريخنا الثقافي، وأصبحت ريادته المسرحية واقعاً مفروضاً علينا منذ عام 1953، وكم كنت أتمنى ألا يُخدع الدكتور بهذه السهولة، ولا يكتب هذا الكتاب عندما شك في مصداقية تاريخ صنوع المسرحي! فقد علق الدكتور على مذكرات صنوع - بوصفه مسرحياً - قائلاً: «ويؤرخ لنا أبو نظارة فيما يرويه عن فرقته سيرة المسرح المصري الأولى، وهي سـيرة لا يعرفها المصريون، ومن حُسن طالع هذا التاريخ أن صاحبه عني بتفاصيله وأتاح لنا أن نقف على كثير من أخباره المستخفية، والتي لم يذكرها مؤرخ من المؤرخين»!!
كم كنت أتمنى أن أكون بجوار الدكتور وهو يكتب هذه العبارة لأسأله: لماذا لا يعرف المصريون سيرة مسرح صنوع، هل كان مسرحه سرياً لا يشاهده ولا يعرفه المصريون؟! ولماذا لم يذكر أي مؤرخ من المؤرخين تاريخ صنوع المسرحي، هل كان تاريخه خيالاً ووهماً لذلك لم يذكره أي مؤرخ معاصر له، ولماذا لا يعرف هذا التاريخ غير صنوع وحده؟! ولكن هيهات .. فقد نشر الدكتور إبراهيم عبده تاريخ صنوع في الحياة والمسرح والصحافة، وأصبح كتابه هذا المرجع الأول والأهم لجميع الباحثين المحدثين منذ عام 1953 وحتى الآن .. وهكذا نجحت لولي صنوع في إقحام تاريخ والدها وريادته المسرحية في الذاكرة المصرية بفضل إبراهيم عبده!
الباحث الثاني
هو الدكتور أنور لوقا، الذي سافر إلى فرنسا وأخذ من «لولي صنوع» صورة أخرى مما أخذه الدكتور إبراهيم عبده، ولكنه اهتم بأخذ كل ما يتعلق بالمسرح وتحديداً الكراسة المخطوطة التي اشتملت على النصوص المسرحية الستة التي نعرفها لصنوع حتى الآن!! وكذلك أخذ الدكتور صورة من صحف صنوع المشتملة على «لعباته التياترية» فنشر عدداً منها وكتب حولها دراسة منشورة بعنوان «حريم الخديو! نماذج لسخرية المسرح الشعبي من الطغاة» في العدد 76 من سلسلة «كتابي» بتاريخ يوليو 1958، فكان له الفضل الأول في اكتشاف «اللعبات التياترية» ونشر بعض نصوصها والكتابة التحليلية النقدية عنها! وبذلك أضاف الدكتور أنور لوقا نصوص اللعبات التياترية إلى جانب تاريخ حياة صنوع وتفاصيل صحفه التي كان للدكتور إبراهيم عبده الفضل في نشرها.
لم يكتف الدكتور أنور باكتشاف اللعبات التياترية، بل أصرّ أن يكون له فضل اكتشاف مسرحيات صنوع الكبيرة، حيث قال: «لم أجد في أوراق يعقوب صنوع بباريس إلا مخطوطاً يضم ست روايات باللغة العامية هي: الضرتين، الصداقة، العليل وحلوان، الأميرة الإسكندرانية، أبو ريده البربري، بورصة مصر». وهذه المخطوطة التي تملكها لولي صنوع – في الكراسة التي ألمحنا إليها سابقاً - هي التي حصل عليها الدكتور أنور لوقا، كما حصل منها على مذكرات صنوع الخاصة بمسرحه، وهي مذكرات موجودة فقط عند لولي!! لذلك كتب الدكتور دراسة جديدة بعنوان «مسرح يعقوب صنوع» نشرها في مجلة «المجلة» بتاريخ مارس 1961. وأقر في بدايتها - وقبل أن ينشر مذكرات صنوع حول تاريخ مسرحه – قائلاً عنها: إنها «دعاية شخصية مليئة بالمبالغات، بثها أصدقاء يعقوب على صفحات جرائدهم ومجلاتهم الصغيرة. وفيها يتناولون بالإطناب والتمجيد فصول سيرة أملاها صاحبها عليهم في مناسبات مختلفة أو قدمها لهم مدبَّجة بقلمه نثراً وشعراً وحواراً، أي في قوالب فنية مؤثرة، وبوحي من نفس يعقوب».
ورغم هذا الشك في تاريخ مسرح صنوع إلا أن الدكتور أنور لوقا نشر التاريخ في دراسته هذه، كما هو مكتوب ومحفوظ عند لولي صنوع! بل وأضاف إليه ملخصات وافية عن المسرحيات الست الموجودة في المخطوطة! وهكذا نجحت لولي في نشر تاريخ مسرح والدها، وملخصات وافية عن مسرحياته الكبيرة، بالإضافة إلى نصوص لعباته التياترية من خلال أنور لوقا!
الباحث الثالث
هو الدكتور «محمد يوسف نجم» الذي نشر نصوص مسرحيات صنوع عام 1963، والتي كانت مخطوطة في الكراسة التي تملكها لولي صنوع، والذي يملك صورتها الدكتور أنور لوقا. ويقول الدكتور نجم في مقدمة نشره لهذه المسرحيات: «تضمها المخطوطة التي تحتفظ بها السيدة لولي صنوع التي ما تزال تحتفظ بالقسم الأكبر من آثار والدها. وكان أول من اتصل بالسيدة لولي من الباحثين العرب هو الدكتور إبراهيم عبده، الذي أفاد من مقابلته لها، ومن اطلاعه على الآثار التي تحتفظ بها في دراسته عن صنوع. إلا أن عناية الدكتور عبده كانت منصرفة إلى آثار صنوع الصحفية، ولذا لم يعن عناية كافية بنتاجه المسرحي. وبعد ذلك اتصل بها الدكتور أنور لوقا، واطلع على المخطوطة التي تضم المسرحيات التي نشرناها في هذه الحلقة. وبعد عودته إلى مصر .... بادرت إلى الاتصال بالدكتور لوقا ورجوته أن يعدّ هذه المسرحيات للنشر فوعدني .... وانتظرت أن يفي الدكتور لوقا بوعده، ولكنه لم يفعل لأسباب لا أعرفها .... فكلفت أحد أصدقائي المسافرين إلى باريس أن يتصل بالسيدة لولي صنوع وأن يرجوها الإذن له بتصوير نسخة من المخطوطة، فتفضلت السيدة لولي مشكورة وأذنت له بالتصوير». وهكذا خرجت نصوص مسرحيات صنوع الكبيرة إلى النور بفضل الدكتور نجم واتصاله بلولي صنوع!!
والحق يُقال: إن الدكتور نجم – مثلة مثل إبراهيم عبده وأنور لوقا – شك في تاريخ صنوع، وقال في مقدمة كتابه حول نصوص مسرحيات صنوع: «أنا شخصياً بعد أن استقريت حياة صنوع، ودرست ما كتبه عن نفسه، أرى أنه يميل إلى المبالغة والتنفج، وخاصة أن أحاديثه تلك عن نفسه كانت في الأغلب أحاديث صحفية وخطباً ألقاها خارج مصر، وفي وقت متأخر، وهو آمن من النقد والنقاد، وممن يستطيعون أن يصوبوا كلامه إذا خرج فيه عن جادة الحقيقة والواقع». ورغم هذا الشك الصريح إلا أنني سأتوقف عند عبارة محددة، وهي قول الدكتور «درست ما كتبه عن نفسه» أليس هذا ما أقوله منذ أكثر من عشرين سنة إن صنوعاً كتب بنفسه عن نفسه، مما يعني أن الدكتور نجم لم يجد ما يؤكد تاريخ صنوع المكتوب بيد صنوع!! أما الكلمة العبقرية التي استخدمها نجم لوصف صنوع بأنه يميل إلى «التنفج» أي الفخر بما لا يملكه وليس عنده، مما يؤكد أن كتابات صنوع عن نفسه أغلبها أكاذيب!!
والحق يُقال أيضاً: إن الدكتور نجم – بوصفه مؤرخاً مسرحياً من طراز فريد – ذكر عبارة دالة وخطيرة لما نحن فيه، عندما نشر مسرحيات سليم خليل النقاش عام 1964 – أي بعد نشره لمسرحيات صنوع بعام واحد، وقارن بين سليم وصنوع ودور كل منهما – قال في مقدمتها: «إن دراسة أوليات المسرح المصري لا بد من أن تتجه إلى فرقة سليم النقاش وأثرها، بعد أن تمر بمسرح يعقوب صنوع، الذي يبدو أنه مضى دون أن يعقب أثراً»!! أليس هذا ما أقوله منذ أكثر من عشرين سنة إن رائد المسرح المصري وواضع أساسه هو «سليم خليل النقاش»!!
ومما سبق يتضح لنا أن «لولي صنوع» نجحت نجاحاً كبيراً في إقحام وترسيخ تاريخ صنوع وريادته للمسرح خلال عشر سنوات فقط، مقابل فشل صنوع في هذا الأمر طوال «42 سنة»! وأظن أن الجميع على قناعة بأن مقابلة لولي للباحثين الثلاثة لم تكن مصادفة، لا سيما وأن كل باحث قام بمهمة خطيرة ومدروسة! فكتاب الدكتور إبراهيم عبده أصبح «المرجع الأول والأهم» في تاريخ حياة صنوع وصحفه، ودراسات الدكتور أنور لوقا أصبحت «المرجع الأول والأهم» في تاريخ مسرح صنوع، وفي لعباته التياترية نصوصاً وتحليلاً ونقداً. وكتاب الدكتور محمد يوسف نجم أصبح «المرجع الأول والأهم» لنصوص مسرحيات صنوع الكبيرة.
وهكذا نجد أن عام 1953 هو العام الفيصل بين المجهول والمعلوم! فقبل عام 1953 بأكثر من ثمانين سنة لم نجد أي شيء يثبت نشاطاً مسرحياً لصنوع يستحق عليه الريادة بعكس عشرات الأدلة التي تثبت هذه الريادة لسليم النقاش! وفجأة بعد عام 1953 نجد بين أيدينا تاريخاً لحياة صنوع، وحديثاً عن صحفه، وتفاصيل لتاريخه المسرحي، ونصوصاً للعباته التياترية، ونصوصاً لمسرحياته الكبيرة .. كل هذا مصدره شخص واحد هو «لولي صنوع»، التي خدعت أعلام الكتابة عن صنوع وهم: د.إبراهيم عبده، د.أنور لوقا، د.محمد يوسف نجم!! ولا أظن يوجد باحث واحد منذ عام 1953 وحتى الآن يجرؤ على الكتابة عن صنوع دون الرجوع إلى هؤلاء الثلاثة، والنقل من كتاباتهم التي نُشرت بفضل لولي صنوع!
نقاط بحثية جديدة
عزيزي الباحث الجاد .. أخيراً وصلنا إلى نهاية المطاف! فقد قررت أن تكون هذه المقالة هي الأخيرة، رغم عدم تطرقي إلى أمور أخرى موجودة في رسالة الباحثة «ريهام عبده»، ومنها وثيقة بها عبارة «موليير المصري» دون ذكر اسمه، وهو لقب لشاعر كان سيلقي قصيدة وليس مسرحياً، فربما يكون صاحب اللقب هو صنوع وربما يكون غيره. كذلك يوجد في الرسالة ترجمة لمقدمة مسرحية صنوع «الأميرة الإسكندرانية» يعترف فيها إنه «حاول» أن يؤسس مسرحاً عربياً في مصر ولكنه «فشل»، ويعترف أيضاً بأن آخرين نجحوا فيما فشل هو فيه! ومن المحتمل أنه يقصد نجاح سليم النقاش لأن تاريخ هذا الاعتراف كان في عام 1875 أي بعد الاتفاق الرسمي بين النقاش والحكومة المصرية! وهذه الأمور تُعدّ من الزهور التي تُزيّن رسالة الباحثة، ويجب ألا أنزعها منها، حتى تظل رسالتها مزيّنة، يتهافت على قراءتها الجميع!! وأنا على ثقة بأن الباحث الجاد سيهرع إلى قراءة الرسالة فور قراءة هذه المقالة!!
الاختيار لك
عزيزي الباحث الجاد أمامك الآن طريقان، يحق لك أن تسلك أحدهما: الأول «طريق الورود» وذلك بأن تؤمن بكل ما كتبه صنوع وفيليب طرازي، وإبراهيم عبده، وأنور لوقا، ومحمد يوسف نجم، وتكون مثلك مثل جميع من كتبوا عن صنوع منذ عام 1964 وحتى الآن! لأنك ستكتشف أن «جميع» من كتبوا عن صنوع بعد عام 1964 لم يضيفوا سطراً واحداً جديداً، أو معلومة واحدة مفيدة، حيث إنهم كانوا نقلة من السابقين، الذين نقلوا عن صنوع وأصدقائه!! فكن مثلهم واختار طريق الورود واستمتع بحياة هادئة، وكن رقماً هامشياً لا قيمة له ضمن أرقام من كتبوا عن صنوع نقلاً عن السابقين!!
أما الطريق الآخر فهو «طريق الأشواك»!! وهو أنك تقرأ كل ما كُتب عن صنوع، وتعمل فيه عقلك وفكرك وإمكانياتك العلمية، وتناقشه بهدوء، ربما تجد أموراً غير مقنعة أو متناقضة، أو كاذبة، أو غير منطقية!! وقد وضعت لك نماذج من هذه الأمور طوال الحلقات السابقة، فحاول أن تستغلها، أو ترفضها، أو تبني عليها، أو تفكر في غيرها .. إلخ! ونصيحتي لك أن تحاول أن تبحث عن صنوع بعيداً عن كتاباته وكتابات أصدقائه، وحاول أن تبحث عنه في دار الوثائق القومية، وفي دار المحفوظات العمومية، وفي أقسام الدوريات الأجنبية، والعربية القديمة .. فمن المؤكد أنك ستجد أجوبة لأسئلة كثيرة!! وفي النهاية لك مطلق الحرية في اختيار طريق الورود أو طريق الأشواك!!
إلى قُراء مسرحنا
أرجو من متابعي هذه المقالات العودة إلى المقالة الأولى وقراءة الشرط المذكور، وهذا نصه: «وآخر شرط يجب أن نتفق عليه، هو عدم التسرع بالرد على أي شيء في هذه المقالة أو أية مقالة قادمة إلا بعد انتهاء نشر سلسلة المقالات كلها! أي عندما تقرأ المقالة الأخيرة، يحق لك أن تناقش الموضوع وترد على أي نقطة فيه، حتى تكتب بحثك الذي ينتظره الجميع، وتثبت فيه مصرية صنوع وريادته للمسرح العربي في مصر أو ريادته للمسرح المصري الفصيح أو العامي، سواء قدمه أمام الشعب أو أمام النخبة!! لأن من المحتمل أن ما ستثيره في ردك المتسرع – قبل إتمام نشر الحلقات كلها - سأتناوله في المقالات القادمة، حتى ولو كانت المقالة الأخيرة! وأعدك عزيزي الباحث بأن أغلب الأسئلة والاستفسارات التي تخطر على بالك – أو التي ستخطر على بالك، أو التي لن تخطر على بالك - سأتناولها في المقالات، ولن أترك احتمالاً واحد يستطيع أي باحث أن يفكر فيه إلا وأكون قد تناولته وشرحته!! وعندما تنتهي المقالات «نصيحتي لك»: ألا تهتم بالرد عليها بقدر اهتمامك بتفنيد ما أذكره من معلومات وتوجيهات؛ لعلك تكون «الباحث الجاد» الذي ننتظره، ويكون بحثك هو البحث الذي نتمناه منذ عشرين سنة!! هذه هي بعض الشروط المبدئية الواجب أن نتفق عليها، حتى يستقيم الأمر لأي باحث جاد، يريد أن يكتب بحثاً يثبت فيه حقيقة يعقوب صنوع وريادته المسرحية».
الاحتفال الحقيقي
سأنتظر جهودك أيها الباحث الجاد! سأنتظر البحوث التي تثبت مصرية صنوع، وتثبت ريادته المسرحية التي أثرت في المسرح المصري، والتي يستحق عليها لقب الرائد! ومن ناحيتي فأنا غير متعجل لظهور هذه البحوث خلال أيام أو شهور .. ولا حتى خلال سنة ولا سنتين ولا ثلاث سنوات ولا أربع سنوات .. بل سأنتظر خمس سنوات «فقط» أي حتى عام 2026 وأظن هذا الانتظار كافياً!! وفي حالة عدم ظهور البحوث المنتظرة، سيحق لي – بعد خمس سنوات من الآن - أن أنادي بضرورة الاحتفال بمرور «150 سنة مسرح» في عام 2026 لأنه الموعد الحقيقي بمرور 150 سنة على ريادة «سليم خليل النقاش» رائد المسرح في مصر، الذي ظهر وعرض مسرحياته في مسرح زيزينيا بالإسكندرية عام 1876، فإلي اللقاء عام 2026 إن كنا من الأحياء!!


سيد علي إسماعيل