التعبير الحركي وفن الاستعراض والمسرح الجسدي.. مصطلحات متشابهة على مائدة صناعها

التعبير الحركي وفن الاستعراض والمسرح الجسدي.. مصطلحات متشابهة على مائدة صناعها

العدد 553 صدر بتاريخ 2أبريل2018


يعد المسرح الجسدي أو التعبير الحركي أحد فنون الأداء المعاصرة، يعبر عن الهموم والمشكلات الإنسانية بشكل حركي بعيدا عن المسرح الناطق، يجمع بين التمثيل والرقص والغناء، وهناك خلط دائم بين التعبير الحركي والاستعراض ومتى يتم استخدام مصطلح مصمم استعراضات أو مصمم الأداء أو التعبير الحركي أو الكريوجراف، حول الفرق بين الاستعراض والتعبير الحركي، وهل مصطلح الكريوجراف هو نفسه مصمم التعبير الحركي أو مصمم الاستعراض أم أنه مجرد مصطلح تم استحداثه. وعن كيفية تحويل لغة الحوار المسرحي للغة حركية التقت “مسرحنا” ببعض المتخصصين في المسرح الحركي وكانت تلك آراءهم.

 

يقول مصمم الأداء الحركي عمرو البطريق: بالتأكيد يمكن للتعبير الحركي التعبير عن كل ما نريد قوله عن مشاعر الحب والكراهية والصراع والسياسة والدين، فقد أصبح الرقص المعاصر يتطرق لكل جوانب الحياة والتعبير عنها بطريقة قريبة من الجمهور باستخدام مفردات حركية متنوعة وباستخدام حركات من حياتنا اليومية. وعن كيفية تحويل اللغة اللفظية إلى لغة حركية، قال: يتم باستخدام أو إيجاد الحركات المناسبة التي تعبر عن المشهد والمعنى المراد توضيحه وليس لمجرد استخدام الحركة وإلا أصبح ليس لها معنى، وهذا يتطلب جهدا كبيرا من المصمم، ولكن يجب على المصمم تحدي نفسه بإيجاد حركات مختلفة وجديدة والبعد عن الشكل النمطي، حتى يحقق النجاح المطلوب، وأن يدرس العمل من كافة جوانبه. وعن الفرق بين الاستعراض والتعبير الحركي، قال: الاستعراض جزء من التعبير الحركي.
«كريوجراف» مصطلح مستحدث «دلع»
أما مصمم الاستعراضات محمد العشري، فقال: يمكن للتعبير الحركي التعبير عن قضايانا ومشكلاتنا وهمومنا بدون الحاجة للتعبير اللفظي وتلك مدرستي التي أعمل عليها دائما، فالتعبير الحركي أكثر واقعية ويسهل وصول معناه للكثير من الدول التي لا تفهم اللغة التي نتحدث بها، لأن الحركة لغة عالمية، وحتى الطفل يمكنه استيعاب الشكل الحركي أكثر من اللفظي الذي قد يحمل معاني لايفهما، وبالنسبة لمسألة تحويل اللغة اللفظية للغة حركية، فالأمر صعب بعض الشيء، فالمضمون يمكن التعبير عنه حركيا، ولكن هناك بعض التفاصيل البسيطة التي يصعب التعبير عنها بالحركة فنستعيض عنها بإفيهات حركية يمكنها أن توضح مثلا شكل أو حجم العلاقة بين شخصين يؤديان إحدى الرقصات سويا أو بين الراقص والمجموعة المشاركة له، ولكن في العموم فإن فكرة تحويل الفكرة لعرض حركي من الألف إلى الياء، شيء ممتع كثيرا ويحقق متعة بصرية للمشاهد أكثر من قراءته لرواية أو مشاهدة عرض مسرحي عادي، لأنه يستنتج الحدث ويفهم التعبير الحركي بدون الكلام.
وعن الفرق بين التعبير الحركي والاستعراض، قال إن الاستعراض مجرد صورة حركية لنغمات معينة ولا تعبر عن مضمون العمل المقدم؛ أي أنها مجرد شكل بدون خط درامي، بينما التعبير الحركي أمر آخر لأن كل حركة لها معنى وهدف وتحكي قصة، أما بالنسبة لاستخدام مصطلح كريوجراف فهو مستحدث مثل الديكور الذي أصبح سينوغرافيا، فهو مصطلح جديد بدأ الناس في استخدامه، ولكن علميا الكريوجراف أعم من مصطلح مصمم الاستعراض، فهو يخرج الحركة العامة للعرض كاملا؛ أي شبه إخراج، فيقوم بعمل تصميم حركي أكبر من مجرد الاستعراضات.
يتعامل مع الأفكار المجردة
بينما قال مصمم التعبير الحركي إبراهيم عبده، إن المسرح المعاصر يمكنه استخدام جميع الأدوات دون استخدام جمل، ومصطلح التعبير الحركي لا يستخدم اليوم بل يسمى بالمسرح الجسدي أو المسرح المعاصر حتى يستخدم جميع الوسائل، فقد يكون الممثل مغنيا وراقصا ويستخدم جسده بشكل أوسع، أما عن مسمى مصمم استعراضات فهو مصطلح يستخدم للعروض التجارية ويقلل من المضمون أو الفكرة المقدمة لمجرد الشكل، بينما المسرح الجسدي أو التعبير الحركي أشمل لأنه يستخدم الإمكانيات الجسدية لدى الممثل لعرض فكرة ما أو إحساس ما، وهناك الكثير من المدارس لعرض القضايا، ولكن أحبها إلى المسرح الجسدي لأنه يتعامل بشكل أكبر مع الأفكار المجردة وفي تعامله مع الأحاسيس يحاول دائما ألا تكون مفتعلة.
لغة إنسانية وحالة جمالية
بينما عبر المخرج طارق الدويري عن رأيه، قائلا: أعتقد أن كل أدوات الممثل يمكنها أن تعبر عن قضايانا ومشكلاتنا شريطة ألا تكُن مجرد حركة بل تُعبر عن وجهة نظر، فالحركة لغة، فوليد عوني مثلا يقوم بعمل حركة تعبيرية بلغة معينة بعيدة بعض الشيء عن المتفرج، ولكن هناك بعض الأعمال التي تعتمد على طاقة الممثل وإحساسه، فلم يعد الموضوع يعتمد على اللغة اللفظية فقط بل هناك الكثير من مدارس الحركة، فهناك من يأخذ الشكل الخارجي للموضوع ويخترع لغة معينة، وهناك من يعمل على مضمون الموضوع ويُخرج منه الحركة حتى وإن كانت حركة بسيطة تعطي معنى، والراقص لديها ممثل وليس مجرد أداة شكلية، أما المدارس الشكلية فتقوم بعمل حركة حتى وإن لم يشعر بها الممثل أو الراقص، وهذا لا يقدم شيئا.
وأضاف: يظل الأمر في طاقة الفنان وإدراكه أن جسده مجرد أداة لتوصيل الأفكار والمعاني وليس أداة شكلية، وفلسفة الموضوع هي من تحكم في النهاية إذا ما كانت القضية ستصل للمتفرج أم لا، أما الفرق بين الاستعراض والتعبير الحركي فالتعبير الحركي حالة من حالات التشخيص والتمثيل، وهي لغة إنسانية مبنية على الإيماءات وحركة الجسد وقدرته على التعبير وحالة جمالية بينما الاستعراض هو مجرد شكل لا يعبر عن شيء.
أما الفنان حازم حيدر، فقال: يرجع الأمر للمخرج إذا كانت رؤيته ستتمكن من توصيل القضية للمتفرج أو لا لأنه من يقوم بالمعالجة، وهناك أشياء مجردة وأخرى غير مجردة، ونستخدم بعض الحركات من حياتنا اليومية لما يتناسب والقضية المعروضة. أما الفارق بين التعبير الحركي والاستعراض، فالتعبير الحركي يعبر عن موضوع المسرحية ويبحث عن أقرب شيء له في المجتمع، مثل مناقشة قضية التحرش، فيبدأ في مراقبة كيف يحدث ذلك ويأخذه ويضعه في المشهد الحركي، أيضا عندما ينهمر شخص في البكاء فإنه يأخذ رد فعل الجسد ويحوله لتعبير حركي، بعكس الاستعراض الذي يستخدم في الإعلانات والأفلام لمجرد الشكل والإبهار فقط.
الفنان محمد ميزو قال إن العروض تختلف من عرض لآخر وفق معطيات العرض نفسه، فالمسرح الراقص مسرح مستورد ظهر في مناخ معين لقول رسائل معينة، وعندما نعرضه للمجتمع المصري لا بد أن تكون القضايا أو الدلالات الحركية المستخدمة تدل على مجتمعنا، فمثلا إذا قدمت عرضا إسبانيا وهناك إيماءة تدل على أنني مصارع ثيران، فالمجتمع الإسباني سيفهمها، لكن لن يفهمها مجتمعنا لأنه ليس لدينا تلك الدلالة الحركية، فلكي يتمكن التعبير الحركي من التعبير عن قضايانا لا بد أن يتم استلهام الحركات التعبيرية الراقصة من البيئة وأن يكون لدي من الدلالات التعبيرية ما يتلاءم مع المجتمع نفسه وما يدل على القضية أو الفكرة ويمكن فهمها بحيث لا تكون الدلالات مستوردة، والفرق بين الاستعراض والتعبير الحركي أن الاستعراض مجموعة من الحركات المتعارف عليها التي تُقدم داخل العمل الدرامي، مثل التي تُقدم في الأفلام «كغرام في الكرنك» والفيديو كليب والمسرح الاستعراضي والفوازير، وتلك تؤدي وظيفة معينة مثل الفلكلور وليس لها دلالة درامية، وحركاتها مبهرة مصحوبة بموسيقى صاخبة بعض الشيء. أما التعبير الحركي، فهو الحركات الدالة على فعل درامي مثل التعبير عن الحزن ويتم استخدامها في المسرح لدلالة درامية، وقد تتم بدون موسيقى وفقا لما يخدم الدراما. أما التفرقة بين الحركات التعبيرية والاستعراضية والواقعية، فهذا شيء آخر حيث يمكن استخدام نفس الحركات ونفس الموسيقى لتأخذ الشكل التعبيري أو الواقعي والاستعراضي، فعلى سبيل المثال إذا قدمنا عرضا وبه رقصة تانجو لشخصين في صالة ديسكو ورقصا بنفسيهما، فهذا واقعي، أما إذا دخلا وجلسا وقامت فرقة بنفس الحركات، فهنا تحول من واقعي إلى استعراضي، وإذا دخلا وجلسا وتخيل أنه وحبيبته يرقصان نفس الرقصة بنفس الحركات بنفس الموسيقى، فهنا أصبحت تعبيرية، ولهذا فيمكن تحويل المشهد الحركي وفقا للموقف الدرامي.
الاستعراض تابلوه ترفيهي
وترى المخرجة شيرين حجازي أن الحركة لغة والرقص لغة وأداة في يد من يمكنه توظيفها، فإذا كان المخرج أو الكريوجرافر أو مصمم الحركة قادرا على أن يستخدم اللغة التي لديه ويبعث بها معنى واضحا ومفهوما، فتلك هي القضية، وبالفعل يمكن للتعبير الحركي والرقص التعبير عن أي قضية وكل شيء يمكن التحدث عنه بدون أي حوار كلامي من خلال عرض راقص، وعن كيفية ترجمة مفردات اللغة المكتوبة لمفردات حركية فتلك طريقة ومدرسة بحسب كل شخص وحسب خلفيته الثقافية والتعليمية في الرقص أو بحسب الخبرة، بل وترجع أيضا لإحساس المخرج أو مصمم الحركة بالمشكلة، وبالطبع فالتعبير عن موضوع أو مشكلة خاصة بي سيكون أفضل من التعبير عن مشكلة خاصة بغيري.
أما عن مصطلح كريوجراف ومصمم استعراض، فأوضحت أن ليس هناك فارق، فالفرق أن تصميم الحركة هو إخبار الشخص الواحد ماذا سيفعل بكل أطراف جسده، لكن الكريوجراف هو صاحب القدرة على التصميم بالأجساد الكثيرة الموجودة معك حسب العدد وحركة المكان كله، وليس مجرد تصميم الحركة على مستوى الجسد الواحد بل كيف تخلق للحركة رسما داخل المساحة، فيمكنك التعبير عن لوحة فأنت تستخدم تلك الأجساد مثل الفرش والألوان، وأنا لدي تحفظ على كلمة استعراض لأن الاستعراض فن، وعلم الحركة علم آخر وما استخدمه له علاقة بعلم الحركة أكثر من الاستعراض، فكلمة استعراض في الغالب تعني تابلوها أو مشهدا، الغرض منه الترفيه مثل الفوازير، فأنت تصمم لوحة جميلة الشكل والجميع يرتدون ملابس جميلة ويرقصون على موسيقى مختلفة، لكنها لا تعبر عن شيء، ولا بد أن تكون الحركات جميلة وأنيقه وبها جماليات، ولكن علم الحركة ليس شرطا أن تكون الحركة جميلة، فيمكن أن تُقدم حركة تؤلم الناس وتقدم فكرة لها قيمة فنية مختلفة في الحركة أو الرقص المعاصر، كما أن علم الحركة يشمل لغة الجسد وترجمة الحركات والإيماءات والجلوس والوقوف.. إلخ. علم الحركة أشمل من الرقص، والاستعراض فن آخر مثل عرض التحطيب أو الفلكلور البدوي أو الرقص الصعيدي كلها دراميا لا تقول شيئا.
عشرون عاما مضت
فيما قال المخرج مناضل عنتر: منذ زمن تدمرت العلاقات الإنسانية وكلما تدخل في النفس البشرية تصبح المسألة أكثر تعقيدا، فنبحث عن الجزء النفسي، ولكن نحتاج في بعض الوقت للكلمة، للأشياء التي يصعب التعبير عنها بالمفردة الحركية، فاضطر لاستخدام المفردات اللفظية. أنا وآخرون كان لدينا مشكلة أننا خرجنا من عباءة وليد عوني، فكان لا بد أن نُحدث تطويرا لنقترب من الجمهور أكثر، وأصبح لدينا قاعدة جماهيرية كبيرة؛ حيث عملنا على الهوية المصرية والرواية المصرية المعاصرة، ولهذا ذاع صيت الفرقة خلال السنوات الأربع الماضية وأصبحت اللغة التي نُقدم بها أكثر احترافا، لأننا ندمج مفردات الحركة مع مفردات القول لخلق مسرح يتعامل معه الناس على أنه نوعي. وعن تحويل الكلمات لحركات، قال إن تلك من أصعب الأفكار، لأن تحويل النص المكتوب لعمل درامي راقص في الأساس هو تحويل لجنس ثاني، وأنت تحولها لجنس ثالث وهو الرقص أو التعبير الحركي، فتبدأ التفكير في كيف تفكر الشخصية، وما الذي تريد تلك الشخصية قوله، وكيف يمكن أن نطور الحركة حتى يستطيع الناس فهم معناها؟ تضع مفرداتك الحركية وتضع مفرداتك للصراع الدرامي للشخصية وعكسها في نفس الوقت، فالمسألة صعبة جدا.
وتابع: بالنسبة لاستخدام المصطلحات، فالاستعراض لغة مختلفة في التعبير، ويكون جزءا من عمل وليس هو العمل، إنما الكريوجراف فهو عمل عرض كامل بالحركة، كما أن الإشكالية في أن مصطلح مصمم استعراضات مصطلح كان يصلح منذ عشرين عاما مضت. أضاف: الاستعراض الذي يهتم بالشكل المبهر من مخلفات القطاع الخاص والكريوجراف مخرج ثانٍ للعرض.
مهنة من لا مهنة له
وشارك مصمم التعبير الحركي محمد عبد الصبور برأيه قائلا: لا يمكن تحويل كل الأشياء لتعبير حركي، فلعمل إحلال للكلمة لا بد أن يكون لها مدلول ودافع، ولن ننسى أنه في البدء كانت الكلمة وليس الحركة، ولكن الإنسان في بداياته قبل أن يعرف لغة الكلام كان يتواصل بالصمت «المايم»، فكان يعتمد في التعبير أو الإشارة على احتياجاته من مأكل وملبس وآلام على الإشارة بالحركة، إذن فالفعل الشكلي الذي يدل على رغبة أو حدث معين يمكن توظيفه، ولكن يظل طيلة الوقت شكليا، فهناك ما يسمى الشكل الحركي وهناك التعبير الحركي، والمضمون الذي يحتويه الشكل الحركي هو الذي يترجمه التعبير الحركي، ولكنه في النهاية شكل، مثال على ذلك: رفع اليد قد يعني أنني أطلب من شخص التوقف أو قد أرفعها أثناء الاستغاثة، فالحالتان مختلفتان، الشكل الحركي لهما واحد ولكن التعبير الحركي هو الذي يفسرهما، مضيفا: هناك مدلول خاطئ وهو استخدام مصطلح دراما حركية، لأن استخدام هذا المصطلح يعني أنه تم استبدال الدراما بالحركة بشكل كامل، وأصل كلمة دراما هي «دراو» وتعني اللفظ أو الكلمة الحوارية، وعند وضع كلمة حركية بجانبها، فمعناه ترجمة الكلام بشكل حركي. وعن الفرق بين التعبير الحركي والاستعراض، قال «عبد الصبور» التعبير الحركي ذو مضمون أعمق من الاستعراض ويدخل في أعماق الممثل، وعند حذفه من العرض يحدث خلل، بينما الاستعراض هو استعراض لمهاراتي ودلالاتي الرمزية، يهتم بالشكل والإبهار أكثر من المضمون، وفكرة وجود الاستعراضات لمجرد الاستعراض فكرة خاطئة من مخلفات القطاع الخاص، ومجرد حشو لمجموعة جمل حركية تترجم أغنية أو تجهز لدخول حدث ليس لها هدف درامي بل مجرد شكل مبهر، وهذا هو المعنى السطحي للاستعراض.
أما عن استخدام المصطلحات، فتابع موضحا أن هناك ثلاثة مصطلحات: كريوجراف، مصمم، التعبير الحركي. والكريوجراف أشمل لأنه شريك في الحركة المسرحية كلها فهو مخرج ثاني للعرض، وعندما يكتب المخرج مصطلح كريوجراف فلا بد أن يعي أن هذا الشخص شارك معه في بناء العرض كله، أيا كان شكل العرض، فليس شرطا أن يكون ملحميا بل يمكن أن يكون كوميديا أو تراجيديا أو عبثيا أو كلاسيكيا. أما مصمم الرقصات، فهو شخص يحول أغاني الأوبريت لحركة مثل العشرة الطيبة وشهرزاد، فلا يمكن أن نكتب على أوبريت كريوجراف بل مصمم رقصات، ولكن إن كانت هناك مشاهد مثل القتل أو الثورة وحولت لحركة، فهنا نستخدم مصطلح كريوجراف، وفي النهاية فالكريوجرافر لا بد أن يكون مدركا للتحليل والتشريح الجسدي وفاهما للنص؛ حيث إن الأمر يتطلب منه ثقافة أكثر من مصمم الرقصات، وضروري وجود مُحكمين لهذا المجال في اللجان من المتخصصين، لأنها أصبحت مهنة من لا مهنة له.
وأخيرا، يقول مصمم الاستعراضات ضياء شفيق: الرقص نوع من أنواع تحرير الجسد، فحركة الجسد هي أول من يعبر عن حالة الإنسان بطريقة لا إرادية عند التعرض لأي موقف في الحياة أو عند أي رد فعل، وأعتبر أن لغة الجسد والتعبير الحركي هي الأفضل في التعبير عن حالة الإنسان، وأفضل من يعبر عنه وعن واقعه وعرض المشكلات والقضايا التي تخص مجتمعنا المصري، أما الفرق بين علم التعبير الحركي والاستعراض، فإن الأول يحمل دراما بينما الاستعراض هو مجرد شو.

 


روفيدة خليفة