العدد 864 صدر بتاريخ 18مارس2024
تلعب المرأة دورا محوريا في نهضة المجتمعات، فهي تعد عنصرا أساسياً في إحداث عملية التغيير في المجتمع، وهي شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه؛ ولذلك تعد حقا نصف المجتمع، حيث أصبحت في أغلب الدول تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع في كافة مجالات ومناحي الحياة، أما في مجال المسرح نجد أن المرأة أسهمت بشكل كبير في تطوير الحركة المسرحية في مصر منذ ظهرت النساء على خشبة المسرح في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وعلى مدى العقود التالية لها.
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وعن «دور المرأة في المسرح المصري» كان على مسرحنا التحاور مع عدد من النساء من مختلف المجالات المسرحية ومن أجيال مختلفة؛ لمعرفة آرائهن فيما نطرحه عن دور المرأة في المسرح المصري من خلال ثلاث زوايا:
أولها: مشاركتها في صناعة الأعمال المسرحية كتابةً وإخراجا وتمثيلا ونقدا وسينوغرافيا واستعراضات وتصميم ديكور وملابس.. وغيرها، وثانيها: من خلال تجسيدها على خشبة المسرح وتأثيرها على المشاهدين، وثالثها: من خلال احتلالها مراكز صنع القرار في تسيير الشأن المسرحي. وكذلك محاولة الإجابة على التساؤل: هل المرأة بالفعل استطاعت أن تترك بصمتها في المسرح المصري؟
فكانت ردودهن كالتالي:
د. دينا أمين: تاريخ النساء المسرحيات وجهادهن يجب أن يقدر
قالت المخرجة الدكتورة دينا أمين: قطعت المرأة المصرية خطوات كبيرة في جميع جوانب الفن المسرحي، وتركت الكثير منهن بصماتهن في مجال المسرح.
لذلك لا بد من التأكيد على أن نجاحهن وإنجازاتهن لم تأت بسهولة في مجال المسرح، ويجب ألا تؤخذ على أنها أمر مسلم به، إن النساء ناضلن بشدة ولفترات طويلة لتوصيل “أصواتهن” في جميع الساحات، ومعاركهن لم تقترب من الانتهاء، إذ أنها لم تبدأ بعد على العديد من الجبهات. أضافت:
منذ البداية، كانت مساهمة المرأة المصرية في تطوير المسرح المصري في أوائل القرن العشرين مساهمة قوية وملتزمة، ولعقود عديدة، كانت مساهمتها في المسرح إلى حد كبير كممثلة، وصاحبة فرقة مسرحية، أو مديرة مسرح تمتلكه، أو راعية وداعمة للفنون.
ولم تبدأ مساهماتها ككاتبة مسرحية ومخرجة في الظهور حتى الخمسينيات من القرن الماضي. ويعد تاريخ مشاركتها في الأدوار المختلفة المتعلقة بالمسرح أمرًا بالغ الأهمية؛ لفهم ظهورها ككاتبة مسرحية ومخرجة في النصف الثاني من القرن.
حاليا يتزايد عدد الشباب من الكاتبات المسرحيات والمخرجات، ومن الملحوظ في أعمالهن أنهن أصبحن أكثر حزما وجرأة في الرسائل التي يرغبن في نقلها من خلال أعمالهن. لذلك يجب أن يحترم تاريخ النساء المسرحيات وجهادهن للتواجد ويؤخذ على محمل الجد، لأنهن ناضلن بشدة ولفترات طويلة لإسماع أصواتهن في جميع الساحات، وما زلن يحاولن جاهدين لإثبات قدراتهن في مجال يصعب فيه تواجد النساء لأسباب اجتماعية وجندرية كثيرة.
د. سامية حبيب: دور المرأة بدأ منذ بداية القرن العشرين
الدكتورة سامية حبيب قالت: دور المرأة في المسرح المصري بدأ منذ بداية القرن العشرين، وبعد مرحلة من وجود الممثلة أو الفنانة أو المطربة الشامية، أو من كان لها أصول دينية يهودية أو قبطية أو غيرها. كن من بدأن مع الفرق الأولى، وبعد ذلك ظهرت نجمات كبار عملن في فرق راسخة مثل فرق يوسف وهبي وعزيز عيد وأولاد عكاشة، وبعضهن تخرج من هذه الفرق بطلات وصاحبات فرق مثل فاطمة رشدي وروز اليوسف وفكتوريا موسى ومنيرة المهدية، وفي مرحلة متقدمة ظهرت فرقة تحية كاريوكا، فهن كممثلات كن من أسس المسرح المصري ودورهن مدروس ومعروف ومرصود تاريخيا بدءا من روز اليوسف وايرز ستاني وفيكتوريا موسى وأمينة رزق وميمي شكيب وزوزو شكيب وفردوس محمد..... وغيرهن، كن بطلات ومؤسسات للفرق، فعندما انفصلت فاطمة رشدي وعزيز عيد عن فرقة يوسف وهبي أسسوا فرقة باسم فاطمة رشدي وليس باسم عزيز عيد رائد فن الإخراج المسرحي في مصر، فقدموا مترجمات عالمية، وقدموا مسرحيات إنجليزية مهمة جدا وامتد دورهن حتى فتح معهد الفنون المسرحية 1944، فقبل مجموعة كبيرة من البنات لتأهيلهن لكي يكونوا ممثلات مثل فاتن حمامة وسميحة أيوب وملك الجمل ونعيمة وصفي، وبعدها سناء جميل واسمت شيرين ممن درسن في المعهد بشكل علمي ومؤهل، وتخرجن منه عند الأستاذ زكي طليمات. وإذا تحدثنا عن الإخراج سنجد أن المسرح المصري عرف كثير من المخرجات مثل الدكتورة ليلى أبو سيف وزينب حسن، وظهرت بعدها مخرجات مثل عبير علي وعفت يحيى ونورا أمين وهم الجيل الأحدث الذي نما وترعرع في المسرح التجريبي، وما زلن مستمرات، حتى على مستوى الأقاليم وقصور الثقافة نجد بنات مثل ريهام عبد الرازق ومادونا هاني، فعلى الطريق نجد مخرجات وممثلات كثيرات، وأيضا نجد كاتبات قدمن نصوصا مهمة، ومنهن الكاتبات الشهيرات اللاتي قدمن للمسرح مثل الدكتورة نوال السعداوي والصحفية نهاد جاد، وهناك كاتبات كانت كتابتهن الأساسية هي الكتابة المسرحية مثل فتحية العسال وليلى عبد المقصود ونادية البنهاوي، وفي مسرح الطفل قدمت فاطمة المعدول - والتي تعد سيدة مسرح - فهي من كتبت وأخرجت، وعلى مستوى المنظر المسرحي والتصميم نجد مصممات مسرح مهمات جدا منذ الستينيات مثل الأستاذة نهى برادة ومهيرة دراز ونعيمة عجمي وسوزي عجاتي، وهناك العديد ممن عملن في تصميم الديكور والملابس، والآن نجد مروة عودة، وأيضا نجد مصممات حديثات اليوم في التصميم وكثيرات ومتميزات.
منار زين: أتمنى وجود مهرجان يتبع وزارة الثقافة للمسرح النسوي.
فيما قالت المخرجة منار زين: المرأة في المسرح المصري من وجهة نظري لها دور مهم وفعال في العملية المسرحية، فلا يوجد عمل مسرحي يخلو من دور المرأة، سواء على خشبة المسرح أو من صناع العمل، ولكن نعرف أن لدينا نقصا في عدد السيدات اللاتي شاركن في صناعة العمل المسرحي، ولدينا عدد قليل من المخرجات على الرغم من أن لدينا عددا من المخرجات اللاتي ساهمن في تطور المسرح المصري وخاصة المسرح المستقل، ولدينا مخرجات يعملن في التجربة المسرحية، ولكن عددهن قليل.
فأنا أجد أن دور المرأة مهم وفعال ولكن تحتاج إلى دعم واهتمام كبيرين من الدولة، ومن هنا أحب أشيد بالأستاذة عبير علي وتجربتها المسرحية كمخرجة، إلى جانب عملها مع الأستاذة رشا عبد المنعم والأستاذة عبير لطفي في مهرجان إيزيس - هو مهرجان دولي مخصص لاحتضان التجارب التي تهتم بالمرأة وقضايا المرأة - فهو في الوقت الحاضر من أهم المهرجانات التي تدعم مسرح المرأة وتطوره، ففي خارج مصر توجد عدة مهرجانات تناقش قضايا المرأة، ولكن هنا في مصر لا يوجد إلا القليل وتجارب لم تكتمل، فالمهرجان سيكون له أهمية لحركة أكبر وتطور في العروض الخاصة بالمرأة ، لأننا لا ننكر الدور المهم للمرأة في المجتمع. ولكن من وجهة نظري تظل التجارب المسرحية أو المهرجانات التي تدعم الحركة النسوية قليلة جدا وفردية، ولكن أتمنى أن يكون هناك مهرجان من الدولة ويتبع وزارة الثقافة يخص المسرح النسوي ويدعم دور المرأة في المسرح.
أما عن تجسيد المرأة على خشبة المسرح فلا يوجد عمل مسرحي يخلو من العنصر النسائي، أما عن القيادات فلا يوجد عندنا قيادات سيدات كثيرات باستثناء وزيرة الثقافة، أننا نفتقد فكرة دعم المخرجات، فالمخرجات لدينا قليلات جدا، كما أن لدينا مشكلة كبيرة في قلة الكتابة عن المرأة في الوقت الحاضر، فالمرأة تتطور وتختلف، وبالتالي فهي تختلف عن الماضي، فليس لدينا مسرح يتحدث عن المرأة في الوقت الراهن مع تطور الزمن إلا في شكل محدود، وبالنسبة لي ليست كل الكتابات التي يكتبها الرجل مقنعة عن مشاعر المرأة، فنحن الآن نفتقد لكتابات المرأة والكتابة عنها بشكل خاص.
رشا عبد المنعم: تم تجاهل توثيق تاريخ إسهام المرأة في حركة المسرح المصري
وقالت الكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم: تحتل الأقلام النسوية فى المسرح المصري مكانة خاصة من حيث كونهن حساسيات متباينة ومتميزة وفاعلة جماليا وتنمويا في مجال معالجة قضايا المرأة، إلا أنهن لا يلقين الاهتمام والتشجيع اللائق .. فقد تكون تلك المداخلة فرصة لمناقشة التحديات التي تواجههن، والدعوة لإعادة الاعتبار لهن بالمرور على إسهاماتهن الفنية وخصوصية كتابتهن من ناحية أخرى، مؤكدين أن هذا التهميش والتجاهل هو فعل تاريخي حيث تندر الأبحاث التي تضئ على المرأة الكاتبة بل إن شئنا الدقة (صانعة المسرح) وإسهامها في تاريخ المسرح المصري وهن كثيرات.... وربما يكون هذا الطرح هو المدخل المناسب ونحن نبحث ونتساءل عن ندرة صانعات المسرح خاصة الكاتبات، فإننا وبالضرورة في هذا الشأن نتحدث عن سياسات ثقافية منوط بها العمل على تمكين المرأة في المجال العام عموما، وسياسات تدعم المرأة في مجال المسرح على وجه الخصوص.
إن تاريخ إسهام المرأة في حركة المسرح المصري تم تجاهله عبر عقود، على مستوى التأريخ والتوثيق والبحث، ربما تكمن وراء ذلك رغبة خفية في تهميش صانعات المسرح، والمتأمل يستطيع أن يلمح هذا التهميش بسهولة إذا تأملنا مثلا تمكين المرأة كمديرة مسرح: تولت إدارة المسارح سيدات بارزات قدمن تجارب في الإدارة (تكاد تحسب كطفرة) نذكر منهن تجربة الأستاذة الدكتورة هدى وصفى في إدارة الهناجر، وتجربة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب في إدارة المسرح الحديث وقت النكسة... ولنتساءل كم سيدة تم تكليفها من وزارة الثقافة لتتولى منصب مديرة مسرح على مدى الثلاثة عقود الأخيرة؟
أضافت: بعيدا عن التهميش الظاهر في التوثيق وتمكين المرأة، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل السياق الاجتماعي والقيود التي يفرضها على المرأة في التعبير عن ذاتها، والتي تزداد بالضرورة في حالة المسرح نظرا لكونه احتفالية جماعية، نحتفى فيها سويا بذواتنا التي يحاكيها المسرح في لعبة تفاعلية يدرك كل طرف دوره ك(مرسل أو مستقبل) كما يدرك اللحظة التي عليه أن يتحول فيها من دور إلى دور... الطبيعة التفاعلية المرتبطة بالآن/ هنا في طبيعة المنتج المسرحي، تجعل عملية التلقي مباشرة وحية وجماعية، فالمتفرج وبجواره متفرجين آخرين في مواجهة صناع العمل.. ألا يشعرك ذلك بالخوف كأنثى من سيحكم على وكيف سيصنفني عبر كتاباتي عبر أدائي كممثلة عبر الموضوعات والقضايا التي سأطرحها كمخرجة؟ لذا تتردد بعض الكاتبات في إنتاج أنماط الكتابة التي تعبر عن ذواتهن وهمومهن الأنثوية بجرأة، حيث هذا النوع من الكتابة لا يلقى تشجيعا ولا يتوافق مع الذائقة النقدية (التقليدية) السائدة ويتبدى ذلك دوما في تصدى لجان القراءة بالمسارح لتلك النصوص، وفي لجان تحكيم المسابقات العربية التي تنتصر دوما للنصوص الكلاسيكية المحافظة. حتى الرقابة على المصنفات، وعن تجربة، إنها لا تتسامح مع ما يمكن أن تتسامح معه لو خطته يد الرجل خاصة حين تكتب المرأة عن أشيائها الحميمة وعن جسدها، فإنها مستويات مختلفة من المحاكمات الرقابية والاجتماعية تعقد له، ثم نتساءل لماذا تندر كاتبات المسرح بالمقارنة بكاتبات الرواية والشعر.
صفاء البيلي: دور المرأة المبدعة مهمش في العملية المسرحية بمصر!
وبأسف شديد قالت الكاتبة والناقدة صفاء البيلي: للأسف.. دور المرأة المبدعة مهمش في العملية المسرحية بمصر! فدور المرأة متراجع جدا في إنتاج مفردات الأعمال المسرحية عبر مشاريع المسرح المصري خاصة في مجالات الكتابة والسينوغرافيا والإخراج .. حتى في النقد المسرحي، فبنظرة فاحصة سنجد عدد الناقدات أقل بكثير من النقاد، ومعظمهن مقلات في الكتابة والنشر؛ ربما لإحساسهن بعدم الجدوى؛ فالناقد إما مجامل مأمون الجانب صديق الجميع؛ وإما محايد، وهنا لا يأمن من العداوات الشخصية، فلا يجد مفرا من الابتعاد إيثارا للنجاة، وهذا يتساوى فيه النقاد الرجال والمرأة الناقدة في المعاناة على حد سواء. أضافت: المجال الأكثر وفرة تواجدا للمرأة هو التمثيل والأداء الحركي (الكيروغرافيا).
نأتي إلى المرأة الكاتبة .. ونتساءل معا.. كم كاتبة مسرح في مصر؟ وأين هن من هدير ما يقدم على مسارح الدولة؟ للأسف إن عددهن لا يتجاوز أصابع اليدين! ورغم ذلك هن غير موجودات على الخريطة المسرحية، وذلك ليس برغبتهن؛ فوجودهن مهمش بفعل فاعل، وبشكل مقصود، وإلا لما تم التعامل مع إبداعها بهذه الطريقة من التهميش المتعمد، وبطريقة محايدة لننظر في خريطة الأعمال المقدمة هذا الموسم والمواسم السابقة أسماء بعينها مكررة وأسماء لا إنتاج لها مع قلة عددها كذلك مع الاعتراف كل الاعتراف بتميزها في مجالها. أما عن المرأة المبدعة مسرحيا وتعبيرها عن قضايا المرأة، فأنا ككاتبة ألاحظ عددا من زميلاتي المبدعات خاصة في مجالي الكتابة والإخراج على سبيل المثال معظمنا لا تهمنا مسألة الجندرية أو النسوية بقدر ما تهمنا القدرة على التعبير عن القضايا الإنسانية في عمومها، وإذا كانت هناك ثمة إشارات باتجاه تلك القضايا الخاصة فمن باب الاهتمام بالقضايا العامة، فالقضايا الإنسانية هي الأبقى والأكثر تأثيرا ودواما .. بل خلودا ..
أما فيما يخص صناعة القرار، فللأسف صناعة القرار في المسرح المصري لا علاقة لها بالمرأة نهائيا، فمعظم القائمين على رأس العملية المسرحية من الرجال، وإذا حدث ووجدت المرأة فإنها تكون محكومة بقرارات من هم فوقها في السلم الوظيفي، ومن هنا تسقط قراراتها إن وجدت في أيدي رؤسائها خاصة إن كانت تلك القرارات مؤثرة وفاعلة، ومن يقل غير ذلك فليأتنا بمثال! وختمت بقولها:
أتمنى أن يتغير واقع المرأة في المسرح المصري، وأخشى أن أطالب بكوتة للمرأة المبدعة في المسارح المصرية لأن هذا حينئذ سيكون ضربا من التقليل من شأن المرأة المبدعة، وسيحيل إلى التعسف المضغم الذي تعيشه المرأة المبدعة في المسرح المصري.. وأنا أنزهه عن ذلك!
وفاء عبده: سيدة المسرح العربي نموذجا
وقالت الفنانة وفاء عبده: إذا تحدثنا عن دور المرأة في المسرح المصري لابد أن نذكر سيدة المسرح العربي (سميحة أيوب)، ولقب سيدة المسرح لم يأت من فراغ . فهي صاحبة مسيرة ورحلة طويلة في الفن عامة والمسرح بصفة خاصة، حيث قدمت للمسرح أدوارا ستظل علامة فارقة في تاريخ الفن المصري من أهمها: (سكة السلامة، رابعة العدوية، دماء على ستار الكعبة) ، وقدمت أيضا عروضا للمسرح كمخرجة على سبيل المثال (الباسبور ، ليلة الحنة) من تأليف الكاتبة الراحلة فتحية العسال كنموذج للتعاون النسائي بينهما ، كما كان لها دور قيادي آخر فهي أول سيدة بالوطن العربي تتولى إدارة فرقة تابعة للدولة من خلال إدارتها لفرقة المسرح الحديث عام 1973، ثم تولت إدارة فرقة المسرح القومي لمرتين من خلال الفترة (1975- 1982) (1984 - 1988)، واستحقت أيضا أن يوضع اسمها في مقرر الصف الابتدائي كشخصية مصرية مؤثرة ولها رصيد كبير من الأعمال الفنية تجاوز ال 400 عمل فني، ومنهم أكثر من 90 عرضا مسرحيا.
سميحة أيوب مدرسة كبيرة من الفن ، وصاحبة أسلوب فريد في الإلقاء المسرحي، وتم تكريمها من الرؤساء (جمال عبد الناصر والسادات) وغيرهم من زعماء العرب، ونالت تقديرا كبيرا من جمهور عريض بالوطن العربي والإشادة من فنانين وفنانات خارج الوطن العربي أيضا، فهي فنانة قديرة صاحبة العديد من الإنجازات الفنية، ولها بصمة كممثلة ومخرجة ومديرة مسرح وحاصلة على العديد من الجوائز والتكريمات وشغلت أكثر من منصب حتى تم تكريمها بإضافة اسمها في مقرر دارسي عن جدارة واستحقاق.
نسرين نور: روز اليوسف أثر باق في حياتنا
أما الكاتبة والمخرجة المسرحية نسرين نور فقد تحدثت عن روزا اليوسف، الفتاة اليتيمة التي رحلت من طرابلس الشام إلى مصر، فتألقت في التمثيل المسرحي ثم في الصحافة، فهي من جيل الرواد الحقيقي للمسرح، وقد تتلمذت على يد المخرج الكبير عزيز عيد الذي اعتبرته أباها الروحي، وتعلمت منه الكثير، ولولا أن تبناها فنيا وإنسانيا، لما وصلت إلى ما وصلت إليه. وقد نشرت مذكراتها تحت عنوان “ذكريات فاطمة اليوسف” عن مطابع روزا اليوسف ثم أعادت الهيئة العامة للكتاب نشره في سلسة أدباء القرن العشرين وفي فترة الكورونا أتاحته pdf على الموقع الرسمي لوزارة الثقافة على الإنترنت. وقد كتب ابنها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس مقدمة الكتاب، واتخذ الكتاب نفسه طريقة المانشتات الصحفية التي عنونت كل فصل. أضافت: تعرفت عليها من خلال مذكراتها وأعجبت بالأسلوب الذي تناولت به أحداث حياتها، والذكاء الذي حال دون سردها لبعض تفاصيل النشأة الفقيرة المبهمة، فهي يتيمة لم تعرف لها أهل، كذلك لم تتطرق للملابسات التي أدت لرحيلها من لبنان إلى مصر في تلك السن الصغيرة، ولا لماذا أخذتها أقدامها- أو أقدارها- إلى كواليس المسرح لتشاهد وتتعلم، ثم تتاح لها الفرصة لتشارك رغم اعتراض الممثلات الكبار في الفرقة على تلك الصغيرة النحيفة التي ستمثل دور الجدة، كما أراد لها عزيز عيد، وكيف تعاونت مع كبار فناني جيلها وما رأيها فيهم والذي يظهر بوضوح عدم إعجابها ببعضهم مثل يوسف وهبي مثلا. وكيف تحولت في مرحلة مبكرة جدا للاهتمام بالصحافة والنشر في وقت كانت فيه مصر تشهد حراكا سياسيا مستمرا. ولم تتردد لحظة في إطلاق اسم الشهرة الخاص بها روزا على المجلة التي أسستها لا لتعنى بالشؤون الفنية ولكن للسياسية والاجتماعية أيضا، وكم جر عليها هذا الاختيار من مشاكل وأزمات تروي تفاصيلها في المذكرات كما تروي كيف خرجت منها. تمتعت بعمر طويل وأثر باق في حياتنا حتى الآن وإن كانت روزا اليوسف اختلفت كثيرا عن تلك التي أسستها فاطمة اليوسف قبل ما يقرب من ثمانين عاما.
منار سعد: نماذج عدة للمرأة الرائدة والمؤثرة في الحركة المسرحية
فيما قالت الناقدة منار سعد «مدير دار عرض المسرح العائم» : تستحق المرأة المصرية الاحتفاء بها طوال العام وليس فقط في يوم أو شهر محددين .. فالمرأة المصرية هي أول امرأة قادت الجيوش وحكمت البلاد في التاريخ (الملكة حتشبسوت) . فمصر على امتداد تاريخها العريق تزخر بالرائدات في شتى العلوم والفنون والآداب، ومنهن من قادت ثورات فكرية وتنويرية هائلة، فنجد علي سبيل المثال وليس الحصر هدى شعراوي وصفية زغلول ونبوية موسي.. وغيرهن الكثيرات، والذى لن يتسع الحديث هنا لإلقاء الضوء عليهن ..ولذلك أخصص الحديث على المجال لنرى أبرز الرائدات فيه في عصرنا الحديث، راهبة المسرح السيدة «أمينة رزق»، فهي تعد من أعمدة المسرح، حيث قدمت ما يقرب من 280 عملا مسرحيا، ومن أشهر من قدمن دور الأم في السينما المصرية ..تأتي إلى جانبها سيدة المسرح الفنانة «سميحة أيوب” والتي تمتلك هي الأخرى رصيدا هائلا من الأعمال المسرحية الهامة .. ضربتا الاثنتان أروع الأمثلة للمرأة المصرية ، مثلتا مصر في العديد من المهرجانات الدولية وضربتا أروع النماذج للمرأة المثال التي يحتذى بها. كانت المرأة صاحبة القرار في العديد من أوجه الشأن المسرحي حتى وصلت إلى توليها قيادة وزارة الثقافة، وكان لها دور بارز في شتى النواحي الثقافية والأدبية، فلا نستطيع أن نغفل دور الدكتورة «نهاد صليحة» في زج الحركة النقدية إلى الأمام، وكانت لكتاباتها دور هام في ازدهار المسرح في حقبة زمنية طويلة، كذلك الكاتبة «فتحية العسال» والتي دفعت بكتابتها للمرأة للاستقلال ومعرفتها بحقوقها وتنويرها اجتماعيا، فمن هنا أصبحت المرأة ذات سيادة وتنصبت العديد من المناصب الهامة لعل أهمها توليها إدارة المسرحيات والأغاني داخل الرقابة على المصنفات، وتصبح ذات قرار داخل هذا الجهاز الهام والذى دائما ما يكون مثار جدل بين جموع المثقفين ما بين معارض ومؤيد، وتأتي الدكتورة «ثريا الجندي “ كنموذج يحتذى به، حيث تولت منصب مديرا عاما للمسرحيات والأغاني .وجمعت بين المرونة والحسم، المرونة في تطبيق اللوائح الرقابية لصالح العمل الفني والذى يعتمد في الأساس على ثقافتها، وبحيث لا يخل بالثوابت المجتمعية، والحسم في اتخاذها للقرارات بالرفض أو القبول، والتصميم عليها في وقت دائما ما توصم الرقابة فيه بالوصاية على المجتمع، وبالتالي فإن فترة توليها لهذا المنصب شهدت تغييرات ملموسة جميعها جاءت لصالح المنتج الفني. أضافت:
أيضا عاصرت اثنتين من السيدات اللاتي ترأسن هذا المنصب، هما: الأستاذة سعاد هانم وكانت نموذجا للمدير المتعاون. والمستمع الجيد للرأي الآخر والأخذ به، ثم جاءت الأستاذة هناء شافع وهي الفترة الأطول في رئاسة هذا المنصب (إدارتي المسرحيات والأغاني)، والتي استطاعت تغيير العديد من اللوائح الروتينية المعيقة وإعادة صياغتها وتسهيل الإجراءات المتبعة للحصول على التراخيص المطلوبة، فكانت دائما تعمل بروح القانون وليس بنصه وصرامته لتنتصر للعمل الفني في النهاية، وعملت على إعلاء شأن الرقيب داخل المسارح، فكانت نموذجا للمرأة القيادية الناجحة على جميع المستويات، فتحية إجلال واعتزاز للمرأة المصرية الأم والأخت والزوجة والابنة.
هناء النجدي: نسير على نهج الفنانة نعيمة عجمي
وقالت مصممة الأزياء هناء النجدي : دور المرأة في المسرح المصري له أهمية كبيرة مثل أهميته في المجتمع نفسه، لأن مشاركتها في صناعة العمل تنقل الافكار التي تقيدها في المجتمع ، وأكثر المواضيع التي تدور حول المرأة والمشاكل التي تجمح أفكارها ورؤيتها. ويوجد عدد كبير من الفنانات اللاتي أثرن في المسرح المصري، مما كان له أكبر الأثر في تغيير النظرة للمرأة المصرية، ومن هؤلاء الفنانات سيدة المسرح المصري سميحة أيوب وشويكار وأمينة رزق وسميرة عبد العزيز وكريمة مختار وسهير البابلي وإسعاد يونس... وغيرهن من الفنانات العظيمات.
ولكن برغم التغيير الإيجابي الذي أحدثوه، ما زال أمامنا حاجز العيب بالنسبة للمرأة في المسرح، فلم نتحرر بعد من أفكارنا المريضة بشأن جسد المرأة والرقص المعاصر وملابس المرأة وأفكارها.
تابعت: أما بالنسبة للأزياء المسرحية فدور المرأة مهم جداً لأنها بفطرتها مشاعرها فياضة، تضع نفسها مكان الشخصية وتشعر بها وتتخيل ملابسها وأداءها وتفاصيلها، وهذا ما يميزها أكثر وخير مثال على ذلك الفنانة نعيمة عجمي التي أثرت بأعمالها المسرح المصري وحصلت على جوائز عديدة، ونحن نسير على نهجها، ونسعى لأن يكون لنا دور مهم يغير من المفاهيم، ويساعد على التحرر الفكري بشأن جسد المرأة وحركتها التعبيرية على المسرح ، ونصنع شخصيات تظل عالقة في مخيلتنا وعقلنا.
د. أسماء بسام: المرأة من المفعول به إلى الفعل والفاعل
وعلقت الكاتبة والناقدة المسرحية د. أسماء بسام قائلة: ارتبطت صورة المرأة قديمًا بقضايا الحب والزواج والبيت، وكانت نظرة الرجل لها نظرة المتمسك بالأفكار والمعتقدات الخاصة بازدراء أفكارها ومعتقداتها وإبعادها عن حياته الخاصة، فهو يعدد الزوجات ويراقص الغانيات، ويلهو مع بنات الليل، فالمرأة بمفهوم الرجل كانت أيقونة للهوه وهواه، وبما أن الأدب هو انعكاس للمجتمع فقد ظهرت معظم مسرحيات تلك الفترة معبرة عن هذا المفهوم مثل مسرحية (الضرتين) ليعقوب صنوع، ومسرحية (هارون الرشيدي) ، وغيرهما من الأعمال المسرحية التي صيغت في تلك الفترة لتعكس جدلية العلاقة المهيمنة من الرجل على المرأة، وعدم ظهور المرأة في تلك الفترة على خشبة المسرح لتعبر عن قضيتها أمرًا محسوم في الثقافة الذكورية، على الرغم من أهمية هذا الوجود الحيوي الذى يعبر عن ذاتها ووجودها، ولكن هذا الوجود كان مرهونًا بثقافة المحدودية التي لا تترك المرأة تمثل صورتها على خشبة مسرحها. وبعد ثورة 1919، واشتراك المرأة في الثورة وخروجها مع الرجل مطالبة بتحرر المجتمع ككل من قيد الاستعمار، فارضة أيديولوجيتها على المجتمع الشرقي، ومحاربة الثقافة الذكورية بثقافة الوجود (أنا أتكلم إذًا أنا موجود)، ثُمَّ كانت الحرب العالمية الأولى التي دفعت بالحركة المسرحية إلى طريق النضوج نوعًا ما، وأصبحت المرأة تصوغ الصورة الكلية لصوتها وجسدها باعتبارها أيقونة ترفض جسدها عيبًا أو حرامًا وتحرره من قيد الفكر وهيمنة الآخر، وتحول هذا الجسد من أيقونة سخرية من الرجل ومن مفعول به إلى فعل وفاعل وأثبتت وجودها بالفعل المسرحي، فظهرت على خشبة مسرح الريحاني ويوسف وهبي وجورج أبيض، وأثرت على الجمهور باللغة الفصحى تارة وبالعامية تارة أخرى، وشاركت في صياغة الأعمال المسرحية كتابة وإخراجًا وتمثيلاً ونقدًا وسينوغرافيا واستعراضًا، كما أصبحت صاحبة مراكز قرار واضحة في المجتمع، واستطاعت بالفعل أن تثبت للعالم أجمع أنَّ المرأة لها كيانها المستقل، وأن تضع بصمتها في المسرح المصري تمثيلاً وتأليفًا وإخراجًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد مجمل المشاهير في التمثيل أمثال: (دولت أبيض، أمينة رزق، أنصاف رشدي، رتيبة رشدي، روز اليوسف، زوزو شكيب، سميحة أيوب، سميرة محسن، سناء جميل، عايدة رياض، عقيلة راتب، علوية جميل، فاطمة رشدي... وغيرهن) ، وفى التأليف والإخراج أمثال: (فتحية العسال - سلوى بكر- عزة الحسيني ... وغيرهن).
وفى النهاية أصابت المرأة واستطاعت وما زالت تستطيع مواكبة العصر ومسايرة الواقع والوقوف والتحدي أمام المجتمع لتقول هأنذا أستطيع أن أفعل وأفكر وأقرر، فالمرأة كانت وتكون وستظل لتعبر عن الفعل بكل أشكاله.
أميرة الشوادفي: اتسع دور المرأة وبدأت تقاوم نظرة عصر الحريم
وقالت الناقدة الدكتورة أميرة الشوادفي: تتعرض المرأة لاختزال كيانها، سواء كانت اختزالات سالبة تبخس القيمة، أو إيجابية تبالغ في قيمتها، لذلك تتحول المرأة إلى أداة لخدمة أغراض متنوعة تصب في مصلحة المتسلط، ليبدو أن تلك الدائرة المعقدة عن المرأة في مجتمع التخلف والاستلاب لها العديد من الصور الموازية في العديد من الكتابات المسرحية وخاصة من الكتاب الذكور. ففي مسرح محمود دياب تبدو هذه الأمثلة على قهر المرأة بشكل بارز جداً، ففي مسرحية الهلافيت، يتم اختزال صورة المرأة في ( المرأة الخادمة ) والتي تتعرض بدورها فيما بعد إلى الاستلاب الاقتصادي والجنسي. وتناول سعد الدين وهبة شخصية المرأة بحذر وحساسية في العديد من أعماله المسرحية، فبرزت المرأة السلبية والإيجابية، ولعل أبرز الأدوار هو دور (فاطمة) في المسامير 1968، زوجة (عبد الله) وهي المرأة التي صمدت في وجه العدوان، ووقفت بجوار زوجها تناديه وتناجيه وتدفعه إلى الأمام، كي ينسى مرارة الهزيمة ولا يهتم بكلام الجبناء والخوافين، وهنا يبدو الاختزال الإيجابي لصورة المرأة، فهي المرأة المثالية التي تحب زوجها وتنصحه، فبدت كما لو كانت بمثابة (مصر) التي تدفع أبناءها للقتال والصمود والنضال من أجل رفعة البلاد، وقد اتسع دور المرأة، وبدأ يتخطى دور الرجل أحياناً، إذ بدأت تقاوم نظرة عصر الحريم، وتحاول أن تبني مع الرجل مجتمعاً جديداً يقوم على قيم جديدة، وهذه المرأة هي التي تمثلها على سبيل المثال قسمت في مسرحية الأرانب 1964 لـ كاتبها لطفي الخولي، وكذلك أماني بنت الشيخ معروف ابنة الستة عشر عاماً والتي تمثل الجيل الجديد بكل انطلاقه وبحثه عن الحرية ومحاولته الدائبة لبناء حياة جديدة، لدرجة أن المؤلف لطفي الخولي في النهاية يدخل كلا من (قسمت وزوجها أسامة) في لعبة ساخرة يتحول من خلالها (أسامة) إلى سيدة و(قسمت) إلى رجل لتثبت كفاءتها ودورها الرئيسي في المجتمع كإنسانة مكتملة.
تابعت: وبالنظر إلى مثالين هما الأبرز في معالجة المرأة وتحولاتها المختلفة وهما (توفيق الحكيم ورشاد رشدي)، وخاصة أن فكرة المرأة كانت محوراً أساسياً في كتاباتهما، فقد أخذت أكثر من صورة في التيمة والبناء، فهي تارة تعد قوة مدمرة، وتارة أخرى هي قوة خلاقة، واستخدمها الاثنان كرمز ودلالة لأشياء أعمق وأشمل، وتم استخدام المرأة أيضاً كوسيلة لاكتشاف الذات. ففي مسرحية يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم 1962، يصور الكاتب المرأة كلغز محير مستخدماً أسلوباً أكثر إمعاناً في الغموض والحيرة إلى حد عرض المفارقة بين فلسفة الزوج وفلسفة الزوجة، أو بمعنى آخر فلسفة العصر المتجسدة في الزوج.. وفلسفة الشجرة المتجسدة في الزوجة، وهنا يكمن جوهر القيمة، وإن كان لها وجهان متناقضان من داخلها، إذ أن الزوج يطلب المعرفة والفائدة، أما الزوجة فهي عكس ذلك تماماً. أما رشاد رشدي، فقد أخذت صورة المرأة لديه منحى أكثر تكاملاً من الآخرين عبر العلاقة ما بين الرجل والمرأة وهي تعد الميدان الرئيسي لهذا الصراع بين القيم الصحية وفوضى القيم. فرشاد رشدي يعد من القلائل ممن أدركوا قوة العلاقة بين الرجل والمرأة كموضوع خلاق، يكشف عن نفسية المرأة في أبعادها المتنوعة، فشخصية (سميحة) في مسرحية الفراشة 1960هي نموذج المرأة ذات الأبعاد المتعددة، فهي الحبيبة والعشيقة والطفلة أحياناً، وهي أيضاً بجمالها وأنوثتها تستطيع أن تجذب إليها الرجل... ولكنها في نفس الوقت ولنفس الأسباب قادرة على تدميره تماماً، كما أكد باكثير في أعماله المسرحية على إبراز المرأة في صورة مشرفة في الأعمال التي يبدعها ويؤلفها، حيث عمد إلى قصص التاريخ والأساطير، فإذا وجد في بعضها نيلاً من قدسية المرأة أو موقفاً سلبياً تجاهها شرع يعيد كتابة تلك القصة معيداً للمرأة اعتبارها ومكانتها، مصححاً خطأ التاريخ أو معيداً تفسير الأسطورة. كما استخدم الكاتب يسري الجندي الكتابة المسرحية لتجسيد صورة الوطن كما يراها، وأبسط هذه الأشكال تمثلت في تجسيد صورة الوطن في صورة امرأة، هذه المرأة تعد مركز الثقل في المسرحية، بحيث يلتف حولها الجميع وترعاهم، وترتبط بهم، كما تمثل المركز الذي تتجمع عنده خيوط المسرحية، والمثل الواضح على هذا النموذج يتجلى في مسرحيات (اغتصاب جليلة – رابعة).