موسيقيون ومتخصصون: ضعف الميزانيات يؤثر على عنصر الموسيقى بالعروض المسرحية

 موسيقيون ومتخصصون: ضعف الميزانيات يؤثر على عنصر الموسيقى بالعروض المسرحية

العدد 845 صدر بتاريخ 6نوفمبر2023

يربط الفن عادة بين كافة الأشياء والإبداع الإنساني، وهذا بين المتنافرات، فما بالنا بالأشياء المتجانسة المتعمقة في علاقتها ببعضها البعض كالموسيقى والمسرح، فكلاهما لغة إبداعية تسعى لرقي الإنسان وتحضره، ولكالما صاحبت الموسيقى الأنشطة اليومية للإنسان بدءا من طقوسه وصولا لإبداعه، ومن هنا تتجلى تأثيراتها الحسية، والموسيقي في المسرح أحد مفرداته الهامة التي يتجلى تأثيرها بشكل كبير على الدراما المقدمة بالعرض المسرحي؛ ولذلك كان علينا أن نفتح باب التساؤلات حول مجموعة من المحاور الهامة وهي ماهو الفرق بين التأليف والإعداد الموسيقي، وماذا ينقص الملحنين والمؤلفين الموسيقيين في المسرح وهل الموسيقى في المسرح عنصر مهم للمخرجين كما هو الحال في موسيقى الدراما والسينما أم يتعامل مخرجي المسرح مع الموسيقى كعنصر مكمل ولا يلزم تأليفه خصيصا للعرض كل هذه التساؤلات أجاب عليها المتخصصون والموسيقيون من خلال السطور القادمة.                                                                                                         
التأليف الموسيقي عنصر مشارك ومتفاعل مع عناصر العرض لإبراز رؤية المخرج
الموسيقار د. وليد الشهاوي قال في هذا الصدد : كلاً من التلحين والتأليف الموسيقي يؤديان نفس الدور مع الاختلاف أن الأعداد الموسيقي قائم على مجموعة من المقطوعات الموسيقية مختارة لمجموعة من المؤلفين الموسيقيين، وتقترب هذه المؤلفات والمقطوعات من العرض المسرحي ويضعها المعد الموسيقي في أماكن يحتاجها العرض المسرحي .
وتابع : الفرق بينه وبين التأليف الموسيقي أن المؤلف الموسيقي يؤلف وفقاً لعناصر مختلفة مشاركة ومتضامنة مع عناصر العرض المختلفة فربما نجد المؤلف الموسيقي يطلب شرحاً وافياً للعرض إسكتشات الديكور لأن الألوان لها تأثير كبير،  وكذلك الممثلين ورؤية المسرحية كاملاً على الموسيقي؛ وبالتالي التأليف الموسيقي عنصر مشارك ومتفاعل مع عناصر العرض لإبراز رؤية المخرج، وهذا يختلف عن الأعداد الموسيقي الذي لا يخرج بهذه الرؤية،  ويقلل من جودة العرض في كثير من الأحيان وخاصة اننا ليس لدينا  معدين محترفين .
وأكمل قائلاً : هناك إشكالية وخلط في بعض المفاهيم والمسميات بين الملحن والمؤلف الموسيقي وبين مصمم الموسيقى التصويرية للعرض، ومن قام بعمل الرؤية الموسيقية للعرض ولا يوجد مصطلح يسمي “الموسيقى التصويرية للعرض“، ولكنها تسمى موسيقي مسرحية فالموسيقى التصويرية تنتمي للأعمال الدرامية، كما أن من يقدم موسيقي لعمل مسرحي يعي بشكل كبير الدراما، وكيف يضع موسيقى العمل، ومتطلبات العمل المسرحي واحتياجات المخرج؛ إذن فالموسيقى في العمل المسرحي تخدم الدراما،  وفي أحيان كثيرة نجد تدني في الموسيقي المسرحية وذلك بسبب ضعف الميزانيات الذي يؤدي بدوره لاعتماد المخرجين على غير المتخصصين في الموسيقى المسرحية؛  وهو ما يؤدي لتدني الأعمال المسرحية ويبرز قلة وعي المخرج  بأهمية دور الموسيقى في العرض المسرحي، وخاصة أن المتخصصون يحجمون عن التعامل مع بعض العروض نظراً لضعف الميزانية لأنه من الصعب أن يضحي بخبراته ورؤيته الفنية؛ وبالتالي في المهرجان القومي تجد لجان التحكيم صعوبة في إيجاد عناصر التأليف الموسيقي رغم زخم العروض وتواجد عنصر الموسيقى بها ولكننا نجد أغلبه دون المستوى لأن الغالبية العظمى من المخرجين يعتمدون على مؤلفين موسيقين لا ينتموا للعمل المسرحي وليس لديهم خبرات بالتأليف الموسيقي في العرض .

كلما عظمت قيمة المخرج المسرحي وفهمه وثقافته عظمت قيمة الموسيقى في العمل المسرحي
المؤلف الموسيقي والملحن الفنان عبد رجال أشار قائلاً عن التأليف والأعداد الموسيقي للعمل المسرحي: المؤلف الموسيقى هو المبدع الذي يصنع الفكرة الموسيقية في اي شكل موسيقى من خياله وإبداعه مستخدما أدوات التأليف الموسيقى والموسيقى او الملحن.
وهو أهم عنصر في التأليف الموسيقى والمؤلف الموسيقى يفترض إلمامه بالعلم الموسيقى ممارسة ووعيا اما الملحن فهو الموسيقي المؤهل بقدرته الموسيقية وموهبته على تلحين الكلمة الموزونة وأن يكون على علم ومعرفه بالموسيقى والأصوات البشرية، وكيفية توظيفها لغناء الألحان أما الإعداد الموسيقى فهو الترتيب والتنسيق الموسيقي لعمل تم تأليفه مسبقاً، ومن ثم توظيفه واستغلاله في عمل آخر وعرض قد يكون مخالفا عن العمل والمؤلف الأصلي ولاعلاقة له به.                                                 
وتابع قائلاً: ملحن المسرح يجب معرفته الواعية بالموسيقى والمسرح في نفس الوقت وماذا يحتاج المسرح من أفكار وإبداع موسيقى يخدم العمل المسرحي أنواعه وأشكاله الموسيقى واستخداماتها للتأثير بالمشهد المسرحي سواء تلحينا لاغنية أو موقف مسرحي أو حتي تلحين لعمل مسرحي بالكامل أو تنفيذ اوبريتات مسرحية بمفهومها العربي أو صناعة أوبرا ، يحتاج لمعرفة الموسيقى علما وممارسة وكيفية تلحين وإبداع موسيقى تتناسب وتتناغم مع هدف العمل المسرحي وفي شكل سيقدم به هذا المسرح وفي أي شكل سيقدم به هذا المسرح.
وإستكمل قائلاً : التأليف الموسيقى والتلحين وتوظيفهما أمرا لا استغناء عنه في المسرح المسرح ذلك الأثر الإنساني بليغ القيمة والجمال والأثر يحتاج بشكل دائم وضروري ومتنوع لكافة عناصر وادوات التعبير الموسيقى سواء كان تأليف ام تلحين او توزيع موسيقى او مؤثرات موسيقية وصوتية فالموسيقى توازي حاسة السمع لدي الإنسان بالنسبة للمسرح فالموسيقي هي اذن العرض وكيفية توظيفها واستخدامها بشكل مؤثر وممتع يعظم من قيمتها وضرورة الاحتياج لها في المسرح ولا فرق في استخدامها في السينما او اي مجال آخر بل لايمكن الاستغناء عن قيمة هذا التأثير البديع الساحر للموسيقى، كلما عظمت قيمة المخرج المسرحي وفهمه وثقافته وإبداعه؛ عظمت قيمة الموسيقى في العمل المسرحي وفهم توظيفها للمتعة والتأثير فالتوظيف الموسيقى والغنائي بالمشهد المسرحي أمر بالغ القيمة والأهمية والاستفادة منه يعني كمال ورشد ووعي المخرج وقيمته بفهم الاحتياج وأثر الموسيقى ووجودها وتوظيفهما بشكل يتناسب ويخدم العمل المسرحي.
وإستطرد قائلاً : اما واللجوء للاعداد الموسيقى فهو ليس سوي عدم معرفه واستسهال في استخدام موسيقى مؤلفه لعمل سابق ومغاير في عمل آخر مختلف وببساطه شديدة لو اجبنا على سؤال ما الفرق بين موسيقى تم تأليفها خصيصا لعمل مسرحي ما وبين اعداد او تجميع موسيقى قص ولزق لعمل مسرحي آخر ، لأمكننا ادراك قيمة صناعة وخصوصية الموسيقى للعمل المسرحي ، الموسيقى للمسرح كحبيب لا يرضي بغير حبيبه بديلا ولا يستغني عنه فكلاهما خلقا ليجتمعا ولايتفرقا.

ضعف الميزانيات يؤثر عل عنصر الموسيقى ويعرض الأعمال الفنية الى الانحدار
فيما أوضح الموسيقي والملحن محمد عزت قائلاً: الموسيقى التصويرية فى العمل الفنى الدرامى أو مسرح أو سينما أو اذاعة أو دراما تلفزيونية او اعلامية جزئية من اختراع بشرى خالص الهدف منه تغليف المواقف بخلفية موسيقية إبداعية تعبر عن الحالات المختلفة فى المشهد المرئى او المسموع كانت عاطفية رومانسية او مواقف درامية حزينة او ترقب او مفاجىء ....إلخ.
وتابع قائلاً اما الفرق بين التأليف الموسيقى والأعداد الموسيقى فالتأليف الموسيقي يحتاج من المبدع الموسيقى قراءة النص المستهدف لاستيعاب محتواه الدرامى وعمل الموسيقى كمعادل موضوعى لإحداثه.
اما الإعداد فيتطلب خبير استماع موسيقى للتعامل مع المقاطع الموسيقية لاختيارها كخلفية ملائمة للمواقف المختلفة فى العمل الفنى فالاعداد الموسيقي الخاص بالأعمال الإبداعية التى ذكرت لم تكن مخلقة لهذة الاعمال بل قد تكون صنعت قبله بعدة سنوات أى انها سابقة التجهيز،  وعلى معد الموسيقى تركيبها على المشهد الدرامى حسب حاجته او تنفيذا لرؤية المخرج.
وأضاف :يحتاج المؤلف الموسيقى المسرحي إلى اموال كبيرة قد لا تكون متوفرة فى حالة الاحتياج لموسيقيين للعرض اليومى فهى مكلفة جدا،  ولذلك يلجأ المؤلف الى تسجيل الموسيقى فى الأستديو تستخدم فى اى وقت يتطلب فيه ذلك او يلجأ المخرج الى معد موسيقي يوفر له ما يتطلب لتنفيد رؤيته اما فى حالة الاعمال الدرامية الاخرى فهى تعتمد على الموسيقات المسجلة بالفعل .
 وأضاف :وهنا لنا رأى يخص العملية الابداعية التى تحتاج ولا تجد الممول الذى يوفر العنصر المطلوب مما يلجأ  المخرج او المؤسسة التى تنتج العمل الى اختصاره أو البحث عن بديل أقل كفاءة او تكلفة لإنتاج العمل؛  مما يؤثر على باقى العناصر فتخرج الصورة كما لا يجب ان تكون، وهذا ما يعرض الأعمال الفنية الى الانحدار بسبب منتجين لا يهمهم غير المكسب فلذا يجب تدخل الدولة فى العملية الانتاجية حيث أنني ارى أن الفن لا يجب ان يكون تحت ايدى المتاجرين به.

الاستسهال بسبب ضعف الإمكانيات المادية يتسبب في اللجوء للأعداد الموسيقي
الملحن والمؤلف الموسيقي زياد هجرس اتفق مع أراء الفنانين في مفهوم التأليف والإعداد الموسيقي فقال: التأليف الموسيقي هي عمل موسيقي خاصة للعرض أو للنص لهه روح خاصة وطابع خاص بالنص مؤلفة من روح النص وللنص؛ وبالتالي ستكون مشاركة في الأحداث والدراما والقصة وهي موسيقى متسقة مع الشخصيات بكل جوانبهم؛ لأنها مصنوعة خصيصا لهذا العمل و لهذا النص،  وحتي أكون منصفاً اللجوء للأعداد الموسيقي له شقين الشق الأول عدم توافر الإمكانيات المادية للاستعانة بمؤلف موسيقي،  وهنا يكون للمخرجين عذرا كبير بعض الشئ ، والثاني  هو الاستسهال والتعامل مع الموسيقي كعنصر ثانوي ومكمل.
وعن عيوب الإعداد الموسيقي تابع قائلاً : أولاً الموسيقي التي تقدم في العمل المسرحي عن إعداد هي بالفعل كانت مؤلفه لعمل أخر له خصوصيته،  و مرتبطة به و لكن الاستسهال بسبب ضعف الإمكانيات المادية في بعض  الحالات  يضطر المخرجين  للجوء للأعداد الموسيقي .
ثانياً : وهو أمر مهم للغاية وهي أن تكون الموسيقي بالعرض المسرحي مأخوذة عن إعداد مشهور أو مرتبطة بعمل مشهور فعند سماعها من المتفرج يقوم بربطها تلقائياً  بالحدث الأصلي الخاص بها أو العمل الأصلي اللي صنعت من اجلة؛  وبالتالي يحدث فجوة بين المتفرج و بين العرض المسرحي؛ لأنه يشاهد عرض جديد بموسيقي لها ذكرى لديه  أو مرتبطه بعمل آخر.
وأضاف قائلاً: التأليف الموسيقي هو مهم جدا بالنسبة للمسرح، لأنه اولاً يشجع شباب كثير من الموسيقيين علي التأليف الموسيقي و التلحين ،ولكن كثرة العروض المسرحية في مصر سواء عروض مهرجانات الجامعة أو الثقافة أو مسرح الدولة أو الفرق إذا استعانو بمؤلفين موسيقين؛ ستظهر مواهب كثيرة جدا في التأليف و التلحين و والتأليف الموسيقي من أحد أدوراه انه يجعلك تدخل عالم العرض المسرحي بموسيقي خاصة بالعرض تكون كمشاهد هى المرة الأولى لك في سماعها ترتبط في ذاكرتك بالعرض المسرحي .
واستطرد قائلاً : بالنسبة لرؤي المخرجين بالنسبة للموسيقى المقدمة بالعرض المسرحي سأضرب مثالاً علي ذلك من خلال نص عالمي مثل «هاملت» يقدمه عشرة مخرجين بالتأكيد سيكون لكل مخرج منهم رؤية ووجه نظر و مع كل رؤية يجب أن تكون الموسيقي المؤلفة تخدم رؤية ووجهة نظر المخرج .

فيجب أن يكون الملحن لديه فهم عميق للنص ودور الأغنية العرض المسرحي
فيما أرتكز المؤلف الموسيقي والملحن هشام جبر على عدة نقاط هامة في التلحين والتأليف الموسيقي فقال : هناك فرق بين «التلحين» و»التأليف الموسيقي» فالملحن هو من يضع لحناً للكلام دون إخراج موسيقي سواء بالتوزيع الموسيقي أو دونه بينما المؤلف الموسيقي هو الذي يكتب اللحن مصحوباً برؤية إخراجية له وتوزيع إخراجي ويكتب موسيقى خالصة أو موسيقي مصاحبة للكلام.
وتابع قائلاً عن الملحنين للأغاني المسرحية: أهم ما ينقص الملحنين للأغاني المسرحية أن بعضهم لا يعرفون الفرق بين الغناء والغناء الدرامي وهو فرق محسوس للغاية ، فالغناء المطلق للأغاني التى نسمعها ليست درامية والتلحين للدراما هو شىء مختلف تماماً فيجب أن يكون الملحن لديه فهم عميق للنص ودور الأغنية وموقعها في العرض المسرحي أو الجو النفسي الذي تعبر عنه؛ وإلا لن نعتبر هذا اللحن لحناً مسرحياً . وعن أهمية الموسيقي في العمل المسرحي.
واستكمل قائلاً : الموسيقي مهمة للعمل المسرحي مثلما هي مهمة للسينما والدراما وهو أمر يحدده بالأساس الموضوع المقدم والشكل الذي يتناول به المخرج هذا الموضوع فهناك مسرحيات تعتمد بشكل كبير على الموسيقى والغناء ظن وهناك مسرحيات مكتملة ولا تحتاج لموسيقى بها والأمر مثال للسينما كذلك والأمر في النهاية يعتمد على الموضوع وعلى كيفية تصور المخرج وتناوله له.

الإعداد الموسيقي به عدة عيوب جسيمة
فيما أوضح المؤلف الموسيقي والملحن الفنان حازم الكفراوي عن الأعداد الموسيقي قائلاً : الأعداد الموسيقي هو عبارة عن مقطوعات موسيقية سبق تقديمها لمؤلفين موسيقين، ويتم جمعها لتناسب العرض المسرحي لايشترط فيها الدراسة لكنها تعتمد على الموهبة والحس فالمعد الموسيقي يجمع مقطوعات موسيقية، ويقوم بعمل معادل سمعي سواء من موسيقي عريية أو عالمية، ونظراً لظروف الإنتاج يجدها على الأنترنت واليوتيوب وأى مخرج يتمنى أن تؤلف له مقطوعات موسيقية خاصة بعمله المسرحي خاصة أن الأعداد الموسيقي به عدة عيوب جسيمة منها على سبيل المثال أن الموسيقى المعدة «الموسيقى التصويرية « ليست بنفس درجة الجودة وروح الموسيقى وكذلك ليس هناك حالة معينة للمقطوعات التي يقدمها المعد الموسيقى ، أما التأليف الموسيقي في المسرح فهو يتكون من تلحين أغنية مسرحية أو تأليف موسيقي والتأليف الموسيقي في المسرح ينقسم إلى شقين رؤية بصرية ورؤية سمعية فهو المعادل السمعي لما يقدم على خشبة المسرح من رؤية بصرية،  ويشمل كل ما نسمعه من موسيقى تصويرية ومسرحية وألحان مسرحية ومؤثرات سمعية .
وأضاف : كل مخرج يتمنى أن تقدم له الموسيقى الخاصة بعرضه ولكن ما يمنع ذلك تكلفة الإنتاج فالتأليف الموسيقي يتطلب إنتاج كبير ومهما بلغ حجم ميزانيات الجهات المنتجة فمن الصعب تغطية تكاليف الأوركسترا الموسيقية، ومع التطور التكنولوجي المتلاحق بدأ الاعتماد على الموسيقي الألكترونية فأصبحت الموسيقى تعزف عن طريق الكيبورد ومخزن الأصوات،  ولكن مهما بلغت درجة الاتقان الخاصة بهذه التقنية فلن تكون مثل الموسيقى الحية.
وعن أهمية التأليف الموسيقي استطرد قائلاً :أهمية التأليف الموسيقي تنقسم إلى جزئين جزء مصاحب وجزء رئيسي ويتمثل الجزء الموسيقي المصاحب عندما يلقي الممثل منولوجاً معين تكون هناك موسيقى تصاحبة تغلف المونولوج وتوصل الرسالة للمتلقي أما المقطوعة الموسيقية الرئيسية فيطلبها المخرج من المؤلف الموسيقي وتستخدم لمشاهد الدراما الحركية أو مشهد صامت ، والموسيقي المسرحية في بعض الأحيان تكون بطل في بعض المشاهد وليست مساعدة فقط .
وأضاف قائلاً : يحاول المؤلف الموسيقي الاقتراب من وجهة نظر المخرج ،كما انه ليس شرطاً أن تكون الأغنية المسرحية لها وزن وقافية وأبيات من الممكن ان تكون منولوج يرغب المخرج في تقديمة بطريقة غنائية فيبدأ المؤلف الموسيقي في سماع أصوات الممثلين على سبيل المثال إذا رغب المخرج في عمل حوار غنائي بين أربعة ممثلين يجب أن يقدم لكل ممثل خط لحني خاص به على سبيل المثال مشهد به ملك وتابع فهما شخصيتان تختلف طريقة بناء كلا منهما في الجمل اللحنية .

الأعداد الموسيقي يعد شكل من اشكال السطو المسلح على إبداعات الأخرين
د. أحمد الحناوي المؤلف الموسيقي والأستاذ بأكاديمية الفنون ذكر قائلاً عن التأليف الموسيقي: التأليف الموسيقي في المسرح الغنائي ينقسم إلى ثلاثة فصائل التصنيف الأولى الأوبرا وهي عبارة عن عمل درامي مغني بأكلمه من الألف للياء ، والتصنيف الثاني الأوبريت وهي مسرحية غنائية يتخللها بعض المشاهد الدرامية ولكن الغالبية به للغناء والموسيقى،  والتصنيف الثالث المسرحية الغنائية هي عمل درامي يتخلله بعض الأماكن الغنائية، وبالنسبة للأعداد الموسيقى فليس لدينا إعداد موسيقي في مصر وهو يعد شكل من أشكال السطو المسلح على إبداعات الأخرين ومجرم وليس مسموح به.
وتابع قائلاً : المجال مفتوح للمؤلف الموسيقي للإبداع من خلال الفصائل الثلاثة التي تم ذكرها وعن ما ينقص الملحنين في المسرح تابع قائلاً : الملحنين في المسرح لابد أن يكونوا مؤهلين للتعامل الدرامي بتفسير الكلمات عن طريق وضع موسيقى تفسر الموقف باستخدام موسيقاه،  ومن يستطيع أن يفعل ذلك هو قادر على تقديم مسرح،  ومن لا يستطيع فعل تلك الأشياء فهو ملحن فقط،  والمسرح ليس مجاله بمعني أن المشاهد الدرامية التي تتخللها المسرحية يمكن استبدالها بأغنية أو استعراض تسير في سياق الدراما،  وتقدم دراما موازية ومن يتمكن من تقديم هذا الشكل يطلق عليه «المؤلف الموسيقي» وهو ليس متواجد بكثرة في مصر .                                                                                                    
والتأليف الموسيقي والموسيقى التصويرية عنصر هام بالنسبة لمخرجي المسرح كما هو الحال في موسيقى السينما والدراما والحقيقة أنه لايكون مهم في كثير من الأحيان بالنسبة للمسرح مثل الدراما والسينما فنجد المخرج يهتم بحركة الممثل والديكور والملابس،  وكل عناصر العمل ولكن في الموسيقى نجد المخرج ينقصه الكثير من المعرفة عن هذا العنصر الهام،  ويجب على المخرج أن يكون على دراية كبيرة بماهية الموسيقى ومكوناتها حتي يستطيع مناقشة المؤلف الموسيقى في تخصصه .                                                                            
وإستطرد قائلاً : الموسيقى في المسرح يستخدمها أغلب المخرجين للحشو والتبطين،  وهي ليست وظائف فنية وليست وظيفة المبدع .

غناء الدراما يختلف عن الغناء العادي
ورأى الملحن والمؤلف الموسيقي الفنان إيهاب حمدي أن الملحنين في المسرح ينقصهم إنتاج جيد فالإنتاج الفقير يقتل الإبداع، وهناك بعض المسميات مثل المسرح المجاني والمسرح الفقير وغيرها،  وهى جميعها أشكال لاتنتج عروضاَ أو مؤلفات موسيقية جيدة فالملحن المسرحي يحتاج إلى إمكانيات إنتاجية جيدة  يستطيع من خلالها توفير موسيقين وعازفين ويستأجر استديوهات جيدة،  وكذلك يستجلب مطربين جيدين متفهمين للدراما لأن غناء الدراما يختلف عن الغناء العادي،  والشىء الثاني أن الاجور الزهيدة لاتتساوي مطلقا مع المجهود المضني الذي يبذله  المبدع في التأليف والتجهيز والعمل على قدم وساق مع المخرج وبالتوازي معه وتابع قائلاً : الموسيقى التصويرية في المسرح لاتقل أهمية عن الموسيقى التصويرية في السينما والدراما فعلى سبيل المثال سأتخيل أننا نشاهد عرض مسرحي مدته ساعة ونصف بلا موسيقى أو غناء فكيف سنستمتع بهذه الدراما الجوفاء فهي مجرد حوار بين ممثلين وهو أمر في غاية الصعوبة؛ إذن الموسيقى في المسرح لها أهمية قصوى مثل موسيقى الدراما والسينما كما أن المسرح يمتاز بالحميمية فالمتلقى يكون داخل الحدث ووجود الأغاني والاستعراضات بالعمل المسرحي يحدث نقلة كبيرة للعمل،  وخاصة إذا كانت الأغاني والموسيقى متوائمة مع فكرة العرض والنص المسرحي، وفكرة تعامل بعض المخرجين مع الموسيقى كعنصر مكمل هذا الأمر يرجع لثقافة المخرج ووعيه بأهمية هذا العنصر فالمخرج المثقف لديه استيعاب كبير لأدواته من سينوغرافيا وموسيقى كيروجراف وهذه العناصر تختلف من مخرج لأخر بحسب درجة وعية وثقافته .


رنا رأفت