العدد 679 صدر بتاريخ 31أغسطس2020
عرفت مصر المسرح وانتشر فيها بفضل أشخاص أحبوا هذا اللون من الفن فكونوا فرقا خاصة تتنافس فيما بينها في تقديم كل ألوان المسرح فقدم الريحاني الكوميديا وقدم يوسف وهبي التراجيديا وقدم غيرهما المسرح الغنائي وهكذا . وبعد صدور قانون 43 وتعديلاته سنة 1974 الخاص بفتح باب الاقتصاد المصري لرأس المال العربي والأجنبي للاستثمار في كل المجالات « الانفتاح» تحول الفن إلى سلعة استهلاكية فأنتجت السينما أفلاما أطلق عليها أفلام المقاولات وسار المسرح في نفس المسار فكان المسرح التجاري الذي سيد نوعا واحدا من العروض المسرحية وهي الكوميديا، ووصف مسرح الثمانينات والتسعينات بالمسرح السياحي وارتفع ثمن تذكرة الدخول للمسرح نظر لإقبال الأشقاء العرب على هذه النوعية من العروض . وكانت كلمة المسرح التجاري تطلق على كل ما هو رديء فيشعر المسرحيون و الجمهور الواعي بالألم الشديد، وهذا لا يمنع من أنه كانت تقدم بعض العروض المتميزة، وفي مطلع الألفية الثالثة بدأ نجم المسرح التجاري في القفول وأغلقت دور العرض، لأسباب ليس هذا مكان ذكرها، وعندما قامت ثورة 2011 كان المسرح التجاري قد لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم جاء النجم أشرف عبد الباقي في 2014 بمشروع مسرح مصر و بعدها عاد الفنان محمد صبحي لتقديم العديد من العروض الخاصة بفرقته، و ظهر الفنان أحمد أمين و المخرج مجدى الهوارى و جميعهم قدموا عروضا تجاريه لها ما لها و عليها ما عليها لكنها ساهمت في إحداث حراك مسرحي خاص بهذا النوع من المسرح.
التقينا بعدد من المسرحيين وحاورناهم حول:هل لابد أن تكون عروض المسرح التجاري عروض كوميدية ؟ ألا يمكن أن نقدم عروضا تجارية باللغة العربية من نصوص المسرح العالمي أو المصري، و أن نقدم المسرح الشعري، والمسرح الاستعراضي، و أن نقدم عروضا تعتمد علي تقنيات جديدة؟ , و ماهي احتياجاتنا كمسرحيين لكي نطور مسرحنا ونقدم عروض متنوعا ؟
يقول حازم شبل مصمم الديكور الحائز علي العديد من الجوائز ونائب رئيس الهيئة العالمية للسينوجرافين : المسرح التجاري هو المسرح المطلوب أن يحقق ربحا، وبالتالي فالعروض الكوميدية هي التي تحقق ذلك لأنها أحد الأشكال المحببة للجمهور، لان الناس تحب الضحك، ولكن لابد من أن يقدم المسرح التجاري كل أنواع العروض المسرحية، ومشكلة العرض الكوميدي أنه لابد من ان يقدم باللهجة المحلية التي يتحدث بها المتلقي حتي يتم التفاعل مع العرض، وإذا أردنا أن يكون لدينا مسرحا تجاريا رابحا و يقدم كل ألوان العروض المسرحية كما في مسارح العالم فذلك يتطلب أن يكون لدي الشعب ثقافة مسرحية، يتلقاها منذ مرحلة الطفولة خلال الأنشطة المدرسية، ومشاهدة المسرحيات المأخوذة عن قصص شهيرة كأليس في بلاد العجائب مثلا. إن المدن الكبرى مثل لندن او برداوي تقدم عروضا ناجحة تعتمد علي السياحة ويستمر بعضها عشرات الأعوام وتكون مشاهدتها ضمن برنامج الزيارة للسائح، ولهذا تعلق المسارح لافتة كامل العدد لمدة قد تصل إلى أكثر من عام وهي عروض متنوعة، وهناك عرض يقدم منذ 30 عاما وهو عرض البؤساء وهو ليس كوميديا، وكذلك العرض الموسيقي «المسيح نجم عالي» يعرض من حين لأخر وقد تم إنتاجه سنة 1970 وتتميز هذه العروض بإنتاجها الضخم والحبكة المسرحية البسيطة التي تصنع توليفة ما بين التمثيل والغناء والاستعراضات والإضاءة والأزياء والديكورات المتغيرة المبهرة وعناصر كثيرة، ما يشكل للمتلقي سهرة ممتعة على الرغم من أنه لا يعلم من يمثل في العرض، فهذه العروض لا تعتمد على النجم إنما تعتمد على تكامل العناصر، فيمكن فهمها حتي لو لم تفهم اللغة التي تؤدي بها، بواسطة اللغة المسرحية التشكيلية الممتعة بصريا. وهذه العروض تقدم على خشبات مصممة خصيصا لها، واهم عناصر نجاحها الانضباط في كل شيء. وفي مصر من الممكن تقديم كل ألوان المسرح ففي مصر مبدعين قادرين علي ذلك ولكن لابد من التخطيط السليم ودراسة الجدوى والالتزام وصناعة العروض بتقنية فنية عالية لضمان النجاح، واذا أردنا أن نواكب التطور ونلحق بما يقدمه المسرح في العالم لابد من الاهتمام بالبنية الأساسية وبناء دور العرض في جميع المحافظات وأن نهتم بتعليم وتدريب جيل جديد من المهنيين المتخصصين .
ابحث عن القيمة
ويقول أيمن فتيحة الكاتب والمخرج الإذاعي : المسرح التجاري هو المسرح الذي يقبل عليه الجمهور القادر على دفع ثمن التذكرة لكي يستمر العرض، لذلك لابد من أن يدار بشكل اقتصادي كي لا يغلق أبوابه أمام الجمهور وهذا ما تقوم به كل المسارح التجارية في العالم، هذا لا يعني أن نقدم عروضا مسفة، و كون المسرح التجاري ارتبط في مصر بالكوميديا فذلك نمط معين حدث وانتهي، ولا أعتقد أنه توجد مشكلة في أن يكون العرض المسرحي التجاري كوميديا، لكن المشكلة في كيفية تقديم هذه العروض ومدى جودتها وتكامل عناصرها بما يجعلها تحقق المردود المادي المناسب والمشجع . وهذا لا ينفي أن العروض غير الكوميدية لا تحقق النجاح الجماهيري، مسرح الدولة قدم عروضا مميزة حققت مردودا ماديا لابأس به مثل « الملك لير» وهو عرض تراجيدي عن نص لشكسبير وقدم باللغة العربية، إذن فلا مانع ان نقدم عروضا من المسرح العالمي باللغة العربية بشرط أن تكون منضبطة فنيا كما نستطيع تقديم كل الألوان لجذب أكبر عدد من المشاهدين . أضاف: لابد من تسخير الإمكانيات المتاحة لتقديم مستوي متميز يحفز المشاهد للذهاب الى المسرح، و لي في ذلك تجربتان ناجحتان مع الفنان محمد صبحي
حيث قدم لي نصا من خلال برنامج «مافيش مشكلة خالص» والآخر هو « أنا والنحلة والدبور» الذي قدم على مسرح مدينة سنبل وأذيع على شاشة التليفزيون. إن الأساس في عملية تطوير المسرح هي الالتزام بكل صغيرة وكبيرة، بالمحتوي المراد تقدمية تم يأتي بعد ذلك جملة العناصر الفنية كي يخرج العرض بالصورة الجاذبة للجماهير.
اعرف جمهورك
فيما يقول الدكتور أيمن الشيوى أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية وعميد كلية العلوم السينمائية بجامعة بدر: لا يشترط أن تكون عروض المسرح التجاري كوميدية، فلو قرأنا في تاريخ المسرح المصري نكتشف أن جورج أبيض ويوسف بك وهبي كانا يقدمان عروضا تراجيدية رفيعة المستوي . كذلك لو نظرنا للمسرح العالمي فسنجد أن أهم ما في المسرح التجاري هي عناصر الجذب الجماهيرية، واذا حاولنا رصدها فهي إما عناصر الكوميديا أو الغناء أو الاستعراض أو عنصر النجم، وأكبر مثال على ذلك « الملك لير» بطولة يحيي الفخراني، فهو نص عالمي من التراجيديا الصعبة وقد تم تقديمه بنجاح ساحق في تجربة فريدة من نوعها في مصر والعالم العربي وقد سعدت بوجودي في هذه التجربة . أضاف: و لو نظرنا للمسرح العالمي فسنجد أن العروض الموسيقية تحديدا تمثل عناصر الجذب الرئيسية في بردواي وفي كثير من دول العالم، وهي عروض تهدف للربح بعضها به عنصر كوميدي هامشي، ويوجد اتجاه آخر لما يسمى بالمسرح الرقمي أو مسرح التكنولوجيا وعروض الإبهار تتضافر فيها عناصر الموسيقي والغناء والتمثيل وتغلب فيها العروض الاستعراضية التي تجد فيها تقنيات مثل الليزر والبريجوكتور أو الشاشات التي توظف التكنولوجيا الرقمية وكل إمكانيات التصوير السينمائي والكمبيوتر بشكل عام.
تابع الشيوى:. نحن بحاجة إلى تقديم أنواع متعددة من العروض المسرحية فنحن لم نقدم عروضا موسيقية بالمعني الحقيقي، ولم نقدم اوبريتات منذ فترة طويلة ربما قدمنا عروضا تتضمن بعض الأغاني، والمسرح المصري في حاجة إلي نجوم جدد، وكذلك يحتاج إلى تقديم كل الألوان المسرحية، وبالتالي يجد كل مشاهد المادة التي تستهويه ويرغب في مشاهدتها، أما أن تنحصر العروض في اتجاه واحد فهذا معناه الثبات و الموت . ولابد من أن نقوم باستيعاب التكنولوجيات الحديثة و أن يطور المسرحيين أنفسهم حتي يكتشفوا خصوصية المسرح وخصوصية اختلافهم عن التليفزيون والسينما، ويجب أعطاء الفرصة للشباب مؤلفين و ممثلين أو مخرجين، والاهم من هذا كله أننا بحاجة إلى دراسة الجمهور من الناحية النفسية والاجتماعية، لأن القاعدة الذهبية تقول: اعرف جمهورك .
كامل العدد
فيما يقول الفنان القدير حمادة شوشة : ليس من الضروري أن تكون عروض المسرح التجاري كلها كوميدية، فقد قدم المسرح التجاري عروضا غير كوميدية ف قدمت فرقة كايرو شو للمخرج والمنتج مجدي الهواري نصا من المسرح العالمي لشكسبير عام 2019 بطولة يحيي الفخراني و إخراج تامر كرم و كنت من المحظوظين بالعمل فيه، وعلى الرغم من ارتفاع ثمن التذكرة فقد كان جمهوره كامل العدد، ويرجع السبب في ذلك إلى الاهتمام بكافة عناصر العرض وكان مستوي الإنفاق لخروج العمل للنور باهظا .أضاف : عندما نتحدث عن احتياجاتنا كمصريين لتطوير المسرح وتقديم عروض مسرحية متنوعة فلابد أن يكون لدينا الشجاعة والجرأة لتقديم كل الألوان وقد قدمت فرقة كايرو شو أنواعا متعددة من العروض منها الملك لير وعلاء الدين وحزلقوم، وهي تجارب نجحت جميعا، ففي علاء الدين قدمت تجربة مهمة شديدة الجمال وشديدة الصعوبة في التنفيذ وقد استخدمت التقنيات الفنية بمستوي متميز، كما أن لدى الفرقة خطة لتقديم سلسلة أخري من الأعمال، ولابد من دراسة هذه التجربة وأن يحتذي بها مسرحنا التجاري و المستفيد الأول هو الجمهور، لذا فلابد من التنافس في تقديم كل ما هو جديد وجميل ولابد من التخطيط الجيد ومواكبة ما يحدث في العالم.
الاستثمار في البشر
ويقول المخرج محمد شافعي : المسرح التجاري هو المسرح الهادف للربح المعتمد علي التمويل الذاتي، هو مسرح القطاع الخاص، وفي فترة من الفترات اعتمد علي الكوميديا بإسناد الأدوار الرئيسية لنجوم الكوميديا أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومحمد عوض وسيد زيان وغيرهم وقدم من السيدات سهير البابلي ونبيلة السيد وليلي فهمي وغيرهم . وترك المسرح الخاص لمسرح الدولة تقديم العروض المتنوعة التراجيدية والاستعراضية والغنائية وكذلك التجريبي والعبث، وكان عدد فرق القطاع الخاص كبير لدرجة أن فرقة واحدة مثل فرقة المتحدين كانت تمتلك ثلاث شعب ولكثرة عدد العروض تعددت دور العرض وانتعشت الحركة المسرحية وأصبح الموسم الصيفي يبدأ من نهاية شهر يونيو وينتهي في النصف الأول من سبتمبر، أما الموسم الشتوي فكان يبدأ من أواخر ديسمبر ويستمر الى النصف الأول من فبراير ولذلك زادت حركة الاقتباس والتمصير للنصوص المسرحية أو كتابة نص مسرحي مصري خالص وكنا نعمل بالتقنيات الفنية المتاحة وكان داخل العرض الكوميدي الاستعراض والموسيقي والغناء، وكانت أهم استفادة من هذه المرحلة هي تواصل الأجيال، وكان هذا النوع من المسرح يعتمد على السياحة العربية ونظرا لظرف ما تلاشي هذا النوع من المسرح ثم جاءت تجربة أشرف عبد الباقي واستمرت، ومنذ فترة بدأ المسرح التجاري يظهر من جديد بعودة محمد صبحي وتجربة مجدي الهواري وشركاءه وتقديم عروض مسرحية متنوعة. المسرح التجاري إذن يقدم ما يريد تقديمه ويتوقف نوع المحتوي على الشركة المنتجة، ويستطيع المسرح التجاري تقديم كل الألوان. تابع : اما بالنسبة لاحتياجاتنا لتطوير المسرح فأولا لابد من الاستثمار في البشر بتواصل الأجيال ليتعلم كل منهم من الأخر، و تجهيز الفنيين وصقلهم بالعلم لتحمل المسؤولية، حيث أن عددهم في تناقص مستمر، وكذلك زيادة دور العرض وتجهيزها بالتقنيات الفنية الحديثة، حيث أن دور العرض الخاصة لم يبق منها الا عدد لا يتعدى أصابع اليد، وأن يعي شباب المسرحيون الجدد أن التقنيات الحديثة توظف لخدمة العرض والارتقاء بالمستوي التقني وليس مجرد تقليد .
توفر التكنولوجيا
ويقول المخرج محسن رزق الحاصل علي عدة جوائز : ليس من الضروري ان تكون عروض المسرح التجاري كوميدية . ربما لأن عروض القطاع الخاص التي قدمت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كانت كوميدية علق ذلك في الأذهان .. والعروض في المسرح التجاري كثيرة ومتنوعة، والمسرح الآن يعتمد علي الصورة والإبهار، والمهم أن يكون المحتوي المقدم جيدا، وعندما يكون المنتج قوي فنيا وممتع ومكتمل العناصر يحقق ربحا، وفي مصر نستطيع تقديم العروض المتنوعة،علي سبيل المثال لي تجربة من إنتاجي بالاشتراك مع مروة عبد المنعم، حيث قدمنا العرض المسرحي ربانزل بالعربي على مسرح المنارة والحمد لله حققنا في ثلاثة أيام خمسة عشر ألف مشاهدة، وكان عرضا استعراضيا غنائيا، ومعنى ذلك أننا لو قدمنا أي نوعية من العروض بجودة عالية وتقنيات حديثة ومواكبة للعصر وعناصر مكتملة فسيقبل عليها الجمهور. و يوجد لدينا مبدعون قادرون على صناعة هذا المنتج، ولكن في بعض الأحيان تقف الإمكانيات المادية حائلا أمام تنفيذ المشروع، مثلا أنا اخترت مسرح المنارة لوجود كافة الإمكانيات التي احتجت إليها، وعندما توجد دار عرض مجهزة بالتقنيات الحديثة والمبدع لديه أفكار جيدة فمن السهولة واليسر أن ينفذ ما يراه مناسبا .
أضاف : ولتطوير المسرح المصري نحتاج إلى أن تكون العناصر البشرية المشاركة في العرض على دراية ووعي وفهم بالتقنيات المتطورة المستخدمة في العالم، حيث أن جمهورها أصبح على دراية ووعي بهذه التقنيات، كذلك يتم تطوير دور العرض المسرحي و أن تكون مجهزة على أعلى مستوي تقني . لذا أناشد أناشد الدولة أن تقف بجوار المستثمر في المسرح بتسهيل كل الإمكانيات المتاحة لبناء دور عرض جديدة في كل المحافظات وتجهيزها علي مستوي عالمي للنهوض بالمسرح، وان تتضافر كل الجهود كي نلحق بكل ما هو جديد في العالم وتعيش أعمالنا المسرحية عشرات السنين . وأنا اعتبر العروض التي قدمتها للطفل مثل سنو وايت، واليس في بلاد العجائب و ربانزل بالعربي واللي عليهم العين من إنتاج كايرو شو ليست عروض طفل، بل هي عروض أسرة وطفل، واتمني وصول التقنيات الحديثة لكل دار عرض مثل الهيلوجرام والشاشات وأجهزة الصوت والإضاءة.
السلعة الجيدة
فيما تقول الدكتورة هنادي عبد الخالق المدرس بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية: السلعة الجيدة هي السلعة التي لديها سوق كبير فإذا قدم المسرح بشكل تقني متكامل فسيسعي إليه المتلقي، وليس من المفترض ان يخضع العرض المسرحي إلى اتجاه معين وهو الكوميدي، نعم يوجد احتياج إنساني للضحك، كما أن الضحك يطمئن الناس فيشعرون أنهم يشبهون بعضهم البعض في التفكير، ومع ذلك فالضحك ليس هو الشيء الوحيد في حياتنا، وهناك ألوانا اخرى من الضروري أن يهتم بها المسرح . وهناك تجارب مهمة وجدت طريقها للنجاح، لأنها حققت الوجبة المتوازنة . فالإبداع الحقيقي الصادق له من يتذوقه،وحاليا مع الانفتاح على العالم اختلفت ذائقة المتلقي واتجهت إلى العروض التي تستخدم التقنيات الحديثة، ويستطيع الجمهور متابعة بعض العروض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها عروض تعيش عشرات السنين، ولتطوير مسرحنا لابد من الدخول في عصر العولمة وتقديم ما يتفق مع ثقافتنا باستخدام التقنيات الحديثة . وأيضا من الممكن الاستفادة من الورش التي يقيمها مهرجان المسرح التجريبي، وبذلك تدرب كوادر جديدة نعتمد عليها في النهوض بالحركة، كذلك لابد من إسناد العمل للأكفاء، ولابد من تطبيق الدراسات والأبحاث واقعيا علي الطبيعة للاستفادة منها .
مرحلة وانتهت
وتقول الفنانة عزة لبيب المدير السابق للمسرح القومي للأطفال والمسئول حاليا عن عروض الأطفال بمسرح نقابة المهن التمثيلية (النهار): المسرح التجاري لابد وأن يقدم كل الألوان المسرحية ولا يقدم الكوميديا فقط، وهذه كانت مرحلة وانتهت . أما أن يقدم المسرح التجاري عروضا مسرحية باللغة العربية فلا مانع من تقديم هذا النوعية من العروض، فكل نوع له جمهوره الخاص وكل إنسان له ذائقته الفنية.
أضافت: أما بالنسبة لما نحتاجه لتطوير المسرح فنحن نحتاج أولا لإعادة تأهيل الإنسان فكثير من الفنانين لم يقدموا عملا فنيا منذ فترة طويلة، وهم مثل الرياضيين لابد من عمل كورس تدريبي لهم و وضع خطط للعمل بالاتفاق مع المسؤلين عن صناعة الأعمال الفنية، تم تجهيز أماكن بالمسرح للاستراحة والاستعداد لتقديم العمل الفني و حل المشاكل الخاصة بركن السيارات عند قدوم الفنانين حيث تؤثر هذه المسائل علي الحالة النفسية للفنان،والاهتمام بتدريب كوادر فنية جديدة للالتحاق بالعمل التقني والمهني المسرحي، وبعد بناء الإنسان نبحث عن الاستغلال الأمثل له ولما نمتلك من معدات تقنية ومحاولة الحفاظ عليها ورفع كفاءتها للحصول على أعلى طاقة ممكنة لخلق صورة مبهرة، وكذلك العمل علي النص ودراسته بشكل متأني والوصول بالمحتوي إلى احترام عقلية المتلقي، ثم تضافر جميع العناصر في نسيج واحد للوصول بالمستوي لأفضل صورة مفيدة فنيا وفكريا وثقافيا.