يشتكون قلة الطلب على الكتابة للطفل كتاب مسرح الطفل: كل الظروف ضدنا ونواجه تحديات كبيرة

يشتكون قلة الطلب على الكتابة للطفل كتاب مسرح الطفل: كل الظروف ضدنا ونواجه تحديات كبيرة

العدد 686 صدر بتاريخ 19أكتوبر2020

الكتابة للطفل ليست سهلة، ومن الضرروى أن يكون كاتب الطفل ملما بالعديد من المعارف والعلوم الإنسانية ويمتلك خبرات علمية وميدانية واسعة  وأن يعي طرق مخاطبته والتعامل معه، خاصة  في ظل التطور التكنولوجي الحالي.. هذا ما يتفق عليه عدد من كتاب الطفل ويرونه حلا للكثير من التحديات والصعوبات التي تواجه الكتابة للطفل.
 الكاتب محمود عقاب قال أن الكتابة للطفل تواجه عدة صعوبات منها كيفية معرفة مخاطبة الفئات العمرية المختلفة، بالإضافة إلى صعوبة الكتابة المسرحية من حيث تقييد الأحداث اليومية التي تقع في مختلف الأماكن والأزمنة بخشبة مسرح محددة، وعن ضرورة مواكبة كاتب الأطفال للتكنولوجيا قال» لابد لكاتب الطفل أن تكون له لغة مرنة معاصرة، وأن تكون لدية القدرة على الكتابة بأكثر من أسلوب ، وأن يكون الكاتب ابن عصره وابن تحديات تقدمه، حتى وإن كتب نصا يحاكي التراث فهو يكتبه بلغة عصره وتحدياتها.
إعادة تعريف الطفولة
فيما رأى الكاتب أحمد سمير أن «الكتابة للطفل تعد أحد أهم الطرق لتربيته وتوجيهه نحو القيم الواجب غرسها بداخله كالتحلي بالأخلاق الحميدة و النظافة و احترام الكبير، ولكن خلال السنوات الماضية تغيرت معطيات الطفولة، خاصة في المجتمعات العربيه نتيجة للثورات و الحروب وخراب دول كثيرة ما يضطرنا  لإعادة تعريف الطفولة، بما يناسب واقع أطفالنا. 
 فعلى سبيل المثال الطفل في كثير المجتمعات يعمل كي يأكل، و ينام في الطرقات و الشوارع كما نرى  أحيانا أطفالا تحارب وتحمل السلاح أو الحجارة، لذلك لا يمكن مخاطبة الطفل العربي بشكل موحد مع اختلاف الظروف من بلد لآخر. فالطفل الذي واجه الموت سيكون الخطاب الموجه له والذي يحثه على ضرورة أن ينام مبكرا أشبه بنكتة سخيفة لن تروق له.                                                                                      أما عن تيمات الكتابة في مسرح الطفل فالموضوعات التي تخص الطفل و تعبر عنه بصدق هي الأجدر بالطرح خاصة في ظل التطور و الانفتاح الكبير تكنولوجيا.
كتب متميزة للطفل
وأشارت كاتبة أدب الطفل منى لملوم إلى أن  كاتب الطفل «يستطيع مواكبة التقدم التكنولوجي من خلال متابعة والعمل على تقديم الكتب التفاعلية وكذلك من خلال الاحتكاك بعالم الطفل من قريب لمعرفة احتياجاته وما يدور في عقله و ما يشغله ،  وكيف يمكن الوصول إلى عقله وقلبه من أقصر الطرق. 
وأضافت: الكتابة للطفل لابد أن تكون حرة مثل حرية تفكيره التي يجب ألا تحد قدر المستطاع، لأن فرض القيود على التفكير يؤدي لتكوين شخصية ضعيفة اعتمادية ومترددة وقلقة غير قادرة على الخروج عن القوالب الثابتة وهو ما يناقض تطور العصور والتكنولوجيا. 
 تابعت : وتتمثل المشاكل التي تواجه الكتابة للطفل في عدم الدعاية الكافية لكتاب الطفل، وكذلك قلة المنتج ،  حيث أن قلة الدعاية تؤدي لقلة التوزيع، ومن ثم الإنتاج   
ندرة عدد العروض 
الكاتب عبده الزراع قال إن هناك العديد من المشكلات التي تواجه كتابة مسرح الطفل، منها صعوبتها حيث تحتاج إلى موهبة خاصة، لذا فهناك ندرة شديدة فى مسرحيات الطفل الجيدة، هناك أيضا قلة فرص إنتاج الأعمال المسرحية للأطفال، فكاتب مسرح الطفل ينتظر عدة سنوات حتى ينتج له عمل مسرحي، خاصة وأن جهات الإنتاج فى وزارة الثقافة، والتي تتمثل في هيئة قصور الثقافة قليلة مقارنة بعدد النصوص المكتوبة، كما يقوم المسرح القومي للأطفال بإنتاج عدد قليل من مسرحيات الأطفال، لا تتعدى عرض واحد في العام، وكذلك مسرح العرائس الذي ينتج عرضا كل عدة سنوات، ، ولأن المسرح -بشكل عام- يكتب لكي ينفذ، ينصرف معظم كتاب مسرح الطفل إلى كتابة فنون أخرى مثل القصة، والرواية، والشعر للأطفال، كذلك من معوقات الكتابة للطفل  تدنى أجور العاملين في مجال مسرح الطفل، من كتاب، ومخرجين، ومهندسي ديكور، وموسيقيين، ومصممي الرقصات والملابس، والإضاءة، مما يجعلهم يشعرون بالغبن. 
كل هذه الإشكاليات تقف حجر عثرة في طريق إنتاج عروض مسرحية للأطفال تشبع رغبات الجمهور المتعطش للثقافة الحقيقية
أضاف  الزراع : لدينا تيمات محفوظة تكاد تتشابه وتتكرر فى معظم مسرحيات الأطفال، وارى أن هناك تيمتين ينهل منهما معظم كتاب مسرح الطفل، الأولى هي التراث والموروث الشعبي، مثل كتاب «ألف ليلة وليلة» فتجد رحلات السندباد، وعلى بابا والأربعين حرامى، علاء الدين والمصباح السحرى، وكذلك حكايات الساحرة الشريرة، والاراجوز، والشاطر حسن، أما  
الثانية  فعالم الحيوانات والطيور، الصراع بين الأسد ملك الغابة، والثعلب المكار، أو الفأر الذكي، أو الصراع بين الحيوان والإنسان، وقد استخدم أورويل هذه التيمة فى مسرحيته «حديقة الحيوان» منذ سنوات طويلة، واستفاد منها معظم كتاب مسرح الطفل.  
 وتابع: هناك محاولات قليلة من كتاب مسرح الطفل يلجأون فيها إلى استخدام التكنولوجيا ، وقد قدم لى المسرح القومي للأطفال عام 2005 مسرحية «القلم المغرور» من إخراج الفنان محمود حسن، وهى تعتمد بالأساس على فكرة الصراع بين أدوات الهندسة التقليدية مثل القلم، والمسطرة، والبرجل، والاستيكة، والمبرأة، وبين الأدوات الموجودة على الكمبيوتر، و التى يستطيع الإنسان أن ينفذها بضغطة واحدة على الكي بورد ، وخلصت المسرحية إلى  أن لكل شيء استخدامه، وأن التكنولوجيا لا يلغى بعضها بعضا بل تكمل بعضها بعضا، فلا غنى عن الأدوات التقليدية، ولا غنى عن الكمبيوتر. 
خصائص المرحلة 
فيما قال رائد أدب الطفل يعقوب الشارونى: ينمو الطفل من مرحلة إلى أخرى ،ومن أهم ما يجب أن يراعيه كاتب الأطفال هو خصائص واحتياجات المرحلة التي يقدم إليها إبداعه، و اختيار الموضوعات المناسبة لها وأسلوب تناولها، وأن تكون الألفاظ ضمن الحصيلة اللغوية للعمر الذي يخاطبة و مناسبة طول العمل وعدد شخصياته وتعدد أحداثه مع قدرة المتلقي الصغير على الاستيعاب.. وهي معايير تفرضها مراحل النمو  المتتالية لتساعد الطفل فى كل مرحلة على التفاعل مع ما يقدم له، وعن تأثير التطوير التكنولوجي على الكتابة للأطفال قال:                                                                                                                
القدوة التي يقدمها الكبار من  أقوى العوامل في تنمية عادة القراءة لدى الأطفال، مع التأكيد على دور المكتبة المنزلية و المكتبة المدرسية.
ندرة المنافذ 
أما الكاتب أحمد زحام فقال «لا توجد منافذ لكتّاب الطفل، لذلك تظل كتابتهم حبيسة الإدراج، فليس لدينا مجلات أطفال تعادل عدد سكان مصر من الأطفال، هذا بالإضافة إلى تجاهل دور النشر لكتابات الأطفال،  بالإضافة لإغلاق عدد من دور النشر ومنها كتب دار الهلال للأولاد والبنات وتساءل زحام :  لماذا لا يصدر المركز القومي للطفل مجلة للأطفال، كذلك الهيئة العامة للكتاب. أ    ضاف:  هناك أيضا افتقاد الحركة النقدية التي توجه وترشد كتاب الطفل، فالبعض يكتب دون موهبة.
وعن التيمات التي يفضلها عند الكتابة للطفل قال «كل الأفكار متاحة لتقديمها للطفل، ولكن هناك جماليات وقيم يجب أن تتضمنها الكتابة للطفل حتى يتحقق التوازن النفسي للطفل، وهناك تطور تكنولوجي كبير لابد من مواكبته. 
طفرة تكنولوجية
وقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل إن هناك طفرة تكنولوجية كبيرة تشكل عاملا إيجابيا للكتاب و هناك محاولات للتطرق لهذه المنطقة وخاصة منطقة الخيال العلمي، فلدينا اكتفاء أو رضا فى مناطق شتى في الكتابة للطفل، على سبيل المثال عالم الطيور وعالم القرية وعالم المدينة، ولكن هناك عوالم أخرى لابد أن يتعرف عليها الطفل ، كما أن الكتابة التاريخية تشهد آلية جديدة فى الكتابة و هناك تطور كبير فيما يقدم للطفل من أشكال وعلى الكتاب أن يكون لديهم الخبرة بالوسائط الجديدة حتى تكتمل المنظومة الخاصة بالكتابة للطفل.                               
وتابع:  «الطفل يمر بمراحل مختلفة وكل مرحلة يتعامل مع نوع من أنواع الفنون، ففى مرحلة يحتاج الأغنية و في أخرى يحتاج إلى القصة ثم يحتاج إلى فنون الأداء المختلفة من عرائس وأراجواز وخيال ظل وكلها وجبات فنية تقدم  إفادة خاصة للطفل، ومن المفترض أن يتواكب الوسيط الذي يقدم للطفل من التطور التكنولوجي الحالي حتى يحقق المتعة.   


رنا رأفت