العدد 936 صدر بتاريخ 4أغسطس2025
فى لحظات غامرة بالمشاعر والاعتزاز، عبّر الفائزون فى مهرجان التجارب النوعية عن سعادتهم الكبيرة بفوزهم، واعتبروا هذا الفوز تتويجًا لجهودهم التربوية، وتحفيزًا مهمًا للاستمرار فى تقديم عروض نوعية تحدث فرقًا حقيقيًا بمسرح الثقافة الجماهيرية خصصا تلك المساحة ليتحدث الفائزين عن أعمالهم وكذلك مقترحاتهم لتطوير هذا المهرجان خلال السنوات المقبلة ضمت لجنة التحكيم المخرج محمد حجاج، المخرج أحمد طه، الناقد والكاتب المسرحى يسرى حسان، مهندسة الديكور الفنانة رانيا حداد، والملحن إيهاب حمدى .
أحمد زكى: فخور بالفوز للعام الثانى.. وأتمنى تمثيل الهيئة فى المهرجان القومى مجددًا
أعرب المخرج أحمد زكى، مخرج عرض «أول من رأى الشمس» الحائز على المركز الأول فى مهرجان التجارب النوعية، عن سعادته البالغة بالمشاركة فى المهرجان، مؤكدًا أن تجربته هذا العام كانت مميزة ومختلفة، لا سيّما بعد فوزه بجائزة أفضل مخرج للعام الثانى على التوالى.
وقال زكى فى تصريحه: كان شعورًا جميلًا أن أجد مساحة مفتوحة أستطيع من خلالها تقديم عملى، وأن يُعرض أمام لجان تحكيم واعية ومدركة لمعنى الفن الحقيقى. هذه التجربة منحتنى إحساسًا بأن هناك من يقدّر الجهد والرؤية الفنية.
وأضاف :»فزت العام الماضى بجائزة أفضل مخرج عن عرض طقوس الإشارات والتحولات، وها أنا أُكرَّم هذا العام عن عرض أول من رأى الشمس. هذا التتويج المتتالى يمنحنى دافعًا للاستمرار والتطور. واختتم حديثه قائلًا:
«أتمنى أن يوفقنى الله فى تمثيل الهيئة مجددًا خلال الدورة القادمة من المهرجان القومى للمسرح، وأن أُقدّم عملًا يليق بثقة الجميع» وتطوير الحراك المسرحى النوعى،
كما أعرب المخرج أحمد زكى عن مجموعة من الأمنيات والتوصيات التى يرى أنها ستُسهم فى تعزيز جودة مهرجان التجارب النوعية، وتمكين الفرق المشاركة من تقديم تجاربهم الإبداعية فى بيئة أكثر تفاعلًا وتأثيرًا.
وأكد زكى فى حديثه أن الدعاية الموجهة والمنظمة للعروض يجب أن تكون من أولويات إدارة المهرجان، مشددًا على ضرورة منح كل عرض مسرحى فرصة عادلة للظهور والانتشار الجماهيرى والإعلامى، عبر خطة دعائية تُنفذ بمهنية، وتستهدف الجمهور العام والمتخصص على حد سواء.
كما دعا إلى إصدار مجلة رسمية ترافق فعاليات المهرجان، تتضمن تعريفًا بالفرق المشاركة، وقراءات نقدية للعروض، إلى جانب لقاءات مع المخرجين والمبدعين المشاركين. واعتبر أن وجود مثل هذه المجلة يُعدّ عنصرًا توثيقيًا وتثقيفيًا هامًا، يُسهم فى إثراء التجربة المسرحية ويُعزز التواصل بين المشاركين والجمهور.
وفى السياق ذاته، شدد زكى على أهمية إعداد جدول نهائى واضح ومنظم للعروض، يُعلن عنه مبكرًا لضمان إتاحة الفرصة لباقى الفرق لحضور عروض زملائهم، والتفاعل معها والاستفادة من تجاربها. وأوضح أن تبادل المشاهدة بين الفرق يُعدّ من أهم أدوات التعلم والتطوير داخل المهرجان، ويساعد على خلق بيئة مسرحية قائمة على التبادل الفنى والنقد البنّاء.
وختم زكى تصريحه بالتأكيد على أن المهرجان يمثل منصة فريدة لعرض التجارب المسرحية النوعية من مختلف الأقاليم، وأن تطوير أدواته التنظيمية والإعلامية من شأنه أن يرفع من قيمته الفنية، ويحقق الأثر المرجو لدى الجمهور والمشاركين على حد سواء.
لم أتوقع جائزة التأليف.. وكتبت العرض من أجل الإخراج ومناقشة أفكار تمسنى
أعربت الكاتبة والمخرجة نور إسماعيل عن سعادتها البالغة بحصولها على المركز الأول فى التأليف المسرحى ضمن فعاليات مهرجان التجارب النوعية عن عرض « منتهى الصلاحية»، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع هذه الجائزة على الإطلاق، خاصة وأنها كتبت النص فى الأساس بهدف إخراجه.
وقالت إسماعيل: لم أكن أتوقع جائزة التأليف إطلاقًا، لأننى كتبت هذا العرض فى الأساس بدافع الإخراج. كانت لديّ مجموعة من الأفكار التى أثرت فيَّ شخصيًا، ورغبت فى مناقشتها مع الجمهور، فشعرت أننى أكثر من يمكنه التعبير عنها. ولهذا السبب كتبت العرض بهدف الإخراج، لا من منطلق أننى مؤلفة، لا سيما وأنها المرة الأولى التى أكتب فيها نصًا مسرحيًا متكاملًا. لذا، كانت الجائزة مفاجأة كبيرة بالنسبة لى، وفرحة لا توصف.»
وحصد العرض المسرحى الذى كتبته وأخرجته نور إسماعيل المركز الثالث فى فئة العروض، كما فازت هى نفسها بالمركز الثالث فى الإخراج، بينما حصل العرض على جوائز أخرى تمثلت في: المركز الثالث فى الديكور (صلاح مراد) المركز الثالث فى تصميم الأزياء (داليا علاء الدين) ورغم هذه النجاحات، ذكرت بعض المقترحات الخاصة بمهرجان التجارب النوعية فقالت:
«أتمنى أن يحظى هذا المهرجان باهتمام أكبر، لأننى أرى أنه من أقل المهرجانات التى تحظى بالمتابعة والاهتمام، سواء من ناحية التنظيم أو من القائمين عليه».
كما أشارت إلى معاناة الفرق المشاركة من نقص المعدات الفنية، قائلة: قبل العرض بيومين لم تكن هناك أى معدات متوفرة، وهو ما اضطرنى إلى تغيير الفضاء المسرحى الذى كنت أعتزم تقديم العرض فيه. كان من المفترض أن أقدمه فى فضاء مسرحى مختلف تمامًا، بما يتماشى مع فلسفة المهرجان، لكن عدم توفر معدات الإضاءة والصوت أجبرنى على العرض على خشبة مسرح مجهزة، وهو ما أعتقد أنه أثر على التقييم.» واختتمت نور إسماعيل تصريحها قائلة: «رغم العرض على خشبة مسرح مجهزة، إلا أننى استخدمت فقط 6 وحدات إضاءة، تعطل منها جهازان خلال العرض أمام لجنة التحكيم. حتى الأجهزة المتاحة كانت متهالكة. لذلك، أتمنى أن يلتفت القائمون على المهرجان إلى أهمية الاهتمام بالمعدات الفنية، وتوفير بيئة تليق بالمواهب الشابة.
من المهرجانات المهمة للتغلب على قلة عدد المسارح
فيما أعرب المخرج عبد الرحمن العراقى الحاصل على المركز الثالث عن عرض «أقرب مما يبدو» لقصر ثقافة المنصورة عن سعادته بحصوله على المركز الثالث مشيرًا إلى أن فكرة المهرجان تعد فكرة رائعة للتغلب على نقص عدد المسارح فهو يعطى مساحة للمخرجين لعمل عروض فى مساحات مختلفة كذلك أكد مدى صعوبة تحكيمه لأن ما تقييمه لجنة واحدة تقوم بعمل جوله لكل العروض على مستوى محافظات الجمهورية
مهرجان التجارب النوعية يعد من المهرجانات التى تحدث جدلًا واسعًا
فيما تحدث المخرج محمد بهجت الحاصل على جائزة أفضل عرض مركز ثانى مناصفة عن عرض « المصنع « لفرقة قصر ثقافة برج العرض فقال :» أحمد الله على حصولى على أفضل مخرج ثانى عن عرض المصنع لفرقة قصر ثقافة برج العرب وقد حصل العرض على المركز الثانى وأكد بهجت على أن مهرجان التجارب النوعية يعد من المهرجانات التى تحدث جدلًا واسعًا وذلك بسبب مسماه وتغير لائحته كل عام من الفضاءات المغايرة للتجارب النوعية فيجب أن يتم توحيد اللائحة الخاصة بهذا المهرجان فيحاول المخرجين أولًا وأخيرًا أن يكونوا أقرب فى تجاربهم للعلبة الإيطالية ليحدوا المراكز الأولى ويشاركوا فى المهرجان القومى للمسرح وشدد بهجت على ضرورة تعديل لائحته.
كنت حريصًا على تقديم ملابس مبتكرة ومختلفة
أما الفنان رامى عادل الحاصل على جائزة أفضل تصميم ملابس عن عرض رفرفة فقد اعرب عن سعادته الكبيرة بفوزه بجائزة أفضل تصميم ملابس وقال «أنا سعيد جدًا بحصولى على جائزة أفضل ملابس عن عرض ‹رفرفة›. هذا التكريم يعنى لى الكثير، خاصةً أنه يأتى تتويجًا لجهد كبير وفريق عمل مبدع كان يؤمن بأهمية التفاصيل. كنت حريصًا على تقديم ملابس مبتكرة ومختلفة تعبّر عن روح العرض وتخدم رؤيته البصرية والفنية. أؤمن أن تصميم الأزياء المسرحية لا يقتصر على الشكل فقط، بل هو عنصر أساسى فى بناء الشخصية ونقل الحالة الشعورية للجمهور. أشكر كل من دعمنى وشارك فى هذه التجربة، وأعدكم دائمًا بالسعى لتقديم الأفضل والمختلف.
تكريمٌ عزيزٌ وعوضٌ من الله.. وأدعو لتوسيع الاستثمار فى العروض المسرحية
أعرب الشاعر إبراهيم محمد، الحاصل على جائزة أفضل أشعار عن عرض «أول من رأى الشمس» ضمن فعاليات مهرجان التجارب النوعية، عن بالغ سعادته بهذا التكريم، واصفًا إياه بأنه لحظة فارقة وتجربة لا تُنسى.
وقال: «بلا شك، كان انطباعى رائعًا، وسعادتى بالجائزة لا توصف. لقد شعرت بأنها عوض كريم من الله سبحانه وتعالى، بعد أن حالت الظروف دون حصولى على جائزة فى مهرجان الأندية العام الماضى، لعدم تخصيص جائزة لفئة الأشعار، رغم حصول العرض الذى شاركت فيه آنذاك على جائزة عن الأغانى والألحان»، وأضاف: أتمنى استمرار هذا المهرجان المهم، مع ضرورة تطويره وتوسيع دائرة الاستثمار فيه، وذلك من خلال إعادة النظر فى آليات إنتاج العروض المسرحية، كأن يتم إسناد عملية الإنتاج إلى جهات استثمارية أو علامات تجارية قادرة على دعم الهيئة والفرق المشاركة، بما يُسهم فى رفع جودة العروض وزيادة عناصر الإبهار فيها.» وختم تصريحه قائلًا: «من شأن هذا التوجه أن يحقق عوائد أكبر للمشاركين، ويجذب المزيد من المواهب سواء من جهة الفرق المسرحية أو من جهة الجمهور، لا سيما أن هناك طاقات إبداعية حقيقية لا تزال كامنة، وتنتظر من يمدّ إليها يد الاهتمام والرعاية».
تجربة مرهقة لكنها تستحق.. والمسرح الغنائى بحاجة إلى دعم حقيقى
عبّر الملحن فؤاد هارون، الحائز على جائزة أفضل ألحان عن عرضه المسرحى «أول من رأى الشمس»، عن سعادته الكبيرة بهذا التتويج الذى رأى فيه ثمرة جهد مضنٍ لم يذهب سُدى. وأشار هارون إلى أن العمل تميّز بطابع غنائى رغم أن غالبية المشاركين فيه من الممثلين غير المتخصصين بالغناء، حيث لم يتجاوز عدد المؤدين الغنائيين الفعليين أربعة أشخاص فقط، بينما تطلّب الأمر تدريب بقية الممثلين على أسس موسيقية معقدة مثل الطبقات والمقامات والإيقاعات، ما أضاف عبئًا تدريبيًا وفنيًا كبيرًا على الفريق.
وقال هارون: «استطعنا إخراج حوالى 14 أغنية داخل العرض، وهو أمر ليس بالسهل، خاصة مع ضرورة توصيل المفاهيم الموسيقية بشكل مبسط ومهنى للممثلين لضمان أداء صحيح ومؤثر. لقد كانت تجربة جميلة لكنها مرهقة جدًا بكل المقاييس».
وفى سياق آخر، وجه هارون نداءً لدعم المسرح الغنائى والعنصر الموسيقى فى العروض المسرحية، موضحًا أن العديد من الفرق تقدم عروضًا بموسيقى حية دون أن يحصل العازفون على أجور مناسبة، إن لم تكن رمزية إلى حد كبير. وأضاف: «من غير المنطقى أن يدفع المشاركون من أموالهم الخاصة ليستمر العرض، وخصوصًا فى مرحلة التصعيد للمهرجان القومى، حيث من المفترض أن يكون هناك نوع من الدعم المؤسسى والتقدير المهنى لكل عناصر العمل الفنى».
وختم هارون حديثه بالتأكيد على أن الموسيقى لا ينبغى أن تكون مجرد خلفية جمالية للعمل المسرحى، بل جزءًا أصيلًا من بنائه الدرامى، داعيًا إلى إعادة النظر فى آليات دعم المسرح الغنائى لضمان استمراريته وتطوره.
عودتى إلى المسرح كانت حلمًا تأجل وتحقق فى الوقت المناسب
عبّرت الفنانة ميرا ميخائيل، الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة (نساء) عن عرض «منتهى الصلاحية» ضمن فعاليات مهرجان التجارب النوعية، عن سعادتها الكبيرة بهذه التجربة التى أعادتها إلى المسرح بعد فترة غياب طويلة، معتبرة أن الدور الذى قدمته شكّل محطة مهمة فى مسيرتها الفنية.
قالت ميرا: أنا فى غاية السعادة، لأننى عدت إلى الفن بعد غياب طويل. كنت بعيدة عن خشبة المسرح لفترة ليست قصيرة، وحين أتيحت لى الفرصة من خلال هذا العرض، شعرت بأننى أعود إلى مكانى الطبيعى. العمل على عرض منتهى الصلاحية كان بمثابة فرصة ذهبية، ليس فقط لأنه أعادنى إلى المسرح، بل لأنه أتاح لى تقديم شخصية أثّرت بى كثيرًا، وكانت بالنسبة لى تحديًا حقيقيًا.
الفوز بجائزة أفضل ممثلة هو شرف كبير، لكنه أيضًا مسئولية. أشكر المخرجة نور إسماعيل على ثقتها بى، وعلى دعمها طوال فترة العمل، كما أشكر زملائى فى الفريق الذين جعلوا هذه التجربة أكثر غنى ودفئًا.
فى البداية، لم أكن على دراية بالمهرجان، ولكننى تعرفت إليه من خلال المخرجة. ما أعجبنى حقًا هو التنظيم والتسهيلات التى وفرها قصر الثقافة، حيث منحنا مكانًا دائمًا للتدريب والعرض، وهذا ساعدنى كثيرًا على التركيز والاطمئنان أثناء مراحل التحضير.
أما فكرة المهرجان نفسها، تحت عنوان التجارب النوعية، فهى فكرة مبتكرة وجديرة بالاهتمام. شاهدت خلال المهرجان أعمالًا متنوعة ومبهرة، سواء من ناحية الإخراج أو الأداء التمثيلى، وهذا يدل على أن هناك طاقات شابة تستحق الدعم والتقدير.
هذه التجربة كانت بداية جديدة بالنسبة لى، وأتمنى أن تحمل المرحلة المقبلة المزيد من الأدوار التى تسمح لى بالتعبير عن ذاتى، وتقديم ما يؤمن به قلبى كفنانة.