الفنان نور محمود: «الوقوف على الخشبة لأول مرة مرعب ولكنه ممتع»

الفنان نور محمود: «الوقوف على الخشبة لأول مرة مرعب  ولكنه ممتع»

العدد 854 صدر بتاريخ 8يناير2024

«النقطة العميا» أول تجربة مسرحية للفنان نور محمود، وهي المأخوذة عن رواية «العطل» أو «محاكمة ترابس» للكاتب السويسري «فريدريش دورينمات»، ويقدمها على مسرح الغد بالعجوزة، من إنتاج فرقة مسرح الغد بقيادة الفنان سامح مجاهد، وتحت إشراف المخرج خالد جلال رئيس البيت الفني للمسرح، إعداد وإخراج أحمد فؤاد. تدور أحداث المسرحية حول آدم الذي يقوم بدوره «نور محمود» وهو «مندوب مبيعات ثري» أصاب سيارته عطل أثناء عاصفة شديدة، مما اضطره إلى اللجوء لفيلا قريبة، بها ثلاثة أساتذة متقاعدين كانوا يعملون بالقانون، طلبوا منه أن يلعب معهم لعبة «المحاكمة» ليجد نفسه في نهاية المحاكمة متورطا في جريمة قتل، وتستمر الأحداث للوصول إلى نقطة النهاية التي تتم فيها محاسبة الذات دون الوقوف فعليا في ساحات العدالة. 
يعد نور محمود وجها مألوفا لدى جمهور السينما والتليفزيون، ولكن تلك هي التجربة الأولى له على خشبة المسرح، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه استطاع جذب أنظار جمهوره لأدائه المتميز وتمكنه وثباته وحضوره الفاعل.
شارك نور محمود في العديد من المسلسلات والأفلام، أهم أعماله في السينما  «المكيدة، الخلية، كدبة بيضاء، الممر، الجريمة» وغيرها.
 وفي المسلسلات شارك في «أبو العروسة، الاختيار، ملف سري، إلا أنا، القاهرة كابول، هجمة مرتدة، اختفاء، أمر واقع، اختيار إجباري، الرحلة، الجماعة ج 2».وغيرها.. وقد كان لنا معه هذا الحوار. 
- ما أول عمل فني لك، وكيف تم ترشيحك له؟ 
أول عمل فني كان عام 2006 في مسلسل «حدائق الشيطان» من إخراج إسماعيل عبد الحافظ، ورشحتني للعمل فيه صديقتي أمل أسعد المخرجة المنفذة للمسلسل.

- هذه هي التجربة الأولى لك في مجال المسرح، كيف تم ترشيحك لها؟ وكيف تلقيت خبر ترشيحك؟
 أنا أسعى للمسرح منذ وقت طويل جدا، ولكن كنت أنتظر الوقت المناسب، وكنت أنتظر أيضاً تحقيق الرصيد المناسب لدى الجمهور ليأتي لمشاهدتي، بالإضافة إلى أنني كنت أنتظر الخبرة المناسبة التي سأكتسبها من السينما والتلفزيون. أعرف صديقي المخرج أحمد فؤاد وذهبت إليه لمشاهدة عرضيه «ديجافو» و»خطة كيوبيد»، وطلبت منه أن أعمل في المسرح، وبعدها بحوالي شهرين أرسل لي نص «النقطة العمياء»، وبدأنا عمل البروفات في شهر يوليو، وعرضنا في ديسمبر، وأتمنى أن ينال العرض رضا الجمهور والنقاد والمسرحيين عموما.

- حدثنا عن فكرة العرض ودورك فيه؟
 فكره العرض تدور حول أن الإنسان لديه أشياء في حياته يلقيها في نقطة ما، لا يريد أن يراها، ومع الوقت يجد لها مبررا ويراها عادية مهما كانت بشاعتها أو خطاياها، ففكرة العرض هي محاسبة ضمير الإنسان لنفسه عن كل ما اعتبره عاديا بالنسبة له، وأن تلك الأشياء التي يفعلها يظن أنها لغة العصر والزمن الذي يعيش فيه، ولكنها في النهاية تعد خطايا. أؤدي دور آدم الذي تعطلت سيارته واضطر للذهاب لأقرب مكان لقضاء تلك الليلة ويدخل المكان ليتعرف على ثلاثة من الأشخاص المتقاعدين الذين كانوا يعملون بالقانون، يعرضون عليه لعبة المحاكمة ويوافق وتستمر الأحداث في التصاعد حتى النهاية.

- أول مرة على خشبة المسرح، كيف كان إحساسك، وكيف كان تفاعل المخرج والجمهور معك؟
وقوفي على خشبة المسرح وسط الجمهور يعد شيئا مرعبا للغاية، لم أشعر بهذا الإحساس أثناء تصوير مسلسل أو فيلم، ولكن أمام الجمهور إحساس حقيقي ومرعب ولكنه ممتع في ذات الوقت لأقصى درجة، فأنا أنتظر كل يوم ساعة العرض هذه لأرى  تفاعل الجمهور معي، وبعد الانتهاء من العرض أشعر بإحساس ممتع للغاية.

- ما الفروق الجوهرية التي تجدها بين السينما والتلفزيون والمسرح؟
السينما والمسرح والتلفزيون جميعا فن التمثيل أو التشخيص، والاختلاف يكون في التكنيك نفسه، وفي الأداء والصوت والحركة، على المسرح تحاول أن تعبر بشكل أكبر؛ لأنه لا توجد كاميرات close، الجميع يرى كل ما تقوم به ويراقبك، والفرق الجوهري أنه لا توجد إعادة، فالتصوير قد يتكرر أكثر من مرة في السينما أو التلفزيون، ولكن في المسرح يكون مباشرا، وهنا تكمن الصعوبة، لذلك يوجد بروفات كثيرة وحفظ أكبر وتركيز على أعلى مستوى، ولذلك فإن المسرح أصعب كثيرا من التلفزيون والسينما.

- «المسرح هيخليك تشتغل على نفسك بشكل تاني، وهيعملًك تقل مختلف» هذه نصيحة الفنان خالد صالح لك، كيف تراها بعد أن دخلت تجربة المسرح؟
أصور في المسلسلات ولا أخاف من الكاميرا، ولم تكن هناك رهبة منها، ولكن على المسرح الوضع يختلف لدرجة التجويد بشكل مختلف، حتى الوقفة نفسها تشعرك بأن الموضوع أعمق بكثير من مجرد إحساسك أنك تقف أمام الجمهور، وأعمق في التركيز مع الشخصية التي تؤديها، وبالتالي فالمسرح له بريق خاص تماما كما قال لي الفنان خالد صالح الذي أكن له كل التقدير، رحمه الله. 

- كيف ترى التجربة؟ وهل ستتكرر مستقبلا؟
مستمتع حقيقة بهذه التجربة وأتمنى أن أعمل في المسرح مرات عديدة، فهي تجربة ممتعة لأقصى درجة.\

- ما طموحك في المسرح؟
أتمنى أن تكون هناك مواسم للمسرح، كما توجد مواسم للمسلسلات، وأن تكون هناك أعمال مسرحية كثيرة تجوب كل أنحاء مصر، وأن تكون المواضيع المقدمة أكثر دسامة، فالمسرح شيء ممتع حقا، وأنا أحب مشاهدة المسرح طيلة حياتي، وكنت أحضر العروض، وأشاهد الممثلين كيف يتفاعلون ويتحركون على المسرح.

- ما رأيك في الحركة المسرحية في مصر؟
الحركة المسرحية في مصر حاليا أفضل كثيرا مما سبق، فالعروض الحالية محترمة جدا، وهناك تفكير بشكل منظم ومحترم من المسؤولين، فالعروض جادة وليست فقط كوميدية، وأتمنى للحركة المسرحية أن تكون أسرع وأكثر حضورا.

- ما الحلم الذي ما زلت تحلم بتحقيقه؟
حلمي في عملي ليس له سقف، وأتمنى أن أكون من الممثلين المهمين في مصر، والأهمية هنا ليست مسألة النجومية أو الشهرة، فهي بالفعل نعمة من الله ورزق، ولكن في أن يكون الممثل مهما ومؤثرا مع الناس، وهو أهم بكثير وهذا هو حلمي.

- إذا خُير «نور محمود» بين المسرح والسينما والتليفزيون، ماذا يفضل؟
لا يوجد اختيار بين المسرح والسينما والتلفزيون فكل منهم له مذاق خاص، وكله في النهاية يدخل في نطاق فن التمثيل والتشخيص وأتمنى أن أشتغل في المسرح كثيرا مع السينما والتليفزيون؛ فأنا طماع جدا في ذلك، ليست لي القدرة على الاختيار فأنا أتمنى العمل في المجالات الثلاثة طوال حياتي.

- المسرح أنواع، التراجيدي والكوميدي والتجريبي… أي نوع يستهويك؟
 المسرح الذي يستهويني هو المسرح الذي يعطي فكرة، واستمتاع بالنص المكتوب، فهناك مسرحيات كوميدية ممتعة حقا مثل مسرحية «طيب وأمير»، ولكن أنا أميل أكثر للمسرحيات التراجيدي مثل «النقطة العمياء» ففيها دراما وفكرة فلسفية، مثل عرض «لير» ليحيى الفخراني وعرض نور الشريف «لن تسقط القدس» فتلك هي النوعية التي تستهويني وأحب مشاهدتها كثيرا.

- هل من تحديات واجهتها في حياتك انعكست على إنجازك الإبداعي؟
لا يوجد أحد في عمله لم يواجه تحديات وصعوبات، وأنا واجهت كثيرا من الصعوبات والتحديات والرفض، والبعض لم يعطني الفرصة لكي أعمل، تعبت كثيرا كأي إنسان في هذا المجال، ولكن تلك التحديات والصعوبات أثرت عليّ شخصيا وأعطتني عددا من الخبرات، وهو ما لم يأت بسهولة، الخبرات لم أقصد بها كم العمل الذي أنتجه وأثمره الممثل في حياته، وإنما كم الصعوبات والتحديات التي واجهته والتي ساعدت في تكوينه.

- لماذا يعزف نجوم السينما والتلفزيون عن المسرح وخاصة مسرح الدولة؟
الفكرة ليست أن نجوم السينما والتلفزيون يعزفون عن المسرح، ولكن المسرح يحتاج إلى مجهود ووقت أكثر بكثير، فنحن في هذا العمل اقتربنا من الخمسة أشهر من البروفات، وبعدها يكون العرض يوميا، مما يجعلك تحتاج للوقت وبعض التفرغ، فليس كل فنان لديه هذه القدرة، وهناك من النجوم والأساتذة الذين فعلوا ذلك بالفعل.

- كيف لعبت الموهبة دورها في سطوع نجم نور محمود؟ وهل الموهبة وحدها تكفي؟
الموهبة تعد هبة من عند الله سبحانه وتعالى، وأتمنى من الله أن يديمها علي  وعلى كل من يمتلك الموهبة، ولكن يجب أن يتم صقل الموهبة أكثر، أنا شاركت في المسرح لكي أصقل الموهبة، يجب أن نعمل على أنفسنا بشكل أكبر، فإن لم يكن مع الموهبة دراسة وعمل جاد وطرق مختلفة فلن تظل كما هي، بالعكس ستقل وتخفت، لأن وقتها سيكون هناك اعتياد، وبالتالي يحدث فتور في الموهبة، وهو أسوأ ما يمكن أن يحدث للممثل، لذلك فإن الموهبة تحتاج لمجهود كبير وعمل جاد ودراسة حتى تكون موهبة حقيقية.

- ماذا لديكم من خطط ومشروعات قريبة أو مستقبلية؟
إن شاء الله سيعرض في خلال هذا الشهر الجزء الثاني من مسلسل «وبينا معاد»، وأنا الآن أصور مسلسل «محارب» الذي سيتم عرضه في رمضان إن شاء الله.
يشاركه في بطولة العرض أحمد السلكاوي، وأحمد عثمان، وحسام فياض، وهايدي بركات، وعمر صلاح الدين.


سامية سيد