محمد شافعي: المدرسة إضافة إلى سوق العمل

   محمد شافعي: المدرسة إضافة إلى سوق العمل

العدد 765 صدر بتاريخ 25أبريل2022

المخرج القدير بالبيت الفني للمسرح محمد شافعي، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وعلى بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية. عمل موجهًا للنشاط المسرحي بالمملكة العربية السعودية، وخبيرًا في تجهيزات دور العرض ، وعضو لجنة تحكيم النشاط المسرحى بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة والجيزة، ولجنة تحكيم النشاط المسرحى بوزارة التربية والتعليم .. حاليًّا هو مدير مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية بالهرم، عن المدرسة وأشياء أخرى كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار.
- دعنا نتعرف أولًا على مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية وسبب إنشائها؟
هي فكرة من 16 سنة وحلم من أحلام الصديق والزميل العزيز د. أشرف زكي عندما كان رئيسا البيت الفني للمسرح، كان يحلم أن يكون هناك صف ثاني من الكوادر الفنية في الميديا بشكل عام، من تصوير وإضاءة وصوت وملابس والعرائس والماكياج، الحلم لم يكتمل إلا في 2020 بعد اتفاقه مع اللواء د. عمرو بصيلة مسئول وحدة التكنولوجيا بوزارة التربية والتعليم، وتم بالفعل توقيع وتنفيذ البروتوكول بين أكاديمية الفنون وبين وزارة التربية والتعليم. كان لدينا 11 قسما، وأصبح الآن لدينا 12 قسما منهم ملابس وأزياء وإضاءة وصوت وتصوير وأحذية باليه وإدارة مسرحية وماكياج وتنكر وخدع سينمائية وحرف يدوية وشعبية وصيانة آلات موسيقية، وبالفعل نحن المدرسة الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط، التي تُعلم وتدرب وتُجهّز صف ثاني لكل مجالات الميديا، ما خلف الكاميرا وكواليس المسرح واستوديوهات الإذاعة، و لدينا كوادر متميزة تُدرس في المدرسة من كل قطاعات الدولة، سواء من الهيئة القومية لوزارة الإعلام أو من خلال الزملاء المنتدبين من وزارة التربية والتعليم أو من خلال وزارة الثقافة، ومنهم الفنان القدير إسماعيل الموجي المدير السابق لمسرح القاهرة للعرائس والفنان ميكانيزم ونحت العرائس محمود الطوبجي وكبير مهندسي الإذاعة سيد زكريا والذي يُدرّس الصوت، أيضًا المخرج عمرو على يُدرس الخدع السينمائية والأستاذ عادل الشنديدي الذي يُدرّس الإضاءة وغيرهم من الكفاءات. المدرسة مدتها ثلاث سنوات، السنة الأولي عامة، الطالب يدرس فيها كل التخصصات، حتى يكون لديه خلفية عن كل التخصصات، حتى يتعرف بعد المرحلة الإعدادية على المهن أو الحرف الذي سيتعلمها، حتى يكون لديه خلفية عنها.

- هل هناك طُلاب المدرسة يتدربون أو يعملون في تلك التخصصات؟
بالفعل هناك من تم الاستعانة بهم ليعملوا خلف الكاميرا في الاستوديوهات، وهم من الفرقة الثانية في المدرسة، وتم الاستعانة ببعضهم للعمل في المسارح، وطلبة المدرسة شاركوا في تصنيع ديكورات مهرجان إبداع، و في تجهيز افتتاح مسرح د. نهاد صليحة العام الماضي وشاركوا أيضا في تجهيز وافتتاح المبنى الجديد لمعهد السينما، وأيضًا قاموا بإعادة تدوير الديكورات وشاركوا في مشاريع تخرج الطلبة في المراحل المختلفة من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في المعهد العالي للفنون المسرحية. الطلبة يتم تدريبهم بشكل عملي في  مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وقاعة سيد درويش ومسرح د. نهاد صليحة، بالإضافة إلى تواجدهم في الحديقة الثقافية، فلدينا بروتوكول مع المركز القومي لثقافة الطفل، كل يوم اثنين وثلاثاء الطلبة يتدربون في مدينة السينما في المركز، يتعلمون فن صناعة العروسة والحرق على الخشب وكيفية صناعة أشكال فنية من خلال الورق، ونذهب أيضًا للحديقة الثقافية بالسيدة زينب ليرى الطلبة عروضا لمسرح العرائس و الأراجوز، بالإضافة إلى الندوات التثقيفية التي يقدمها الزميل ناصر عبد التواب، ليتعرف الطلبة على تاريخ مسرح الأراجوز، بداية من الفنان محمود شكوكو، وقصته وعمله مع والده في النجارة في منطقة باب الشعرية، ثم نحت العروسة، و معنا الكثير من المتطوعين يستفيد منهم الطلبة بشكل كبير منهم الأستاذ حسان الشريبيني فيما يتعلق بفنون العرائس وم. مي مهاب من مسرح العرائس المائية وقد أعطت الطلبة محاضرات في ذلك، وبشكل تطوعي تمامًا، وغيرهم من المتطوعين.

- ما معايير اختياركم للطلبة الملتحقين بالمدرسة؟
معايير الاختيار تفاوتت من العام الماضي للعام الحالي، العام الماضي كانت المدرسة مازالت في البداية فكان الاختيار من خلال تشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم ممثلة في وحدة التكنولوجيا وبين أكاديمية الفنون، ولم نخضع للتنسيق العام الماضي، ولكن العام الحالي وقد تم تفعيل البروتوكولات، ولأن المدارس التكنولوجية بشكل عام على مستوى الجمهورية لها تنسيق في وزارة التربية والتعليم، فقد تم إدراجنا في التنسيق، وكان تنسيقنا 75% أي ما يوازي 210 درجة، بالإضافة إلى امتحانات للطلبة خاصة بالقدرات (I&Q) واللغة الإنجليزية واللغة العربية، علوم متكاملة، بالإضافة إلى مقابلة شخصية للطالب ولولى الأمر.وقمنا بعمل طلب للدكتورة غادة جُبارة رئيس اللجنة التأسيسية للمدرسة ورئيس أكاديمية الفنون، و رفعت طلبنا لمعالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدائم بأننا نحتاج إلى أن يكون هناك معهد عالي للتكنولوجيا التطبيقية في الأكاديمية، حتى يستطيع الطلبة أن يكملوا تعليمهم في تخصصات مُعينة، وهناك بالفعل موافقات أولية من د. مصطفى جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، بأنه سوف يأخذ الدفعة الأولي من المدرسة في تخصص الحرف اليدوية والشعبية في المعهد، بالإضافة إلى أن د. مدحت الكاشف عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، قال أن من الممكن لقسم التقنيات في المعهد أن يستوعب الطلبة و يلتحقون به، ومن لديه الموهبة في التمثيل والإخراج من الممكن أن يلتحق بالمعهد بعد اختباراته المتعارف عليها، بالإضافة إلى أن د. عمرو بصيلة صرح رسميًّا أن هناك كليات تكنولوجية، وبالفعل هناك 5 كليات تكنولوجية لمرحلة البكالوريوس تابعة للتعليم العالي بمصروفات، بعضها في الدلتا وبعضها في القاهرة، و من يرغب في تكملة تعليمه له حرية الاختيار، ومن لا يرغب يستطيع أن يلتحق بسوق العمل المتعطش له.

- هل ممكن أن  يصنع خريجو هذه المدرسة إضافة لمن يعملون في مثل هذه الحرف الفنية  أو يصنعون حالة من التخصصية في سوق العمل؟ 
كان هناك في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم ماكياج، وتخرج منه بالفعل أشخاص متخصصين في فن الماكياج، ذلك كان بعد مأساة الفنان  الراحل فؤاد أحمد، وتم رشه بالدوكو في مسلسل إسلامي ليتحول لونه للون الأسود، وعندما أزالوا هذا اللون أزالوه بتنر، ونتج عن ذلك فقده لبصره، بعد هذه الحادثة تم إعادة النظر في فن الماكياج وفن التنكر، والمحافظة على وجهه ونظره، فبدأ يكون هناك قسما للماكياج، وبعدها بدأ بعض الهواة والمحبين لهذا الفن العمل في هذه المهنة والتدريب عليها من خلال وسائل متعددة (جهد ذاتي)، السوق متعطش جدًا لطلبة المدرسة، نحن لا ننافس أحد ولن نأخذ مكان أحد، على سبيل المثال البيت الفني للمسرح هناك خمسة في قسم الملابس ما بين معاش ووفاة وحالات صحية متأخرة، بعد فترة قليلة جدًا لن نجد فنيين في هذا القسم، لذلك يجب أن يتم تخريج من قسم الملابس في قطاع الفنون الشعبية وقطاع المسرح وبعض قطاعات الأوبرا، عشرين طالبا على الأقل متميزين في قسم الملابس يتم توزيعهم على تلك المسارح والقطاعات المختلفة، وكذلك في قسم الماكياج والديكور، قديمًا عندما كان هناك عجز في فنيي الديكور كانوا يقومون بترقية خدمات المعاونة، بعد إلغائها، فنيو الديكور في مسارح الدولة لا يتعدوا أصابع اليد وليسوا جميعًا مهرة. المدرسة تعمل على تأهيل طالب المدرسة بشكل متميز، ليكون لديه مهارات وثقافة وقدرة على التعامل، وقادر على عدم إهدار الوقت والخامة وكيفية التعامل وفق السلامة المهنية، والمحافظة على معداته ونفسه، سوق العمل في انتظار الدفعة الأولي من المدرسة في أقسامها وتخصصاتها المختلفة، وكما ذكرت سابقًا هناك العديد من طلبة الفرقة الثانية بالفعل في سوق العمل، وعليهم إقبال كبير، الدفعة الأولى (طلبة الفرقة الثانية) 105طالبا أما دفعة العام الحالي 185طالبا  تم اختيارهم من 4650 طالبا، الطالب يحصل على حافز تعليمي من البنك المركزي، من خلال اتفاقيات وبروتوكولات د. أشرف زكي معهم، في الفرقة الأولى يحصل على حافز شهري 300 جنيه وفي الفرقة الثانية يحصل على حافز شهري 400 جنيها، أما في الفرقة الثالثة فيصل الحافز الشهري للطالب إلى 500 جنيه.

- ما المشكلات التي تواجه المدرسة واحتياجاتها؟ 
هناك 28 مدرسة على مستوى الجمهورية تابعة لوحدة التكنولوجيا التطبيقية، المسمى في البروتوكول أن المدرسة شريك صناعي، ولكن هذه المدرسة بعيدا عن كل هذه المدارس تُعد شريكا تعليميا أكاديميا متخصصا، فلابد أن يتم إعادة النظر في المسميات، لأن المدرسة لها هوية مختلفة عن المدارس الأخرى، نحن مدرسة تُعلم الفن، هناك خط أساسي أو ما يُسمى (فوق الخط) من مخرج ومصمم إضاءة وديكور وأزياء، وهناك من هم (تحت الخط) أو الفنيين أو المساعدين لهؤلاء، وجودهم أساسي ومهم جدًا، الصف الثاني من هم تحت الخط في غاية الأهمية ويجب أن يكونوا متخصصين، العام الماضي كان الطلبة يدرسون مادة تذوق فني حتى يتعلمون معنى الفن ويكون لديهم ذوق فني، وتم إلغاء المادة هذا العام لأسباب غير معلومة تخص وزارة التربية والتعليم، وكذلك مادة النجارة تم إبلاغي بأن يتم إلغائها، مع إنها مادة أساسية في التخصصات التي تم ذكرها سابقًا، ولا غنى عنها في الأقسام المختلفة من ديكور وعرائس وغيرها من الأقسام المختلفة، كذلك طالبت بأن يتم تدريس مادة الحاسب الآلي بكل برامجه المتطورة، لم يتم الموافقة على ذلك، مع العلم أن التكنولوجيا عنصر أساسي في كل التقنيات الحديثة والفنية، وأرجو إعادة النظر في المسمى (شريك صناعي)، المدرسة تابعة لأكاديمية الفنون، وبذلك فلها تاريخ أكاديمي كبير، الأكاديمية هى الممول والراعي الأساسي  لكل ما اطلبه في المدرسة،
و المدرسة تحتاج إلى فنيين وحرفيين متخصيين لتعليم الطلاب، أتمنى أن يتم إمدادنا بحرفيين متخصصين من البيت الفني للمسرح وقطاع الفنون الشعبية، ليتعلم الطلاب حرفية التخصص بشكل أكثر دقة، و أتمنى أن يتم الموافقة على الانتدابات التي قمت بطلبها من قطاعات وزارة الثقافة، فالأقسام المختلفة في المدرسة قائمة على التطوع إلى جانب الطاقم الأساسي، وأتمنى أن يتم النظر في أجر الفنيين ونظرة المجتمع لهم، وأن يكون هناك نقابة تحميهم من كل المخاطر، من إصابة عمل وغيرها من الأخطار، ولا يكونوا مهمشين أو يتم التعامل مع فني الصوت أو فني الإضاءة وغيرهم من الفنيين بشكل لا يليق بأهميتهم وتخصصهم الذي يحتاجه سوق العمل، و يجب أن يتم إعادة النظر في جوائز المهرجانات المختلفة، لماذا لا يتم عمل جائزة خاصة بمنفذ الديكور أو الأزياء أو الإضاءة، جائزة للتقنيين؟، أتمنى أن يحصل الفنيين والتقنيين على حقوقهم بشكل حقيقي، وتكون هذه المدرسة بأقسامها المختلفة بداية للاعتراف بقيمة الفنيين والتقنيين.


إيناس العيسوي