عبد الله طيره: لا توجد أزمة تأليف مسرحى و لدينا شباب جيد

عبد الله طيره: لا توجد أزمة تأليف مسرحى و لدينا شباب جيد

العدد 745 صدر بتاريخ 6ديسمبر2021

المؤلف والسيناريست والمخرج عبد الله طيره ابن مدينة بورسعيد الباسلة التي كانت النواة الأولى لموهبته وانطلاقها حيث كان دائما فى اشتباك مع الفنون المختلفة بها وعلى رأسها فنون الفرجه الشعبية ، وعلى الرغم من بدايته السينمائية إلا أنه عشق المسرح وكانت بدايته مع فرقة بورسعيد الإقليمية ،  ثم اتجه الى المسرح الجامعي وكانت أولى تجاربه الإخراجية مسرحية «المسجون « المآخوذة عن بابا زعيم سياسي لسعد الدين وهبه، لينطلق بعدها إلى عالم التأليف المسرحى والسينمائي، كما كان له العديد من التجارب فى المسرح الجامعي ومسرح الثقافة الجماهيرية.
  عبد الله طيره حاصل على دبلومه في الإعلام والإخراج المسرحي، مؤسس مهرجان فنون الأداء بأكاديمية الفنون، وحاصل على بكالوريوس المسرح الشعبي بأكاديمية الفنون. فاز مؤخرا بالمركز الأول فى مسابقة لينين الرملي للتأليف فئة المونودراما بنص «رقصة وداع « في  مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي. ومعه كان هذا الجوار .

- ما شعورك بالجائزة؟
الجائزة تمثل لي الكثير وأهمها أنها الجائزة الأولي لي في التأليف المسرحي وبالطبع لها قيمة خاصة و سعادة لا توصف، و هي تدل علي قيمة المحتوي وطريقة الكتابة التي ميزتني عن بقية الزملاء وهذا شرف عظيم يكلل التعب والجهد المبذول طيلة أعوام .
- حدثنا عن بدايتك مع التأليف وكيف بدأت؟
البداية كانت بشغفي وحبي للسينما، و كتابة سيناريوهات أفلام قصيرة في محافظة بورسعيد مسقط رأسي، وقد كونا فريقا يهتم بصناعة الأفلام القصيرة و أنتجنا بعض الأعمال التي نالت إعجاب الجمهور والمعنيين ثم  أسست نادي السينما التابع لقصر ثقافة بورسعيد في 2015 و كانت أول تجربة فعلية في المسرح الجامعي من إخراجي أواخر عام 2011 بعنوان المسجون مأخوذة عن مسرحية بابا زعيم سياسي لسعد الدين وهبة كما كانت المرة الأولي التي أضع فيها قلمي علي نص مسرحي وأعده حسب وجهة نظري و حقق العمل نجاحا كبيرا وحصد جوائز كثيرة منها أول إخراج و أول عرض و أول ممثل وتم التكريم من الوزارة ورشحت للقيام بإخراج المسرحية الكبيرة من جانب رعاية الشباب للعام التالي، والحمد لله حققت جوائز وصدى كبيرا في مهرجان الفنون المسرحية التابع لوزارة التعليم العالي، وبعدها توالت الكتابات وتجرأت وأخذت  أول خطوة فعلية وقمت بكتابة نص مسرحي من بابه وكان الغلاف مدونا عليه تأليف عبد الله طيرة . كان حلما كبيرا وحدث بالفعل، وكتبت أكثر من نص مسرحي وأغلبهم من إخراجي، ثم  كتبت فيلم الشرابية إخراج معوض إسماعيل وجاري تجهيز مسلسل مكونا من 15 حلقة بعنوان دوار القباني وبإذن الله سوف يكون من إخراج المخرج الكبير كمال منصور والآن كتاباتي في السينما بلغت اربعة أفلام تحت التجهيز، ومسلسلان، وان شاء الله في أقرب وقت يروا النور .
- حدثنا  عن نص المونودراما «رقصة وداع « ؟   
النص يتلخص في معاناة فتاة فقدت زوجها في إحدى المظاهرات بعد ثورة يناير التي سرقت في عهد الجماعات الإرهابية، و تحكي الفتاة عن أسوأ عام مر عليها وتطالب بالتمرد علي النظام الذي فقدت فيه أغلي مخلوق لها وفقدت حريتها وإنسانيتها وكرامتها، كان ميدان التحرير هو مسكتها داخل مخيم صنعته بنفسها وينتهي بها الحال برقصة وداع بعد البحث كثيرا عن المخلص الذي تريده، ولكنها فقدت الأمل و استستلمت إلي الانتحار وفي النهاية نسمع داخل الميدان خطاب القسم الأول لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
- لماذا تعد كتابة المونودراما أصعب؟
هو أمتع وليس أصعب، المتعة الحقيقية عند الكاتب أن يخلق شخصية لها عالم ولها مكان وزمان ويخلق لها صراعات وأهداف ومعاناة، المتعة في المعايشة والمعايشة ليست في التمثيل فقط بل من وجهة نظري لدى المؤلف والمخرج أيضا، وهنا تأتي المشكلة التي هي أساس السؤال. نص المونودراما أصعب بسبب أن المؤلف يعتمد عن البنية وشخصيات وحبكة وصراعات وأماكن وعلاقات الشخصيات ببعضها البعض حتي يكتمل النص المسرحي، وهذا الذي يجعلنا نقول أصعب ولكني أعتبره أسهل وأمتع بكثير. المؤلف إذا أحب الشخصية جعلها بطلا وإذا كره شخصية جعلها ثانوية. الهدف من المونودراما طرح شخصية وحيدة علي المسرح تحدثني وتسير اهتمامي وتجذب عاطفتي ووجداني، بشرط أن تكون الحالة النفسية والاجتماعية هي رقم واحد عند المؤلف حتي يأخذ عقل وقلب المتلقي.

- قدمت عدة أعمال إخراجية ما الأقرب إلى قلبك الإخراج أم التأليف؟
قدمت تجارب كثيرة داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة والمسرح الجامعي و وصلت إلي مسرح أكاديمية الفنون وبالتحديد المسرح الشعبي وهو تخصصي الذي ذهبت إليه بإرادتي ورغبتي، و بحكم نشأتي في المدينة الباسلة فأنا في اشتباك ممتع مع فنون الفرجة الشعبية من أنغام السمسمية والرقصات والألعاب الشعبية والصيادين والبمبوطية والسامر والضمة . الأقرب إلي قلبي هو الإخراج وبكل تأكيد الكتابة ولا أستطيع أن أفاضل بينهما و لا يوجد أب يستطيع التفرقة بين أبنائه أو يفاضل بينهم ولكن يقويهم ويساندهم ويدعهم حتي يصبحون علي أكمل وجه .

 حدثنا عن بدايتك في المسرح ؟
البداية كانت في فرقة بورسعيد الإقليمية وهنا بدأ الحلم وتأسست ونضجت وتعلمت وتطورت وعرفت المسرح بسبب هذه الفرقة العريقة التي أدين لها بكل ما أنا عليه الآن، وبالتأكيد كانت تجارب قصر ثقافة بورسعيد مهمة ونقلة في حياتي وأيضا فرقة مودرن المسرحية الحرة وأتذكر أنني تعلمت كل مفردات المسرح بسبب هذه الفرق حيث مارست أعمال الإضاءة والإدارة المسرحية ومساعد ومنفذ للمؤثرات الصوتية والمرئية و لا أنسى أول مرة مسكت عصا المسرح وطرقت بها علي الخشبة الثلاث دقات المقدسة. المسرح هو حياتي وذكرياتي لا يوجد بها غير فن ومسرح، ويعد وجود الهيئة العامة لقصور الثقافة المنبر الرئيسي لظهور أي فنان، و لها الفضل الأول والأخير علي، بالاشتراك في مهرجان نوادي المسرح وقصور وبيوت وقوميات. رحلة ممتعة بدأت عام 2005 وانتهت عام 2015 حتى اتجهت إلي الاحتراف، وأود أن أشكر أساتذتى في المسرح داخل بورسعيد الاساتذة عمرو كمال و حسين عز الدين و أحمد جمعة و صلاح الدمرداش و محمد الدسوقي و محمد الملكي و عمرو عجمي و محمد حسن و أيمن عادل و محمد رؤوف ومحمد عشري و محمد أبو صالح و إبراهيم فهمي و احمد السمان و لا أنسى الراحل سامح فتحي، كل هؤلاء كان لهم الفضل في تكويني.

ما رأيك فى مسابقات التأليف التي تقيمها مؤسسات الدولة ؟
مهمة جدا ، ولكن أين هي؟ لا نسمع عنها ، لا توجد دعاية وإعلان مناسب، لا توجد خطة منهجية تكتشف و تتبنى المؤلف ، ولذلك لا يوجد مؤلف لا يبحث عن مسابقات خارج مصر حتي ينال التكريم والتقدير المناسب .

- دائما يوجد جدال حول وجود أزمة في التأليف المسرحى، فما رأيك؟
 لا توجد أزمة لدينا مؤلفون شباب بمعني الكلمة، علي سبيل المثال سامح عثمان و محمد رؤوف و محمود الحديني و احمد سمير و محمود سلام و كريم كيمز وآخرين، لهم التحية والتقدير. ولكن الأزمة الحقيقية في اكتشاف أعمال هؤلاء وطرحها في وسائل إعلامية تليق بهم وبفنهم. المشكلة ليست في عدم وجود مؤلفين، إنما في نشر ما يكتبه الكتاب وآليات النشر والتوزيع

- لماذا يلجأ أغلب المخرجين الشباب للنصوص العالمية؟
نقول النصوص الغربية وليس العالمية، سبب اللجوء الصريح هو عدم الانتماء للهوية،  ثالثا اختفاء الفن الشعبي تدريجيا من الحكاية وشاعر الربابة والراوي وغيرها من فنون الفرجة التي كانت تسلط الضوء على المشكلات التي تواجه المجتمع.

- ما تأثير البيئة على كتابات المؤلف وهل تلعب دورا فى تشكيل وجهة نظره وثقافته؟
البيئة هي التي تدعم وتعزز أفكار المؤلف من خلال ما يقوم به من تحوير وإضافة، حيث  يأخذ من البيئة كل ما يحتاجه الإنسان أو المتلقي ويشغل ذهنه من قضايا اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية ، وحينما يتجه الفنان نحو إنجاز أي عمل فني يصبح أولوياته البحث عن ما هو موجود في الطبيعة كي يمارس عمله الفني، و كما يقول أرسطو لا منطق من غير بيئة وطبيعة وانفعالات يعكسها الفنان أو الكاتب في طرح وجهة نظره .


رنا رأفت