بعد ختام الدورة الخامسة لمهرجان «آفاق» هشام السنباطي: المهرجان طاقة نور ورصاصة في قلب الخوف

بعد ختام الدورة الخامسة لمهرجان «آفاق» هشام السنباطي: المهرجان طاقة نور ورصاصة في قلب الخوف

العدد 559 صدر بتاريخ 14مايو2018

يعد مهرجان «آفاق مسرحية» أحد أبرز الفعاليات التي تقام للفرق الحرة والهواة، وقد تبنى طاقات الشباب وإبداعهم على مدى 5 دورات متتالية، حقق خلالها شهرة لافتة وقدم الكثير من العروض المتميزة والمواهب الشابة، “مسرحنا” التقت مدير ومؤسس المهرجان المخرج هشام السنباطي في حوار حول دورته الخامسة التي انقضت فعالياتها مؤخرا.
 - ما أبرز المعوقات التي واجهتك في الدورة الخامسة؟
كان لدينا تصور كامل لهذه الدورة، فيما يخص إقامة ورش مواكبة لفعاليات المهرجان، وندوات تثقيفية حول العروض، وتقدمنا بطلب لوزير الثقافة الأسبق «حلمي النمنم» لدعم المهرجان بـ150 ألف جنيه، ميزانية، وردت قطاعات الوزارة بعدم توفر الميزانية المطلوبة. وعليه، رصد الوزير دعما مماثلا للسنوات السابقة، وهو ما بات لا يمثل قيمته السابقة ذاتها، مع ارتفاع الأسعار، ومع ذلك استطعنا التغلب على ضعف ميزانيتنا.

 - ما أبرز ما ميز الدورة الخامسة من المهرجان؟
في هذه الدورة لم نقم بعمل حفل افتتاح واكتفينا بحفل ختام، كرمنا خلاله عددا من الفنانين والرموز المسرحية، كما انطلقنا منذ فبراير الماضي إلى جميع المحافظات، واستعنا بلجنة تحكيم على أعلى مستوى، أكاديميا واحترافيا، وقد تكونت من د. محمد عبد المعطي أستاذ التمثيل والإخراج، د. عبد الناصر جميل العميد الأسبق لمعهد الفنون المسرحية، د. سيد الأمام أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، د. أميرة كامل مدرس مساعد بمعهد النقد الفني، د. محمد عبد العزيز أستاذ الدراما الغنائية، الفنانة حنان شوقي، والمخرج عبد الغني ذكي.

 - ما المعايير التي يعتمد عليها المهرجان في اختيار العروض؟
المهرجان منذ إقامته وهو طاقة نور لا تحدد، ومجال يحرص على استيعاب الزخم المسرحي، وهو ما قصدناه في المرحلة الأولى، يعني، أن يقدم الشباب عروضهم، ثم تقوم لجان المشاهدة بتقييمها وفق معايير محددة من بينها تقديم الهدف، والرسالة، والمحتوى، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الانتقاء وتوازي المهرجانات الأخرى، بذلك نكون وفرنا قاعدة مسرحية، يمكن البناء عليها. وقد كانت المهرجانات في التسعينات من القرن الماضي تركز على عدد قليل من الفرق والعروض المسرحية فقط دون الاهتمام ببقية الفرق.

 - يرى البعض أن فترة إقامة المهرجان طويلة، فما ردك على هذا الرأي؟
في الأربع دورات السابقة كانت الفعاليات تقام على ثلاث مراحل، وهو ما يجعل فترة المهرجان طويلة، وقد كانت هناك مرحلة «ملتقى المحافظات» ومرحلة «ملتقى العاصمة» و«النهائيات» وهو ما يتصل بكون «آفاق مسرحية» مشروعا كبيرا يتيح فرصا لعروض كثيرة ومتنوعة، أما في هذه الدورة فقد تم اختزالها إلى مرحلتين «ملتقى المحافظات» و«النهائيات». وكان المقرر أن نبدأ في نوفمبر وننتهي في ديسمبر، ولكن حدثت بعض المشكلات في بعض المواقع ترتب عليها التأجيل إلى شهر يناير، لنواجه بصعوبة أخرى وهي أن مشروع آفاق مسرحية قوامه الطلاب و80% من المشاركين فيه يخوضون امتحاناتاتهم في هذه الفترة، كذلك رفض مديرو بعض المواقع استقبال المهرجان رغم أن بدايته كانت بها مثل قاعة «صلاح جاهين»، التي أرجو أن يجيبني مديرها لماذا يرفضون استقبال المهرجان منذ ثلاث سنوات؟ ومثل هذه العراقيل تتسبب في حدوث مشكلات في جدول وتواريخ الفعاليات، حيث نظل نبحث عن أماكن أخرى للعرض.
وللحقيقة، فإن القائمين على مسرح الحديقة الدولية تعاونوا معنا بشكل كبير واستقبلوا عروض محافظتي القاهرة والجيزة.
 
- ما المعايير التي يتم على هديها اختيار المكرمين؟
نختار نماذج تمثل القدوة للشباب على المستوى العملي والفني والإنساني. على سبيل المثال، قمنا بتكريم «الأنبا موسى» وهو شخصية مؤثرة في المجتمع المصري ككل، بالإضافة إلى تأسيسه أحد المهرجانات الكنسية الهامة وهو مهرجان الكرازة، كما كرمنا عددا كبيرا من الرموز الفنية والمسرحية، من نجوم مسرح القطاع الخاص والقطاع العام، وأساتذة في النقد وأكاديميين، فقمنا بتكريم الدكتور محمد عناني، والدكتور سامح مهران، والفنانة ليلى طاهر، والفنان عبد الرحمن أبو زهرة، والدكتور سمير خفاجة، والدكتور جلال الشرقاوي، والفنان الإبياري.

 - نشرت جريدة «الباييس الإسبانية» مقالة بعنوان «مهرجان آفاق مسرحية رصاصة في قلب الخوف».. فما شعورك؟
هذه المقالة كتبت أثناء إقامة فعاليات الدورة الثانية، وكانت هناك تغيرات سياسية وحروب قوية لعدم إقامة المهرجان، ولكن كان لدينا إصرار، وفي تلك الفترة كتبت جريدة الباييس الإسبانية أن مجموعة من الشباب يقومون بعمل مهرجان وسط أجواء مضطربة ويخترقون الخوف في الشوارع. وكان الرئيس الشرفي للدورة الأولى هو الفنان محمد صبحي، وبدعمه استطعنا العمل وإقامة فعاليات في جميع الأقاليم.

 - حضر الختام عدد من المسئولين منهم وزيرة الثقافة ورئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي.. فماذا كان انطباعهم عن المهرجان؟
الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي وهو أيضا رئيس الدورة الخامسة للمهرجان، قام بدعمنا بشكل كبير وذلل كل الصعوبات، وقد أشاد بالمجهود المبذول، كما دعمنا الفنان محمد الدسوقي مدير مركز الهناجر للفنون وتعاون معنا، وأعتبرهما أحد أسباب نجاح الدورة، وأكثر ما أسعدني هو إشادة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم بالمهرجان، ومع احترامي للوزراء فهي أول وزيرة فنانة، لذا فقد شعرت بالجهد المبذول في العمل، كما أشادت به أيضا الدكتورة هدى وصفي التي تعلمت منها الكثير.

ما رأيك في المهرجانات التي تقام في الفترة الحالية؟
إقامة أي مهرجان تمثل حالة من التنوير، سواء كان ملتقى أو مهرجان قصير، فهو يقوم بتعريف الجمهور بالمسرح. وكما نعلم، فإن هناك مجموعة من الدول الآن تقيم عددا كبيرا من المهرجانات مثل دول شمال أفريقيا تونس والجزائر، وهي مهرجانات متميزة، بالإضافة إلى دول الخليج مثل الشارقة، وأنا ألاحظ أن هناك مهرجانات كثيرة منتشرة في الأقاليم، ومن الضروري أن يتوافر في تلك المحافظات مسرح تقام عليه الفعاليات، ومن الأشياء الرائعة إقامة مهرجانات في مناطق سواحيلية لتنشيط السياحة، وهو شيء جيد ومتميز، ولكن من المهم أن نتعرف على نتائج إقامة هذه المهرجانات.

 - تقوم بعدة مشاريع مسرحية أخرى.. حدثنا عنها؟
كان لا بد من إقامة مؤسسة يكون المهرجان تابعا لها بعمل مؤسسة تحمل اسم «في عشق مصر» مشهرة في وزارة التضامن الاجتماعي، وهي تضم عدة مشاريع أخرى، منها النادي الثقافي الاجتماعي «استديو آفاق» وهو معنى بأنشطة الشباب، كما استأجرنا مسرحا باسم «تياترو آفاق» يفتتح في أبريل الحالي، ليكون بمثابة مصدر للإشعاع الثقافي حيث تتنوع به الفعاليات، وتضم مؤسسة “في عشق مصر” ملتقى الفنون الشهري.

 


رنا رأفت