أفضل مخرج بمهرجان الإبداع بجامعة أسيوط أحمد عبد العظيم: الفوز بالجائزة خطوة مهمة لمواصلة الرحلة

أفضل  مخرج بمهرجان الإبداع بجامعة أسيوط أحمد عبد العظيم: الفوز بالجائزة خطوة مهمة لمواصلة الرحلة

العدد 689 صدر بتاريخ 9نوفمبر2020

« أحمد عبد العظيم « هو العاشق  الذي أخذته نداهة المسرح مبكرًا، فشارك ممثلا بفريق  المسرح بمدرسته الإعدادية وفيها أيضا كتب نصه المسرحي الأول وأخرجه فتعرف على موهبته  وسعى لتطويرها،  في جامعته منذ  التحاقه بها وأخرج  للعديد من فرق  الكليات، وقبل حظر «كورونا» نال « أحمد عبد العظيم « جائزة أفضل مخرج و أفضل عرض بمهرجان الإبداع المسرحي التاسع بجامعة أسيوط وهو «برميثيوس» كما حصل العرض على العديد من الجوائز. لذا كان  لنا معه هذا اللقاء.
- حدثنا عن بداية الرحلة في عالم « المسرح «؟
أحببته كثيرًا في طفولتي وفي المرحلة الإعدادية شاركت ممثلا، وكتبت نصًا مسرحيًا وفكرت أن أحوله لعرض حي و قمت بإخراجه لفريق المدرسة، و تحمست لتجربتي فقدمت بها في مسابقة المسرح بالتربية والتعليم، ونالت المسرحية اعجاب الجمهور ولجنة التحكيم، ثم استكملت الطريق في المرحلة الثانوية، ثم بكلية الصيدلة، وأصبحت عضوا بمنتخب جامعة أسيوط.
- ماذا عن خطواتك بعد ذلك ؟
أدرس بالصيدلة منذ تسع سنوات، لم يكن نشاط المسرح بالكلية منتظمًا فاستكملت الطريق مخرجا لبعض فرق الكليات الأخرى وممثلا مع فريق منتخب الجامعة وفي عام 2015 شاركت مع المخرج «محمد جمعة» بعرض « نهر الجنون»، الذي شاركنا به في مهرجان « إبداع 3 «، وفي 2016 أخرجت عرض « المجانين» لفريق «الهندسة « وصممت الاستعراضات لعرض «الشرنقة» لكلية الآداب، وحصدت جائزة المركز الأول، وفي 2018 شاركت كمخرج مساعد «ثان»بعرض «رؤى»للتربية النوعية «وحصدنا المركز الأول،وحصد مخرج العرض «مارك صفوت» جائزة أفضل مخرج بالمهرجان، و في 2018شاركت مع منتخب جامعة أسيوط في «المتاهة « الذي شارك أيضا في مهرجان إبداع، كما شاركت كممثل في» السفيرة عزيزة» للمخرج أسامة عبد الرءوف في إبداع 8، وفي مهرجان الجامعة 2020 شاركت ممثلا لأول مرة في عرض كليتي « فوتوشوب «، مع مشاركتي كمخرج لعرض»بروميثيوس « لفريق الآداب. 
- حدثنا عن العرض وأسباب اختيارك للنص لتقديمه بمهرجان الجامعة ؟ 
قدمت عرض» بروميثيوس «عن نص « من يحكم الإله « للمؤلف «أحمد سمير» وهو باللغة العربية الفصحى، وكنت أفكر في المشاركة بالمهرجان الجامعي بعرض بالفصحى لحبي لها، كما دفعني لاختيار النص أسلوب السرد الذي استخدمه المؤلف والأفكار التي يقدمها، وجرأة الفكرة، واسم النص .
- ما الأفكار والقضايا التي حملها النص وقصدت تقديمها بالعرض؟
يحمل النص الكثير من الأفكار، وخصوصًا قضية الإيمان في عالمنا، وحاولت بكل جهدي أن أنقلها للجمهور من خلال مفردات العرض وأن أُقدم أفكارًا واضحة و رسالة هي التأكيد على الإيمان دون وعي، أو تدبر، ودعا العرض إلى مواصلة السعي للمعرفة والبحث والتأمل، والتأكد من مدى صحة ما يقال، والتأمل في كل ما يدور حولنا تعظيما لنعمة العقل التي وهبنا الله أياها، ولا نأخذ أي علم كثوابت لا تقبل المراجعة، كما دعا العرض إلى مراجعة الإنسان العرف السائد الذي قد يعيقه عن تحقيق ما يحلم به ويدعو لإعادة التفكير فى المورثات التى تتناقلها الأجيال دون بصيرة أو تفكير . 
العرض يضم العديد من الشخصيات الدرامية المتنوعة والمتناقضة. كيف اخترت فريق التمثيل المناسب ؟ 
إن اختيار فريق التمثيل من أصعب المراحل، للتنوع الكبير في ملامح الشخصيات وسماتها المتباينة التى قدمها المؤلف،غير أن ماساهم في إزالة هذه الصعوبة هو توفر الطاقات التمثيلية المتميزة بفريق كلية الآداب، كما اعتمدنا خلال التدريب على أسلوب التبديل بين الممثلين، مما ساعدني على اختيار الأفضل لتقديم كل شخصية . 
- هل واجهتك صعوبات أخرى وكيف تخطيتها؟
لم يكن هناك غير صعوبة اختيار وتسكين الممثلين، و أن موعد المهرجان تزامن مع تقديمي لعرض تابع لإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة وهذه صعوبة شخصية لي فقط، والكثير من الصعوبات التي كنا نواجهها في السنوات السابقة تم تذليلها كتحديث وحدات الإضاءة وتجديد المسرح، وهذا ساعدنا كثيرًا في تجربتنا التي قُدم لها كثير من الدعم من قبل كلية الآداب، من حيث الاهتمام بالفريق وتوفير قاعات البروفات، وساعد ذلك أن نقدم عرضًا مسرحيًا بأفضل صورة للجمهور.
- حصد «برميثيوس» العديد من الجوائز بالمهرجان حدثنا عنها ؟
فاز «برميثيوس « لفريق كلية الآداب بالمركز الأول لأفضل عرض مسرحي بالمهرجان، و فازت «مادونا هاني» عن دور «آسمينا «، بجائزة المركز الأول لأفضل تمثيل طالبات، كما فاز العرض بجائزة لجنة التحكيم الخاصة للإضاءة عن التصميم والتنفيذ و فاز بها «مايكل يعقوب، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لتصميم الملابس حصدتها «ماريا عيد «، ونال الطالب «مصطفى عماد» شهادة تقدير للتميز في التمثيل، وحصدتُ أنا جائزة أفضل إخراج طلابي .
ما أهمية الجوائز للفنان الشباب ؟ وماذا يمثل لك الفوز ؟ 
إن الفوز أو التميز في المجالات الإبداعية المختلفة خطوة مهمة لمواصلة السير في الطريق الذي اختاره الفنان وقرر أن يقدم تجاربه من خلاله. 
 - مهرجان جامعة أسيوط كان آخر المهرجانات المسرحية قبل توقف الفعاليات والأنشطة .. كيف أثر ذلك عليك وكيف كنت تقضى فترات الحظر ؟
عاش العالم كله أزمة ساوت بين الجميع نتاج تفشي فيروس « كورونا المستجد، و عاش الجميع نمط حياة جديد، لم نعتاده من قبل، وكنا نحاول الالتزام للشعور بالمسؤليه،و كان المسرحيون يبحثون عن بعض الراحة نظرًا لزحام الفاعليات المسرحية قبل قرار الحظر، لكن بعد أن امتد الحظر لفترة طويلة بدأ الملل يتسرب إلى كثير وأنا من بينهم، وحاصرني شعور بالضيق نتج عنه اشتقت لممارسة حياتنا كسابق عهدنا، فحاولت أن أقرأ كثيرًا، وأن أتابع التجارب المسرحية والفنية التي أتيحت عبر العالم الافتراضي والمناقشات بين الأصدقاء من المسرحيين. 
- هل كان لديك مشروعات مسرحية تحضر لها قبل التوقف ؟
المسرحي كغيره ممن يقدمون الفنون لا يكفون أبدا عن البحث، للمعرفة واكتساب الخبرات ليستكملوا الطريق الذي اختاروا السير فيه، وقبل فترة الحظر الطويلة كنت قد تقدمت بتجربة إخراجية جديدة لإنتاجها من قبل إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة عن النص المسرحي « 8 غرب « للمؤلف حمادة عثمان، وذلك في الموسم الصيفي الذي أعلنت عنه الإدارة العامة للمسرح قبل الحظر . 
ما رأيك في إقامة المهرجانات والورش « Online» « خلال فترات الحظر ؟ 
أجد أنها مبادرة جيدة شكلت حلولا مؤقتة لحدث استثنائي مررنا به جميعًا، غير أني أرى أن اللقاءات « Online» لا تتسم بالحيوية،وتفقد اللقاء الحي المباشر وهو أساس المسرح. 
- كيف ترى مكانة المسرح الجامعي بالنسبة للحركة المسرحية المصرية في الفترة الأخيرة؟
يعد المسرح الجامعي نشاطا مهما جدًا بالنسبة للمسرح المصري، فهو من يقوم بالدفع بالمواهب، خصوصًا في مجال التمثيل نحو المشاركة بالعديد من العروض، وبالمشاركات المتعددة للطلاب بالمسرح الجامعي تُصقل مواهبهم التمثيلية، وفي السنوات الأخيرة وكما في تجربة مهرجان الإبداع المسرحي بجامعة أسيوط يقوم عديد من الطلاب بالمشاركة في تصميم،وإعداد وتنفيذ مفردات العرض المسرحي المختلفة كتصميم الملابس،والإضاءة والديكور و الموسيقى وبعض الطلاب يقدمون نصوصهم المسرحية في عروض يتم إنتاجها وتتنافس بمهرجان الجامعة، ويحظى مسرحنا الجامعي بجمهور واع ومثقف، غير أنني أتمنى أن ينال المسرح الجامعي، خصوصًا بالصعيد اهتمامًا كبيرًا،وأن تتجه الأضواء أكثر نحو تجاربنا، وتهتم الجامعة بالجانب الإعلامي والتوثيق للمهرجانات، هذا فقط ما ينقص مهرجاننا، فنحن نشهد التوثيق والدعاية المتعددة لمهرجان إبداع الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة لأنشطة الجامعات المصرية، وتذاع جميع فعالياته على القنوات التلفزيونية، ونتمنى لمهرجان المسرح بجامعة أسيوط مثل ذلك .
ما أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها المخرج في بدايته وقبل أن يقبل على تقديم عرضه المسرحي ؟ 
يوجد العديد من المهارات التي أن يجب أن يكتسبها المخرج المسرحي الذي قرر أن يخوض التجربة ومنها القدرة على القيادة، واكتساب ثقة فريق العمل وخصوصًا الفريق المساعد ، فالمخرج المسرحي هو ربان السفينة وقائد الرحلة الوحيد ، منذ قرر أن يقدم عرضه حتى النهاية، ولذا يجب أن يتسم بسمات القائد الناجح وأن يملك رؤية واضحة عمّا سيقدمه لتصل إلى جميع فريق العرض حتى يكونوا قادرين عل نقل ما يحمله من رؤى وأفكار إلى الجمهور وهذا هو المسرح. 
- ما التحديات التي تواجه المسرح الجامعي والمهرجانات الطلابية؟
في مقدمة التحديات التي أرى أنها تواجه المسرح الجامعي وأصعبها كيفية التوافق بين التحصيل الدراسي ،وممارسة النشاط المسرحي بسهولة ويسر، ونأمل ألا يؤثر الارتباط بالمسرح على الوصول للنجاح والتميز بالجامعة .
- ما هي أحلامك للمستقبل ؟
أخطط لأن ألتحق بمعهد الفنون المسرحية بعد الجامعة، وأن أقدم المزيد من العروض المسرحية التي تحمل أفكارًا ورؤى تعبر عن فلسفتي في الحياة، وأن تشارك هذه العروض في المهرجانات المسرحية  المحلية والدولية .
 


همت مصطفى