بطلة عرض غزل البنات .. ندا ماهر: سعاد حسني مثلي الأعلى

بطلة عرض غزل البنات .. ندا ماهر: سعاد حسني مثلي الأعلى

العدد 566 صدر بتاريخ 2يوليو2018

نشأت في بيت فني فوالدها هو الفنان ماهر عبيد مطرب وملحن عمل مع عباقرة الفن منهم كامل الشريف وعصام عبد الله، شارك في عروض مسرحية كثيرة جدا وقدم فنه في الكثير من دول العالم، وقدم حفلات فنية وحاليا مدير فرقة أنغام الشباب بدرجة وكيل وزارة. أما الأم فهي الكاتبة الصحفية غادة محمد، التي كانت ترأس قسم الفن بجريدة الموقف العربي، وكتبت مقالات بصوت الأمة، ولها تجارب مع الأفلام القصيرة، كما أن العائلة بها عدد كبير من الفنانين والشعراء.
تربت على الغناء القديم وأحبت التمثيل والرقص منذ طفولتها المبكرة، لكنها اختارت أن تدرس السينما فهي خريجة قسم المونتاج بمعهد السينما أكاديمية الفنون، أسند إليها الفنان محمد صبحي بطولة عرض «غزل البنات» فحصلت على دور البطولة في أول ظهورها. مع الفنانة ندا ماهر كان هذا الحوار.
بداية لماذا لم تختاري الكونسرفتوار مثلا وفضلتي السينما؟
اكتفيت بما أتعلمه من والدي وقررت دراسة شيء آخر لم أعرفه من قبل، دراسة السينما أتاحت لي تعلم شيء جديد، واخترت المونتاج لأدرس تكنيك السينما وليس التمثيل وعرفت من دراستها الكثير عن صناعة السينما، وقمت بعمل مونتاج لأفلام قصيرة، لكنني لم أحب فكرة الجلوس أمام جهاز الكومبيوتر ظل يطاردني حبي للتمثيل والغناء والرقص، عملت في مسرح الهواة ومسرح الدولة وشاركت في أفلام قصيرة أثناء دراستي بالمعهد منهم فيلم «فريستيشن» وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة بمهرجان جاكرتا، وأول احتراف حقيقي لي هو مسرحية «غزل البنات».
 كيف تعرفت بالفنان محمد صبحي؟
هو سمع لي أغنية وطلب مقابلتي، ذهبت إليه وكنت معتقدة أنه سيلحقني بالورشة أو يسند لي دورا صغيرا، طلب مني أن أحفظ أغنيات فيلم غزل البنات وأسمعها له، لم يخطر ببالي لحظة أن يرشحني لهذا الدور، بالفعل حفظت الأغنيات وذهبت إليه، قال لي إنني تحت الاختبار وقد يسند لي هذا الدور، وبدأنا تمرينات وبروفات فترة طويلة إلى أن قال لي إنني سأقوم بهذا الدور، كانت مفاجأة كبيرة جدا، وبدأنا نكثف التمرينات والبروفات إلى أن عرضنا.
 ما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟
مبدئيا الوقوف أمام الأستاذ محمد صبحي رعب قبل أي شيء حتى إنني في البداية لم أستطع التمثيل أمامه وهو يرتدي ملابسه العادية، كان لا بد أن يرتدي ملابس الشخصية حتى أستطيع التمثيل أمامه، كما أنني وجه جديد وهل سيتقبلني الجمهور في دور قامت به ليلى مراد أم لا، الأستاذ صبحي أبعدني تماما عن هذه الفكرة وقال لي ندا ستجسد شخصية ليلى في هذه المسرحية وليس لها أية علاقة بليلى مراد، سنتعامل مع روح الشخصية من دون تقليد، فأخذت روح الشخصية وأنا ندا، حتى في الغناء فلم أقلدها، فأبعدني عن المقارنة بيني وبينها والتي كنت أخشاها، فالناس في أذنها وأعينها ليلى مراد، عشت مرحلة مرعبة جدا لخوفي من المقارنة ومن وقوفي أمامه، وكنت خائفة من كل شيء لكنه أعطاني الثقة في نفسي، والقدرة على خوض هذه التجربة الصعبة.
 علاقتك الآن بالفنان محمد صبحي؟
«بجد بجد ومش مجرد كلام هو بالنسبة لي أحسن واحد في الدنيا وأنا بحبه جدا»، وعلاقتي به جيدة جدا وأصبحت أشركه في كل شيء في حياتي وأستعين برأيه سواء في موضوعات تتعلق بالفن أو بحياتي الشخصية، فقد كنت أسمع عنه أنه صعب جدا في التعامل وديكتاتور في تعليماته، فلم أجد ذلك إطلاقا لكنه يحترم العمل والمواعيد والالتزام، قبل بدء التنفيذ الحوارات مفتوحة والمناقشات حول الشخصيات وكل التفاصيل إلى أن يتم الاتفاق على الشكل النهائي، بعد ذلك احترام ما تم الاتفاق عليه والالتزام به، وهذا شيء إيجابي ولا يعتبر ديكتاتورية كما يقال عنه.
هو لم يقدمني فحسب بل قدمني بطلة، وسأظل طول عمري حافظة لجميله.
 ما هي علاقتك بالشخصية التي تجسدينها؟
تشبهني في بعض الأشياء منها أنني كنت ضعيفة في مادة العربي وأنا صغيرة، هي شخصية دلوعة تفعل ما تريده، لكنها محرومة من الأم وهي من الأشياء التي تحدث فيها الأستاذ صبحي، فهي مفتقدة الحنان فتتعامل مع كل الناس بحب وحنان، وهذا ما جعل حمام يعتقد أنها تحبه، فلم تقصد أن تشعره أنها تحبه أو تتلاعب بمشاعره، فهي شخصية لطيفة وأحببتها جدا.
 ملابس بنت الباشا لها خصوصية طبعا هل أنت من قمت باختيارها؟ وكيف تتعاملين معها؟
الأستاذ طبعا هو الذي قام باختيارها، «ولو أخذتي بالك منها هتكتشفي أنها مشابهة لملابس ليلى في الفيلم»، كما أنها تجمع بين موديلات الأربعينات وبها بعض الملامح الحديثة، وطبعا ارتداؤها معاناة كبيرة، فالخامة ثقيلة جدا، والتصميم والأكتاف والجيبونة التي لم نعد نستخدمها الآن لذلك فالحركة بها صعبة، خصوصا أننا لم نعتد على هذه النوعية من الملابس فهي ابنة باشا، لذلك كانت البروفات بالملابس حتى نعتاد عليها.
 كيف تدربتي على الرقص؟
أنا أصلا أمارس رياضة ومنذ طفولتي وأنا أجيد الرقص والغناء ثم التحقت بورش فنية تعلمت منها أكثر، وبالطبع كان لا بد من التدريب على رقصات الدور.
 ما أكثر مقال أزعجك؟
كل المقالات إيجابية جدا وتشيد بالعرض كما أن جريدة اليوم السابع قامت بعمل استفتاء وأحد الصحفيين أرسله لي وكانت نتيجة هذا الاستفتاء أنني أفضل وجه جديد مسرحي في عام 2017، طبعا كل ذلك يجعلني أشعر بالمسئولية وأخاف أكثر.
الأستاذ صبحي قال لي جملة أضعها دائما أمامي هي أنني الآن في مرحلة ادخار وعليّ أن أدخر يوميا قبول وحب كل الجمهور الذي يشاهدني، وفي كل مرة أقف فيها على خشبة المسرح أتذكر هذه الجملة.
 ما هي مشروعاتك القادمة؟
لم أفكر في أي شيء قبل عرض المسرحية في التلفزيون، فأنا بدأت بطلة ومن الصعب أن أقول عما وصلت إليه، أو أكون بطلة لكن دون المستوى الذي بدأت به، فلا يناسبني مصطلح «نحت» المتداول في لغة السوق، فقد وضعت في مكانة لا يمكن التفريط فيها، ولذلك أعلم أنني سأعاني كثيرا وأنتظر كثيرا، كما سيكون من الصعب جدا التعامل مع مخرج آخر غير الأستاذ محمد صبحي وأقول له إنني لا أريد العمل مع مخرج آخر، فلم أقابل مخرجا مثله حتى الآن فهو فنان وإنسان غير عادي، ففي البداية عدد كبير لم يكن مقتنعا بي، كما أنني كنت خجولة جدا، لكنه يستطيع أن يدخل إلى الفنان ويخرج أفضل ما فيه.
 هل أمامك عروض لأعمال أخرى؟
بالفعل لكنني لا أريد أن أشتت نفسي حتى أنتهي من المسرحية وعرضها في التلفزيون كما قلت لحضرتك، فالمسرح مرعب وطوال الوقت تدريبات وبروفات ليس قبل الافتتاح فحسب بل مستمرة معنا ونحن نعرض.
 مَن مِن الفنانات مثلك الأعلى؟
طبعا سعاد حسني أولا لأنني أميل إلى الاستعراض وأحب فنانيه، ومن نفس الجيل فاتن حمامة كممثلة كبيرة وعظيمة، ثم الأجيال اللاحقة في الاستعراضات مثل شريهان ونيلي كريم.
 لمن تدينين بالفضل؟
بابا وماما أولا فقد كنت طفلة غير عادية تكلمت وعمري تسعة أشهر وكنت أغني وأرقص، ولاحظا ذلك طبعا فبدأ بابا معي المشوار مبكرا جدا، وعمل على تنمية مواهبي ولم يفرض علي دراسة معينة كما رأيت تجارب كثيرة حتى مع أبناء فنانين، كما يؤكد طوال الوقت على أهمية الدراسة والتدريب من خلال الدراسة الأكاديمية حتى بعد التخرج يشجعني على الدراسات العُليا، وكذلك الالتحاق بالورش الفنية، فهو طوال الوقت يوجهني ويقف بجانبي.
ثم الفنان الكبير محمد صبحي الذي أتمنى أن أنحت له تمثالا في منزلنا، لا أعتقد أن هناك نجما كبيرا يخاطر بتقديم عمل بوجه جديد، وهو لو طلب من أي نجمة العمل معه سترحب. كما أن تخوفي من التمثيل مما كنت أراه وأسمعه عن الوسط الفني بُدد تماما بالتعامل مع الأستاذ صبحي، كذلك الأستاذ عبد الرحيم حسن الذي يعطينا الطاقة الإيجابية طوال الوقت حتى لو أخطأنا.


نور الهدى عبد المنعم