عادل عبده- رئيس البيت الفني:إعادة افتتاح مسرح عبد الوهاب وسيرك مايو إنجاز كبير

عادل عبده- رئيس البيت الفني:إعادة افتتاح مسرح عبد الوهاب وسيرك مايو إنجاز كبير

العدد 602 صدر بتاريخ 11مارس2019

منذ تولي المخرج د. عادل عبده مسئولية البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، شهد البيت نشاطا ملحوظا لجميع الفرق الفنية ما بين الرقص والاستعراض والغناء والعروض المسرحية الناجحة، محققا طفرة فنية أشاد بها الجميع نحو عودة القطاع الاستعراضي لسابق عهده في مسيرة الفن الاستعراضي في مصر. والآن وبعد مرور عام كامل على توليه تلك المهام، وتزامنا مع تقديم عرضه (سيرة حب) بمسرح البالون الذي قام بإخراجه احتفاء بالموسيقار الراحل بليغ حمدي، كان لا بد من لقائه ليفصح عن طموحاته وأحلامه نحو هذا القطاع المهم وليوضح الصعوبات التي تواجهه وما حققه حتى الآن وكيفية الارتقاء والنهوض بمستوى الفنون الشعبية والاستعراضية في مصر.
المخرج عادل عبده حاصل على دبلوم المعهد العالي للباليه بأكاديمية الفنون، ودكتوراه في الإخراج الدولي والفنون من جامعة Alberta بمدينة Edmonton بكندا عام 2005، حصل على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير من داخل مصر وخارجها. وأخرج عددًا من الأعمال بوزارة الثقافة والقطاع الخاص ومسرح التلفزيون، منها على سبيل المثال: (قطط الشارع)، (زي الفل)، (مراية الحب)، (كله تمام)، (ليلة أنس)، (شقاوة)، (بابا راح فين)، (سفينة الأحلام)، (الغابة السعيدة). كما قام بتصميم الاستعراضات والتعبير الحركي لعدد من العروض، منها: (عطية الإرهابية)، (نشنت يا ناصح)، (دستور يا اسيادنا)، (تتجوزيني ياعسل)، (إزاز في إزاز)، (لولي) وغيرها الكثير. بالإضافة إلى تأسيسه لفرقته الخاصة التي ضمت أكثر من مائة راقص وراقصة، كما أخرج الكثير من الأغاني والأفلام التسجيلية والإعلانات، وأسند إليه رئاسة لجنة تحكيم مهرجان المسرح العماني وأخرج احتفالية العيد الوطني بعمان، كما أخرج عددا من الأوبريتات والمهرجانات الكبرى، بالإضافة لتصميم الاستعراضات في الفوازير والأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية.
- خلال عام مضى تحققت طفرة فنية للقطاع الاستعراضي، كيف حدث ذلك؟
- بحمد الله استطعنا تحقيق حالة من التوهج والازدهار الفني داخل البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برعاية وتوجيهات وتدعيم الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، فقد واصل البيت الفنون الشعبية تقديمه للعروض الفنية المتميزة بمسرح البالون معا لانتشار بكل المواقع التابعة له وقد شملت المحافظات كما شارك في الكثير من الاحتفالات والمهرجانات الدولية، وقد حققنا خلال العام الماضي أعلى الإيرادات التي وصلت ثمانية ملايين جنيه، وكذلك أعلى نسبة جمهور أكثر من مليون مشاهد في تاريخ مسرح البالون ومواقع العرض التابعة للبيت، كما حققنا أعلى ليالي عروض قاربت ألفي ليلة عرض.
وكان من أهم الأحداث أن افتتحت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة سيرك ومسرح مدينة 15 مايو في شهر أبريل الماضي، الذي حاز على إقبال جماهيري كبير، بعد توقف سنوات طويلة. وأيضا تم افتتاح مسرح محمد عبد الوهاب بعد غلقه للتجديد والتطوير عدة سنوات وتم الافتتاح بالعرض المسرحي «فرحانة» من إنتاج فرقة رضا للفنون الشعبية
كما شاركت فرقتا رضا والقومية للفنون الشعبية في الكثير من المهرجانات الدولية وحصدتا المراكز الأولي خلال هذا العام 2018، ومن هذه الدول «إيطاليا، البحرين، الأردن، الصين، كوريا»، وأيضا شارك السيرك القومي في الكثير من الاحتفالات بفقراته المتنوعة من فنون السيرك، وقدم عروضه في معرض الكتاب بالمنيا، ومسرح الهناجر، ومركز طلعت حرب وقدم السيرك القومي فقراته بسيرك مدينة جمصة في الموسم الصيفي بموقع السيرك بالعجوزة ومدينة 15 مايو، كما شاركت فرقتي القومية للموسيقي الشعبية وأنغام الشباب في معرض الكتاب وشاركت فرقتا رضا والقومية للفنون الشعبية في احتفال بمحافظة دمنهور في شهر أبريل، وقد قدمت أيضا فرقة رضا للفنون الشعبية أروع رقصاتها الاستعراضية علي مسرح البالون، وابتهاجا بشهر رمضان الكريم احتفل البيت الفني للفنون الشعبية من خلال العرض الملحمي «شباب في عين الرسول» علي مسرح البالون، من إنتاج الفرقة الغنائية الاستعراضية،، كما قدمنا العرض المسرحي الكبير «أليس في بلاد العجائب» للمخرج المتميز محسن رزق بمسرح البالون، وحقق أعلي الإيرادات وأعلي نسبة حضور جماهيري خلال عام 2018، وقدمت أيضا الفرقة القومية للموسيقي الشعبية بقيادة الفنان القدير د.أسامة زغلول، العرض المسرحي «بحر الهوى» علي مسرح مدينة جمصة خلال شهر أغسطس والموسم الصيفي، كما شارك القطاع في برنامج تنمية مصر المستدامة 2020/ 2030.
-لوحظ أن قاعة صلاح جاهين قدمت عددا من الأنشطة الفنية بعد أن ظلت غير مستغلة لفترات طويلة، كيف ترى ذلك؟
- بخصوص قاعة صلاح چاهين، قدمت فرق البيت عروضها المتنوعة بالقاعة خلال هذا العام، مثل العرض المسرحي «أيوب وناعسة» من إنتاج الفرقة القومية للموسيقى الشعبية، وفرقة أنغام الشباب وفرقة تحت 18، والفرقة القومية للموسيقى الشعبية، وقدم السيرك القومي فقرات متنوعة تناسب قاعة صلاح چاهين، وقد تم بها افتتاح العرض المسرحي «كينج كونج» الذي حقق لافتة كامل العدد، من إنتاج فرقة تحت 18.
مادة درامية ثرية
- لماذا سيرة بليغ حمدي الآن؟
- أولا أود توجيه الشكر للفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لأنها كلفتني بتقديم هذا العمل من تأليف الأستاذ أيمن الحكيم، نظرا لحلول ذكرى الفنان الكبير الراحل بليغ حمدي، وحيث إن الكثيرين قدموا حفلات غنائية احتفالا ببليغ، لكن الاختلاف هنا أننا نقدم عرضا مسرحيا ضخما من خلال الشاشات السينمائية والتقنيات الحديثة والشكل المسرحي والأوركسترا الحي. واستغرقت الجلسات التحضيرية للعمل أكثر من خمسة أشهر ليخرج إلى النور في أعلى مستوى يليق بوزارة الثقافة وبالبيت الفني للفنون الشعبية وبقيمة الفنان العظيم بليغ حمدي. وهو عرض غنائي استعراضي من إنتاج الفرقة الغنائية الاستعراضية. وهذا العمل عرض علي منذ ست سنوات كما عرض على المخرج جلال الشرقاوي وعدة مخرجين آخرين، لكنه في النهاية عاد إلى مرة أخرى، ومن دواعي سروري أن أنال شرف تناول سيرة الفنان الكبير بليغ حمدي. فتفاصيل حياته تحتاج إلى أربع أو خمس مسرحيات لتقديمها.
طموحات كبيرة ومتعددة
- بماذا تحلم للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية؟
- هنا أيضا لا بد أن أشكر سيادة الوزيرة د. إيناس عبد الدايم لدعمها المستمر للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية. وهي السبب الرئيس لكثير من الإنجازات داخل القطاع. أحلم أن يكون بجوار مسرح البالون ومسرح محمد عبد الوهاب مركز ثقافي وفني على مستوى عالٍ، وأن يكون لدينا مسرح مبني على أساس مواصفات وتقنيات عالمية بالإضافة إلى المسارح المتوفرة، لأن قطاع الفنون الشعبية يعتمد على الاستعراض والغناء أي لا بد من الإبهار وهو يحتاج إلى إمكانيات عالية في تقنيات خشبة المسرح ومكوناتها ونحن نسير بخطى ثابتة، وأحلم باستعادة الفرقة الغنائية الاستعراضية لمكانتها السابقة بكامل كيانها من أوركسترا ومطربين، وأحلم لفرقة رضا والفرقة القومية بعودة مدرستيهما ورفع مستوى الراقصين، أحلم بتقديم عدد من الأوبرات والأوبريتات للفنون الشعبية والاستعراضية. وبالنهوض بمستوى السيرك بمواصفات متقدمة وتقنيات حديثة مثل السيرك في أوروبا، ولدينا هذا العام الاحتفال باليوبيل الذهبي للسيرك القومي وأيضا مهرجان السيرك العربي الأفريقي وكل هذا سيمثل تحول كبير وخطوة متقدمة. بالإضافة إلى مهرجان الفنون الشعبية العربي الأفريقي حيث سيحقق احتكاكا جيدا بالدول الأخرى.
- كيف ترى دور القطاع في تقديم وإحياء التراث؟
- دور القطاع مهم جدا لأنه قطاع الفنون الشعبية ولدينا إدارة مختصة بالتراث ونحن نعمل على تطويرها فبدلا من أن تكون إدارة صغيرة تابعة لرئيس البيت، لتكون إدارة عامة تنقسم إلى جزأين أحدهما إدارة للمهرجانات والآخر إدارة تختص بالتراث والفنون الشعبية، فالتراث هو كيان الدولة والمحافظة عليه مهمة جدا لأن في هذا حفاظ على هويتنا، وفي الفترة القادمة سنقوم بالاتفاق مع المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للمسرح، ولدينا خطة مستقبلية لجمع التراث والعمل عليه لتوظيفه وتقديمه من ناحية الموسيقى والاستعراض والفنون بشكل عام.
تطوير فني وتقني
- تعتبر فرق الفنون الشعبية رضا والقومية والموسيقى الشعبية سفراء لمصر في المحافل الدولية، فهل هناك خطة للارتقاء بمستواهم أمام العالم شكلا ومضمونا؟
- بحمد لله تم عودة الأوركسترا الحي لفرقتي القومية ورضا، وهذا كان قد اختفى منذ فترة طويلة. كما أضفنا عددا جديدا من الراقصين والموسيقيين إلى الفرق بنظام التشغيل على قوة العروض إلى أن يتم توفيق الأوضاع بشكل قانوني لإتمام قيدهم بالفرق بشكل نهائي. أي أننا نقدم حلولا مؤقتة إلى أن يتم الحل بشكل جذري، فنعمل على زيادة عدد الراقصين بالفرق بحيث لا يقل عن ستين راقصا وراقصة بكل فرقة، وكذلك بالنسبة للأوركسترا. أما عن فرقة الموسيقى الشعبية فقد حدث بها تطورا كبيرا في الفترة الماضية، كما أن بها فرقة الإنشاد الديني، ثم أضفنا فرقة الموسيقى العربية إليها حيث تم مزج بعض المطربين والموسيقيين من الشعبتين بالفرقة.
- هل تحلم بتطوير مضمون التقنيات الفنية وتدريب العمالة؟
- بالنسبة للتقنيات الحديثة والعمل بالشاشات الضخمة فسيتم العمل بها في الفترة القادمة. بالإضافة إلى أنه يتم حاليا عرض سيرة حب من خلال شاشة كبيرة حتى يتم تعميم التجربة على عروض وحفلات القطاع كله ليكون الديكور بالنظام المجسم ال 3D الذي سبقتنا دول كثيرة إليه، وأنا استخدمه منذ سنوات كثيرة منذ عام 2002، فيجب علينا كقطاع للفنون الشعبية والاستعراضية أن يكون لدينا اهتمام بالتقنيات والإبهار لأن هذا يدخل في صميم أعمالنا. لذا نعمل على استقطاب شاشات للمسرح، مع تدريب العاملين عليها في التشغيل والصيانة، بالإضافة لتقنيات الإضاءة والصوت.
إيقاع المرحلة والدولة
- ما أهم المشكلات التي تواجهك داخل القطاع وتضعها في أولويات العمل؟
- أولا مشكلة الصبية ومشكلة ضعف الأجور، كما توجد بعض المشكلات في السيرك خاصة بالأزياء والألعاب وتطوير بعض الفقرات، كما توجد بعض المشكلات الإدارية التي كانت تتمثل في بطء إيقاع العمل، لكني عملت على حلها منذ استلمت العمل في القطاع، كي يواكب الإيقاع السريع للمرحلة وللدولة ومتطلباتها ولإيقاع وزارة الثقافة لأن الحقيقة أن د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة إيقاعها سريع جدا، وقد بدأت أعمل على توصيل تلك الفكرة إلى الموظفين داخل البيت وبدأوا في مسايرة الإيقاع السريع والمناسب.
- هل يمكن أن يكون لشباب المخرجين داخل القطاع نصيب في العملية الإبداعية ولو من خلال قاعة صلاح جاهين؟
- هذه حقيقة توجد لدينا خطة أكثر من عشرة عروض مسرحية بميزانيات قليلة مع توفير إمكانيات جيدة لها سيتم فيها تقديم شباب المخرجين لدينا، وهذا هو واجبنا نحوهم بإعطائهم الفرصة لتقديم إبداعهم.
حل مشكلات الفرق الفنية والسيرك
- فرقة أنغام الشباب كانت في الماضي لها صيت وشهرة وجمهور. أين هي الآن؟
- فرقة أنغام الشباب طوال تاريخها فرقة مهمة جدا، وقد اجتمعت بالفنان ماهر عبيد مدير الفرقة واتفقنا على خطوات إيجابية لعودة الفرقة إلى سابق عهدها، وتناقشنا في احتياجات الفرقة من حيث الأعداد التي تحتاجها الفرقة من الموسيقيين والمطربين، وسوف يتم حل جميع مشكلاتهم، قريبا بإذن الله ستصبح فرقة أنغام الشباب من أهم الفرق في قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية.
- توجد إشكالية دائمة في فرقة تحت 18 حول ماذا تقدم ولمن ولأي مرحلة سنية. حيث يختلف التوجه دائما باختلاف الإدارة؟ كيف ترى ذلك؟
- فرقة تحت 18 فرقة مهمة جدا لأنها تهتم بأصعب سن من بداية سن المراهقة إلى بداية سن الشباب. وهي فرقة لها مواصفات خاصة. وقد حققت الفرقة هذا العام نجاحا كبيرا وإيرادات عالية جدا من خلال عرض مسرحية أليس في بلاد العجائب، وهو عرض عالمي من عروض ديزني قدمه المخرج محسن رزق بكفاءة عالية جدا. وفي الفترة القادمة ستقدم الفرقة عدة عروض ذات مستوى عال من خلال خطة مدروسة قدمها الفنان وليد طه مدير الفرقة، منها سيقدم عرضا للشباب بطولة الفنان إيمان البحر درويش مع نخبة من الشباب اسمه (مكتوبلي أغنيلك) إخراج الفنان عبد المنعم محمد. ونحن نعمل على عودة الفرقة لهويتها الحقيقية.
- ما طموحاتك للنهوض بالسيرك في المرحلة القادمة؟
- أن يحقق السيرك القومي في الفترة القادمة وحتى الاحتفال باليوبيل الذهبي للسيرك بإذن الله أكثر من ثمانين في المائة من أهدافه، بدأنا فعلا في التواصل مع رئيس العلاقات الثقافية الخارجية د. هبة يوسف لتخاطب الفرق المختلفة من أفريقيا وباقي دول العالم لاختيار أحسن العناصر وأفضل الألعاب التي يمكن أن تشارك معنا في الاحتفالية الكبيرة التي سنكرم فيها كل رموز السيرك منذ إنشائه وحتى الآن تحت رعاية السيدة وزيرة الثقافة الدكتور إيناس عبد الدايم. ونحن لدينا عدة مواقع للسيرك في العجوزة وفي جمصة وفي 15 مايو وأطمع أن يتم افتتاح السيرك أيضا بمدينة الإسكندرية وبعض المدن الجديدة. كما تم التعاقد على ألعاب جديدة لتقديمها في الفترة القادمة مع استحضار خبراء أجانب من الخارج لتعليم أبناءنا ألعاب جديدة وكذلك سيتم إرسال بعثات للخارج لتحقيق أقصى استفادة لأبناء السيرك القومي واكتساب الخبرات. كما سيتم تصميم أزياء جديدة لهم وأيضا سيتم عمل إخراج جديد للفقرات بحيث يكون هناك عرض مختلف كل عام.
دور القطاع نحو التجريب المسرحي
- هل أثر عملك بالإدارة على عملك كمخرج؟
- بالتأكيد يوجد تأثير كبير، لأنني على الأقل كنت سأقوم بإخراج مسرحيتين أو ثلاث للقطاع الخاص في تلك الفترة، بالإضافة إلى عملي خارج مصر، حيث إني قدمت من قبل في دولة ما احتفالا قوميا كبيرا وطلبوني في تلك الفترة، هذا غير الفوازير للتلفزيون، فلا أجد وقتا لكل هذا. العمل الإداري يحتاج لأغلب الوقت.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏