يارا المليجي: الجائزة مفاجأة كبيرة لم أكن أتوقعها

يارا المليجي: الجائزة مفاجأة كبيرة  لم أكن أتوقعها

العدد 742 صدر بتاريخ 15نوفمبر2021

يارا المليجي طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، شاركت في بعض العروض في المهرجانات المسرحية التي ينظمها المعهد العالي للفنون المسرحية وبعض مشاريع التخرج مع زملائها من طلاب الدراسات العليا و غيرها 
مؤخرا حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور ثان في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الأخيرة دورة الكاتب المصري عن دورها في عرض « سالب واحد» من إخراج عبد الله صابر .. لذا كان لمسرحنا معها هذا الحوار. 

كيف بدأتِ رحلتك مع المسرح ؟ 
لست أدري على وجه التحديد و لكني منذ طفولتي  و أشعر بشغف شديد تجاه الفن و التمثيل على وجه الخصوص، بدأت بمشاركات بسيطة في المسرح المدرسي، وما إن أنهيت دراستي الثانوية، قررت الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل و الإخراج، وسعيت جاهدة نحو ذلك، كان بالنسبة لي حلما كبيرا، أن يكون التمثيل هو دراستي و مجال عملي بعد ذلك، و لا أرغب في أي مجال آخر، على الرغم من أنني درست 4 سنوات بكلية الحقوق، ولكني كنت متمسكة بحلم القبول بالمعهد العالي للفنون المسرحية.  
وتضيف: تقدمت مرتين و لم  يتم قبولي إلى أن اجتزت اختبار القبول و الورشة الإبداعية في المرة الثالثة في عام 2018 ، وبالطبع كانت فرحة كبيرة  . 

ما أبرز التجارب التي شاركت فيها بالمعهد منذ التحاقك حتى الآن؟ 
شاركت في مشروع مع د. عاصم نجاتي تحت عنوان « ونوسيات» و هو عبارة عن كولاج من أعمال الكاتب سعد الله ونوس، و أعتبر هذا العمل هو أول مواجهة بيني وبين الجمهور، وعلى خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية، شعرت برهبة شديدة في البداية، ولكن ردود الأفعال و إعجاب الجمهور منحني ثقة كبيرة ودفعة للتقدم. 
 ثم شاركت  مشروع آخر دراسات عليا بعنوان « يهوذا» تأليف: د. عصام عبد العزيز و إخراج: كريم عبد الكريم، وبعدها شاركت في مهرجان المسرح العالمي 2019 الذي ينظمه المعهد  بعرض « المنور» إخراج: خالد شكري. ثم كانت مشاركتي بعرض «سالب واحد» في مهرجان المسرح العربي زكي طليمات في دورته قبل الأخيرة ( الدورة 37) و حصل العرض على جائزة أفضل عرض، ومن هنا كان ترشيح العرض للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري، و حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور ثان. هذا العام كان سعيدا فقد حصلت أيضا على جائزة أفضل ممثلة في المهرجان العربي زكي طليمات في دورتة الأخيرة ( الدورة 38 ) عن دوري في عرض « نور» إخراج: أحمد ثروت سليم. 

- هل كنت تتوقعين الجائزة في المهرجان القومي للمسرح؟ 
لم أتوقع إطلاقا، لاسيما وهي أول مشاركة لي في هذا المهرجان، فكانت مفاجأة كبيرة خاصة وهو مهرجان يضم عروضا كثيرة  و ممثلات كثيرات، وأنا بطبعي لا أفكر في جائزة كل ما يهمني دائما أن أكون جيدة ومتميزة في دوري و أنال إعجاب الجمهور. 

- ما هو دورك في عرض « سالب واحد» الذي حصدت عنه الجائزة؟ 
سالب واحد عرض يقدم رسالة شديدة الأهمية، يعرض أزمة قلمّا ما تتناولها الأعمال الفنية، و هي جديرة بالطرح، فهو يناقش أزمة  « ذوي الهمم» وكيف يتعامل معهم المجتمع.  

أما عن شخصيتي فهي في أحيان راوية وفي أحيان أخرى « روحه الحلوة « أعبر عما بداخله من مشاعر، لا يشعر بها أحد. الدور صعب جدا، لكن فريق العمل والمخرج عبد الله صابر، بذلنا جهدا كبيرا سويا، كي يخرج العمل بهذا الشكل، كل ما كان يهمنا هو الصدق، وهو مخرج مغامر على الأقل أن يمنحني كل هذه الثقة  ويوكل لي دورا بهذه الصعوبة، كنت في قلق شديد، لاسيما و أن الجزء الخاص بالراوي كان لابد أن يكون على مستوى شديد من الحرفة والإتقان. 

ما رأيك في دورة المهرجان الأخيرة؟ 
دورة جيدة  ضمت عروضا مميزة ، لفت نظري فيها عروض « سالب صفر» و « التجربة الدينماركية» و « أنا مش مسئول» و « قابل للكسر» أعمال كلها كانت مميزة في هذه الدورة و على درجة عالية من الجودة والإبهار. كما تابعت التغطية النقدية عن عرض « سالب واحد» بنشرة المهرجان وفوجئت ببعض النقد الموجه للدور الذي كنت ألعبه، واعتباره زائدا على العرض وأن حذفه لا يؤثر في الدراما، ولكنها وجهات نظر، و أنا أحترمها و أقدر الجميع، و أعتبر الجائزة هي مكافأتي على الإخلاص و الجهد. 
ما هي أحلامك و طموحاتك في المرحلة القادمة؟ 
بالطبع أحلم بالتمثيل التليفزيوني و السينمائي كأي ممثل، و لكن في الوقت الراهن أطمح أن يصل عرض سالب واحد لكل الناس، لا أريده أن يتوقف، لأنه إنساني جدا، أراه مفيدا فسيغير سلوكيات كثيرة   حيث  يزرع الرحمة في القلوب. 

- هل ترين أن أصحاب القدرات الخاصة أو ذوي الهمم يواجهون تنمرا من الشارع؟ 
 وأكثر من ذلك، بل من بعض أهلهم، أنا أعرف قصصا حقيقية عنهم، منها أن أما تحبس ابنها في غرفة تحت السلم بشباك صغير ، وتفتح لتناوله الطعام وتغلق عليه..! 
لذلك أؤكد على طموحي أن يصل عرض « سالب واحد» للعالم كله، فهو يخاطب وعي الناس، ليدركوا أن هؤلاء بشرا مثلنا، وبالفعل أنا لمست ردود أفعال الناس منها أن إحدى السيدات قالت للمخرج: « انت حببتني في ابني» !  لذا فهو عرض يقدم رسالة واضحة وقوية وجريئة ومهمة الآن في مجتمع أزمته الكبرى في سلوكياته  تجاه الآخر المختلف. 


عماد علواني