العدد 652 صدر بتاريخ 24فبراير2020
شريهان الشاذلي خريجة قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، شاركت في العديد من الأعمال المسرحية حين كانت طالبة بكلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية، ثم توالت الأعمال منذ التحاقها بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد ، وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية.
حصلت مؤخرا على جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في مسرحية الوحوش الزجاجية للمؤلف الأمريكي تينسي ويليامز وإخراج يوسف الأسدي ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للمسرح العربي للمعاهد والكليات المتخصصة في دورته الأولى ، فكان لنا معها هذا اللقاء .
كيف بدأت رحلتك مع المسرح والفن بوجه عام ؟
ظهر شغفي و حبي للتمثيل منذ طفولتي، لدرجة أني كنت أمثل أمام المرآة، لكن البداية الحقيقية كانت من خلال المسرح الجامعي حيث كنت طالبة بكلية السياحة والفنادق بجامعة الأسكندرية، فلم يكن في مدرستي الخاصة مسرح مدرسي ولم أجد سبيلا لممارسة النشاط المسرحي إلا عندما التحقت بالجامعة، تعرفت مصادفة على شعبة المسرح، وعرفت أن الكلية بها مهرجانين سنويا أحدهما في مدرج الكلية ويقوم على الإخراج فيه طالب، بينما الثاني هو المهرجان الأكبر ويتم اختيار أحد المخرجين من خارج الكلية.
*ما أبرز الأعمال التي شاركتِ فيها في المسرح الجامعي ؟
قمت بدور مُرة في مسرحية المحقق عن الواغش للمؤلف رأفت الدويري، وقد لقيت استحسان كبير من زملائي والجمهور بعدها، ثم شاركت في مهاجر بريسبان للمؤلف جورج شحادة عام 2007 وغيرها من الأدوار التي قدمتها من خلال المسرح الجامعي طيلة سنوات الكلية الأربعة، مثل جزمة واحدة مليئة بالأحداث تأليف باسم شرف، لله يا بشر، وحصل خير من تأليف الطلاب .
*ماذا عن أول ظهور لكِ على خشبة المسرح وكيف كانت حالتك ؟
رعب شديد بالطبع وخوف، كان قلبي يدق بشدة رغم أنني كنت أقول جملة واحدة فقط.
* وهل تواجهين نفس هذا الخوف والتوتر حتى الآن ؟
لا أخفيك في كل مرة على المسرح مازلت أواجه التوتر والقلق، ولكن بدرجة أقل بالطبع من أول مرة، إلا أني أقرأ بعضا من القرآن الكريم قبل دخولي على الخشبة ليطمئن قلبي واكتسب الثقة.
* ترى ما سبب هذا القلق والتوتر؟
المسئولية الكبيرة، مسئولية أن تحقق للجمهور المتعة والصدق
* من هم أبرز المخرجين الذين شاركت معهم في بداياتك ؟
رامي نادر، محمد عبدالقادر، محمد المصري، محمد عبدالمولي
*كيف عرفت بالمعهد العالي للفنون المسرحية والتحقت به ؟
كنت أعلم بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالطبع لكني لم أكن أعلم أن له فرعا أو وحدة بمحافظة الإسكندرية، ولكن ما إن علمت وتخرجت من كلية السياحة والفنادق بادرت بالتقدم للالتحاق به وظللت اتقدم له طيلة ثلاث سنوات حتى تم قبولي. ثم انتقلت بعد ذلك لوحدة القاهرة بفضل أساتذتي د. علاء قوقة، د.أيمن الشيوي، د. أشرف زكي .
*ما أبرز العروض التي شاركتِ فيها بعد ذلك ؟
شاركت في عملين للأطفال من إنتاج البيت الفني للمسرح بالاسكندرية وهما أطفال رحلة نور إخراج د. جمال ياقوت، وعرض الفانوس بقى صيني إخراج اسلام عبد الشفيع، وساعدت كممثلة في أكثر من مشروع تخرج منها الغريب مع د. سامي عبدالحليم. و الوردة والتاج مع د. أيمن الشيوي .
*ما أبرز المهرجانات التي شاركت فيها ، و أهم الجوائز التي حصلت عليها ؟
شاركت بعرضين في المهرجان العربي زكي طليمات في دورته ال36 الماضية
وهما جبر الخواطر تأليف واخراج محمد الكلزة عن وحدة الإسكندرية، والجميلة والوحش تأليف محمد زكي واخراج مصطفى حسني الكتبي، والوحوش الزجاجية لتينسي ويليامز واخراج في مهرجان المسرح العالمي الدورة 37 وفي مهرجان الإسكندرية المسرحي العربي للمعاهد والكليات المتخصصة، ومن أبرز الجوائز جائزة افضل ممثلة دور ثان في مهرجان بلا انتاج عن عرض بوهيميا اخراج ابراهيم حسن عام 2012، وشهادة تميز عن دوري في عرض ابن الجيل عن نص عمر طاهر، اعداد واخراج: أحمد عسكر، و أفضل ممثلة دور ثان مسرحية جبر الخواطر بمهرجان زكي طليمات 2019، وأفضل ممثلة دور ثان- مركز أول عن مسرحية الوحوش الزجاجية في مهرجان المسرح العالمي بالمعهد 2019 ، ثم مؤخرا أفضل ممثلة عن نفس الدور بمهرجان الإسكندرية المسرحي العربي للمعاهد والكليات المتخصصة.
* ماذا تعني لك هذه الجائزة الأكاديمية على وجه الخصوص ؟
الجائزة تمثل قيمة كبيرة لاسيما وهي ضمن سباق أكاديمي عربي وأنا أمثل اسم المعهد العالي للفنون المسرحية في تنافس احترافي، اضف إلى ذلك أن دورة المهرجان تحمل اسم استاذي المخرج الكبير جلال الشرقاوي.
* ما الشخصية التي حصلت على الجائزة عنها؟ وكيف فكرتِ فيها ؟
شخصية أماندا وينجفيلد وهي شخصية الأم في مسرحية الوحوش الزجاجية، وأنا دائما أسعى أن أذهب للشخصية ولا أنتظر الشخصية أن تأتي لي من تلقاء نفسها، فأدرس مشاعرها جيدا والظروف التي تحيط بها وأضع نفسي في مكانها وأتساءل كيف أتصرف في ذلك ؟! بما يتناسب بالطبع مع الزمان والمكان والنص ورؤية المخرج. ثم تأتي مرحلة النقاش مع المخرج للوصول إلى الحل الأمثل والفهم الأعمق لأداء الدور. أما عن أماندا وينجفيلد فهي سيدة اربعينية كانت قبل زواجها تنتمي لطبقة ارستقراطية ، رومانسية جدا لدرجة أنها تزوجت وينجفيلد لأن ابتسامته حلوة وجذابة، ثم تركها فجأة ورحل، ولم تعلم عنه شيئا طيلة 16 عاما إلى أن بعث لها صورة من على البحر ومكتوب على ظهرها (مرحبا.. ووداعا) من هنا تبدأ ملامح الشخصية في التكشف، فهي تخاف من فكرة الرحيل، وتحب أولادها حبا مرضيا وخاصة ابنها وينجفيلد .. إلى أن تصل للذروة تدريجيا مع الأحداث.
* ما رأيك في حركة المسرح المصري في الوقت الراهن؟
الحركة المسرحية المصرية أراها تمضي في طريقها الصحيح نحو زيادة وعي الجمهور بالمسرح بل أن كان الأمر مقتصر على بعض عروض مسرح القطاع الخاص، فالان أصبح لمسرح الدولة جمهوره ورواده والذي يزيد يوما بعد يوم، بعد أن كان يفتقد للجمهور.
*ما رأيك في الدورة الأولى لمهرجان الإسكندرية العربي الأكاديمي ؟
الدورة الأولى كانت مشرفة جدا، وهو ما ليس جديدا على د.أشرف زكي فهو دائما يبذل الجهد محاولا النهوض بالحركة المسرحية، اصف إلى ذلك أن المهرجان ضمّ عروضا على مستوى فني متميز بالإضافة للمحاور الفكرية والورش وغيرها، والتنظيم كان جيدا جدا وأتوقع للدورة القادمة مزيد من النجاح والتطور، فهذا المهرجان له أهمية كبرى في الفرصة التي يتيحها للتفاعل والتواصل والاحتكاك مع طلاب وأساتذة أكاديميين من العالم العربي ، لذا فالشكر واجب لكل أساتذتي وزملائي من الطلاب الذين ساهموا في تنظيم هذه الدورة وكانوا على قدر هذه المسئولية.
*ما رأيك في اختيار مدينة الإسكندرية لهذا المهرجان ؟
الإسكندرية مدينة ساحرة وملهمة تبعث على الإبداع وأنا اسكندرانية ومنحازة لها واختيارها بالطبع موفق جدا. فكفى أنها أنبتت الفنان العظيم سيد درويش .
* ما هي الأزمة التي تواجه الممثل في رحلته لعالم السينما والتليفزيون ؟
الاوديشن الوهمي، فأغلب الأعمال يتم تسكينها قبل الاوديشن، فللأسف اغلب مكاتب الكاستنج تتاجر بأحلام الشباب، والحل يكمن في ضرورة ان يتجه المخرجين لمتابعة المهرجانات المسرحية والسينمائية ومشاريع التخرج في المعاهد المتخصصة لاختيار الممثلين بديلا عن مكاتب الكاستنج وغيره.
* ما أمنياتك وطموحاتك لنفسك وللمسرح المصري ؟
أتمنى للحركة المسرحية مزيدا من التقدم بما يشكل وعي وادراك وثقافة الشباب
فهو المسرح ابو الفنون الأصدق على الإطلاق، وأتمنى لنفسي أن أترك بصمة وأثرا في الحركة المسرحية بوجه خاص والفنية بوجه عام.