محمد الخولي: المركز القومي للمسرح ليس غريبا عليّ

محمد الخولي: المركز القومي للمسرح ليس غريبا عليّ

العدد 531 صدر بتاريخ 30أكتوبر2017

المخرج محمد الخولي رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1987، عمل خبيرا مسرحيا في ليبيا وقام بإخراج عدد كبير من المسرحيات بها.. قدم الكثير من الأعمال المسرحية منها ملك الشحاتين والنمر وما أجملنا، وعطيل، ومسرحية حورس، كما قام بإخراج الكثير من الأعمال للهيئة العامة لقصور الثقافة وللمسرح الجامعي. عين مديرا لإدارة التجهيزات الفنية، ومشرفا فنيا على عروض المسرح القومي ومديرا عاما لمسرح الطليعة. التقت به «مسرحنا» لتعرف منه خطة المركز خلال الفترة القادمة وما الذي ينوي تقديمه للحركة المسرحية خلال فترة رئاسته للمركز.

 - حدثنا عن خطة المركز خلال الفترة القادمة؟
عندما توليت منصب رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وضعت خطة شهر أكتوبر التي تمثلت في ندوة أقيمت في المجلس الأعلى للثقافة بعنوان المسرح وحرب أكتوبر، كما أقيمت ندوة عن العرض المسرحي «كأنك تراه» بمسرح الطليعة، وأيضا هناك ندوة أخرى في المجلس الأعلى للثقافة عن الأغنية الوطنية وحرب أكتوبر، وأيضا من ضمن فعاليات أكتوبر تكريم الفنانة هناء الشوربجي، ويقوم المركز بإعداد فيلم تسجيلي عن تاريخها الفني ومشوارها منذ انضمامها إلى فرقة رضا إلى أن أصبحت نجمة وشاركت في الكثير من الأعمال، سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، وفي الوقت الحالي نقوم بإعداد خطة شهر نوفمبر المقبل.

- هل هناك معوقات صادفتك عند توليك منصب رئيس المركز القومي؟
المركز القومي ليس مكانا غريبا عليّ، فقد كنت أتعامل مع المركز من قبل بصفتي مخرجا، وقد قام المركز بتوثيق جميع أعمالي المسرحية، وكل من تولى رئاسة المركز كانوا من أصدقائي المقربين، وكنت دائم التردد على المركز وتعاملت مع العاملين به، بشكل متكرر فلم تصادفني أي معوقات، خاصة وأن العمل الإداري ليس جديدا عليّ فقدت توليت الكثير من المناصب الإدراية كان آخرها عملي مديرا عاما لمسرح الطليعة، فهناك خبرة إدارية لدي ومعرفة بالقوانين واللوائح بالتالي لا أشعر بصفتي مسئولا بأي معوقات.

 - هناك اتجاه لتوثيق الأعمال في المناطق الحدودية حتى تصبح في متناول الباحثين؟
أفكر في مشروع توثيق الأعمال الفنية سواء الرقصات التراثية أو الفن الشعبي والغناء في المناطق الحدودية مثل سيوة وحدودنا الغربية مع ليبيا، فهي منطقة لها خصوصيتها الشديدة، كذلك جنوب وشمال سيناء، وهناك تراث خاص بهم، كذلك منطقة النوبة وجنوب مصر وهي مناطق بها جزء كبير من التراث المصري القديم ما زالوا محتفظين به في رقصاتهم وغنائهم ومناسباتهم المختلفة، وأريد توثيق هذه الفنون صوتا وصورة حتى تستفيد منه القطاعات التابعة لوزارة الثقافة مثل الفرقة القومية للفنون الشعبية والإدارات البحثية المختلفة للفنون الشعبية والموسيقى والمسرح، وسيقوم المركز بعمل جداول مواعيد محددة لمجموعات العمل التي ستقوم بالتصوير.

هل هناك اتجاه للمركز القومي لعمل برتوكولات مع جهات أخرى؟
تم عمل برتوكولات مبدئية مع الدكتور حاتم ربيع رئيس المجلس الأعلى للثقافة، فهو الآن يقيم مشروعا هاما وهو مشروع القوافل الثقافية التي تقوم بعمل جولات متعددة في المدارس وسيقوم المركز بتوثيق هذه الفعاليات هناك أيضا برتوكولات أخرى مع البيت الفني للمسرح وقنوات النيل الثقافية.
 
 - هل يقوم المركز القومي بتوثيق أعمال الفرق الحرة والمستقلة؟
المركز معني بتوثيق كل ما له علاقة بالمسرح والموسيقى والفنون الشعبية سواء كان إنتاجا عاما أو خاصا، فنحن نوثق للأجيال القادمة.
 
 - ما الأسماء المقترحة للتكريم من الفنانين خلال الفترة المقبلة؟ وهل هناك معايير معينة للتكريم؟
الفترة الماضية تم تكريم عدد كبير من الفنانين من رواد المسرح المصري، وكما نعلم أن المركز القومي معني بالمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وسيكون اتجاه المركز الفترة المقبلة هو تكريم المبدعين والقمم الفنية في الموسيقى والفنون الشعبية أيضا.

 - هل يتم توثيق أعمال الثقافة الجماهيرية؟
في حالة المهرجانات يتم توثيق الفعاليات، وقد قام المركز القومي بتوثيق مهرجان نوادي المسرح الذي أقيمت فعالياته في سبتمبر الماضي، كما أنوي أن أقوم بالتواصل مع المسئولين في الهيئة العامة لقصور الثقافة ليقوم المركز القومي بتوثيق العروض الجيدة والمتميزة في الثقافة الجماهيرية التي تستحق التوثيق، وأود أن أقول إنه في فترة الستينات والسبعينات كانت هناك مجموعة من عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة تركت بصمة في المسرح المصري ولكن لم يتم توثيقها.

- هل هناك اتجاه من المركز القومي لعمل صالونات ثقافية تضم خبراء لتدريب الكوادر والمساهمة في تطوير عمليات التوثيق؟
عندما كنت مديرا عاما لمسرح الطليعة أنشأت ما يسمى بـ»صالون الطليعة الثقافي» وقدم الصالون أعمالا ناجحة، وبالفعل المركز نشاطه أقرب إلى الصالونات الثقافية لأن هناك ندوات تقام وهي إحدى فعاليات أي صالون ثقافي، وهناك أيضا أمسيات غنائية وشعرية ونستعين بمتخصصين يقفون جنبا إلى جنب مع موظفي المركز وهو ما يحدث عملية تبادل خبرات بينهما، ونستطيع قياس ذلك بجميع المجالات الأخرى الندوات الخاصة بالموسيقى وبالفنون الشعبية والأمسيات الغنائية والشعرية.

 - ما رأيك في الموسم المسرحي لعام 2017؟
هو مثل أي موسم تكون به عروض قوية وعروض متوسطة وعروض ضعيفة، وأرى أن الموسم المسرحي لعام 2017 كان به عروض متميزة قدمت، وهناك عروض معادة من الموسم السابق مثل عرض النجم يحيى الفخراني «ليلة من ألف ليلة» الذي استمر كنوع من استثمار النجاح، وهي السياسة التي اتبعها المسرح القومي، بالإضافة إلى وجود عروض قدمها الشباب وحصدت جوائز فى المهرجان القومي مثل عرض «يوم أن قتلوا الغناء» فهو عرض جيد وبه ممثلون جيدون ومخرج واع.

 - قدمت أمسية «قمر العشاق» على المسرح القومي، حدثنا عن هذه التجربة..
هذا العمل كان آخر عمل قدمته بصفتي مخرجا، وكان من بطولة النجمة سوسن بدر وناصر سيف والفنان خالد الذهبي والكاتب هو عبد الرحيم كمال وهو سيناريست له باع كبير في الكتابة عن الصوفية، وكتب مجموعة من المسلسلات التي تلامس هذه المنطقة، وقد قدمت معه من قبل أمسية «في مديح المحبة» التي قدمت على خشبة المسرح القومي، وهاتان الأمسيتان أخرجتهما من منطلق تجديد الخطاب الديني، لأن الأعمال الدينية قليلة سواء في التلفزيون أو المسرح أو السينما، وقد قدمت أمسية «قمر العشاق» بشكل مختلف وبتكنيك المصاحبة للعرض، وأرى أن الأجيال الشابة بعد ثورة 25 يناير، يحتاجون إلى تجديد الخطاب الديني وتنمية الروح الوطنية. أما عن تنمية الروح الوطنية، فأنا بصدد تقديم العرض المسرحي «عبور وانتصار» من إنتاج البيت الفني للمسرح، وتدور فكرته حول التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر المجيدة.

 - هل تلتزم خشبات مسارح البيت الفني بهوياتها؟
للأسف، هناك بعض الفرق تقوم بالخروج عن ما هو مرسوم لها وكما نعلم أن مع كل قرار وزاري لإنشاء فرقة مسرحية يصحبه تعريف بأهداف إنشاء هذه الفرقة ومواصفاتها، وقديما كانت الفرق المختلفة ملتزمة بهويتها، أما الآن فالمسألة تتم بالمصادفة.

 - ما رأيك في دورة المهرجان التجريبي هذا العام؟
أتابع المهرجان التجريبي منذ أولى دوراته، وأعتقد أنه آن الآوان للتركيز على جلب عروض قوية حتى يتعلم منها الشباب المسرحي، فعندما أشاهد عروضا للشباب في مصر أرى أنهم يقدمون عروضا تجريبية أفضل من العروض القادمة من الخارج، وفي فترة التسعينات كنا نشاهد عروضا أكثر إبهارا في المهرجان التجريبي، وأرى أنه من الممكن تقليص عدد العروض المشاركة إلى 15 عرضا ولكن منتقاة بعناية، وذلك حتى يستفيد الممثل ومهندس الديكور والمخرج من هذه العروض والمتفرج أيضا الذي عندما يشاهد عروضا أجنبية جيدة سيرتبط بالمسرح وسيكون لديه رغبة أكبر في متابعة ما يقدم على خشبة المسرح.


رنا رأفت