يوسف إسماعيل: دورة «المخرج المسرحي» أقوي الدورات من حيث التنافس والفاعليات

 يوسف إسماعيل: دورة «المخرج المسرحي» أقوي الدورات من حيث التنافس والفاعليات

العدد 785 صدر بتاريخ 12سبتمبر2022

الفنان القدير يوسف إسماعيل، بدأ نشاطه الفني بداية التسعينيات وعمل بالسينما والتليفزيون، أدى العديد من الأدوار ، ومن أعماله في الدراما خالتي صفية والدير وأوبرا عادية والناس في كفر عسكر وفرح ليلى، أما في السينما فمن أشهر أدواره، زوج شقيقة همام في فيلم «همام في أمستردام»، كما شارك في العديد من العروض المسرحية التي أنتجها مسرح الدولة منها المتفائل، كما تولى إدارة فرقة المسرح القومي، في الفترة من 2015 إلى 2019، وعلى مدار ثلاث سنوات كان الفنان القدير يوسف إسماعيل رئيسًا للمهرجان القومي للمسرح المصري، بداية من 2020 وحتى دورة العام الحالي، الدورة الخامسة عشرة، التي حملت اسم «المخرج المسرحي المصري». عن المهرجان القومي وأشياء أخرى، أجرت «مسرحنا» معه هذا الحوار.
- على مدار ثلاث سنوات، قدمتم  ثلاثة دورات بأسماء مختلفة.. حدثنا عن ذلك؟
بعدما توليت أنا واللجنة العليا المسؤولية في 2020، الدورة الثالثة عشرة من المهرجان كان أمامنا هدف واضح، وهو وضع المسرح المصري في مكانه الطبيعي ، بعدما تعرض لبعض التعديات من أقلام غير مسؤولة ، فكانت البداية مع دورة الآباء، وكان هدفها ترسيخ البداية الحقيقية للمسرح المصري من 1870، من يعقوب صنوع إلى الآن، مرورًا بعثمان جلال، والرواد الأوائل الذين أسسوا المسرح المصري الحديث، ثم بعد ذلك استكملنا السلسلة بدورة المؤلف المسرحي ، لأنه مع المخرج من المظلومين في الكثير من النواحي، منها الإعلامية والمادية، أردنا من تسمية الدورة بهذا الاسم أن نعطي للمؤلف المسرحي جزءًا من حقه، إلى جانب إلقاء الضوء على حركة التأليف المسرحي المصري المعاصر أو الحديث، من 1870 إلى الآن، حتى تكون الصورة واضحة أمام الشباب ، الذين لم يعاصروا تلك الفترة، أو لم يقرأوا عنها بعد، فتكون لدينامكتبة بها ما يؤرخ لذلك،  إلى جانب أن المؤلف المسرحي هو حجر الأساس في العملية المسرحية، ثم دورة العام الحالي، التي كانت تحمل اسم «المخرج المسرحي المصري» وهو أحد المظاليم أيضًا، وقد أهدينا هذه الدورة للراحل عزيز عيد، وهو المخرج المسرحي الأول بالمفهوم العلمي، الذي أضاف وأسس الإخراج المسرحي، كان ما قبله المخرج هو مدير الفرقة أو رئيس الفريق أو منتج العمل  المسرحي، و كان له أدوار متعددة، ولكن عزيز عيد تفرغ لعملية الإخراج فقط، وفي هذه الدورة ألقينا الضوء على تاريخ الإخراج المسرحي المصري، من 1870 إلى الآن، والحقيقة أن الدورة كانت اكثر الدورات فاعلية وجاذبية و حضورا جماهيريا ، وتميزت الندوات والمحاور الفكرية، و جمعنا في الموائد المستديرة كل المخرجين على الساحة ، فكانت الأجيال تتلاقى مع بعضها البعض، تتناقش وتتحاور ، إضافة إلى الكتاب المهم  الذي كتبه الكاتب جرجس شكري أرشف وجمع كل هذه الشهادات التي قدمت في الموائد.
- حدثنا عن معايير اختيار المكرمين؟ وعن تكريم المخرج أحمد اسماعيل؟ 
خطة تكريم المكرمين يتم وضعها من قِبَل اللجنة العليا للمهرجان ورئيس المهرجان، واللجنة مكونة من 12 فردا ، أي مكرم يتم طرح اسمه  يتم دراسة تاريخه المهني وبصمته على المسرح المصري، وليس جودته الفنية فقط، ولكن يجب أن يكون له تاريخ و بصمة و يتم التصويت عليه. لم أطرح اسم المخرج أحمد إسماعيل ضمن المكرمين، اللجنة العليا بالإجماع هم من طرحوا ذلك، وتم التصويت عليه، ولقد امتنعت ومعي الناقد جرجس شكري عن التصويت، ورغم ذلك حصل على أصوات اللجنة بالكامل، فهو له بصمة وتاريخ كبير سواء في العروض التي قدمها على خشبة المسرح القومي أو التي قدمها في الثقافة الجماهيرية، وأشير إلى أنه اعتذر نظرًا لشعوره بالحرج، لأنه شقيق رئيس المهرجان، ولكن اللجنة العليا لم تقبل اعتذاره، وأبلغته أن اختياره تم من خلال المهرجان القومي للمسرح المصري، وليس من قِبَل فرد واحد هو رئيس المهرجان. 
- ما سبب اختياركم لهذا التنوع من «الورش»، و إقامة  ورشة «عرائس ماريونيت» ؟
أي مهرجان يتميز بالفاعليات الداخلية المصاحبة للعروض المسرحية، و منذ الدورة الأولى استقرينا على وجود ورش إلى جانب المحور الفكري، واختيارنا للورش كان مبني على اختيار ورش تكون إضافة للحركة المسرحية، و دورة «المخرج المسرحي المصري» كان بها قامات فنية متميزة، ورشة التمثيل للفنان الكبير د. محمد عبد الهادي وهو واحد من الرواد في تمثيل الممثل في مصر، وله خبرة كبيرة في هذا المجال، بالإضافة إلى ورشة الإخراج المسرحي التي قدمها المخرج إسلام إمام وورشة في العرائس والماريونيت التي قدمها الفنان القدير ومحرك العرائس عماد أبو سريع. يتم اختيار ورش المهرجان بعناية شديدة، وربطها بعنوان الدورة. 
-ما معايير اختيار لجنة التحكيم؟
لجنة التحكيم تُعامل بنفس معيار اختيار المكرمين، يتم التصويت عليهم من قِبَل اللجنة العليا ورئيس المهرجان، نضع دائمًا لكل عنصر في اللجنة أربعة ترشيحات، يتم دراستهم، أهم معايير يتم على أساسها اختيار لجنة التحكيم، الموضوعية والشفافية عند المُحكّم، وهذا من خلال سيرته الذاتية، إلى جانب التفرد والتميز و أن يكون لديه بصمة في مجاله، إلى جانب سيرته الذاتية الجيدة، التي تؤهلة لأن يكون عضو لجنة تحكيم في مهرجان قومي، يُعد من أهم المهرجانات في الوطن العربي، يتقدم له أكثر من 150 عرضا مسرحيا يدخلون لجنة مشاهدة، ثم يتم تصعيد المناسب منها للمسابقة الرسمية.
-ما معايير اختيار كتب المكرمين؟
يتم الاستقرار على مُعد أو مؤلف الكتاب بيننا وبين المُكرّم، ونسأل المُكرّم في البداية عن ترشيحاته في من يؤلف له الكتاب، في حالة عدم ترشيحه لأحد نعرض عليه بعض الأسماء، من أصحاب الأقلام المتميزة.
-حدثنا عن أكثر ما ميز عروض الدورة الأخيرة.. وهل لديك ملاحظات على العروض المقدمة في الدورة؟
من أول دورة توليت رئاستها وأنا اشاهد كل العروض المسرحية مع لجنة التحكيم، هذه الدورة تُعد أقوى دورة على مستوى العروض المسرحية، ولجنة التحكيم كانت تخبرني دائمًا أن قوة العروض تضعهم في موقف صعب، 34 عرضا مسرحيا يحملون رؤى قوية وجديدة، مؤلفون وممثلون ومخرجون جدد، تنافس كبير وعظيم وشريف، كانت دورة مميزة، من حيث مستوى العروض المسرحية، العروض المستقلة كانت على أعلى مستوى وأيضًا العروض الحكومية. 
و أتمنى أن يتم معالجة التحايل على اللوائح، أن  يتم تقديم عرض من الجامعة فيتحايل ويقدم بوصفه  عرضا مستقلا، نحن نكون على علم بهذا التحايل و اتمنى أن يكون لدى الفرق أمانة. 
-»مسرحنا» أجرت تحقيقًا صحفيًّا عقب انتهاء دورة «المخرج المسرحي المصري» واجتمع المسرحيون على أهمية زيادة «كوتة» الهيئة العامة لقصور الثقافة والجامعة فما رأيك في ذلك؟
يجب أن نشرح للناس معنى الكوتة ولماذا نضعها ؟ الكوتة هدفها تنظيم المشاركة والقبول في المهرجان، في حالة عدم وجود الكوتة، من الممكن أن نجد ما يقرب من 2000 عرضا في المهرجان؟! وأكبر جهات انتاجية هي الجامعة والهيئة العامة لقصور الثقافة، الفكرة ليست بالكم، هناك جهات منتجة نظرًا لأن هذا دورها التنشيطي والتثقيفي وهناك جهات أخرى جزء من إنتاجها الإنتاج الحرفي، وهناك جهات أخرى كل أعمالها محترفة، مثل البيت الفني للمسرح، هي هيئة محترفة لإنتاج المسرح، ليست تعليمية مثل الجامعات وليست تثقيفية مثل جهات أخرى، هي جهة محترفة تقدم عروضا على مستوى محترف والأوبرا والهناجر وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية جميعها جهات محترفة، أما الهيئة العامة لقصور الثقافة فجزء من عملها محترف مثل الفرقة القومية وفرق القصور، وجزء آخر غير محترف «هواة» مثل  «نوادي المسرح»، تكلفتها الإنتاجية لا تتعدى الـ3000 جنيه، والكوتة، تنظم عملية القبول داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، هناك جهات أساسية ومحترفة، إلى جانب أنها هى من تمول المهرجان، وتمده  بخدمات من خلال وزارة الثقافة، الجامعات لا تقدم دعمًا للمهرجان وكذلك أكاديمية الفنون، الجهات الداعمة هي البيت الفني للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية وديوان عام وزارة الثقافة ولجنة المهرجانات، ونحن نقوم بعمل جدول أو خطة محددة، تنظم دخول التسابق، يكون معبرا عن سيرورة الإنتاج المسرحي ، الفكرة ليست في العدد، ورغم ذلك قمنا بكتابة توصية بزيادة عدد عروض الجامعة داخل المسابقة الرسمية للمهرجان القومي في الدورات القادمة.
-حدثنا عن عيوب دورة «المخرج المسرحي المصري» من وجهة نظرك؟
ما لم يكن مميزًا تقديم عروض الجامعة والفرم ق المستقلة في مسارح صغيرة ، الإقبال على هذه العروض يكون كبير جدًا، ويُحدث مشاكل داخل المسرح و يجب أن نتلاشى ذلك في المستقبل.
-كيف نتلاشى مشكلة تنظيم الإقبال الجماهيري الشديد على العروض؟
في الدورة الثالثة عشرة قمنا بإنشاء الموقع الإلكتروني، والعام الماضي الأبلكيشن، ووضعنا خطة حجز أونلاين، ولكن تخوفنا من عدم الحضور، على سبيل المثال نصف المسرح يتم حجزه أونلاين ولا يحضر، وفي نفس الوقت يكون هناك جمهور بالخارج يرغب في الحضور، وهذا سوف يؤثر على الحضور ، نحتاج أن نضع تقنينا ومقترحات عملية، منها كان أن نضع سعرا رمزيا للتذكرة، هذه  مقترحات تحت الدراسة. 
ماذا تحب أن تقول في نهاية الحوار ؟
 أرغب في شكر اللجنة العليا التي شاركتني  على مدار ثلاث سنوات، وهم الفنان القدير أشرف عبد الغفور والأستاذة الناقدة عبلة الرويني والكاتب جرجس شكري و المخرج حمدي حسين والأستاذة هايدي عبد الخالق والنجم الكبير محمد رياض، ومن القيادات الفنان القدير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي ود فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية والفنان القدير إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح ود. هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب والفنان القدير ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنان القدير هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الحقيقة أود أن اشكرهم جميعًا لأنهم كانوا متعاونين جدًا، وعلى قدر المسؤولية وكانوا مدركين أهمية الثلاث دورات بداية من الدورة الثالثة عشرة وحتى دورة العام الحالي، الخامسة عشرة، وكانوا مدركين للفلسفة والروح التي كُنا نعمل بها.


إيناس العيسوي