العدد 616 صدر بتاريخ 17يونيو2019
محمد عبد الحافظ ناصف كاتب مسرحي أحب الأطفال فكانت بداياته مع مؤلفاته لمسرح الطفل من خلال نصي «السبورة الغاضبة» و«علقة تفوت»، عمل مدرسا للغة الإنجليزية بالإضافة لعمله كمترجم، كتب العديد من مسرحيات الطفل بالإضافة لمسلسلات الأطفال، شغل عدد من المناصب منها رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم رئيسا لإدارة الشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، وأخيرا رئيسا للمركز القومي لثقافة الطفل, حول طبيعة عمل المركز وقضايا مسرحية أخرى، التقت به مسرحنا و كان لنا معه هذا الحوار.
- ما طبيعة عمل المركز القومي لثقافة الطفل؟
أنشئ المركز عام 1980 ،وله العديد من المهام مثل الاهتمام بالطفل بكافة نواحيه الفكرية والعلمية والثقافية والفنية، إمداده بكافة الخدمات الثقافية والفنية داخل القاهرة كما يمكنه التجول في الأقاليم، والمركز يحاول القيام بالأمرين الاهتمام بالطفولة داخل القاهرة مركزيا وأيضا التحرك للأقاليم للقيام بالأنشطة فيها. وهناك ما يسمى بالإدارة العامة لبحوث الطفل وتهتم بكل الأبحاث التي تصدر عن الطفل سواء كانت نظرية أو تطبيقية،لأن المركز في الأصل بحثي ثم يمكن تطبيق الأمر مثلا في حديقة السيدة زينب التي تعتبر المكان الكبير لإقامة أنشطة المركز، فضلا عن مدينة الفنون ، و الحديقة الثقافية ومكان لتنفيذ الأنشطة بصفة عامه.
- ما الذي يقدمه من خدمة ثقافية على مستوى المسرح؟
هناك فرقة مسرحية بالمركز القومي لعمل عروض مسرحية واستعراضية تُشرف عليها ريهام صبحي، بالإضافة لفرقة الأراجوز المصري التي تنتمي للمسرح وهي فرقة راسخة ويتولاها الفنان الكبير ناصر عبد التواب، وهناك الساحر وهو أحد فنون الفرجة يقدمه نبيل بركات،أيضا هناك خيال الظل وخلال الفترة القادمة سنبدأ بالعمل على المسرح الأسود وعمل ورش للأطفال، وقدمنا مجموعة من العروض المسرحية خلال السنوات الماضية، ونحاول الفترة القادمة عمل عروض كبيرة مخطط لها، وسنبدأ بتطوير أداء الأراجوز بالكتابة فلن يقدم الإسكتشات التقليدية المعروفة عنه، بل سنكتب له كتابات خاصة تعالج المواقف التي نريدها بعيدا عن ما حفظه الأطفال،لأن الأراجوز يمكن ان يلعب معنا دور كبير في تثقيف الأطفال وتوعيتهم وإرشادهم لأشياء هامه خاصة وأنه أداه هام جدا للأطفال.
- وهل ستتحرك بهذه العروض للمحافظات؟
نظم المركز قافلة لمحافظة أسيوط خلال شهر رمضان وضمت نخبة من الباحثين والفنانين،كما ضمت فقرات الأراجوز بتشابك مع المسرح ، وأيضا الساحر بالإضافة لمجموعة كبيرة من ورش الحكي و الفنون التشكيلة والعرائس، نعمل بالداخل ونتحرك للخارج، وبعد العيد سيكون هناك قافلة لمحافظة البحيرة.
- ما السبب في تعلقك بكتابات الطفل ؟
بدايتي الحقيقية في الكتابة كانت عام 1990 وفوزي في مسابقة سوزان مبارك عن نصيين مسرحيين «السبورة الغاضبة»و»علقة تفوت»، وكنت أعمل في التربية والتعليم مدرسا والنصين تم تنفيذهما كثيرا في الغربية مما أعطاني دفعة قوية، وشعرت أني أسير على الطريق الصحيح، و كان قد سبق وكتبت مسرحا للكبار في الجامعة ولكنه لم يرضني وتخلصت منه، أما مسرح الكبار فالبداية الحقيقية جاءت عام 1993 في مسابقة محمد تيمور للإبداع المسرحي عن نص «المخنثون» والذي وضعت له اسما بديلا « نصف امرأة» وكان نصا شائكا، مسرح الطفل أعطاني في اللحظات الأولى لكتابة المسرح الثقة والإحساس بأني أكتب شيئا ذا قيمة وكنت راضيا عما كتبت فكانت مفارقة جيدة ولطيفة بالنسبة لي، وبناء عليه بدأت كتابة مسرحيات قدمت ونفذت في الغربية، ثم دراما الطفل في التليفزيون فقدمت في 2004 أول عمل لي وعام 2008 قدمت مسلسل «رمضان أبو صيام».
- ما المشاكل التي يواجهها الطفل وعلى المسرح التصدي لها خاصة مع التطور التكنولوجي ؟
قد أدهشك حين أقول أن الطفل عندما تتوافر له فنون الفرجة ، الأراجوز أو الساحر أو السيرك أو مسرح العرائس ينسى تماما الهاتف ويصبح مجرد قطعة حديد لا قيمة لها، ايضا التأكيد دائما على أن حديثك أيها الطفل مهم جدا، وإذا كان صحيحا سأكافئك بجائزة وأشجعك، ومن حيث القضايا فمسرح الطفل يمكنه معالجة كل القضايا التي تهم الطفل سواء كانت فنية أو تربوية أو حتى توعوية ، فيمكنني استخدام المسرح لعمل مسرح توعوي وتوجيهي للأطفال جيد جدا، وقد سبق وقدمنا ما يسمى المسرح التوعوي من خلال إدارة المسرح بما يقرب من 48 عرضا مسرحيا، كل عرض منهم يعمل على فكرة توعوية معينة ، عن التطرف أو الحوار أو تعبر عن مشاريعنا القومية، حيث نحتاج لكل هذه الأفكار، في شكل حكاية مسلية بداخلها فكرة تربوية أو حكمة أو قيمة، المسرح إذا قدم بشكل جيد سيحقق مجموعة كبيرة جدا من النجاحات.
- هل ترى أن هناك أزمة في تقديم مسرح الطفل ؟
ليس هناك أزمة في الكتابة، الفكرة هي أن وسائل تقديم العروض أو جهات الإنتاج تحديدا ليس لديها إمكانيات وقدرات كبيرة لتنفيذ كل مايُكتب، فعلى سبيل المثال الهيئة العامة لقصور الثقافة تقوم بأكبر دور في تنفيذ مسرح الطفل،لأنها منتشرة في كل مكان وتقدم ما يقرب من عشرون شريحة للأطفال في مصر كلها، بالإضافة لنوادي مسرح الطفل لكن هل تكفي أطفال مصر ؟بالطبع ليس كافيا لأنه يفترض أن تشارك معها التربية والتعليم، لكن للأسف التربية والتعليم أداؤها للمسرح أداء مسابقاتي، بمعنى أنهم ينفذون المسرحية اضطرارا للمسابقة وليس لتقديم مسرح داخل المدارس، وهناك الشباب والرياضة بالإضافة للمسرح المحترف المسرح القومي للطفل ومسرح العرائس وفرقة تحت ال18، القومي والعرائس لا يفترض وجودهم في القاهرة والإسكندرية فقط بل يجب أن تتجول عروضهم في الأقاليم جميعها، وليتم ذلك بشكل صحيح لابد أن يحدث التعاون بين المحافظات والتربية والتعليم، إذن فلدينا ثلاثة جهات هي قصور الثقافة، والتربية والتعليم والشباب والرياضة - إن تعاونوا بشكل صحيح وتحرك مسرح الطفل للأقاليم أعتقد سيتغير مسرح الطفل تماما.
- لماذا نردد دائما أن كتابات الطفل هي الأصعب في الكتابة المسرحية؟
يُقال ذلك على أساس أن هناك مقاييس معينه عند الكتابة للطفل بعكس الكبار ، فلا نضطر لطرح أي أسئلة، كاتب الطفل لابد أن يسأل أربعة أسئلة فقط: لمن أكتب؟ «المرحلة العمرية التي يُكتب لها»، وماذا أكتب؟، وكيف أكتب؟ أي طريقة الكتابة.. وأخيرا لماذا أكتب؟ فهل أكتب للمكسب المادي والشهرة أم للطفل، ومن هنا يقال أن الكتابة للطفل أمر صعب.
- قلت ليس لدينا القدرة لتنفيذ بعض الكتابات على خشبة المسرح فماذا عن كتابات الخيال العلمي وتجهيزات مسارحنا؟
أعتقد أنها تحتاج لرؤية مختلفة تماما، في النهاية نحن نعمل مع طفل يمتلك خياله، ولا أرى أن هناك شئ مستحيل.. و من يصر على أن خشبات مسارحنا لا تصلح للخيال العلمي في تصوري ليس سليم قوله ، بمعنى أن الطفل حين يدخل المسرح فهو يمتلك خياله وحين تخبره أنك تعيش معنا في كوكب ما سينطلق معك، فقط أعطه إشارات ديكورية و سينوغرافيه وفنيه تجعله ينطلق لمكان أخر، وهنا يكون على مهندس الديكور والملابس والتنفيذ عبء كبير لينقل الطفل إلى هذه الحالة.
- بمناسبة خيال الطفل كيف يمكن جذب الأطفال لاكتشاف مواهبهم في الكتابة؟
عن طريق شيئين، إما اللقاء المباشر مع الأطفال أو المسابقات والجوائز،عن طريق ما يسمى بأندية الأدب للأطفال وهي موجوده في قصور الثقافة، أو ورش الحكي .. و هناك نشاط قمت بالهيئة العامة لقصور الثقافة ويوجد حاليا في المركز القومي لثقافة الطفل اسمه الكاتب والرسام الصغير، وأقمته بالقليوبية حيث كانت كل محافظة تنتج كتابين للأطفال، بالإضافة لسلسة توجد أيضا بالمركز القومي تسمى «من طفل لطفل» طفل يكتب وطفل يرسم، فما يساهم على اكتشاف المواهب هو المسابقات، والمركز يقدم مجموعة كبيرة من المسابقات الفنية والثقافية، فهناك مسابقة عالمية منذ 28 عاما باسم «مصر في عيون أطفالنا» بالإضافة لمسابقة أخرى»الطفل الموهوب»في الشعر والقصة والمقال، كل ذلك متوافر ويفترض بإدارات الطفل القيام بها، أيضا أدخلت حديثا في قصور الثقافة «قصة ورسمة» وهي مسابقة جيدة والمواهب تتفاعل معها، فهناك حالة من التكامل والتعاون مابين جهات وزراة الثقافة في منطقة الطفل إلى حد ما، قد لا يكون هناك تعاون بهذا الشكل في أشياء أخرى، بعكس الطفل.
- حدثنا عن برنامجك الإذاعي «حكايات مساء» ومسابقة الطفل التي أدخلتها إليه؟
البرنامج أهم ما به ليست المسابقة لأنها مادية، إنما أنه يعمل لدراسة أدب الطفل وإلقاء الضوء عليه في المقام الأول،لأنه لا يوجد برنامج لا إذاعي أو تليفزيوني يركز على أدب الطفل ومعي مجموعة متميزة من المتخصصين في أدب الطفل، والناس أحبت الحالة، نرصد أدب الأطفال، أجرينا لقاءات مع ما يقرب من ثلاثون كاتبا للطفل حول كتبهم، يتعامل البرنامج مع أدب الأطفال المهمل الذي لا ينقد ولا تقدم دراسات عنه، ومن هنا تأتي أهمية البرنامج ..إلقاء الضوء على أدب الأطفال بصفة عامة ومسرح الطفل بصفة خاصة.
- هل يجب أن يكون ناقد أعمال الطفل متخصصا أم يمكن لأي ناقد العمل عليها؟
إن كان ناقد أدبي فسيتحدث عن الأمر من وجهة نظر الأدب فقط، وينظر للدراما والصراع والشخصيات وهكذا، وإن كان متخصصا في التربية وعلم النفس سينظر في السياق التربوي والنفسي، وإن اشتمل على الاثنين له في منطقة الأدب والتربية فسيكون ناقدا رائعا ، ولذلك فناقد أدب الأطفال من المهم جدا أن يكون ملما بقضايا التربية والإبداع ،وهذا هو الناقد الذي نحتاج إليه، فالمشكلة أنه لا أحد يبحث، نريد تشجيع الحركة النقدية حتى وإن كانت بسيطة لتكبر.
- كيف نستغل المسرح المدرسي في تنمية الأطفال ؟
ما يحتاج إليه المسرح المدرسي هو تغيير مفهومه لدى العاملين به، والوعي بأن للمسرح المدرسي أدوا ر مهمة جدا، تربوية وتعليمية، منها أدوار تعلم القيمة وأدوار تربي الشخصية،المشكلة أن المسرح المدرسي مازال منحصرا داخل رؤوس من يمثلوه في التربية والتعليم في أنه مسابقة،حتى أثناء عمله في الورشة مع الأطفال يفترض أن يعلم ويوجه لكنه لا يفعل.. فإن تحرر من فكرة المسابقة، وأيقن أن عليه القيام بدور داخل المدرسة و العرض كل خميس أو جمعة داخل المدرسة ويشاهده الطلبه فسيختلف المسرح المدرسي تماما.
- تنادي دائما بالخروج للناس في الشوارع والأماكن المفتوحة .. كيف يحدث ذلك وهل تؤيد فكرة إقامة مهرجانات تشجع على إنتاج عروض تقدم في الفضاءات المفتوحة؟
بالتأكيد أردد دائما مع أي منصب أتقلده للعاملين معي «مش هتقدر تجيب الناس أذهب إليهم»، وأثبت نجاح التجربة ما قدمناه خلال شهر رمضان في الحديقة الثقافية بتعاون سبع جهات مع المركز القومي لثقافة الطفل، يدخل الحديقة يوميا من ثلاثة إلى خمسة ألاف من الأطفال والعائلات، هنا خرجت للناس، وحين جربنا ذلك وذهبنا لحديقة الحيوان رحبوا جدا، وحين ذهبنا للاماكن المفتوحة في الأقاليم حضر الجمهور، فهناك أدوار للمراكز الثقافية في الخروج للناس .
أين تكمن إشكالية عدم حصول النصوص الحائزة على جوائز على فرصتها في العرض ؟
هناك أزمة بين النص وتنفيذه، بوضوح شديد النصوص الفائزة لا تعرف أحيانا طريقها للتنفيذ، فعلى سبيل المثال الفائز بجائزة النص المسرحي بمسابقة الهيئة العربية للطفل لم يعرف إلى أين يذهب، شرحت له المنافذ التي يجب اللجوء إليها، التنفيذ له اعتبارات أخرى .. هناك مجموعة من المخرجين تتعاون فقط مع مجموعة من المؤلفين»مشغلين بعض» وهذا الأمر يتم مع نصوص الكبار والصغار، يعملون معا ولا يريدون دخيلا عليهم، وتلك تصرفات أفراد وليست مؤسسات فضمير الشخص نفسه هو المتحكم في الأمر،وفي بعض الأحيان تكون هناك مصالح مادية ضيقة جدا تؤدي في النهاية إلى عدم حصول النصوص الفائزة على فرصها.
- وكيف يمكن الحفاظ على الفرصة في التنفيذ؟
بأن تكون المسابقة مرتبطة بتنفيذ العرض وهذا ما خدم جيلنا، مثال جائزة محمد تيمور للإبداع المسرحي التي كانت عبارة عن ثلاثة رعاة: د.سمير سرحان لنشر الكتاب، د.هدى وصفي لتنفيذ المسرحية، ورشيدة تيمور تمنح مكافأة الفوز.. نريد أن ترتبط كل مسابقة يُعلن عنها في المسرح بالتنفيذ، إن كانت قصور الثقافة المعلنة عن المسابقة يصبح العمل الأول والثاني والثالث مباشرة لإدارة المسرح، فهنا تجفف منابع المصالح و إن كان المعلن عنها البيت الفني للمسرح تذهب النصوص لمسرح العرائس أو القومي أو المسرح القومي للطفل، وكذلك إن كان المركز القومي المعلن عن المسابقة فتذهب النصوص إليه، في هذه الحالة ينفذ العمل وهذا ما حدث معي وسعيد حجاج وأسامة نور الدين وإبراهيم الحسيني وكثيرين من جيلنا من الحاصلين على جوائز.
- لماذا وصفت النص المسرحي بالحائر بين الفنون والأدب ؟
النص المسرحي حائر تنظيميا، بمعنى أن كليات الآداب تقول أنه فن، وأكاديمية الفنون تقول أنه أدب، وهو حائر في منطقة البحث العلمي مابين الجهتين، فطالب كلية الآداب يريد عمل رسالة ماجستير أو دكتوراه عن النص يقال له أنه فنون، وفي مكان أخر يقال له أنه أدب وقسم اللغة العربية هو المختص به طالما هو نص، ومازال البحث العلمي حول النص المسرحي سواء في رسائل الماجستير أو الدكتوراه محدودا جدا، وكنت محظوظا لأن أكثر من ثلاثة رسائل تناولوا نصوصي المسرحية، بالإضافة لأبحاث ترقيات وهو مالم يحدث مع آخرين يستحقون ذلك عن جداره وتلك الحيره هي السبب.
- هل أزاح المخرج الكاتب المسرحي عن الصدارة؟
كان للكاتب أهمية ضخمة جدا في الستينيات وما تلاها، ولكن الآن بوضوح شديد وصراحة كثير من المخرجين يضعون في أذهانهم أن المخرج هو صاحب الفضل على المؤلف المسرحي، فيكتب اسمه كما يريد على البامفلت، لأنه من يأخذ النص وينفذه، ويتوهم أنه الإله على خشبة المسرح، من يبث الحياة في شخصيات المؤلف، غير مدرك أن المؤلف هو من وضع البذرة الأولى للفكرة والمخرج ينفذها، القضية ليست مخرج ومؤلف بل يجب أن تكون نظرة كلا منهم للأخر نظرة تعاونية، وعلى كل منهم تقدير دور الآخر، على سبيل المثال مخرج عرض «رقصة الفئران الأخيرة» في المنصورة، فهم ما عليه فعله وأن اسم المؤلف مساو لاسمه، ولكن غيره يضع أسمه بارزا بينما اسم الكاتب لا يمكن قراءته، وهذا عيب كبير، فالمخرج والمؤلف متساويين والقانون نفسه أيد ذلك ، المسالة تكمن في تقدير المخرج للمؤلف وتختلف المسألة من شخص لأخر.
- هل تؤيد فكرة إقامة مهرجان للمؤلف المسرحي؟
بالتأكيد، فقد أقيمت دوره من مهرجان الكاتب الأول أقامه د. أسامة أبو طالب، وكانت فكرته الوقوف مع الكتاب الجيدين وإبرازهم وقدم ما يقرب من خمسة عشر نصا من مائة وخمسون نصا لديه من الأقاليم، ومعظمهم ممن لم يقدموا عروضا على خشبة المسرح، وأتذكر منهم أنا والكاتب عبده الزراع ود.سيد حافظ و د.كمال يونس ومجموعة من المؤلفين كانت تشاهد عروضها لأول مره في البيت الفني للمسرح، النموذج المحترف في مصر، وجميعنا كان لدينا أحلام وطموح أن نقف على خشبته، وكان د.أسامة أبو طالب ومعه خالد جلال وهشام جمعه وعصام الشويخ وهشام عطوة ومجموعة من مديري المسارح المتحمسين للفكرة أقاموا المهرجان بشكل جيد جدا وشخصيا أدين لهذا المهرجان بفضل كبير جدا.
- كيف ترى في عوده القطاع الخاص منافسه مع مسرح الدولة ؟
العكس، فمسرح القطاع العام أو مسرح الدولة راسخ وموجود بعمله، قد ينجح عرض وينتشر وآخر لا ينتشر، لكن هناك موسم مسرحي سنوي ثابت تدعمه الدولة ، المشكلة في مسرح القطاع الخاص أن آليات السوق اختلفت ويحتاج لمغامرين لاقتحامه، ولننتبه لسعر التذكرة الذي سيتجاوز الخمسمائة جنيها، وما هي الخلطة التي ستجعل الجمهور يترك المنزل ليشاهد هذا المسرح مع مراعاة أنه مُقدم لفئة معينة تختار هذا المسرح و لن يذهب إليه سواهم، ومن ينتج عرضا في القطاع الخاص لابد أن يكون مدركا لهذه الخلطة وأن الفئة المستهدفة لن يشغلها الرسالة ولا تقديم رؤية شاملة .
- كيف تستقبل خبر عمل أحدهم بحث أو رسالة ماجستير عن أعمالك؟
التعامل مع نصوصي من منطوق الدراسة الأكاديمية أعتبره الجائزة الكبرى بالنسبة لي، وهناك رسالتي ماجستير يتم العمل عليهما الآن، إحداهما في الفيوم والأخرى في المنوفية، بخلاف ما نفذ من قبل وأسعدني ترقي البعض في عملهم بسبب بحوث عن أعمالي، د.محمد سلامه وبحثه في»وداعا قرطبه»وترقيته لأستاذ بجامعة الأزهر، و د.أسماء أبو الفتوح بحث في مقارنة بين «مسافر ليل والفلنكات» في تربية نوعية والترقية لدرجة أستاذ مساعد، وبالتأكيد يسعدني لأقصى مدى لأن هذا الباقي.
- كيف أفادك عملك كمترجم في المسرح؟
تضع يدي على ثقافات أخرى، ليس في المسرح فقط بل في الكتابة بصفة عامه.. الترجمة تضع يدي على «حواديت»كثيرة أكتب ولدي خلفيات أخرى، و لغات أخرى وقد أكسبني ذلك رؤية أشكال أخرى وأفكار جديدة تفيد في الكتابة والتناول.
- أخر أعمالك سواء على مستوى العرض أو المطبوعات؟
هناك عرضين في قصور الثقافة «رقصة الفئران الأخيرة» وعرض «باب الجنة»، كما انتهيت من كتابة مجموعات مسرحية للأطفال وتنتظر النشر.