محمد السورى: فخور بالجائزة التي جاءت في وقتها

محمد السورى: فخور بالجائزة التي جاءت في وقتها

العدد 779 صدر بتاريخ 1أغسطس2022

هو مثال حقيقى للفنان متعدد المواهب، يمتلك رؤية مختلفة، دائما هو فى حالة بحث وتنقيب عن كل ماهو جديد ومغاير وخارج الصندوق، حقق نجاحات كثيرة على مستوى الإخراج والكتابة، هو المؤلف والمخرج الشاب محمد السورى خريج كلية التربية الموسيقية وكلية تربية نوعية جامعة عين شمس، وخريج مدرسة ناس للمسرح الاجتماعي الدفعة الأولى جيزويت القاهرة عام 2014، أخرج العديد من العروض المسرحية وحصل على العديد من الجوائز أهمها افضل دراماتورج فى الدورة 14 للمهرجان القومى للمسرح، وافضل تأليف عن عرض «حذاء مثقوب تحت المطر» بالمهرجان القومى، وعدة جوائز بالمهرجانات الجامعية: المركز الأول إخراج ودراماتورج عن عرض «صراع فى الطابق الأخير» مسابقة جامعة حلوان، مركز أول تأليف عن نص «صلة» مسابقة جامعة عين شمس، «فى منتصف الخريف»مركز أول تأليف مسابقة جامعة عين شمس، وحصل مؤخرا على جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف عن نص «بلا أثر» والمركز الأول فى مسابقة إبداع للمتخصصين عن عرض «بنت القمر» أجرينا هذا الحوار معه لنقترب منه ومن تجربته على مستوى الإخراج والتأليف 
 - ما وشعورك بعد حصولك على جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف ؟
أشعر بفرحه غامرة فجوائز الدولة تعد من اهم الجوائز، وأفخر أنني حصلت عليها لأنها من الدولة وخاصة أن لجان الفحص فى هذه الجوائز، تضم فى عضويتها قامات كبيرة ومخضرمة فى العلوم والفنون،وهو ما يعطى للجائزة اهمية كبيرة وثقلا، والحقيقة أن الجائزة أعطتنى حماسا ودفعة، لاستكمال طريقى ومشوارى فى الكتابة 
- نود أن نتعرف على أجواء العرض الذى حصلت به على جائزة الدولة ؟
النص بعنوان «بلا أثر» ويتحدث عن الفنانين وعن الممثل الهاوى بشكل خاص الذى لديه طموح كبير للوصول لعالم الاحتراف، ويتحدث عن رحلته منذ بداية تعلقه بالتمثيل والمسرح إلى نهاية رحلته وعدم تحقيقه ما يصبو إليه وما يحلم به، وألقى الضوء فى هذا النص وأناقش فكرة الأزمة الحقيقية التى يقع بها الفنان فى بداية حياته، وكيف يستطيع تجاوزها وتخطيها وبطل النص يواجه فى رحلته صعوبات كثيرة داخلية وخارجية، وهو ما ارتكزت عليه فى النص بشكل كبير 
-ما أبرز التحديات والصعوبات التى واجهتها اثناء كتابتك لهذا النص ؟
يمكننى أن أقول أن هذا النص لم يواجه صعوبات خارجية بقدر ما هى صعوبات داخلية تتعلق بكم المشاعر والأحاسيس التى جعلتنى أعايش كل لحظه داخلة، وظروف كتابة النص بدأت عندما كنت أناقش مع أحد أصدقائى، وهو المخرج محمود طنطاوى؛ لنقدم تجربة سويا، وطرحت عليه فكرة النص وبعد العديد من جلسات العمل والمناقشات انعزلت لفترة لأعكف على كتابة هذا النص، وكما سبق وذكرت النص يتحدث عنا كفنانين ويعد من اكثر النصوص التى استغرقت وقتا طويلة فى كتابتها، فكان من الممكن أن استمر لمدة 8 أو 9 ساعات لأكتب مشهدا واحدا أو أفكر فى جملة. 
- من وجهة نظرك هل نعانى من مشكلة فى التأليف المسرحى ؟
أرى أننا لا نعانى من أزمة تأليف فقط ولكن فى العملية المسرحية بأكملها، وأتفق مع الكثيرين فى أن النص «الورق« هو أساس العمل ولكن لدينا أزمتان قبل التأليف الأولى هى أزمة البحث والقراءة، والكثير من المخرجين يتساءلون أين النصوص وأين المؤلفين؟ ولكن لا احد يسعى للبحث والقراءة المتأنية،والشىء الثانى يحتاج المؤلف للاجتهاد والبحث والتدريب الجيد وهو شىء لا يحدث بشكل كبير وأعتقد أن الأزمة الحقيقية تنحصر فى ثلاثة دوائر التأليف والبحث والقراءة. 
- فى رأيك هل نعانى من سطوة النص الأجنبى؟
نحن نعانى من «الموضه« ظهور نص أجنبي أو كاتب أجنبى أو تكنيك أجنبى، وأرى أنه من الأفضل أن تكون الأولوية لتقديم أشياء تخصنا وتمسنا وتتحدث عنا، ولا استطيع أن أقول هناك سطوة للنص الأجنبى فهناك الكثير من المخرجين يقدمون نصوصا لكتاب مصريين، وهناك من يعون بشكل كبير لماذا يقدمون نصا بعينه 
- ما رأيك فى مسابقات التأليف وماذا تحتاج لتتطور بشكل أكبر؟
لا أتابعها بشكل كبير، ولكن لدى معضله فى كيفية المشاركة بها وطريقة التقديم، ومن الجيد إقامة مسابقات للتأليف،لأنها تضخ دماء جديدة من الكتاب ؛ ولكن على اللجان التى تحكم فى هذه المسابقات أن تقوم بتوجيه المتسابقين الفائزين والغير فائزين،بعمل تقرير تقييمى لهم ليكون بمثابة معلم للمؤلفين ليتداركوا السلبيات وينموا الجوانب الإيجابية فى الكتابة. 
- ماذا عن تجربة عرض «بنت القمر « الذى حصلت به على المركز الأول فى مسابقة إبداع للمتخصصين ؟
فى بداية التجربة قمت بكتابة النص وكان قرارى أنى لن أقوم بإخراجه، وكانت الفكرة لم تتبلور فى ذهنى فى بداية الكتابة ولكنى كنت أعي ماذا أريد أن اطرحه، وكان هناك صديق لى وهو مخرج وتحدثنا سويا عن فكرة الإضطهاد، ولكننا لم نستكمل المشروع واستكملت الكتابة عن فكرة الإضطهاد، ولم تقتصر الفكرة على هذه النقطة فكان هناك أبعاد آخرى للفكرة المطروحه، وخاصة فى مجتمعنا الأن والظروف التى نعيش بها، ومواقع التواصل الاجتماعي التى أصبحت مسيطرة، وبالفعل انتهيت من كتابة النص ولم اكن قد اتخذت القرار بإخراجه، وبعد متابعة لمواقع التواصل الأجتماعى تبلورت لدى عدة افكار جديدة وقمت بإعادة الكتابة أكثر من مرة،حتى وصلت للشكل النهائى للنص.
ما الرؤية التى أردت أن تطرحها من خلال نص «بنت القمر «؟- 
هى كيف يكون الشخص مدانا دون أن يرتكب فعلا يدينه، وهو ما طرحته من خلال شخصية «بسمة» بطلة العرض التي تواجه إدانه قانونية، رغم أنها ضحية.. فكيف تتحول الضحية إلى مذنبه؟ وهو ما أردت أن ألقى الضوء عليه من خلال العرض، فنحن فى مجتمعنا قادرين على تحويل الضحية إلى مذنب والعرض يقدم الكثير من الأفكار، وقد لاقى استحسانا وقبولا كبيرا 
- إذن بما أنك مؤلف ومخرج النص ما أبرز الصعوبات التى واجهتها ؟
تتمثل الصعوبات فى أن كل المشاركين من قسم علوم المسرح بكلية الآداب وكانت فترة البروفات تواكب الامتحانات، علاوة على الظروف المادية وضيق الوقت فقد قررنا المشاركة فى المهرجان فى وقت قصير، كما أنها المشاركة الأولى لفريق كلية الآداب، واللائحة لدينا ليس بها ميزانية مخصصة للفريق، فالأمور لا زالت فى بدايتها ولم يكن متاحا لدينا مكان للبروفات، كما أن مسابقة إبداع تشترط تصوير العرض بأكمله على مسرح، وتقديم السى دى الخاص بالعرض، وكان لدينا صعوبة لإيجاد مسرح لتصوير العرض عليه.
- ما رأيك فى مسابقة إبداع ؟
هذا الموسم العاشر لمسابقة إبداع وهناك تطور دائما فى هذه المسابقة وهى تأخذ الشكل الاحترافي، وهناك لجان تحكيم تضم فى عضويتها كوكبة من كبار المسرحيين ذوى الخبرة، وهى مسابقة فنية شاملة نحت وتصوير وغناء وفنون شعبية، فالمسابقة من أضخم المسابقات التى تعقد للموهوبين ورغم كبر حجم هذه المسابقة إلا أنها فى بعض الأحيان يشوبها بعض التشتت وهناك ضرورة للتسويق الجيد للمهرجان، واستغلال قيمته، وإقامة دعاية جيدة له
- أنت طالب بالفرقة الأولى بكلية الأداب قسم علوم المسرح بجامعة حلوان كيف استفدت من دراستك الأكاديمية ؟
الدراسة الأكاديمية تعد تدريبا ومعرفة هامة للفنان، وهذا ينطبق على الدراسين وغير الدراسين، هي ضرورة هامة وليست رفاهية، وأنا خريج كلية التربية الموسيقية، وقررت أن استكمل دراستى فى المجال الذى احبه وخريج مدرسة ناس للمسرح الاجتماعي الدفعة الأولى، ودائما اسعى للتعلم وإكتساب المهارات طوال الوقت 
ايهما اقرب إليك التأليف أم الإخراج ؟
الأمر لا يتعلق بمن الأفضل لدى؛ ولكن عندما تجتذبنى فكرة ما وتشغلنى اتساءل هل الأفضل أن اقوم بأخراجها أم كتابتها واستشعر نفسى فى التجربة هل سأكون مؤلفا أم مخرجا لها، 
وبناء على شعورى اقدم التجربة سواء كمؤلف أو مخرج، فعلى سبيل المثال تجربة «بنت القمر « كنت أرى نفسى مخرجا ومؤلف لها . 


رنا رأفت