العدد 561 صدر بتاريخ 28مايو2018
بدأت حياتها العملية ممثلة مسرحية أثناء الدراسة وكانت المسألة صعبة جدا لأنها كانت تدرس في مدينة وتعيش في مدينة أخرى ووقتها لم تكن الحياة بسهولة اليوم في التنقل والاتصالات، استثمرت ما تعلمته من التمثيل والورش التي شاركت بها بعد تخرجها في اتجاه آخر لتصبح إعلامية وناقدة مسرحية شهيرة بل مديرة لمجلة “الفرجة المسرحية” التي قامت بتأسيسها، كما تعمل أيضا منسقة للمهرجانات الفنية.
مع الإعلامية المغربية بشرى عمور أثناء زيارتها لمصر كان هذا الحوار..
• ما هي طبيعة المهمة التي تزورين مصر من أجلها؟
أشارك كعضو لجنة التحكيم بملتقى فنون الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تعقده مؤسسة أولادنا برئاسة السيدة سهير عبد القادر، برعاية المهندس خالد عبد العزيز ووزارة الشباب والرياضة ممثلة في الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية برئاسة المهندسة أمل مبدي، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وكذلك الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وأكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة أحلام يونس، وقنوات دي إم سي برئاسة المنتج هشام سليمان.
• ماذا عن هذه التجربة بالنسبة لك؟
هي تجربة جديدة علي وخصبة فأول مرة أمارس مهام خارج المسرح فالإبداعات تضم الموسيقى والأفلام والغناء والفن التشكيلي، واستفدت منها الكثير كما تعاملت مع ناس يتميزون بالعفوية والشفافية وحب التحدي، وكيف أنهم صامدون ويحاولون بقدر الإمكان أن يظهروا أنهم أسوياء ولا ينقصهم شيء، فهي إنسانية قبل أن تكون إبداعية وتستحق المغامرة، فالوطن العربي في حاجة لمزيد من هذه الملتقيات، التي تؤكد أن الإعاقة ليست في الجسد فقط خصوصا أن ذوي القدرات الخاصة أثبتوا إبداعهم في الرياضة، وحان الوقت لإثباتها في الفنون المختلفة.
كما أنني كنت محظوظة لأني عملت في لجنة التحكيم مع مجموعة من ذوي الاتجاهات المختلفة في المجال الثقافي رئيس لجنة التحكيم دكتور مصطفى جرانة عميد معهد الكونسرفتوار، الفنان محمود قابيل، المخرج عمرو عابدين، المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر، المنتج محمد العدل، الفنانة رانيا فريد شوقي، الموسيقار نبيل علي ماهر، الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما، الكاتبة الصحفية منى سراج، الدكتورة عزة هيكل أستاذ الأدب الإنجليزي والأدب المقارن، أرفي لامبا ممثل ومنتج من الهند، الرائد أحمد محمد الكوبري القائم بأعمال مدير دائرة الموسيقى والغناء بوزارة الثقافة الفلسطينية، قسطنطينا جيديون المدير الإداري للمركز الثقافي اليونان والمخرج يوبويتشوكو جرمايا من بتسوانا، فهي تجربة غنية أهم ما يميزها التقائي بهذه المجموعة الغنية بثقافتها حيث كنا نستمع لبعضنا البعض ونتبادل الثقافة والمعلومات بيننا.
• ما أكثر شيء لفت نظرك أو أعجبك في هذا الملتقى؟
ما أعجبني في التجربة الدرجة العالية من الإنسانية التي يعمل بها كل القائمين عليه، فكانت السيدة سهير وفريق العمل معها يعملون كخلية نحل بانضباط وتنظيم فوق العادي، كذلك مرافقة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة لهم، الذين أتوا من كل ربوع الجمهورية لتشجيع أولادهم، فكان من قبل من لديه ابن معوق يخفيه الآن صاروا يظهرونهم على الملأ وسعداء بهم لدرجة أن بعض الأمهات كانت تزغرط، سعيدة جدا بهذه التجربة العفوية كريستالية الشكل والمضمون حيث تخلو من النفاق والتملق.
• بحكم عملك اطلعتي على المسرح في كثير من الدول العربية فما هي أوجه التشابة والاختلاف بين المسارح العربية؟
كل بلد لها مسرح يميزها في شيء عن البلدان الأخرى فنحن مثلا أصبح مسرحنا يعتمد أكثر على الوسائط، بينما تتميز العروض المسرحية بالاعتماد على الاستعراض فمعظم العروض التي شاهدتها كانت لا تخلو من لوحة استعراضية أو اثنين، هناك تجربة تونس بها جرأة الطرح خاصة بعد الثورة، أما باقي الدول فلا أقلل من شأنها لكن أقول إنها ما زالت على وتيرتها.
• ما رأيك في المهرجانات العربية؟
بعض المهرجانات نجدها كأنها قافلة تجارية نفس الوجوه وتيمة الندوات والعروض، حيث طغت عليها المصالح الشخصية، حيث يتم تبادل الدعوات بين القائمين على هذه المهرجانات، على سبيل المثال من أجده رئيسا لمهرجان، أجده عضوا بلجنة تحكيم مهرجان آخر.. وهكذا باستثناء بعض المهرجانات الهادفة التي تحافظ على كينونتها وتحافظ أيضا على استقلاليتها وتميزها ومتفردة مثل المهرجان المعاصر والتجريبي في مصر، خاصة بعد عودته بعد توقف خمس سنوات بدماء جديدة فيحاول إدراك ما فاته بالتغيير في تيمات الندوات وأيضا في الوجوه والعروض، أيضا لدينا بعض المهرجانات في المغرب لكنها لم تصل بعد إلى مستوى المهرجان التجريبي هي الأخرى تأخذ على عاتقها الاستقلالية والكينونة، لكن باقي المهرجانات للأسف صارت تتشابه في الشكل والمضمون.
• كيف ترين المسرح العربي اليوم؟
يحاول مرارا وتكرارا أن يخرج من البوتقة الضيقة التي أوقعوه فيها أصحابه المسرحيون، لكن المسرح العربي غني بنصوصه، ففي كل مهرجان مسابقة للنصوص هذه المسابقات تخرج لنا نصوصا جيدة، لكن ما أتمناه من كل مهرجان أن النصوص التي تفوز في دورة نجدها في الدورة القادمة منفذة على خشبة المسرح. وهذا سؤال: إذا المسابقة لا تؤخذ بعين الاعتبار فلماذا تقام إذن؟ أيضا استخدام تيمات أو قضايا واحدة في الأوراق البحثية في كل المهرجانات بتغيير بسيط في العنوان أو إضافة عنصر، لكن نفس الكلام نفس الفكر والمبدأ، فنجد أننا ندور في حلقة مفرغة لا نأتي بجديد.
• كيف يكون للمسرح دور في معالجة قضايا الواقع؟
أن ينزل إلى الواقع بطرح الموضوعات والقضايا الآنية، فقد تجاوزنا السطحية والمباشرة وأصبح الجميع يفهم فليس من الصعب أن نستثمر فكر شخص، لكن بشرط أن يكون النص قويا جاذب للجمهور ومفتوحا تاريخيا وجغرافيا، فكل شعب يجد فيه صورة مصغرة من حياته.
• أين الطفل في خريطة المسرح العربي؟
هناك مهرجانات تقدم عروض لمسرح الطفل في المغرب لدينا أربعة مهرجانات مسرحية للأطفال، في تونس موجود مسرح طفل في محافظات كثيرة: نابلس، القيروان، وأماكن متعددة، والجزائر أيضا، والبحرين يوجد به مهرجان للطفل مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة.
وهذا ليس كافيا بالطبع فطفل اليوم هو رجل الغد وضروري أن نحببه في المسرح وندمجه فيه، فالمسرح مدرسة وحياة، حتى إن لم يستمر في المسرح كممارس سيكون إنسانا مثقفا وواعيا، ولديه القدرة على تفكيك الرموز من خلال متابعته للأعمال المسرحية ومناقشتها، ومن هنا أحث على ضرورة مناقشة كل عرض عقب تقديمة، وطرح أسئلة وأجوبة هذا يجعل الطفل قادرا على تفكيك العرض وتحليله، كذلك يولد لديه ملكة الاستماع إلى الآخر.
• هل تمارسين أنواع أخرى من الكتابة الإبداعية؟
لا أكتب نصوصا مسرحية ولا روايات، لكن تستهويني الكتابة النقدية للمسرح بتفكيك العرض وتحليل عناصره فلا أقوم بالنقد الذاتي أو الانطباعي، كما تستهويني قراءة الروايات خاصة ما تم تحويلها إلى عروض مسرحية لا من أجل المقارنة ولكن للاقتراب أكثر من النص.