العدد 884 صدر بتاريخ 5أغسطس2024
في حوار خاص مع المخرجة المبدعة مي مهاب، تأخذنا في رحلة ممتعة عبر كواليس وأسرار عرضها المسرحي «الحلم حلاوة»، الذي يستلهم التراث المصري من خلال عمل فني رائع، حيث تحدثنا المخرجة مي مهاب عن مصدر إلهامها لفكرة العرض، وكيف يمكننا تحويل رؤية «عروسة المولد» إلى مسرحية بالتعاون مع الكاتب ياسر أبو العينين.
العرض المسرحي «الحلم حلاوة» يشارك في بطولته مارتينا عادل، وأحمد صبري غباشي، وحور أحمد، مجدي عبدالحليم، ومحمد خليل وسامر المنياوي، وأحمد أبو الحسن، وعلي عماد، ودعاء حسام الدين، وهاني سمير، ومحمد شلقامي، وريم طارق، وياسمين علاء، وأحمد يحيى.
الموسيقى ألحان دكتور هاني عبدالناصر، أشعار طارق علي، وكلمات أغنية «العاشقين» إهداء من مؤلف العرض، ديكور وأزياء وعرائس للدكتور فخري العزازي، إضاءة أبو بكر الشريف، مكياج إسلام عفيفي.
ما الذي ألهمك لتقديم فكرة «عروسة المولد» في عرض «الحلم حلاوة»؟
كنت بمهرجان غابات المطر بماليزيا عام 2015، وقدمت عروسة المولد عصي، وانبهر الجميع بها وأشادوا بجمالها، فمن وقتها وأنا أفكر في تقديم عرض قائم على عروسة المولد والحصان، أو عروسة المولد والفارس الذي يكون على ظهر الحصان ، وهو الشكل التراثي التقليدي، وبالفعل بدأت التخطيط لهذا، ومن وقت رجوعي وأنا حددت أسماء أبطال العرض، وهما البنت حلاوة، والولد فارس ، وأن يكون اسم العرض الحلم حلاوة، لأن العروسة كانت حلم لكل الفرسان المنتصرين العائدون من الحروب، فظلت الفكرة في ذهني حتى قابلت الفنان ياسر أبو العينين عام 2108، وبدأنا في مناقشة الفكرة وكيفية كتابتها وتنفيذها.
ما الرسالة الرئيسية التي تسعين لتوصيلها من خلال «الحلم حلاوة»؟
أن نعيش حياتنا كما هي بحلوها ومرها، وألا نستسلم ونحاول تطوير حياتنا للأفضل، والفكرة الأساسية كانت لفت نظر الأطفال إلى جزء كبير من التراث المصري من خلال عروسة المولد والفارس.
كيف تعاونتِ مع الكاتب ياسر أبو العينين لتحويل فكرتك إلى نص مسرحي؟
بعد مقابلتنا الأولى، قلت له أنني أريد تقديم قصة تدور حول عروسة المولد والفارس ، وتدور في إطار رومانسي في العصر الفاطمي، وكان لدي تصور أن اقدمها بالعرائس لتجوب المهرجانات بعد عرضها داخل مصر، لأننا أولى بتراثنا الملئ بالحكايات والتيمات الجميلة، وكنت مستاءة جدا بتعلق الأطفال بديزني ونحن نمتلك تراث كبير ، فتحدثنا كثيرا، وكنت بالفعل عندي خطوط عريضة ودراسة حول هذا العصر، وعلى دراية بالحدود الزمنية والأحداث التي مرت في ذلك الوقت، وقرأت أكثر من مرجع لأصل عروسة المولد ، حتى تم الاستقرار على أن تكون العروسة بمثابة هدية الفارس ولكن بدون ذكر ذلك بشكل صريح، وهذا ما اتفقت عليه مع الفنان ياسر أبو العينين من البداية ، وأن تكون اللغة المستخدمة هي اللغة العربية الفصحى، ولكن تم الاستقرار في النهاية على المزج بين اللغة العربية واللغة العامية.
كيف توازنين بين تقديم عرض يجذب الأطفال والكبار معًا؟
من البداية كنت أرفض العروض التعليمية المباشرة، مثل اشربوا اللبن في المساء، واغسلوا أقدامكم، والرسائل المباشرة الموجهة الصريحة، فهذه الأشياء تشعرني بالملل، وأنا في النهاية أم ، وهذه الأشياء لا تحظى بأي قبول عند الأولاد أو الكبار أيضا، فكان هدفي تعريف الأولاد بالتراث من خلال القصة التي صاغها الفنان ياسر أبو العينين، وفي نفس الوقت يتم تعلقهم بالهوية البصرية لعروسة المولد والفارس وملابس العصر وأن يتعرفوا على الجزء التاريخي لأن هذا شئ مهم ، وفكرة إن العرض مناسب للكبار والصغار فأنا متمسكة جدا بجملة أن العرض لكل أفراد الأسرة لأننا صنعنا هذا التوازن داخل العرض بدون أن يشعر أحد بالملل للحظة.
هل هناك خطط لتقديم «الحلم حلاوة» في مهرجانات أو أماكن أخرى خارج مصر؟
بالتأكيد نتمني تقديم العرض في مهرجانات مسرحية دولية مختلفة ومتنوعة، أو بفعاليات فنية بسفارات مصر في الخارج لتعريف تراثنا للغير والتأكيد على هويتنا.
كيف كان تفاعل الجمهور مع العرض حتى الآن، خاصة الأطفال؟
من ألطف التعليقات ، إن هذا العرض جميل جدا لطفل أربعيني خمسيني، وشخص أخر قال لي إن هذا العرض مناسب للأطفال من سن 4 سنوات وحتى 84 سنة، وهذا شئ جميل وأن دل يدل على إن الرؤية المحددة للعرض من البداية تم تحقيقها بشكل كبير.
هل هناك مشاريع مستقبلية تعملين عليها حالياً؟ وهل ستستمرين في التركيز على التراث المصري في أعمالك القادمة؟
لدى مشروع احضر له وهو مشروع يتحدث عن أزمة منتصف العمر ولكن للسيدات، فهو عرض نسوي للكبار، ولكن إذا قدمت عرض أخر موجه للأسرة سيكون معنى أيضا بالتراث.
ما هي الوسائل الدعائية التي تستخدمينها بشكل أساسي؟
التسويق سئ وخاصة إن البيت الفني للمسرح لا يقدم إعلانات ممولة ، وبالتالي فالدعاية العادية أصبحت لا تجدي، ولا استطيع فهم كيف يكون لدي منتج جيد ولا يتم التسويق له، والجمهور البسيط الذي يحضر العروض ويشاهدها، ويخرج سعيد ويتحدث عن العرض، ولكن هذا ليس له مردود قوي، فلابد من رجوع الإعلانات الممولة مرة أخرى لأن الدعاية الشفاهية لا تجدي ولا تكفي.
هل تجد الدعم الكافي من وسائل الإعلام المحلية لتغطية عروض المسرحية؟
لا يوجد دعم كافي من المؤسسات الإعلامية فالقنوات التي تحرص على تغطية العروض هي قنوات النيل الثقافية ، أما القنوات التي تحظى بنسب مشاهدة عالية لا تأتي للعروض المسرحية إلا إذا العرض حقق صدى واسع وملحوظ.