خالد العيسوي: «راشد السياف» شخصية غير تقليدية تعتمد علي الدهاء العقلي

خالد العيسوي: «راشد السياف» شخصية غير تقليدية تعتمد علي الدهاء العقلي

العدد 831 صدر بتاريخ 31يوليو2023

هو فنان مسرحي من طراز رفيع  يتميز بتفرده في اختيار أعماله المسرحية التي دائما يصحبها رؤى مغايرة تناسب اللحظة الآنية لا يكل ولا يمل فتجده دائما في حالة بحث وتنقيب عن كل ما هو جديد في الأعمال المسرحية؛ لذلك تجد عروضه المسرحية عروض متميزة ومحكمة الصنع جمع بين الحسنيين الأخراج والتمثيل هو المخرج والممثل المبدع خالد العيسوي، ولد خالد العيسوي في 25اغسطس 1977 وهو حاصل علي بكالوريوس تجارة خارجية 1999 وهو حاصل على بكالوريوس فنون مسرحية شعبة تمثيل وإخراج من أكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية 2005 حاصل علي دبلومة تمهيدي ماجستير في إخراج المسرح الدرامي من أكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية 2007، عضو نقابة المهن التمثيلية شعبة تمثيل وإخراج عضو البيت الفني للمسرح وتحديدا مسرح الطليعة بدرجة فنان أول قدم العديد من العروض المسرحية بمسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح الحر ومسرح الدولة ونال العديد من الجوائز على  مجموعة من الأعمال المتميزة ومنها على سبيل المثال «حكاية شتاء»، «الطوق والأسورة»، «ماعت»، «أقنعة الملائكة»، «الظل العظيم» وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل مخرج في المهرجان الختامي لقصور الثقافة عن مسرحية «حكاية الشتاء» جائزة أفضل مخرج في مهرجان آفاق عن مسرحية «الطوق والأسورة» جائزة أفضل مخرج ف المهرجان العربي عن مسرحية «تحت الأنقاض» جائزة أفضل مخرج في مهرجان آفاق عن مسرحية  «أقنعة الملائكة» جائزة أفضل مخرج عن مسرحية «الظل العظيم» في مهرجان إبداع جمعية أنصار التمثيل والسينما أجرينا معه هذا الحوار لنتحدث عن دوره في مسرحية «باب عشق» الذي جسد بها دور راشد السياف كما تحدثنا معه عن بداياته في المسرح.
في البداية كيف جاء ترشيحك لدور راشد السياف في مسرحية «باب عشق» وكيف بدأت التحضير للشخصية ؟
عندما رشحت لدور “راشد السياف” في مسرحية باب عشق استغربت كثيراً ؛ لأن السياف كما هو معروف عنه يتسم بصفات الطول والبنية الجسدية القوية.... إلخ، وبعد لقائي بمخرج العرض الأستاذ حسن الوزير فهمت منه أنه يريد من هذا الدور  الدهاء والذكاء والعقل، وليس الصفات التقليدية للسياف، ومن هنا بدأت العمل والتفكير في الدور، وأضافنا له الحس الكوميدي؛ فأصبح الدور غير نمطي،  وأعتقد أننا قدمت شكل جديد للسياف عما هو متعارف عليه.
إذن ما أبرز ما جذبك في شخصية راشد السياف وما هم يميز الكاتب إبراهيم الحسيني؟
أولاً منذ الوهلة الأولى لقرأتي للنص أعجبت به، وتفاعلت معه موضوع  النص وأسلوب صياغته الحوار ممتع والأحداث سريعه شيقة، ومفردات الكلمات رائعة كل جملة تدعو للخيال والفكر والحلم؛ مما يثير أي مبدع في كيفية خروج هذا الجمال من حيز كتابة الراقية علي الورق إلى حيز التجسيد المسرحي؛ ليصل إلى المتلقي بهذا الجمال المكتوب.
أما الكاتب إبراهيم الحسيني مبدع اختار فكرة وموضوع لم يتطرق له أحد من قبل، وصاغه بشكل سلس وبه رؤية سمعية وبصرية علي الورق تحقق المتعة؛ فتجعل كل صناع العمل من بعده في مأزق في كيفية ترجمة ذلك علي خشبة المسرح كل شخصية داخل العرض، ووضع لها سماتها ونحتها كأبرع نحات، وكانت إحدى شخصياته “راشد السياف” شخصية غير تقليدية تعتمد علي الدهاء العقلي رغم أنه لا يظهر عليه ذلك تماما لا يتكلم كثيراً، ولكن لحظات صمته أخطر ما يكون؛ لأنه عندما يتكلم يكون نتاج لهذا الصمت قبل أن يفجر الحدث.
وماذا عن تعاونك مع المخرج الكبير حسن الوزير وأهم ما يميز العمل معه ؟
أهم ما يميز المخرج حسن الوزير من وجهة نظري أسلوبه في التعامل مع النص المسرحي، وأيضا أسلوبه في التعامل مع كل فريق العمل فهو يبث في الجميع طاقة إيجابية إبداعية؛  لمحاولة الخروج من النمطية، والوصول إلى ما يمكن أن نطلق عليه “خارج الصندوق” .
أسست فرقة المصراوية منذ سنوات طويلة نود أن نتحدث عن هذه الفرقة وأبرز أعمالها؟
في السنة الرابعة في معهد فنون مسرحية وتحديدا في مادة مشروع التخرج، والذي كان يشرف عليها الأستاذ سعد اردش فاجئني بأنني سأكون المخرج المنفذ له للمشروع بالرغم من كوني ممثل داخل العرض وعندما سألته لماذا ؟ أجبني “هتعرف في المستقبل”، وبعد هذه التجربة الجديدة لي قررت أن أنشأ فرقة مسرحية تقدم فنا مسرحياً  تجوب كل محافظات مصر بل وخارج مصر أيضا من طلاب المعهد، وبالفعل حدث هذا وأطلقت عليها فرقة “المصراوية” نسبة لأننا نقدم فنا مصريا خالصا قدمنا العديد من الأعمال المسرحية منها “حرية المدينة” ، “الطوق والأسورة”، «جميلة بوحيرد”،  “العمة والعصايا”،  “تحت الأنقاض”، «ماعت”، “ أقنعه الملائكة” “أرض لا تنبت الزهور”، «الظل العظيم” .......إلخ، وشاركنا في مهرجانات عديدة المهرجان القومي للمسرح، ورشحت لجائزة الإخراج عن مسرحية “ال كرامازوف” ومهرجانات آفاق وابداع والعربي ومهرجانات إقليمية في ميت غمر وسمنود وزفتي وإسماعيلية وإسكندرية وبورسعيد، وحصلنا علي العديد من الجوائز في كافة عناصر العرض المسرحي، وشاركت الفرقة خارج مصر في الأردن بمسرحية “أقنعة الملائكة” بمدينة الزرقاء،  وفي المغرب بمسرحية “تحت الأنقاض”، وفي مهرجان الطفل العربي بمسرحية “أصدقاء الشمس».
في رأيك ما سبب تراجع فرق الهواة في الفترة الحالية ؟
أساس أي عمل مسرحي قائده مخرج العمل عندما يكون لدية الخبرات والموهبة يستطيع اختيار النص الجيد ووضع الرؤية، واختيار الممثلين وتدريبهم بشكل جيد .... إلخ، لكن الأن أرى مخرجين هذه الأعمال ليس لديهم أي خبرة أو موهبة؛ وبالتالي لا يكون هناك ناتج أيضا توقف العديد من مهرجانات الهواة أثرت بشكل كبير أيضا انتشار، وسهولة تأجير المسارح بدون رقابة أو متابعة لهؤلاء المخرجين من قبل متخصصين.
إذن ما رأيك في المهرجانات التي تقام لفرق الهواة الفترة الحالية ؟
من وجهت نظري لم يعد هناك مهرجانات للهواة في مسرح كما كانت سابقا إلا ما ندر مما أثر بشكل كبير علي حركة الهواة المسرحية.
رغم أنك قدمت العديد من الأعمال بمسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح الهواة ولكنك حتى الأن لم تخرج عملاً لمسرح الدولة فمتى سنجد لك عملاً على مسرح الدولة ؟
بالنسبة لمسرح الدولة بالتأكيد أتمني أن أقدم عليه عملا يليق بي وبمشيئة الله قريبا سأقدم هذا العمل .
نود أن نتوقف عن تجربتك «أقنعة الملائكة « حدثني عن تلك التجربة ؟
مسرحية “أقنعة الملائكة” من المسرحيات التي أحببتها جداً منذ قرأتها مسرحية تتحدث عن الصراعات الداخلية بكل إنسان تكشف عن قبحه، وجماله في نفس الوقت مليئة بالمشاعر المتناقضة، وبها صور فنية رائعة علي مستوي الكتابة؛ دافعني لتقديمها بوجهه نظر تجمع ما بين الرمزية والتعبيرية، وحصدت بها العديد من الجوائز سواء في الإخراج أو التمثيل أول الديكور والأشعار.... إلخ، وشاركت بها في العديد من المهرجانات الدولية
قدمت العديد من الأعمال بمسرح الثقافة الجماهيرية فما رأيك في هذا المسرح وكيف يمكن تطويره ؟
مسرح الثقافة الجماهيرية لابد من الاهتمام  به أكثر من ذلك سواء علي مستوي إنتاج العروض وأيضا التغطية الإعلامية هناك عروض مهمة تقدم عليه، ولكن لا يراها إلا الأقارب والأصدقاء الثقافه الجماهيرية مهم جدا للمواطن ولكن هل المواطن يعرف بوجودها ؟
من أهم المسرحيين الذين تأثرت بهم في بداياتك ؟
المخرج أحمد عبد الحليم كان مشرفا  في دبلومة تمهيدي ماجستير في إخراج المسرح الدرامي، وشرفت بالعمل معه في مسرحية “الملك لير” بجوار الفنان القدير يحيى الفخراني، وشرفت أيضا بالعمل تحت قيادته في مسرحية “حلم بكرة” بجوار الفنانين أحمد سلامة وانوشكا ومحمد فريد والمخرج سناء شافع، والذي كان يطلق عليا العديد من الألقاب، وكلا منهما كان يعتبرني خليفته في مجال الإخراج .


رنا رأفت