منة بدر تيسير: المخدرات أداة لتهديد أمن الوطن وعلى الفن محاربة هذا الخطر

 منة بدر تيسير: المخدرات أداة لتهديد أمن الوطن وعلى الفن محاربة هذا الخطر

العدد 593 صدر بتاريخ 7يناير2019

منة بدر تيسير مخرجة مسرحية، حصلت مؤخرا على جائزة أفضل تمثيل نسائي في مهرجان نقابة المهن التمثيلية، بدورته الأخيرة، عن دورها في عرض “روكا جو” كما حصلت على الكثير من الجوائز على المستوى الفني والمسرحي؛ منها جائزة أفضل تمثيل في مهرجان العراق المسرحي عن عرض “اللوحة”.. ممثلة محترفة شاركت في الكثير من الأعمال الفنية، بدأت ممارسة التمثيل في السادسة من عمرها؛ درست في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت عام 2011؛ شاركت في الكثير من الأعمال المسرحية والفنية منها (العميل 1001، الرقص مع الزهور، السيرة الهلالية، سلسال الدم، الغابة، الرجل الآخر، رياح الشرف، ليالي الحلمية، الهاربة، المرسى والبحار، عائلة مجنونة جدا، صرخة أنثى، سنوات الحب والملح، نساء لا تعرف الندم، ذهاب وعودة، نصيبي وقسمتك، ستات قادرة) حول مشاركتها في مهرجان النقابة وعن دورها الذي حصلت به على جائزة أفضل ممثلة كان لجريدة “مسرحنا” هذا الحوار معها.
 - ماذا تمثل لك الجائزة كونها أول جائزة من مهرجان متخصص؟
فرحت كثيرا بهذه الجائزة؛ خصوصا أن هذه الجائزة نتاج الكثير من الصعاب التي قابلتها في دور “روكا” الفتاة التي أحبت شابا مدمنا، شابا لا يعرف كيف يحميها كيف يشعرها بالأمان؛ فتقرر أن تستمر معه وأن تكون هي “الست والرجل” في هذه العلاقة المُهلهلة، وتحاول أن تساعد حبيبها على التخلص من هذا العادة المدمرة ولكنها تفشل رغم الكثير من المحاولات.
 - طالبت لجنة التحكيم بمهرجان نقابة المهن التمثيلية بضرورة عرض مسرحية “روكا جو” في جميع أنحاء مصر والدول التي تقع في خطر الإدمان.. ما تعليقك؟
سعدت بهذا فعلى الرغم من حصول العرض على معظم جوائز المهرجان، فإن هذا القرار طمأنني أن رسالتي وصلت بعمق في نفوس الجمهور ولجنة التحكيم وإدارة المهرجان وهو هدفي الأساسي من العرض؛ لتحذير الشباب والشابات من الوقُوع في هذا المرض اللعين الذي من الصعب التخلص منه إلا بإصرار وعزيمة قوية جدا، فلقد تعمدت تناول القضية بشكل رائع فنيا ومؤثر إنسانيا؛ فتضمنت فكرة العرض حول الذين يدمنون المخدرات، وكيف تقوم المخدرات على إغراء الناس في بداية الأمر؛ حتى يسوء أكثر فأكثر ويصبح المدمن لا يستطيع العيش بدونها، فتعمدت إيضاح الصورة وجوانبها أمام الجمهور، وهنا لا يقتصر الأمر على إدمان المخدرات بأنواعها فقط؛ إنما أقصد إدمان الشيء، فالبنت في المسرحية أدمنت هذا الإنسان المدمن وهو أدمن المخدرات أكثر.
 - هل توقعتي هذا النجاح للتجربة؟
مقتنعة تماما بحكمة “من جد وجد” فقد كنا نعمل ما يقارب الـ18 ساعة في اليوم؛ فكيف لفريق عمل يقوم بهذا ولا ينجح، كنت مدركة أن الله سوف يقدر جهودنا واجتهادنا وسيكافئنا بهذا النجاح العظيم؛ وخصوصا أن العمل به شباب مجتهدين، وأيضا بطل العرض (مصطفى منصور) من أكفأ وأنشط الممثلين الذين رأتهم عيني، كان بمثابة شعلة نشاط الفريق.
 - ما الصعوبات التي واجهتك في أداء دور الفتاة “روقا”؟
الاثنان أدمنا المخدرات؛ ولكنها أدمنت لكي تبقى معه مدى الحياة، وهي تملك العزيمة والقوة لكي تتوقف عن إدمان المخدرات، طبعا الدور مركب جدا وصعب ومتعب نفسيا جدا، دور “رقية” دور بعيد عن شخصيتي تماما وغير متشابه معي في أي شيء، وكان من الصعب لعب هذه الشخصية ضعيفة الشخصية وليست صاحبة قرار (متساقة ممن حولها) ومدمرة وتدمن المخدرات لتكن بجانب حبيبها؛ فكان العمل على هذه الشخصية صعب جدا ويحتاج الكثير من المذاكرة ودراسة شاملة عن طبيعة الفتيات التي تسلك طريق الخطر وتقرر البقاء في النار لكونها أحبت شخصا، كان الدور صعبا في البداية وشاقا ومتعبا نفسيا بجانب ظروفي الخاصة التي حدثت في هذه الآونة وهي وفاة والدي، وانسحابي من المهرجان وقد أصرت إدارة المهرجان على الاستمرار، بعد وفاة والدي بعشرة أيام أبلغتني إدارة المهرجان بذلك؛ فبدأت في البروفات واستغرقت ما يقارب الخمسة عشر يوما بروفات للعرض فقط لا غير.
 - هل أثرت أعمالك في التلفزيون على مشاركاتك في الأعمال المسرحية أم لا؟
لا لم تؤثر على المسرح مطلقا فالمسرح بالنسبة لي حياة وعشق لا ينتهي أبدا؛ وأكن حريصة دائما على المشاركة في الأعمال المسرحية بشكل دائم ومستمر وأقوم بعمل دراسات عليا بمعهد فنون مسرحية وأقدم مشاريع تمثيل وإخراج بها، فلا تمر سنة إلا وأشارك في العروض والمهرجانات المسرحية.
 - لماذا اخترت هذه القضية الشائكة لتكون أول تجاربك في المسرح كمخرجة؟
لم تكن «روكاجو» أولى تجاربى في الإخراج، لكن هناك أعمال أخرى قمت بإخراجها في الدراسات العليا منها لوكاديا ومسافر بلا متاع وبسيطة والطريقة المضمونة للتخلص من البقع، ولكنها أول مرة أشارك في مهرجان كمخرجة، لأن قضية الإدمان من القضايا التي تهدد أمن مجتمعنا بل وتهدد مجتمعنا ككل، بجانب عدم وجود أعمال مسرحية عربية ناقشت هذه القضايا الشائكة.
 - هل شعرت بالظلم عندما قررت لجنة التحكيم منحك جائزة أفضل تمثيل نسائي مناصفة؟
لا لم أشعر بالظلم فالفنانة سلمى أحمد من الشخصيات الجميلة والمجتهدة والتي تستحق الجائزة بدون شك.
 - ما رأيك في المهرجان وفي العروض المنافسة؟
مهرجان نقابة المهن التمثيلية من المهرجانات المتخصصة المشرفة جدا لكل المشاركين به والجمهور والإدارة، والعروض كانت جميلة وعلى مستوى فني كبير.

 


شيماء سعيد