سلوى أحمد: لم أتوقع الجائزة وتمنيت المشاركة في المهرجان منذ دورته الأولى

سلوى أحمد: لم أتوقع الجائزة وتمنيت المشاركة في المهرجان منذ دورته الأولى

العدد 601 صدر بتاريخ 4مارس2019

حصلت الفنانة سلوى أحمد على جائزة أفضل تمثيل نسائي في مهرجان نقاية المهن التمثيلية الأخير عن دورها في عرض «الرهان»، كما حصلت على الكثير من الجوائز المسرحية خلال مسيرتها منذ كانت طالبة في آداب مسرح الإسكندرية؛ حيث حصلت على ما يقارب من الثلاث عشرة جائزة.. حصلت في بداية مشوارها على جائزة أفضل تمثيل على مستوى الجامعات عن عرض “البوتقة”، وعلى جائزة أفضل تمثيل في المهرجان القومي للمسرح 2013 عن عرض “حريم النار” وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الحرية للإبداع الدولي 2016 عن عرض “سيدة الفجر”. اشتركت في الكثير من المهرجانات الدولية مثل مهرجان المسرح الأكاديمي بالكويت - مهرجان المتخصصين بكندا - ومهرجان الأردن، حول دورها في عرض الرهان ورأيها في الكثير من قضايا المسرح كان لجريدة «مسرحنا» معها هذا الحوار...
بداية ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟
مهرجان نقابة المهن التمثيلية منذ أن أنشئ وأنا أطمح في الاشتراك به ولكن لم يحالفني الحظ؛ وعندما جاءت الفرصة للاشتراك به لم أتردد ثانية واحدة، ورغم أنني كنت منشغُلة للغاية في تصوير أحد الأعمال التلفزيونية فإنني استطعت استكمال المسرحية وعرضها بشكل يليق بالمهرجان، وبصراحة شديدة لم أضع الجوائز في حسباني مطلقًا، وكان تركيزي في تقديم عرض مشرف أمام لجنة تحكيم وجمهور واعِ بشكل كبير؛ ولم أكن أتوقع أنني سوف أحصل على إحدى الجوائز، لذلك كانت فرحتي لا توصف بهذه الجائزة وفرحي الأكبر عندما حصل “الرهان” على جائزة أفضل عرض.
 - ماذا كان دورك في المسرحية وكيف كان استعدادك لهذا الدور؟
دوري هو زوجة البطل، وهو من أجمل الأدوار التي قمت بها خلال حياتي المسرحية، وهي فتاة منطقية شقية محبة للحياة متطلعة، مرت بعدة ظروف وتركها زوجها، فتغيرت طبيعتها كثيرا، أصبحت فتاة مثل الوردة التي فقدت عطرها، فتحولت إلى نقيضها تمامًا من حيث شكلها وملابسها ونظرتها للحياة وطريقة كلامها مع الآخرين.. لم أستعد أو أُحضر للدور مطلقًا بل تركت نفسي لإحساسي فقط، فأنا لم أعتد على التحضير لأي دور بل أترك نفسي للحالة التي تنتابني على الخشبة فقط، ويلاحظ هذا عندما أعرض إحدى مسرحياتي أكثر من ليلة عرض متتالية، فيكون هناك اختلاف في كل ليلة عن الليلة التي سبقتها.
 - ما الذي جذبك في نص “الرهان”؟
الذي جذبني في النص هو تسلسل الأحداث ما بين رقة وحب إلى فراق وبعد عن الحياة؛ فهذا النص به الكثير من التفاصيل التي تجعل الجمهور شغوفا بمعرفة ماذا سيحدث، ولم يكن هذا أول نص يعجبني للكاتب الروسي تشيخوف وليست المرة الأولى التي أشترك في عمل له، وكان مشروع تخرجي أيضا لتشيخوف.
 - ما الذي يميز كتابات المؤلف الروسي “تشيخوف” من وجهة نظرك؟
تتميز كتاباته بأنها تتعمق كثيرا في تفاصيل النفس البشرية، ورغم أن ثقافته تختلف عن ثقافتنا، فإنه يصل بفلسفته لقمة الإيمان واليقين والزهد، وهذا ما فعله مع بطل «الرهان»، حيث رسم طريق الزهد أمام البطل وجعل جميع أفكاره تتجه نحوه ليصل إلى ذروة الإيمان.
ما الصعوبات التي واجهتك “كزوجة البطل”؟
إبراز ملامح التناقض في مرحلتي ما قبل رحيل زوجها عنها وبعد رحيله، سواء على مستوى الشكل أو الأداء التمثيلي.
 - هل واجهتكم كفريق عمل مشكلات في عرض “الرهان”؟
في البداية كانت هناك مشكلات مع «كاست» العمل، منها اعتذار الممثل الذي سيقوم بدور الزوج بجانب قصر مدة البروفات المطروحة للعرض، ولكن مع مرور الوقت تلاشت كل المشكلات تدريجيًا، وعندما قمنا بالبروفة النهائية، تأكدنا من أن هذا العرض سوف ينجح بشكل كبير في مهرجان نقابة المهن التمثيلية ولكن لم نتوقع حصوله على جوائز.
 - ما رأيك في المهرجان وفي العروض المنافسة؟
لم أستطع حضور كل عروض المهرجان نظرًا لظروف بروفات عرض الرهان، لكن حضرت عرضين كانا رائعين جدًا، ولم أكن أتوقع أن المهرجان يحتوي على عروض رائعة بهذا الشكل.. أما المهرجان فهو من المهرجانات الرائعة المتخصصة التي تُضيف الكثير لأي ممثل يشترك بها، ولجان تحكيمها احترافية جدًا.
 - كيف يمكن تطوير المهرجان نقابة المهن التمثيلية بشكل أكثر في الدورات القادمة؟
أتمنى من المخرجين والممثلين المشتركين أن يهتموا أكثر بالمهرجان، وباختيار النصوص، خصوصا أن كل الإمكانيات المسرحية (إضاءة وقاعات بروفات ومسرح عرض) متوفرة أمام الفرق بشكل جيد.
 - ما رأيك في المهرجانات المسرحية بشكل عام؟
هناك ظاهرة سيئة للغاية تحدث في المهرجانات المصرية وهي تداخل مهرجانين أو ثلاثة في وقت واحد، فقد يبدأ مهرجان نقابة المهن التمثيلية مع مهرجان المسرح العربي، ومهرجان القومي مع مهرجان النوادي ومهرجان بلا إنتاج إلخ؛ هذا التداخل يؤدي حتما إلى تشتت أذهان الجماهير والممثلين والمخرجين، ويضع الجمهور في مأزق، فهل يمكن أن يحضر الجمهور عرضين أو ثلاثة عروض في يوم واحد، وهذا بالطبع سيؤدي إلى نفور الجمهور من المهرجانات، فلا بد من توزيع مهرجانات المسرح على شهور السنة.
 - هل ترين أن الممثلات لهن مساحة كافية في المسرح أم أن الرجال ما زالوا يسيطرون على مساحة أكبر؟
للأسف الشديد لا توجد فرص حقيقية بشكل مناسب للممثلات الجيدات في الوسط المسرحي.
 - ما رأيك في مسرح الثقافة الجماهيرية في الفترة الحالية؟
أنا مُبتعدة عن الثقافة الجماهيرية منذ سنين، ليس لأنني احترفت وشاركت في بعض أعمال الميديا؛ ولكن الحقيقة أنا مستاءة كثيرًا من نظام الثقافة الجماهيرية وروتينها المحبط وسوء معاملة الموهوب من قبل الموظفين.. فالنظم التي يعملون خلالها محبطة للفنان ومهدرة لطاقته الإبداعية.
 - هل ترى أن الدراسة الأكاديمية تساعد على صقل موهبة الممثل؟
نعم تساعد في صقل موهبة الفنان بشكل كبير، وتحوله من ممثل موهوب إلى ممثل واعِ، وقد لاحظت هذا الاختلاف في أدائي كممثلة بعد دراستي للمسرح بشكل متخصص.

 


شيماء سعيد