العدد 687 صدر بتاريخ 26أكتوبر2020
المُخرج ومصمم الاستعراضات مُناضل عنتر ، حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للبالية قسم تصميم وإخراج، أكاديمية الفنون، حصل على العديد من المنح الدراسية من بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية ، مثل مصر فى العديد من العروض الراقصة أثناء الدراسة بالاشتراك مع أساتذة مصريين وأجانب، عمل راقصا بفرقة باليه أوبرا القاهرة، كما انتقل للعمل فى فرقة الرقص المسرحى الحديث ، شارك فى العديد من العروض منها شهرزاد وبين الغسق والفجر والدولاب وكلارا والرمال المتحجرة، تقلد العديد من المناصب منها إدارة فرقة الرقص المسرحى الحديث بدار الأوبرا المصرية ، أخرج العديد من العروض المسرحية الراقصة وغير الراقصة منها غير المتوقع، يحدث دائمًا، والفيل الأزرق، وحلم البصاصين وعشم إبليس وقلعة الموت، وهملت والجلسة ومولانا، وحاز الأخير على جائزة أفضل تصميم استعراض من المهرجان القومي للمسرح المصري 2016 . «أعمق ما يبدو على السطح» عرض قُدمه لأول مرة في 2012، وقدمه مؤخرا على مسرح الجمهورية .. عن العرض وأسئلة أخرى كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار.
-حدثنا عن «أعمق ما يبدو على السطح» منذ أن كان فكرة وحتى خروجه إلى النور ؟
هو ليس عرضًا جديدًا، ربما لم يره كثير من الناس قبل ذلك، لأن عروض فرقة الرقص المسرحى الحديث قليلة، وتعرض لليلتين متتاليتين عادة ، العرض إنتاج 2012 ويُعد أول عرض قدمته من إنتاج دار الأوبرا، و عرض أول مره على المسرح الكبير بدار الأوبرا ، و حصلت به على جائزة أفضل تصميم استعراض من المهرجان القومي للمسرح عام 2016. أي عرض أقدمه أعتبره طفلًا، و هذا العرض عمره 8 سنوات، فى كل مرة أعرضه أُقدمه بشكل ورؤية مختلفة ومبتكرة، وأرى أن إقبال الناس عليه على الرغم من تكرار عرضه يؤكد أنه يقدم في كل مرة و كأنه عرضًا جديدًا .
فكرة العرض مبنية على قراءتي لكتاب سيكولوجيا الجماهير، و هناك جزء فيه أنا معجب به جدًا ، يقول أن هناك وجهات نظر متعددة ، وأن الكون كله متصل، وهذه هى الفكرة التى جسدتها فى صورة عرض مسرحي استعراضي راقص، أفكار بسيطة ولكنها تظهر بشكل أعمق مما تبدو عليه، ومن هنا جاء اسم العرض وفكرته.
-حدثنا عن ردود الأفعال على العرض؟
العرض كُتب عنه بشكل جيد جدًا و قيل أن به لمحات صوفية بارزة. العروض الراقصة – للأسف- يتم النظر إليها وكأنها «ناقصة أيد أو رجل»، إلا أن تفاعل الناس معنا يجعلنا نستمر فى تقديم هذا الفن الهادف والمتطور.
-حدثنا عن علاقتك بفرقة الرقص المسرحى الحديث؟
علاقتي بها بدأت من 15 سنة، منذ ان كُنت طالبًا فى المعهد العالي للباليه، كنت أعمل فى ذات الوقت مع الفنان وليد عوني، و كان من حظي أن أدرس فى مسرح بشكل عملي مختلف كما أدرس بالطريقة الكلاسيكية وأعمل مع مخرجين فى المعهد ، أعتقد أن عملي فى أكثر من مدرسة أثقل خبرتي كمخرج، كما أُتيح لى أن أذهب إلى بعثتين وقت أن كان توقيت الذهاب للبعثات صعب جدًا.
فرقة الرقص المسرحى الحديث «بيتى» وفرقتي، وافتخر بها، والأوبرا هى البيت الكبير والمكان الذي أعطاني هذه الفرصة، الراقصون بالفرقة يعملون من 11 صباحًا وحتى 5 مساءً، و أغلبهم خريجين المعهد العالي للباليه، أدرت الفرقة فنيا 8 سنوات ، والاحتكاك الأعمق جعلني أتعرف على نقط الضعف والقوة عند الراقصين، هم أقرب إلى الماكينات يفكرون بأجسادهم ، لم يكونوا على إدراك حقيقي لرؤية المخرج، فكنت أُكثف التمارين على ضرورة وآليات الإدراك وأشرح الدلالات و الدراما ، و هو ما طور الراقصين وجعلهم يُحبون العروض، فعندما يكون المؤدى على وعى بما يُقدمه يستطيع أن يصل إلى جمهوره .وحاليًّا أخرج عرضين أو ثلاثة على الأكثر في السنة في دار الأوبرا.
-ما أهم عناصر عرضك المسرحى «أعمق ما يبدو على السطح»؟
العنصر الأهم هو السينوغرافيا، صممه الدكتور عمرو عبد الله الشريف، الذي اعتبره أبى الفني ، وهو على علم بمشاكلي كـ»بنى أدم»، وهذه ميزة ودائمًا لا يبخل على بنصائحه، و الهارمونى في العمل مهم جدًا، وعندما يكون بهذا التنسيق والانسجام فإنه يظهر بشكل رائع، و عندما نعمل بروح الجماعة نُقدم عروضا توازى العروض العالمية. وسر من أسرار عملي أن أني و»أبويا الفني» عمر عبد الله الشريف نشكل فريق عمل واحد، منذ ما يقرب من 7 سنوات، ثم فريق عمل الأوبرا وهو فريق مبدع ، وبصدق شديد لا توجد هيئة فى مصر تنتج هذا الكم من العروض حتى أنه يمكننا أن نجد مسارح الأوبرا السبعة يعملون معًا ، فلديهم أفضل تقنيين و مهندسين، و كم العمل والخبرة المراكمة جعلتهم «وحوشا» في هذه المهنة.
- ما الإضافة التي أضفتها في العرض في2020؟
دائمًا أضع لمحة صوفية في عروضي، أُحبها جدًا، وأعتبرها هى تطهري الشخصي، وقد حذفت 40 دقيقة من العرض، وأضفت مكانهم 40 دقيقة منها 30 دقيقة صوفية مباشرة، وبدأت العرض بهذا الجزء، فقد ما تعلمت من صديقي الفنان على الهلباوي الذى يبدأ دائمًا حفلاته بالأذكار، فعندما سألته عن السبب أجاب: حتى نطرد الشياطين. أنا أفكر بشكل بسيط ولكنه مختلف، وأرى أن الحياة أبسط ،وأصبح «طرد الشياطين»، عادة فى عروضي، وقد تخوفت من طول المدة الزمنية للمحة الصوفية، ولكن الناس أحبوها جدًا مع دمجها بموسيقى مصرية و من شمال أفريقيا، فأنا مُغرم بهذه الموسيقى. .
-ما المشاكل التي تواجه المسرح الاستعراضي؟
لجان القومي – للأسف- تتعامل مع العروض الراقصة على أنها «ناقصة» ومسرحا نوعيا .. لماذا لا يتم تقييمنا ضمن العروض المهمة ونحصل على جوائز أحسن مخرج وغيرها من الجوائز؟ لماذا تقتصر جوائزنا على أفضل تصميم استعراض؟!، المسرح الاستعراضي يتطرق إلى عوالم مختلفة عن ما يُقدم فى المسرح، وهذا اختلاف حميد وصحي، ومع ذلك يتم إقصاء العروض الراقصة لعدم وجود شريط صوتى، الصوت الذي نتحدث به هو الذبذبات التى تخرج من الموسيقى، فلماذا الإقصاء؟!.كذلك
لدينا نقص كبير في الراقصين، وهناك من يقدمون رقصًا متميزًا، من غير خريجي المعهد العالي للباليه، هناك الكثير من الموهوبين ليسوا من خريجي المعهد العالى للبالية ولكنهم يحتاجون لفرصة، وأنا أرى أن من واجبي أن أُساعد هؤلاء الموهوبين الذين لم يُحالفهم الحظ الدراسة فى المعهد العالي للباليه. العالم أصبح دائرة صغيرة و جميع المسارح تقريبًا مُجهزة، والمشكلة ليست فى التقنيات بقدر ماهي في طريقة التفكير واختيار الأشخاص.ولدينا أتيليه المسرح والمسرح الجامعي بهم العديد من الموهوبين المتميزين، الذين يجب أن نسلط الضوء عليهم ونعطيهم فرصة. كذلك
إذا أصبح لدينا جزءا استثماريا فى المسرح فسوف يؤثر بشكل إيجابي على تعدد ليالى العروض، لأن المستثمر فى النهاية يسعى إلى الربح، لذا فسوف يفعل أقصى ما لديه حتى تمتد ليالي العروض المسرحية كما سيبحث عن العناصر المسرحية الجيدة من تمثيل وإخراج وسينوغرافيا وغيرها .