العدد 670 صدر بتاريخ 29يونيو2020
الممثلة السكندرية سلوى أحمد، هى خريجة كلية الآداب قسم مسرح، قدمت ما يقرب من خمسين عرضًا مسرحيًّا منها سكة السلامة وميس جوليا وشفيقة ومتولي وسالومى والقصة المزدوجة للدكتور بالمى وساحرات سالم و ازميرالدا وقواعد العشق الأربعون ونساء شكسبير وشق القمر، شاركت في فيلم أسوار عالية الذى لم يُعرض بعد، كما شاركت فى العديد من المسلسلات منها رسائل وقيد عائلي وممنوع الاقتراب أو التصوير وأبو العروسة الجزء الأول وملاك وحكاية حياة، حصلت على أربع عشرة جائزة أبرزهم أفضل ممثله بالمهرجان القومي للمسرح وأفضل ممثله بمهرجان نقابة المهن التمثيلية وأفضل ممثلة على مستوى الجامعات أكثر من مرة، بالإضافة إلى حصولها على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، وكان أخرها حصولها على جائزة الدولة التشجيعية في التمثيل المسرحى عن دور «الخالة» في مسرحية شق القمر، وهى من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعن تلك الجائزة وأسئلة أخرى كان لـ»لمسرحنا» معها هذا الحوار .
-تهانينا لكِ على جائزة الدولة التشجيعية في التمثيل المسرحى، حدثينا عن كواليس تقدمك للجائزة ؟ وما سبب اختيارك للمشاركة بهذا العمل؟
لقد شاهدت الإعلان الرسمي للمسابقة على الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وبعد قراءة الإعلان وجدت أن جميع الشروط الحمد الله تنطبق على، ومن ضمن هذه الشروط أن لا بد أن يكون العمل المُقدم أو الدور الذي تقدمت به للمسابقة إنتاجا حديثا، وهذا السبب الذي جعلني تقدمت للمسابقة بهذا العرض، ولكن الحقيقة أن لدى عروض وأدوار كثيرة كنت أتمنى أن يكون تقييمي من خلالها، لأن جميعها من وجهة نظري يستحقون التقدير وأن تُنسب إليهم جميعًا الجائزة، لذلك أرى أن هذه الجائزة عن مجمل أعمالي المسرحية، التي اعتز بها جميعًا وأتشرف بكل مخرج عملت معه، دون التحيز لمخرج عن الآخر، فالعمل المسرحى أساس نجاحه أنه عمل متكامل، دون التحيز لعنصر عن الآخر.
- حدثينا عن دور «الخالة» في مسرحية «شق القمر» الذى حصلتى من خلاله على جائزة الدولة التشجيعية؟
دور «مريم» «الخالة»، هو دور مُختلف، ثرى ومُتنوع ، كوميدي وتراجيدي ، هو دور مُختلف وجديد على، فلم أُقدم هذه النوعية من الأدوار من قبل، وبمجرد قراءتي للدور أحببته جدًا، وبدأت العمل عليه، وكُنت بالفعل مستمتعه به جدًا.
و كان ضمن عروض الثقافة الجماهيرية، إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2016.
-ماذا تُمثّل لكِ هذه الجائزة؟ ولمن تهديها؟
على الرغم من حصولي على العديد من الجوائز قبل ذلك، إلا أن هذه الجائزة أراها من وجهة نظري مختلفة تمامًا عن كل ما حصلت عليه سابقًا، فهذا اعتراف وتقدير من الدولة بموهبتى. وبالتأكيد أهدى هذه الجائزة لروح والدى رحمة الله عليه، فأنا دائمًا أهديه كل جوائزي، لأنه كان أول من آمن بى واقتنع بموهبتي، وكان يشجعني ويدعمني دائمًا. و شكرًا لكل شخص وقفت أمامه أو معه أو بسببه على خشبة المسرح، جزيل الشكر لكل دكتور درّس لي في كلية الآداب قسم مسرح ولكل المخرجين الذين عملت معهم ولكل زملائي وكُل المسرحين، فهذه الجائزة هى جائزتنا جميعًا، جائزة كُل المسرحين وكُل السكندريين، وتكفيني فرحة كُل من هنأني بهذه الجائزة، فهم لم يفرحوا بى بقدر ما فرحوا معى، وهذا شىء أسعدني بشدة.
-ما هو مقياس اختيارك للدور أو قبول ترشحك له؟
بمجرد قراءتي للعمل وانسجامي معه وإحساسي أنني استطيع من خلاله تقديم شىء مختلف، وأنه سيكون إضافة لى، بالإضافة إلى أنني يجب أن أشعر أن الدور لمس روحي وقلبي.
-هل تهتمين بالاستماع إلى رأى النُقاد في أعمالك؟
بالتأكيد أهتم برأي النقاد والجمهور، لأنهم هم مرآتي، واهتم جدًا بالأخذ برأيهم ، ففى حالة أن كان النقد سلبيا، فهذا يجعلني أكثر حماسًا لتعديل الأخطاء أو النقاط السلبية ، أما إن كان النقد إيجابيا، فبالتأكيد يعطيني طاقة وسعادة ودفعة للأمام.
-هل ترين أن لدينا أزمة في التمثيل وبخاصةٍ في المسرح؟
بالعكس تمامًا، هُناك الكثير جدًا من الممثلين الموهوبين، ومنهم مواهب غير عادية ومتميزة، لديهم طاقات مسرحية عظيمة، و يعملون بإخلاص شديد جدًا للمسرح، ويهتمون بأدق التفاصيل وينفقون على أعمالهم من أموالهم الخاصة وأحيانًا كثيرة تكون الأعمال من إنتاجهم الخاص. أنا واحدة من الناس الذين عاشوا هذه التجارب، و افتخر بأنني ابنة الثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة، بالإضافة إلى أنني شاركت بالعديد من العروض فى البيت الفني للمسرح. إن عشقنا للمسرح يجعلنا نعمل على عروضٍ لشهورٍ طويلة وننفق من أموالنا الخاصة عليها ونهتم بكل التفاصيل من إكسسوارات وملابس وديكور، حتى لو صنعنا ذلك بأيدينا، لنُخرج ليلة أو ليلتين عرض، وهذا يؤكد أن ليس لدينا أزمة تمثيل مسرحية، رُبما الأزمة فى عدم تسليط الضوء على المسرح ، فالمسرح حاضر فى الدولة الآن من خلال البيت الفني للمسرح والثقافة الجماهيرية فقط، حتى لم يعُد لدينا عروض تُجارية كعروض النجوم الكبار عادل إمام وسمير غانم وفؤاد المُهندس (يرحمه الله)، فالمسرح الآن به طفرة كبيرة ولكن لا يتم تسويقه بالشكل الذي يليق به.
-من وجهة نظرك هل لدينا أزمة في الكتابة المسرحية؟ وإن كان فكيف نعالجها؟
لا أعتقد أن لدينا أزمة في الكتابة المسرحية، ربما لأن معظم الروايات التي نقدمها عن روايات عالمية، رُبما نقوم بإعدادها، ولكنني أرى أن لدينا ما نقدمه من نصوص مسرحية.
- ما رأيك في مسرح الثقافة الجماهيرية؟
مسرح الثقافة الجماهيرية هو قلب المسرح النابض، فيه المواهب الحقيقية والأشخاص الذين يقدمون الفن للفن، وليس من منطلق أن المسرح هو مورد رزقهم، لا يعملون من أجل المادة، وإنما يقدمون أعمالهم ويعملون بروحهم وباهتمام، و يبذلون مجهودًا على مدار شهور عدة حتى يخرجون للجمهور ليلة أو ليلتين عرض.
- ما أبرز قضايا ومشكلات المسرحين وبخاصةٍ الممثلين المطروحة الآن على الساحة؟
المسرحيون هم جمهور بعضهم البعض، فكلٌ منا يشاهد عرض الآخر، فالمسرح أصبح مظلوما فى الآونة الأخيرة وبخاصةٍ مع انتشار وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتاعى، فللأسف لم يعُد هناك جمهور للمسرح، في النهاية المسرحين هم ممن يُشاهدون عروض بعضهم البعض، ولكن هذا لا يمنع أن كثيرًا منا أصبح يخرج للفيديو والسينما والدراما.
-هل مازال المسرح يحتاج الى المزيد من اهتمام الدولة بالجوائز والمهرجانات؟
الدولة بها مهرجانات وجوائز كثيرة، فنحن بالفعل لدينا انتعاش واهتمامًا بالمهرجانات والجوائز ، فلدينا المهرجان القومي للمسرح والمهرجان التجريبي، بالإضافة إلى جوائز الدولة التى من ضمنها جائزة الدولة التشجيعية.
- ما الذي يحتاجه المسرحيون بعد أزمة كورونا؟
بالتأكيد يحتاجون إلى أن يعودوا للمسرح من جديد، فرغم الأزمة الحالية، إلا أنهم لم يستسلموا ويُقدمون بعض المشاهد أونلاين، رُبما بهدف الضحك أو اللعب، ولكن فى حد ذاته أجده شيئًا حسنًا، لأن المسرح فى دمائنا جميعًا، فنحن نُحاول أن نعمل بالمتاح، وأتمنى أن تنتهي الأزمة الحالية، وتعود الحركة المسرحية من جديد، وتلك الأزمة جعلت لدينا وعى أكثر، وجعلت كُلٌ منا يستغل فترة تواجده فى المنزل ويبحث عن ما يفتقده ويُحاول إصلاحه.
- بعد تميز العديد من المسرحين فى الدراما الرمضانية، ما رأيك فيها وفى أدوارهم؟
الحمد الله هذا التميز يعطينا أمل، فقد كان لي فى دراما رمضان العام الماضي وما قبله عملين هما مسلسل رسائل وممنوع الاقتراب أو التصوير، وبالفعل كان هُناك أكثر من مسرحي مُشارك فى الدراما الرمضانية لهذا العام، وهذا يجعلنا نشعر أن كُل ما سبق لم يذهب هباءً، وإنما هى خطوات، حتى وإن كانت مُتأخرة بعض الشيء، فالوقت والسنوات التى تمضى تجعلنا نكتسب خبرة ومكانة أكبر على المسرح.
-ما الذي يحتاجه المسرحيون حتى لا يهجرون المسرح بحثًا عن الشهرة والمال فى الدراما والسينما؟
أن يُرى المسرحي بشكل جيد، أسعد لحظات ممثل المسرح تحديدًا، هى لحظة مواجهته بالجمهور وبخاصةٍ فى التحية، وكأنه يحصل على مكافأته وهى الـ»سوكسيه»، ولكن السينما والتليفزيون شىء وقتي، وربما يقوم بذلك لأنه يحتاج للمال أو يحتاج للمشاركة والتواجد، إنما المسرح فهو حالة مختلفة تمامًا.
- من هم المسرحين الذين تأثرت بهم؟
أعشق العظيمة سناء جميل والقديرتين سُهير البابلى وسُهير المُرشدى، مع حفظ الألقاب بالتأكيد، لقد تأثرت بالكثيرين، لأن أساس الفن هو المسرح، وهذا من قديم الأزل، من أيام الفنان نجيب الريحاني والفنانة مارى مُنيب، كُل هؤلاء مسرحين، نُشاهدهم منذ نعومة أظافرنا ونتعلم بالتأكيد منهم جميعًا.
-ما الذي يفتقده المسرح المصري ويوجد في المسارح العربية والعالمية؟
مازلت عند رأيي كما ذكرت سابقًا، للأسف نحن جمهور زملائنا وهم جمهورنا، المسرح يحتاج أن يُلقى عليه الضوء أكثر، ويحتاج اهتمام بشكل أكبر، فعلى سبيل المثال، العرض المسرحى نعمل عليه لشهور عدة، وبعد كُل ذلك أطول فترة مُمكنة لتقديم العرض المسرحى فى مسرح الدولة شهر، أي ثلاثون ليلة مسرحية فقط وينتهى، ولكن عندما أُقدم عملًا في السينما أو التليفزيون في النهاية هو عمل مُصور بجودة عالية، ومن المُمكن أن يُذاع كثيرًا دون توقف، نحن نحتاج وبشدة فى المسرح تصوير جيد لأعمالنا ووسيلة دائمة لعرضه سواء بشكل حي أو عرضه بتقنيات وجودة جيدة لا تفقده الصورة الحقيقية له.
-ما الجديد لديك؟
كُنت قبل الحظر أُصور مع الأستاذ إبراهيم فخر مسلسل ملاك بطولة الفنان كريم فهمي، ولكن للأسف مع ظروف الكورونا والحظر الكثير من الأعمال توقفت، ونحن نستعد الآن لاستكمال العمل إن شاء الله، وليس لدى خطة مسرحية جديدة بعد، وذلك نظرًا للظروف الحالية، والمسرح له تجهيزات وتحضيرات خاصة ، وبالتأكيد أتمنى أن أُقدم عملًا مسرحيًّا قريبًا، لأنني أفتقد المسرح بشدة.