محمد حجاج: التحطيب لعبة أخلاقية لها قواعدها وأصولها ولا يصح أن يمارسها اللاعب مع والده أو أعمامه

محمد حجاج: التحطيب لعبة أخلاقية لها قواعدها وأصولها ولا يصح أن يمارسها اللاعب مع والده أو أعمامه

العدد 542 صدر بتاريخ 15يناير2018

نعد لعمل ورش لمصممي ومدربي فرق الفنون الشعبية لصقل وتحديث مهاراتهم

لا يوجد اهتمام جاد بفرق الفنون الشعبية والاستعراضية ولا توجد الدعاية الكافية

 المخرج محمد حجاج عضو نقابة المهن التمثيلية، قدم 46 عملا مسرحيا للكبار والصغار، بالبيت الفني والثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة والفنون الشعبية والاستعراضية، حصل حجاج على ماجستير في أساليب الإخراج في الفضاءات غير التقليدية في عروض الثقافة الجماهيرية، ومؤخرا أدار الدورة الثامنة من مهرجان التحطيب الذي أقيم بالأقصر أواخر ديسمبر الماضي..

- حدثنا عن تاريخ مهرجان التحطيب؟
صاحب فكرة المهرجان هو المخرج عبد الرحمن الشافعي، وقد أقيمت الدورة الأولى التأسيسية للمهرجان عام 1994 وكان يرأس الهيئة العامة لقصور الثقافة آنذاك حسين مهران كما أقيمت الدورة الثانية عام 1995 في عهده أيضا، أما الدورة الثالثة فأقيمت في 2007 فترة رئاسة الدكتور أحمد نوار للهيئة، الدورة الرابعة أقيمت في2010 فترة رئاسة الدكتور أحمد مجاهد، ثم أقيمت الدورتان الخامسة والسادسة في 2011 و2013 فترة تولى الشاعر سعد عبد الرحمن رئاسة الهيئة، وكانت السابعة عام 2014 فترة تولى الدكتور سيد خطاب رئاسة الهيئة ثم توقف المهرجان لمدة أربع سنوات.

 - لماذا؟
لعدة أسباب منها ظروف مكان إقامة المهرجان، حيث يقام في ساحة أبو الحجاج بالأقصر ما يستدعي توفر الظروف الأمنية، وأود أن أشير إلى أن التحطيب لعبة جنوبية أصيلة منذ عهد الفراعنة، ولها قواعدها وأصولها، فعلى سبيل المثال لا يصح للاعب أن يمارس لعبة التحطيب مع والده أو مع أحد من أعمامة، فهي لعبة أخلاقية رفيعة الشأن، وقد تم الاعتراف بها دوليا في منظمة اليونيسكو العالمية كلعبة مصرية تراثية شعبية أصيلة.
 
- هناك ندرة في مهرجانات للتحطيب فما الأسباب؟
لأن الثقافة الجماهيرية وحدها، من خلال إدارة الأطلس، هي المؤسسة المعنية بالمحافظة على التراث والعادات والتقاليد والموروثات الشعبية في نجوع مصر وأنحاء مصر.

 - ما أبرز المعوقات التي صادفت المهرجان خلال السبع دورات الماضية؟
المناخ المحيط بالمكان، هو أبرز المعوقات لأن اللعبة تتم في مكان مفتوح، وهناك معوقات مالية تتمثل في الإقامة والإعاشة والدعاية الخاصة بالمهرجان، وإقامة الفرق، حيث لا تمدنا المحافظة بالدعم اللوجيستى إضافة إلى الظروف الأمنية غير المواتية في السنوات الماضية.

 - ما أهمية إقامة مهرجانات خاصة بالتحطيب بالصعيد؟
هي عادة سنوية يهتم بها لاعبو التحطيب بالمحافظات وكذلك فرق الفنون والآلات الشعبية والغناء الشعبي، ولها جمهورها السنوي من رواد المكان وكذلك السائحين الأجانب والعرب الذين يحرصون على متابعة هذا المهرجان سنويا.

- ما القواعد المنظمة للعبة والشكل الذي تأخذه في الساحة؟
تقام اللعبة على أرض صلبة واسعة، وتقف الجماهير بشكل دائري حول اللعبة، وفى الخلفية أثار مصر العظيمة، وينقسم اليوم إلى جزأين، فنبدأ بعروض التحطيب من الثالثة إلى الخامسة، وفي السابعة تقدم فرق الفنون الشعبية عروضها وتكون الفرق من نفس محافظات لاعبي التحطيب حتى يتم الربط بين لعبة التحطيب والعرض الفتى.

- لماذا لا يحدث تعاون بين قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بالبيت الفني والإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة؟
قطاع الفنون الشعبية بالبيت الفني للفنون الشعبية بمسرح البالون لديه فرقتان هما الفرقة القومية وفرقة رضا، وهما يقدمان عروضا داخل محافظة القاهرة والدول الخارجية، أما فرق الفنون الشعبية الخاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة والمنتشرة في جميع ربوع ومحافظات مصر فهي المعنية بالمحافظة على التراث والموروثات الشعبية من عادات وتقاليد وهذا هو دروها المنوط بها.

 - بصفتك مديرا للإدارة العامة للفنون الشعبية والاستعراضية ما خطتك هذا الموسم؟
خطتي هي أن تقوم كل فرقة خاصة بمحافظة بعمل حفلتين شهريا بالإضافة إلى اشتراك بعض الفرق في المهرجانات الدولية والمحلية، وهناك ثلاث شعب بالإدارة، الأولى فرقة الفنون الشعبية والثانية فرق الآلات الشعبية والغناء، والثالثة فرقة الفنون التلقائية، وفيما يخص فرق الفنون الشعبية فهي الفرق المعنية بالمحافظة على الموروثات الشعبية من أغاني وعادات مرئية وحركية من خلال الزي الخاص بكل فرقة والمعبر عن هذه المحافظة وكذلك التعبير الحركي والموضوعات البيئية الخاصة للتعريف بموروثات المحافظة، أما الفرق الخاصة بالآلات والغناء الشعبي فهي المعنية بالمحافظة على تراث الغناء الشعبي المتوارث جيلا بعد جيل، على سبيل المثال غناء القمح والقطن والعريس والعروسة وكذلك الآلات الشعبية مثل الربابة والأرجون والناي إلى آخره من الآلات المتعارف عليها شعبيا، فنحن نود المحافظة على هذه الآلات من الاندثار وتعليمها للأجيال الجديدة حتى لا تندثر، أما بالنسبة لفرق الفنون التلقائية فهي فرق الحدود مثل محافظة مطروح وتوشكا والوادي الجديد وعرب الفيوم، وتعبر عن بيئتها بغنائها الخاص المعبر عن البيئة المحيطة بها وكذلك استخدامها لآلات خاصة بها.

 - ماذا ينقص فناني الفنون الشعبية؟
التدريب الكافي وعمل صف ثانٍ وثالث لمدربي الفنون الشعبية ومصممي الاستعراضات وكذلك الموسيقيين والمحافظة على عازفي الآلات الموسيقية مثل عازفي الربابة والأرجون، فعلى سبيل المثال لا يتعدى عازفو الربابة 20 فردا.

- ما المهارات التي يجب أن تتوافر في راقص الفنون الشعبية؟
اللياقة البدنية والطول المناسب والآذن الموسيقية، بالنسبة للموسيقى هناك إشكالية، فلا بد التفريق بين الموسيقى الشعبي أو المهتم بالموسيقى الشعبية والموسيقى الحديثة، يجب التخصص في هذا المجال الشعبي من استماع ودراسة والتفتيش في التراث الغنائي الشعبي والتدريب عليه.

 - هل هناك اتجاه لإقامة مهرجان خاص بالفنون الشعبية والاستعراضية؟
بالفعل هناك مهرجان خاص بالفنون الشعبية والاستعراضية سنوي يقام في أماكن مختلفة، ولكنه لن يقام هذا العام، لأن العام الحالي هناك لجان تقييم ومتابعة لفرق الفنون الشعبية للوقوف على السلبيات والإيجابيات والنواقص الخاصة بالفرق.
 - وماذا عن «الورش» لفرق الفنون الشعبية والاستعراضية؟
نعد لعمل ورش لمصممي ومدربي فرق الفنون الشعبية بالاشتراك مع قطاع الفنون الشعبية بمسرح البالون لصقل وتنمية وتحديث مهارات المدرب والمصمم وعمل محاضرات نظرية ورفع مستوى اللياقة البدنية وتوفير صف ثانٍ وثالث للمدربين والمصممين لهذه الفرق، وهناك دورة أخرى عن كيفية استخدام الرقصات البيئية لكل إقليم في شكل أوبريت غنائي.

 - لماذا نلاحظ تراجع في الأعمال الفنية الخاصة بفرق الفنون الشعبية والاستعراضية؟
لأنه لا يوجد اهتمام بفرق الفنون الشعبية والاستعراضية وكذلك لا توجد الدعاية الكافية، فلدي في إدارتي 59 فرقة خاصة بالفنون الشعبية والاستعراضية بشعبها لا يوجد اهتمام بالزي الخاص بها ولا بالآلات ولا بموضوعاتها ومشكلاتها.

 - وماذا عن فرق المناطق الحدودية وهل هناك خطة موضوعة لها؟
دور الثقافة عموما هو الاهتمام بأهالينا في المناطق الحدودية للتعرف على مشكلاتهم وقضاياهم والاهتمام بفنونهم والمشاركة بها، وهذا هو الدور الأصيل للثقافة الجماهيرية، فضلا عن نشر الوعي بدور الثقافة والعلم من خلال الفن بأنواعه.

- وماذا عن مشروع تقديم الأوبريت الغنائي لكل محافظة؟
بالفعل هناك مشروع تتم دراسته وهو عمل أوبريتات غنائية من البيئة المصرية تشارك بها الفرق بشعبها الثلاث التابعة للإدارة.

- حدثنا عن رسالتك للماجستير عن أساليب الإخراج في الفضاءات المفتوحة؟
هناك أساليب مختلفة وكثيرة في إخراج المسرحيات في الأماكن المفتوحة مثل مسرح الجرن ومسرح الشارع والأماكن التاريخية، وجميعها تفرض عليك أسلوبا للإخراج. فهذه النوعية يشارك بها الجمهور وغالبا ما يكون ممثلوها وفنانوها من الطبقة العاملة، كطالب الجامعة أو أصحاب المهن الحرة أو الموظفين، وموضوعاتها تتفق مع فكرة وبيئة ومشكلات هذا المكان أو هذا الفضاء.


كاتب عام