خالد رأفت: دخلت للشخصية من باب الأبوة الذي يمثل جزءا كبيرا في حياتي

خالد رأفت: دخلت للشخصية من باب الأبوة الذي يمثل جزءا كبيرا في حياتي

العدد 844 صدر بتاريخ 30أكتوبر2023

حصل الممثل خالد رأفت على جائزة أفضل ممثل بالدورة ال 30 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عن دوره في مسرحية « من أجل الجنة إيكاروس « خالد رافت عضو فرقة « جماعة المسرح البديل “ وبدأ مشواره  المسرحي منذ عام 1987 م  وهو مساعد إنتاج بالمؤسسة الدولية للابداع والتدريب في الإسكندرية وهي مؤسسة تنموية تستخدم المسرح كوسيط للتغير الأجتماعي ومن خلالها شارك في العديد من الملتقيات ومنها على سبيل المثال ملتقي «نوبة صحيان « بالتعاون مع المعهد السويدي بالاسكندرية والمركز الثقافي الفرنسي ومعهد جوته والمجلس السويدي ، ومهرجان الشوراع الخلفية، وكذلك مهرجان جوتنبرج للمسرح والرقص بالسويد بمسرحية «أحلام فاوست « ، وكذلك عرض «نوستالوجيا « بمتحف ثقافات العالم بمدينة جوتنبرج ، وشارك في برنامج « بروكنز هاوس « بمدينة لينز بالنمسا ، شارك بعرض « سطور من دفاتر مصر « في مهرجانات متنوعة بكل من لبنان وتونس والمملكة المتحدة ، شارك  بعرض إكوينوكس «حد الأعتداء « كممثل وحكاء في بيت كوله للفنون ببرلين بالتعاون مع فرقة جروتيست مارو ، كما قدم عرض « حكاية دولت « بتياتر هاوس ببرلين ، شارك بالعديد من العروض المسرحية منها على سبيل المثال باب الشعرية قصر ثقافة الأنفوشي ، الخوف والصمت ، ما أجملنا ، العين السحرية بمركز الواي ، جاءوا إلينا غرقي بجمعية الكتاب والفنانين « أتيليته الإسكندرية « ، يهودى مالطا بقصر ثقافة الأنفوشي ، رقصة العقارب عن هاملت وليم شكسبير بدار الأوبرا المصرية ، ليالي الغضب بقصر ثقافة الأنفوشي ، مارا- صاد عن بيتر فايس بقصر ثقافة الشاطبي ، رقصة الموت عن « فلنمثل سترندبرج / فريدرش  دورينمات بالمركز الثقافي الألماني ، مشعلو الحرائق «ماكس فريش « و مارا – صاد بيتر فايس بالمركز الثقافي الألماني « معهد جوتة جوته « ، قراءات في مسرح نجيب سرور ، رسالة من مدينة منسية ، أحلام فاوست عن « فاوست / كريستوفر مارلو « ، بردة البوصيري بمركز الجيزويت الثقافي ، أجرينا معه هذا الحوار لنتعرف على دوره في مسرحية « من أجل الجنة إيكاروس «                                                                                                                                                     
حدثني عن إحساسك بالجائزة ؟
جائزة أفضل ممثل في التجريبي بالنسبة لي حصاد السنوات، وأحمد لله لم أكن أسعى للجوائز فجائزة الفنان ردود أفعال الجمهور،  ولكن في نفس الوقت أن أحصل عليها في وطني وفي واحد من أفضل مهرجاناتها و من أفضل المهرجانات على مستوى العالم فهذا شيء كبير.

كيف بدأت الاستعداد لشخصية الأب في العرض وما أكثر ما جذبك بالشخصية ؟
بدأت التحضير للشخصية منذ اللحظة التي بدأ فيها المخرج أحمد الألفي التحدث معي عن الدور وعن المسرحية ذاتها وتاريخها،  ثم بدأت في البناء من الأساس ليكون قويا، ودخلت لها من باب الأبوة الذي يمثل جزءا هاما وكبير  في حياتي أنا شخصيا،  فتواصلت مع الشخصية بسرعة شديدة؛  لنكون واحدا في وقت قصير، وساعدني أحمد كثيرا فهو مخرج واع جدا ومثقف؛  ولأنه أيضا ممثل فهو يدرك أهمية الممثل وأيضا كانت توتا زوجته،  المخرج المنفذ تعد أفضل مرايا نرى فيها أنفسنا بشكل جيد جدا، وأيضا ان يكون أمامي ممثل جميل ورائع مثل “نادر” الذي كان ابني بالفعل منذ بداية البروفات،  ولكي أكون صادقا لم أعتمد على منهج معين،  ولكني أؤمن أن الشخصية ومواقفها تجعل الممثل يتعامل مع أكثر من منهج،  ولكني أعتبر نفسي من محبي منهج ستانسلافسكي والذاكرة الإنفعالية والتمثيل من الداخل للخارج.

كل التمثيل دار في مساحات محدودة فكيف ترى صعوبة هذا الأمر ؟
شكل المشهد والمتاهة تسبب في الرعب للممثل والمتلقي في ذات الوقت، ولكن كان علي ان أدمر الحاجز بيني وبين المتلقين ؛  لكي نلعب بحب وقد كان، ولله الحمد استطاع الممثلون والجمهور الوصول لحالة الحميمية المطلوبة .

ماذا عن تقديم العرض باللغة العامية وما صعوبات تقديم الأساطير؟
تم تقديم العرض بالعامية ولكنها عامية غنية “سهل ممتنع”، وكانت عاملا مساعدا قويا لتوصيل كل ما أردنا أن نبعثه من رسائل، وعن صعوبة تقديم الأساطير فأسباب نجاحها ترجع لكيفية التناول،  ونقاط التقارب بينها وبين المتلقي والتعامل مع هذه النقاط بذكاء،  وأيضا العامل المهم جدا هو الممثل الموصل لكل هذه الأمور.

حدثنا عن تعاونك مع المخرج أحمد عزت الألفي ؟
أحمد عزت كما سبق وذكرت ممثل بالأساس،  وهو بالفعل ممثل متميز جداً وفريد وذو كاريزما عالية جداً،  و مخرج ذو وجهة نظر قوية يعرف جيداً ما يمتلكه من أدوات يلعب بها بحرفية شديدة وهو محب لعمله،  ومحب لمن معه لا يستخدمهم،  ولكنه يصل لما يريد تقديمه من رؤية  بأن يضعهم على الطريق الصحيح؛  ليخرجهم بالشكل الذي يرضيهم ويمتعهم .

كيف ترى المهرجان التجريبي الذي اسس عام 1988 وحتى الأن ؟
كان لي الحظ أن اتواجد في الدورة الثانية أو الثالثة من المهرجان التجريبي بعرض “يهودي مالطا” من إخراج د. أيمن الخشاب  الذي حصلنا به على المركز الأول في مسابقة جامعة الأسكندرية  ثم الأول جمهورية،  المهرجان كان يتطور كل عام،  هناك سنوات كان مستوى المهرجان أقل من المتعارف عليه ، ولكن هذا حال حتى أفضل المهرجانات في العالم ، كان لي الشرف أن اتواجد في العديد من المهرجانات المحلية والدولية في العديد من الدول العربية و الأوربية ،  ولأنني أحب وطني وأتمنى أن يكون مهرجان بلدي قويا فعلينا أن نهتم ببعض نقاط التنظيم  مثل دخول الجمهور،  والتعامل معه والنشرات اليومية وما بها من معلومات .

من خلال عملك في المؤسسة الدولية للأبداع والتدريب التي تستخدم المسرح كوسيط إجتماعي كيف ترى أهمية المسرح اليوم كفعل إجتماعي قادر على التغيير ؟

الفن بوجه عام والمسرح بشكل خاص من أقوي وسائل التأثير على المجتمع انسانيا واجتماعيا وثقافيا وعلينا أن نستغل ذلك من أجل مستقبل أفضل بل وحاضر أفضل أيضا  .
أنت عضو في جامعة المسرح البديل وهي أول فرقة مسرحية مستقلة بالإسكندرية..  كيف ترى اليوم واقع المسرح المستقل في مصر وهل هناك إنحصار لدور المسرح المستقل ؟                                                        
أنا عضو في جماعة المسرح البديل منذ إنشائها عام 90 على يد أساتذتي محمود أبو دومة وعواطف ابراهيم وفضلهم باق،  وهي أول فرقة مستقلة في اسكندرية بالتزامن مع فرقة الورشة لحسن الجريتلي في القاهرة، وهناك الآن الكثير من الفرق، وقد مررنا بأوقات كنا نعمل بحرية إلى حد ما، وقدمنا الكثير من الأعمال المسرحية ، وقمنا أيضا بعمل مهرجان اطلقنا عليه اسم  “ملتقى الفرق المستقلة” وكان مهرجانا دوليا بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية، ولمدة سبع سنوات متصلة حتى سنة الثورة، وفي تلك الفترة اجزم أن الملتقى قام بالفعل بالتغيير في خريطة الفن في اسكندرية بوجه خاص، واستطيع القول أن هذا أثر أيضا على مستوى الفن في مصر إلى حد ما، ولكننا في الحقيقة كفرق مستقلة نمر بفترة صعبة جداً  تكاد تقتل بعض الفرق؛  حيث لم يبقى لديها القدرة على التحمل،  فالفنان الحقيقي يعاني ،  على مستوى العالم كله.

شاركت في العديد من المهرجانات الدولية فما تقييمك للمهرجانات المسرحية بمصر وفكرة التسابق ؟
كما ذكرت لدينا مهرجانات مهمة في الوطن العربي ، وعالميا ،  تعاملت مع فرقة كبيرة كانت تتمنى التواجد في مهرجانات في مصر فعلينا أن ندرك قيمة أنفسنا،  ونعطيها حقها في التواجد بشكل قوي وسط مهرجانات العالم .


رنا رأفت