المخرجة المكسيكية كويلان لاتشينو: نحن فرقة مستقلة تسمى «رافاجا تياترو» ونريدها اأن تجول العالم كله

المخرجة المكسيكية كويلان لاتشينو: نحن فرقة مستقلة تسمى «رافاجا تياترو» ونريدها اأن تجول العالم كله

العدد 583 صدر بتاريخ 29أكتوبر2018

«رافاجا» للمسرح هي فرقة مكسيكية، كان عرضها في المهرجان التجريبي للمسرح في دورته الفضية باسم «بلا رأس، بلا أقدام»، العرض الذي اشتملت عناصره على توصيل فكرة الحرية لجميع الأعمار، بشكل بوليسي كوميدي، وكانت بعض التساؤلات تدور في عقلي والإجابة بالطبع كانت لدى الفرقة ومخرجة العرض «كويلان لاتشينو» من خلال هذا الحوار..
 - ما هي قصة العرض بالضبط؟ وكيف ترونها؟
القصة بالأساس تتحدث عن سيد متسلط وهو «اللورد هيد» الذي يستخدم آلة لنزع العقل من رؤوس البشر، وهذا يتم بمعاقبة أي شخص يحاول التفكير، وليس هذا فحسب، بل إنه يفصل أجزاء جسدهم عن بعض، اليد منفصلة، والأقدام منفصلة، وهكذا مع العين والأنف والأذن، وبالتالي لا يستطيعون تجميع بعضهم البعض، فيحرم عليهم التفكير والمشاعر والحب وأي فعل بشري، ولكن الأصدقاء الثلاثة «كلاب، زلوت، سوك» لديهم خطة ليسقطوا بها «لورد هيد» وهي عن طريق دواء «الأسبرين» ولأن اللورد هيد لديه حساسية شديدة اتجاه هذا الدواء فهي نقطة ضعفه، وعندها يتقيأ كل العقول التي أكلها.
 - كيف تم تحويل النص إلى خشبة المسرح؟
كان يجب أن يتم حل ما يتطلبه النص، فإن النص مكتوب منذ عام 1999 وهنالك بالطبع تغيرات حدثت منذ هذا العام ليومنا هذا، ولكن عبقريته في أن الفكرة ممتدة وهي المشكلات التي قد يواجهها المجتمع بسبب منع تدفق الأفكار ومحاصرتها في أي مكان، فالقصة لا تزال حية إلى يومنا هذا في المكسيك، بعد ذلك كان يجب أن نستغل المساحة المسرحية ونضع حدودها بناءً على النص الذي نحن بصدد التعامل معه، في هذا الحيز نقوم بالتمثيل وإعادة خلق النص مرة أخرى ليتم عرضه، وكان اعتمادنا فقط على الجسد، فلم يكن هنالك تقنيات معقدة في التعامل مع النص على الخشبة، فقط جسد المؤدي، والتعامل معها جاء عن طريق «تدفق الأفكار في مخيلتنا.
 - ما هي الأفكار التي تعتمد عليها فرقتكم المسرحية؟
نحن فرقة مسرح مستقلة تسمى «رافاجا تياترو» ونريدها أن تجول العالم كله، ليس فقط المسارح، نريدها أن تكون في البيوت، وفي الشوارع، وفي كل مكان، والفكرة الأساسية التي تقوم عليها الفرقة هي «مسرح من أجل السلام»، وتطرح الفرقة كل المشكلات التي تمنع أن يوجد مسرح أو أن يوجد سلام.
 - لقد تم العرض الخاص بكم في المكسيك، وبنفس اللغة الإسبانية تم عرضه في القاهرة ضمن فعاليات المهرجان التجريبي للمسرح، فكيف كان اختلاف وقع التلقي على الجمهور المصري والعربي؟
لم يكن هنالك اختلاف فعلا لاحظناه، وذلك يرجع لتشابه الظروف في البلدين، فنحن أيضا نعاني من السرقة والخطف والقتل، وأنتم تعانون من الإرهاب، كما أننا اعتمدنا على الجسد في العرض فكسر ذلك حاجز اللغة بين الجمهورين.
- أعلم أنه تم عرض «بلا رأس، بلا أقدام» في المكسيك للأطفال، فكيف كانت استجابة الأطفال لأفكار العرض الناضجة التي قد تكون معقدة إلى حدٍّ ما؟
في الواقع، إن الأطفال فهموا مغزى المسرحية جيدا، واستخدام أسلوب «الكوميك» ساعدهم في الفهم لأنهم اعتقدوا أنهم يشاهدون رسوما متحركة. وبطبيعة الحال، فإن الأطفال في هذا الجيل يستطيعون فهم كل شيء، وبتعاملهم مع التكنولوجيا يستطيعون فهم المشكلات المحيطة، كما أنه من أهم مبادئ فرقتنا أن نوصل رسالتنا لأي فئة عمرية كانت، وإيضاح الفكرة للأطفال بأن هنالك أشخاصا يسيئون استغلال البشر وعليهم أن يكونوا حذرين. وفي رأيي، هنالك ضعف في دعوة الأطفال للمواضيع السياسية.
 - ما هي أحلامكم التي تريدون أن تحققوها بفرقتكم؟
نحن فرقة تعرض مسرح من أجل الإمتاع، وإذا تحقق ذلك فنستطيع أن نجعل الجمهور يستمتع، ولو استطعنا فعل ذلك فنستطيع جعل الجميع يستمتع، حتى غير القادرين.
وبالتالي، فمن المهم أننا فرقة مستقلة، وبناءً عليه عند البدء في أي عمل مسرحي فنحن نفكر جيدا في مسرح يمكننا التحرك والسفر به، والمكان دائما يتم تحديده بأنه «أي مكان» سواء كان في القصة أو المسرح أو الشخصيات، ونريد بذلك أن نتلاقى مع أفضل شيء نستطيع فعله، وأكثر ما نهتم به ونعمل على تطويره هو «الممثل»، ونريدهم أن يعبروا عن أنفسهم وأجسادهم وكل ما يطرأ عليهم، ولا نريد أن نعتمد على تقنيات المسرح، وهذا لا يعني أننا ضدها أو أننا اتفقنا على ألا يكون هنالك أية تقنيات حديثة في عروضنا، بل ما نقصده هو الاعتماد الأول على الممثل.
وكانت هذه الأسئلة مهمة وتجيب على بعض التساؤلات التي تطرأ لمتلقي من ثقافة مغايرة لثقافة أمريكا اللاتينية أو المكسيك تحديدا واستخدامهم لأدوات المسرح وإعادة تفكيك النص واستخدامه لما يناسب الأهداف المسرحية في نقل وعي كامل لأجيال مختلفة.. كل الشكر على سعة الصدر والحوار الممتع مع الفريق الرائع.


مهجة البدري