العدد 649 صدر بتاريخ 3فبراير2020
الفنانة المبدعة عبير لطفي..عاشقة للمسرح بكل جوارحها، فنانة حتى الثمالة، تسعى دائما لكسر المألوف والتقليدي بتقديم تجارب مغايرة على مستوى التمثيل والإخراج. قدمت العديد من الأعمال بمسرح الدولة ومسرح الثقافة الجماهيرية إلى جانب مجموعة من الأعمال الدرامية.
قدمت مؤخرا دورا مميزا في عرض «حريم النار» الذي يقدم على خشبة مسرح الطليعة، للمخرج محمد مكي.
عبير لطفي مؤسسة ورئيسة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، الذي يقام في الفترة من 23 وحتى 29 مارس المقبل، وتحمل الدورة أسم الكاتبة فتحية العسال، ويرأسها شرفيا الفنانة سوسن بدر، ويديرها الناقدة والكاتبة رشا عبد المنعم والمخرجة عبير علي. المهرجان يقام تحت رعاية وزارات: الثقافة والشباب والرياضة والسياحة وهيئة تنشيط السياحة ومحافظة القاهرة والمجلس القومي للمرأة وجمعية يهمني الإنسان، و يأتي فى إطار توجه وخطة الدولة لدعم تمكين المرأة وتنمية قدراتها كمكون أساسي فى إستراتيجية التنمية 2030.
حول فعاليات المهرجان كان لنا هذا الحوار مع رئيسته ومؤسسته
- فى البداية كيف بدأت فكرة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة ؟
كان من المفترض أن أشارك فى مهرجان لمسرح المرأة فى احدى الدول العربية ولكن لظروف ما لم أتمكن من السفر، وقد لفت نظرى آنذاك وجود مهرجانات لمسرح المرأة على مستوى الوطن العربى وهو ما نفتقده، وهو ما جعلني أتساءل: لماذا لا يوجد مهرجان دولي لمسرح المرأة في مصر على الرغم من أن لدينا السبق و الريادة فى جميع الفنون والفعاليات الفنية، وأنا فنانة أعتز بمصريتي كثيرا ولذلك فكرت في تأسيس مهرجان، على أن يكون لدينا السبق في إقامته دوليا، وان تحمل أسم الدورة التأسيسية الكاتبة فتحية العسال التى تمثل لي أيقونة في الحياة والفن، و تعملت منها الكثير، وساهمت فى تشكيل وجدانى، كطاقة نور وأمل فأحببت أن يكون ذلك جزءا من رد الجميل لهذه المبدعة بأن تحمل الدورة التأسيسية أسمها.
- فى رأيك هل من الضروري تصنيف المهرجانات لنسائية وغير نسائية؟
لسنا ضد مشاركة الرجال ويشارك معنا في مجلس الأمناء والإدارة رجال كما أن المهرجان يشارك به عروض صنعها رجال، والتصنيف لدينا يختلف، فهو ينصب على إبراز دور المرأة لأنها مهمشة في بعض الشرائح المجتمعية.. هى تمثل نصف المجتمع وفى رأىي الخاص أنها أكثر من نصف المجتمع والمهرجان ببساطة شديدة يعبر عن المرأة وليس ضد الرجل بالإضافة إلى أنه يشجع الإبداع النسوي والنقطة الهامة التي أود توضيحها أنه ليس مهرجانا للمرأة ولكنه لمسرح المرأة.
- ما الشروط والمعايير التي استندت إليها إدارة المهرجان فى اختيار العروض؟
فيما يخص شروط مشاركة العروض هى أن لا تقل مدة العرض عن45 دقيقة ولا تزيد عن 90 دقيقة، وإذا كان العرض من إخراج رجل فلابد أن يدور حول قضايا المرأة، وأود أن أشير إلى أن هناك جوائز للتمثيل رجال، بالإضافة إلى الجوائز الأخرى، لأن هناك عروض يقوم بالتمثيل بها رجال، وفيما يخص معايير الاختيار فهى الجودة و أن يكون العرض متقنا، كتابة وإخراج وتمثيلا و يكون منضبطا فى جميع عناصره.
- يرأس المهرجان شرفيا الفنانة القديرة سوسن بدر لماذا وقع الاختيار عليها؟
اخترنا الفنانة سوسن بدر لأنها نجمة وفنانة قديرة ومشوارها الفني يزخر بالأعمال الفنية المتميزة وتربطني بها علاقة طيبة، وعندما تحدثنا إليها تحمست للغاية ورأت أن فكرة المهرجان جيدة ، ومن منطلق أن مسمى المهرجان «إيزيس» وهو اسم فرعوني وجدنا أنها تحمل ملامح فرعونية ومصرية وهو ما يتفق مع مسمى المهرجان.
- وماذا عن العروض المشاركة وهل يحمل المهرجان تيمة خاصة؟
لا توجد تيمة محددة، فمن الصعب ذلك، لأن المهرجان متخصص، ويشارك فى المسابقة الرسمية 10 عروض وهناك تجارب مسرحية على الهامش، ونقدم ايضا فاعلية هامة اسمها « حاضنة نهاد صليحة « بمشاركة التحرير لاونج، و تشمل الفاعلية تبنى فرقا مستقلة أو هاوية أو محترفة ولكن إمكانياتها ضعيفة، وقد حصلت بعض الفرق على تدريبات فى تطوير النص والإخراج والتمثيل، وبالفعل قاموا بتقديم عروض، وسوف نقوم باختيار بعضها لتشارك على هامش المهرجان.
- وماذا عن المكرمين فى المهرجان ؟
هناك عدد كبير من الأسماء المطروحة للتكريم وجارى الترشيح من بينها، فهناك عدد كبير من النساء المبدعات، ونحاول أن يكون الاختيار وفقا للأعمار والتخصصات المختلفة، من كتابة وإخراج وتمثيل وغيرها، بالإضافة إلى تكريم المبدعات الراحلات عن عالمنا، كما سنطلق أسماء بعض الفنانات المبدعات على الجوائز ومنها على سبيل المثال جائزة التمثيل التي تحمل أسم الفنانة سناء جميل.
- هل نعانى نقصا فى الكتابات الخاصة بالمرأة؟
نعم، وأحد أهداف المهرجان هو تشجيع الإبداع النسائي على جميع المستويات الفنية، وتشجيع المرأة على الإبداع في الإخراج والتأليف والتمثيل والسينوغرافيا، وغيرها من عناصر، و أود أن أشير إلى أن لدينا كاتبات مبدعات ومنهم الكاتبة رشا عبد المنعم، ومن الجيل القديم كان لدينا الكاتبة فوزية مهران والكاتبة فتحية العسال.
- نلاحظ أن عدد المخرجات على الساحة المسرحية أقل من عدد المخرجين، كيف تفسرين ذلك ؟
ليس هناك سبب واضح لهذا الأمر ولكن من الممكن أن يكون انجذاب المرأة بشكل أكبر للتمثيل والكتابة، وليس للإخراج..
- قدمت دورا متميزا في عرض «حريم النار» على خشبة مسرح الطليعة فماذا عن هذه التجربة ؟
محمد مكى مخرج مخلص ومتفاني فى عمله، يحب فريق العمل الذي يتعامل معه ويجتهد كثيرا، وأنا أنجذب بشكل كبير إلى كتابات لوركا، فقد كان أول مشروع لي فى الدراسات العليا للوركا، والشيء الثاني هو أنى أحب اللهجة الصعيدية وأحب الصعيد المصري، وقد جذبني النص والشخصية التي قدمتها كثيرا واستمعت كثيرا بالعمل مع هذا الفريق.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تقديم تلك الشخصية؟
إى شخصية يجسدها الممثل بها صعوبات ومتعة ايضا في تحدي الصعوبات عندما يقوم الممثل بتذليلها، وفى ذهاب الممثل إلى منطقة مختلفة عن طبيعته، والمختلف فى هذا العرض هو اللهجة أو «اللكنة» الصعيدية التى يجب أن تخرج بالروح الصعيدية.
- قدمت في عرض «النافذة» الذي قدم بالمسرح القومي.. نود أن نتعرف على هذه التجربة؟
هذه التجربة كانت ناجحة بشكل كبير على المستوى النقدي والجماهيري، قدمت بقاعة عبد الرحيم الزرقانى بالمسرح القومي وكان يشاركنى في هذه التجربة د. سامي عبد الحليم والفنان فتحى عبد الوهاب وكان ذلك في بداية مشواراه الفني،
وقامت بعمل سينوغرافيا العرض د. عايدة علام، وهو من المسرح النفسي، الذي يقدم حالة إنسانية، وهو ما أعشق تقديمه.
«بس أنت مش شامم» تجربة متميزة قدمتيها أيضا عام 2016 مع الفنان فتحي عبد الوهاب .. نود أن نتعرف على هذا التجربة ولماذا قدمت في هذا التوقيت تحديدا؟
كان العرض ملخصا لمحطات في حياة مصر، يرتكز هذا الملخص على فكرة رئيسية وهى أنه بلا ثقافة أو فن لن يكون هناك تطور وبناء، فريادتنا تكمن في القوى الناعمة، ومصر تزخر بالعديد من المبدعين فى جميع المجالات، وقد أردت من خلال العرض أن أبعث برسالة تحية وعرفان لكل من تعلمنا منهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. فمصر ولادة، كما أن العرض يدعو إلى التمسك بهويتنا.
- هل أنت مع المباشرة في طرح بعض القضايا في العروض المسرحية؟
ذائقتي الفنية تستمتع بالفن الغير مباشر، ولكن في بعض الأحيان تكون المباشرة مطلوبة .
- منذ أربع سنوات لم تقدمي تجارب إخراجية فما السبب؟
كان من المفترض أن أقدم تجربة لمسرح الغد وتمت الموافقة عليها وتم إعداد النص ولكن لم تكتمل التجربة ولا أعلم الأسباب حتى الآن، وكان النص بعنوان «تصبحي على خير ياماما» وهو لكاتبة أمريكية وتم تمصيره، من ترجمة د. سناء صليحة.
- أيهما تفضلين عبير لطفي الممثلة أم المخرجة؟
كلاهما، ولكن عندما بدأت في مجال التمثيل لم أكن أتصور أنى سأقوم بالإخراج، كنت أرى أن المخرج هو رب العمل، وعندما التحقت بالدراسات العليا كان هدفي صقل موهبة التمثيل وقد قام بالتدريس لي فنان عظيم هو د.سعد أردش وهو ما جعلنى أحب الإخراج، وشجعني عليه، و دائما عندما أقبل على إخراج تجربة مسرحية يكون هناك لدى قضية أؤمن بها وتشغلني.
- ما رأيك فى انتشار ظاهرة المخرج المؤلف في عدد كبير من العروض المسرحية ؟
أختلف مع هذه الظاهرة منذ أن كنت طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فعندما يقوم المؤلف بكتابة نص فلابد من وجود مخرج يفسر رؤيته بشكل أعمق وبأبعاد أخرى وهو أمر هام للغاية لاكتمال العمل .
- ما رأيك فى عروض فرق الهواة والفرق الحرة والجامعات؟
هناك طاقات شبابية كبيرة و تجارب ناجحة وهى من أكثر المؤشرات التي تعطينا أمل كبير، وعندما قمنا بعمل فاعلية «حاضنة نهاد صليحة « سعدت كثيرا، فهناك شباب جاءوا من الأقاليم مبدعين ولديهم طاقات فنية هائلة، وفى ورشة «ابدا حلمك» شباب مبدع ولديه طاقة فنية إبداعية كبيرة، وأسعد كثيرا بهؤلاء الشباب.
- هل من الضروري ان يكون مدير المسرح فنان.. أم تفضلين الإداري الذي على علم واسع باللوائح والقوانين؟
أفضل المدير الذي يقدم أعمال جيدة ومتميزة، ويصبح هناك إقبال جماهيري، فمن الهام أن يحقق الهدف المرجو، سواء أكان فنانا أو إداريا.
- هل أنت مع أن يلتزم كل مسرح بهويته؟
بالطبع، وأنا مؤمنة بفكرة هوية كل مسرح، فما معنى أن يكون لكل مسرح اسم خاص به، إن لم يوضح طبيعة عروضه.
- ما رأيك في الحركة المسرحية مؤخرا؟
من الصعب التقييم، وخاصة أنى داخل الحركة،ولكن هناك مجموعة متميزة من العروض التي تقدم الفترة الحالية، وهناك كم من العروض الجيدة التي تم افتتاحها مؤخرا ومنها «أفراح القبة «، «البخيل»، «مخدة الكحل»، «قواعد العشق» وغيرها وهناك حالة حراك ونشاط كبير.