أفضل مخرج بمهرجان أسيوط أحمد ممدوح: تجربة الإخراج مغامرة.. واختيار النص ليس هينا

أفضل مخرج بمهرجان أسيوط أحمد ممدوح: تجربة الإخراج مغامرة.. واختيار النص ليس هينا

العدد 606 صدر بتاريخ 8أبريل2019

يتمتع الطالب أحمد ممدوح بطاقة وثقة كبيرتين، وشغف كبير بالتجربة، وعشق للمسرح، وآيديولوجية واضحة تجعله يقرر بوضوح ماذا يريد أن يقول، فيختار ما يناسب فلسفته ليقدمه لجمهور المسرح الجامعي عبر تجربته ووعيه بما يثار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليجعل المسرح نافذة مفتوحة دائما لكل ما يدور في المجتمع المصري من قضايا أو شائعات تتردد في بيئته، وبكل بساطة ووضوح انتقل بحب كبير وصدق وبعد تدريبات كثيرة، من تقديم الاسكتشات الكوميدية بحفلات الكلية إلى المشاركة ممثلا في فريق كليته ومن ثم مشاركا باعتباره مخرجا للمرة الأولى بعرض «براءة» لفريق كلية التمريض بجامعة أسيوط، ليحصل على جائزة أفضل مخرج من طلاب الجامعة بمهرجان الإبداع المسرحي الثامن لهذا العام، وكان لـ»مسرحنا» معه هذا اللقاء احتفاء بفوزه وتميزه.
- حدثنا عن مشاركاتك المسرحية منذ قررت الدخول لعالم المسرح حتى الفوز بأفضل مخرج؟
قبل مشاركتي في عروض المسرح كنت مع أصدقائي نقوم بتقديم اسكتشات كوميدية قصيرة في حفلات الكليات والجامعة، ومع عودة تنظيم النشاط المسرحي بالكلية في وجود مهرجان المسرح بالجامعة عزمنا على تكوين فريق مسرح لكليتنا، وشاركت باعتباري ممثلا في مهرجان الإبداع المسرحي السادس بجامعة أسيوط بعرض «في العنبر التالت»، وحصلنا على المركز الأول للعروض، وفي الدورة السابعة للمهرجان، وشاركت كممثل أيضا في عرض «ليلة من ألف ليلة وليلة» الذي حصد جائزة المركز الثاني بالمهرجان، وكان العرضان من إخراج المبدع خالد أبو ضيف، وحصلت في العرض الثاني على جائزة تميز في التمثيل عن دور «الصياد»، حتى جاءت الدورة الثامنة للمهرجان ودفعني حب المسرح والشغف بالتجربة وكانت مشاركتي لأول مرة كمخرج مع فريق مسرح كلية التمريض وحصلت على جائزة أفضل مخرج من الطلاب.
 - صف لنا شعورك بالفوز وماذا تمثل لك هذه الجائزة؟
شعور رائع جدا ممتلئ بالبهجة والسرور والفخر، لأنني استطعت أن أحقق هذا النجاح بهذه التجربة الفنية وأعدها إنجازا حقيقيا، واستطعت كسب ثقة الفريق التي منحني إياها منذ بدأنا معا وكذلك ثقة إدارة الكلية في موهبتي ووعيي بالفريق ومواهبه، وفخور أمام أصدقائي الذين كانوا ينتظرون عملا قويا ومميزا، وتحقق، وممتن لهذا النجاح والفوز الذي كان خطوة في استكمال حفاظنا على وجودنا في تميز ونجاح للفريق، والحصول على أحد المراكز الأولى بالمهرجان للسنة الثالثة على التوالي.
 - إضافة لفوزك بأفضل مخرج حصد العرض الكثير من الجوائز ما هي؟
حصل الفريق على المركز الثالث كأفضل عرض مسرحي عن عرض «براءة»، وحصلت على مركز أول أفضل إخراج طلابي، كما حصد العرض مركز أول أفضل ديكور وملابس لـ»رقية جمال»، وشهادات التميز في التمثيل لكل من ولاء ضاحي عن دور «ريا»، وسارة عصام عن دور «سكينة»، وكمال صابر عن دور «حسب الله»، وإسلام عاشور عن دور «منصور»، وهيثم كمال عن دور «مارك»،، وشهادات التميز في الغناء لكل من عمرو أبو القاسم، وكاترين جمال، وريهام أحمد، والتميز في التعبير الحركي لـ»أحمد وحيد».
 - حدثنا عن تجربتك في «المهرجان» وما أسباب اختيارك لهذا النص؟
في هذه المرة كانت تجربة الإخراج بمثابة مغامرة، واختيار النص كان شيئا ليس هينا ليناسب الفريق وما أؤمن به، وما كنت أتمنى أن يصل للجمهور من رسائل ورؤية، وترجع الصعوبة لوجود الكثير من أعضاء الفريق الجدد ممن لا يمتلكون مهارات كافية أو تدريبات تؤهلهم للوقوف بقوة على خشبة المسرح وتمثيل الفريق، وكان يجول بذهني الكثير من النصوص التي أفاضل بينها لأقدم أحدها وأشارك به، لكنني استعنت بأصدقائي وزملائي بالفريق من طلاب كلية التمريض الشاعر محمد مصطفى وغادة الشريف واتفقنا بعد مناقشات على تناول قضية براءة «ريا وسكينة» حيث إنها قد بدأت في الانتشار على مواقع التواصل والأخبار الإلكترونية، فقررنا أن نصيغ القضية في قالب نص مسرحي بطريقتنا، وخصوصا أن هذه الثيمة وتلك الفكرة لم تعرض على المسرح حينذاك من قبل، ولكننا نعي أنه قريبا قد يتم تناولها سينمائيا، وشرع محمد مصطفى في الكتابة واستطاع أن يكتب النص مناسبا لأعضاء الفريق ومهارته وقدراته التمثيلية.
 - ما رؤيتك الخاصة التي أردت أن تبرزها من خلال النص المؤلف خصيصا لهذا الفريق؟
تركزت آيديولوجيتي في تقديم عرض براءة بالمهرجان مقولة مفادها أن «ليس كل ما يقال يُصَدَق»، خاصة أننا أصبحنا في عصر التقدم الكبير المحاصر من قبل أساليب ووسائل التكنولوجيا، وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي وقد صارت فيه التقنية بابا كبيرا لسرد الأكاذيب وتصديقها من قبل المستقبل وصرنا بكسل نبحث عن أقرب شائعة سهلة التصديق، ولا نفكر مطلقا في النتائج التي يعقبها تصديقنا لهذه الشائعات أو الضرر اللاحق بنا بعد ذلك.
لكل عرض صعوباته التي يواجهها المخرج وخصوصا عندما يود إبراز رؤية مختلفة عن سابقيه أو أبناء جيله..
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تقديم العرض؟
أبرز الصعوبات كانت العمل المستمر على تطوير مهارات وقدرات الفريق كمهارة التمثيل عن وعي والتدريب على الأداء الحركي، فكان العمل على إقامة ورشة تدريب للفريق شيئا مرهقا كثيرا، خاصة بعد اليوم الدراسي الطويل لفريق يدرس بكلية عملية مثال كلية التمريض، إضافة إلى تناول عرض يرتكز على محاولة تغيير مسلمات اجتماعية للمتفرجين حيث كان يطرح العرض رؤية خاصة نحو براءة النموذج الشهير «ريا وسكينة»، تناولا مغامرا وصعبا تمنيت أن تصل رؤية العرض للجمهور، وكان يشغل بالي دوما كيفية تغيير فكرة ترسخت في عقول المجتمعات متعاقبة في أزمنة مختلفة منذ أكثر من مائة عام.
 - ما رأيك في مهرجان الإبداع المسرحي من خلال مشاركاتك مخرجا في دورته الأخيرة؟
المهرجان متميز ومتنوع شارك به عدد كبير من كليات الجامعة في هذه الدورة، وجميع المشاركين فيه تصلهم الإفادة بتبادل الخبرات المختلفة في مجالات متعددة لإنتاج العروض المسرحية، غير أن ثمة مشكلة قد شكا منها غالبية الفرق وهي أزمة خشبة المسرح بقاعة العرض فمسرح قاعة النيل لا تحظى بإمكانيات حديثة لوحدات الإضاءة والصوت التي لا يمكن الاستغناء عنها لتقديم عروض متميزة، وكذلك خشبة المسرح ذاتها تحتاج للتجديد والتطور، نتمنى أن يتحقق هذا في الدورات القادمة لمهرجان المسرح بالجامعة من قبل إدارة الجامعة.
ما مشكلات المسرح الجامعي الأخرى بمشاركتك لأعوام متتالية ممثلا ومخرجا؟
المسرح الجامعي مقيد أحيانا كثيرة ببعض المعوقات التي تحيل بينه وتقديمه متميزا كعروض المحترفين، وخصوصا بالمقارنة بينه وبالنسبة للفرق الحرة خارج الجامعة أو فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، مثال لذلك أن مدة العرض للمشاركة بالمهرجان تحدد أن تكون 60 دقيقة فقط «ساعة واحدة» مما يؤثر على اختيار النص أنه لا يتخطى هذه المدة عند تقديمه، كما أن العرض لكل كلية مشاركة يقدم مرة واحدة فقط، وبدون أية عائد مادي حتى ولو رمزي للممثلين المشاركين بالعروض مما يؤثر على الجانب المعنوي لهم، وغير ذلك من مشكلات خشبات المسارح وإمكانيتها الضعيفة في الكثير من الجامعات.
 - ما رأيك في مسرح الجامعة الفترة الحالية وكيف أفادك كمخرج شاب؟
بمسرح الجامعة في الفترة الأخيرة قدّمت نصوصا جديدة غير مستهلكة والشباب مقبلون دائما على التجربة، والتجديد والمزج بين كل ما يتلقونه، وقدمت أيضا أفكارا حديثة لنصوص قدمت من قبل بمعالجات جديدة ومتنوعة، وهذا يحقق إفادة للمسرحيين من شباب الجامعة ممثلين ومخرجين وأنا واحد منهم من تبادل الخبرات، وخصوصا إقبالنا الشديد على الحرص على مشاهدة عروض بعضنا البعض وتبادل النقاشات والخبرة والتعلم، وخصوصا أننا باعتبارنا مخرجين شبابا تملأنا الحماسة والطاقة الكبيرة التي تدفع بنا دوما أن نجرب في كل مجالات فنون المسرح بداية من التأليف وتعلم كل التقنيات والمراحل التي يمر بها العرض المسرحي لتقديمه للجمهور.
 - كيف يستطيع المخرجون الشباب تقديم عروض مسرحية يتوافر بها الحد الأدنى من الجودة الفنية؟
المخرج الواعي هو من يقوم بدراسة إمكانيات الفريق من كل النواحي، ومن هذا يقوم باختيار نص مناسب له وتوظيف كل الطاقات في إمكانها الصحيحة التي تؤتي ثمارها، إضافة أن الوعي والوقوف على ما يريد أن يقدمه من فلسفة من خلال النص الذي يختاره بتركيز ووضوح يدفع به إلى تقديم عرض برؤية تترسخ في ذهن المشاهد ويتأثر بها، وبهذا يكون قدم المخرج الذكي المبدع عرضا مسرحيا في حدود الإمكانيات المادية والفنية المتاحة أمامه ومعه.


همت مصطفى