فنان الماكياج إسلام عباس: اهتم بتأسيس المتدرب في ورش الماكياج

فنان الماكياج إسلام عباس: اهتم بتأسيس المتدرب في ورش الماكياج

العدد 737 صدر بتاريخ 11أكتوبر2021

فنان الماكياج إسلام عباس، درس في معهد الخدمة الاجتماعية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية (دراسات حرة- تمثيل وإخراج). حصل على العديد من الجوائز فى مهرجانات محلية ودولية، مثل المهرجان القومي للمسرح، مهرجان شرم الشيخ الدولي، وحصل أيضًا على العديد من الجوائز فى مهرجانات الجامعات، له العديد من العروض منها: الجلسة والسيرة الهُلامية والمتفائل والحادثة ويوم أن قتلوا الغناء وأحدب نوتردام وسيدة الفجر، كما قدم العديد من الورش الخاصة بفن الماكياج في مصر والإمارات والسعودية، وكان آخرها ورشة الماكياج بالمهرجان القومي في دورته الأخيرة، عن الورشة وأشياء أخرى، كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار.

-حدثنا عن ورش الماكياج المسرحى الخاصة بك، و كيف تدعم المواهب الجديدة ؟
الغرض من ورشة الماكياج، هو إلقاء الضوء على هذا النوع من الفن الخاص بالسينوغرافيا المسرحية، بمعنى أن يكون هناك ورش للديكور والأزياء والإضاءة ولكن الماكياج للأسف يتم معاملته بوصفه فنا مجهولا، لم يُلقى الضوء عليه بعد، ويعتبره البعض عنصرا مُكملا، و هناك عروض مسرحية مبنية على الصورة البشرية، و الماكياج نفسه، ومثال على ذلك عروض الخيال أو الفنتازيا، حيث يجب أن أكون مهتما بالصورة المرئية الخاصة بالممثل فى تلك العروض، حيث تكوين الشخصية، داخليا وخارجيا، فى ورش الماكياج التى أقدمها اهتم بفكرة كيف تبنى الفكرة، لأن الماكياج رؤية فنية وفكرية معًا، بمعنى رؤيتك الفنية للشخصية وفكرتك الإبداعية التي سوف تنفذها، وهل ستكون مختلفة أم أنك تقلد فكرة ما، والتقليد الواقعي مقبول إلى حد ما، مع أن الأفضل حتى مع الواقعية أن يكون لك بصمتك الخاصة، ولكن التقليد فى الخيال مرفوض تمامًا، لأنك بهذا الشكل تلغى فكرك الإبداعي، ورؤيتك.
اهتم بشدة بفكرة التأسيس، وأنه يجب أن تحضر البروفات وتقرأ النص المسرحى، وتفرغ الشخصيات ثم تكون خيالك لكل شخصية، ثم تجلس مع المخرج وتشرح له وجهة نظرك، وحتى فى حالة عدم توافر كل عوامل الإبداع من المادة أو المكان أو التوقيت أو غير ذلك، يجب أن يكون لديك بدائل طوال الوقت، تستطيع أن تحقق على الأقل جزءا من رؤيتك الإبداعية، لكى تصل رسالتك من الصورة التي تحققها، ومهم جدًا أن يُذاكر الفنان طوال الوقت وبخاصةٍ فنان الماكياج، يجب أن يُذاكر القديم والحديث والغربي والشرقي والتاريخ.و الثقة هى أكبر داعم للمبتدئين، يجب أن لا يخاف المبتدئ، ويكون منافسا شريفا، والتشجيع الدائم والمتبادل بين فناني الماكياج والفنانين بشكل عام، ويجب أن يكون لفنان الماكياج مدرسته الخاصة به أو التكنيك الخاص به، وأن يكون لكل فنان ما يميزه وأن يكون له فكره الخاص.
لا أبخل على متدرب فى الورشة بأى نصيحة وأرى أن هذا أكبر دعم لهم، وأحب من يسألني كثيرًا من أجل التعلم وتحصيل مزيدًا من المعرفة، والتشجيع والنقد البنّاء مهم جدًا وبخاصةٍ فى بداية طريق الفنان، فالإحباط هو العدو اللدود للفنان، وأحرص على أن يكون هناك تواصل دائم بيني وبين المتدربين حتى بعد انتهاء الورشة، كنوع من الدعم والمتابعة.
أقدم للسنة الثانية على التوالي ورشة الماكياج بالمهرجان القومي للمسرح المصري، وأكثر ما يحفزنى لتقديمها، أنها «مجانية»، مبنية على الالتزام فقط، و متاحة لمن يرغب بجدية فى تعلم أساسيات فن الماكياج، وأنها تُقدم في مهرجان كبير وعريق مثل المهرجان القومي ، وأحاول جاهدًا أن أقدم خلال تلك الورشة، كل خبرتي  على قدر المستطاع، ولا أبخل على أي متدرب بأي معلومة. 

-هل هناك فارق بين الماكياج المسرحى والسينمائى والتليفزيوني؟ وأيهما تفضل ولماذا؟
فى المسرح الماكياج يجب أن يكون مُضاعفا، ويجب أن أُراعى البُعد المسرحى، لأن المسرح بدون كاميرا،  وهو أكثر واقعية من السينما، ويجب مراعاة مساحة المسرح الذي أعمل عليه، فمساحة مسرح دار الأوبرا غير القومي غير الطليعة وهكذا، فكلما بعدت المسافة بين خشبة المسرح والمتفرج قمت بمضاعفة الماكياج من حيث الحجم والرؤية ومنظور الألوان، مثلها مثل الأداء التمثيلي والصوت، أما في السينما فإن عملي يُقاس على الكاميرا نفسها، بمعنى أن يكون واقعيا ولا يخرج عن الواقعية نفسها، وفكرة الواقعية أنى أُحاول أن أصل للشكل الحقيقي، وتكون الألوان غير متناسقة والقطعة المستخدمة غير حقيقية، يجب تحقيق الماكياج بشكل يتناسب مع الرؤية المطروحة بشكل يصدقه المشاهد.
وأنا لا أفضل لونًا محددًا، كل منهم له طعمه ولونه، وفنان الماكياج لا يُصنّف كسينمائى أو مسرحي أو تليفزيونى، هو واحد، ولكن هناك ما يُسمى بالماكياج المسرحى والتليفزيوني والسينمائي، وفنان الماكياج عليه أن يقدم كل لون بتقنياته وأبعاده،  والمسرح أبو الفنون وهو الأساس، وكل منهم له منظوره، ومن وجهة نظري فى عصرنا الحديث وبخاصةٍ فى مجتمعنا الشرقي أرى أن المسرح يجوب أكثر، وأنى من خلاله استطيع أن أُحقق الخيال الذي أريده، واستطيع أن استمتع فيه، وأن أُقدم فيه الخيال والفنتازيا وغيرها من الأشكال والألوان الفنية، ولكن للأسف فى السينما، فى الأغلب، الماكياج يكون قائما على التجميل أكثر، ويكون عنصر المؤثرات الخاصة والتنكر نادرا، إلا لو الأعمال تُبنى على ذلك. 

- ما النقاط التي تركز عليها في تعليم المتدربين ؟
أول ما أركز عليه في ورشي، ضرورة المذاكرة وأن تكون مميزا، بالإضافة إلى أن تُحب موضوع الماكياج نفسه ، وعندما تحبه ستنجح، وستكون مميزا أكثر، ومهم جدًا أن لا يشعر الفنان بالغرور، والأفضل دائمًا أن تحفز نفسك بنفسك وتسعى دائمًا للأفضل، دون ان تشعر أنك قد وصلت للقمة، لأن القمة فى الفن هى فخ الغرور. مهم جدًا أن تشعر بقيمة فنك وخبرتك، ولكن دون أن يصيبك الكبر والغرور.
والعلاقات الإنسانية فى التعامل مهمة جدًا، يجب أن يكون بينك وبين فريق العمل الذي تعمل معه تفاعل إنساني إيجابي، وبخاصةٍ مع الممثل، يجب أن تكون صديقًا للممثل، و أن يكون بينكما ثقة متبادلة، تثق أنه سوف يحقق بأدائه ما صنعته من ماكياج، وهو يجب أن يثق أنك ستقدم من خلال ماكياجك الرؤية الذي يريدها بخامات جيدة، وتصلا معًا لحالة من السلام النفسي.

- ما النصائح التي تود أن تقدمها للشباب المبتدئين ؟
يجب أن لا تخف، وإن فشلت ستنجح، ولو نجحت ستفشل وتنجح وهكذا، وعند فشلك يجب أن تتعلم منه، وعند نجاحك، يجب أن تدعم هذا النجاح، ومن الطبيعى مهما أصبح لديك من خبرة أن تُخطئ ، فلا تجعل هذا الخطأ يهز ثقتك فى نفسك وفنك، ويجب أن يتعلم فنان الماكياج كيفية التعامل مع الخامات، ويعرف يفرق بين الخامات الاحترافية والبديلة، وكيف يتعامل مع كل منهما، ويجب أيضًا أن يتعرف على التقنيات الفنية من دمج الألوان وصناعة القطع، سواء فى المؤثرات أو بناء الشخصية ، يجب أن تتخيل نفسك فى كل شخصية تصنعها، ضع نفسك مكان الفنان، وكأنك تصنع ذلك لنفسك، فسوف تحسه أكثر، ويجب أن تستفيد من أخطاء غيرك وكُن طموحا وأحب فن الماكياج بشكل يجعلك تُبدع فيه.
السعي ثم السعي، ودع خيالك يحقق ما تريد من إبداع، الكسب المادي يومًا ما ستحصل عليه، ولكن المعنوي هو ما يجلب المادي، المعنوي هو الباقي وهو من يصنع تاريخك.

-هل لدينا أزمة في صناعة الماكياج وبخاصةٍ فى المسرح؟ ؟
لدينا قلة اهتمام بعنصر الماكياج، والأولوية تكون لعناصر أخرى مثل الديكور والأزياء والإضاءة، ، و يجب أن يكون عنصر رئيسيا فى العمل الفني، فأنا أُطالب وبشدة بالدعم المادي ثم الدعم المادي، فالدعم المعنوي والفكر، يعودا لصاحب المهنة نفسها، إن كان على وعى فني وثقافي، ثم أكرر الدعم المادي، لأن الماكياج هو العنصر الوحيد تقريبًا المستهلك ماديًّا يوميًّا، على سبيل المثال، الديكور عندما يُصنع لا يُرمم إلا بعد فترة، فى حالة التلف فقط، ولكن الماكياج هو عنصر مستهلك يوميًّا، والخامات زادت بل تضاعفت قيمتها المادية، لذلك أطالب بالدعم المادي لفن الماكياج، وألا نعتبره عنصرًا مُكملًا، فمادة الماكياج فى النهاية تستخدم على وجوه الممثلين، وجسده، وهما كل استثماره، وعند حدوث اى شئ لا قدر الله، فنان الماكياج هو من يُحاسب، لذلك يجب أن نهتم بالدعم المادي للحفاظ على جودة الخامات المستخدمة على وجوه الممثلين وأجسادهم، بالإضافة إلى العناصر الفنية الخاصة بدار العرض نفسه، الاهتمام بالتكييف أي الجو البارد، وهذا من أهم العناصر، ففى حالة أن تكون الأزياء ثقيلة يشعر الممثل بالحرارة، وذلك قد يؤثر على الماكياج، بالإضافة إلى تأثير الإضاءة على درجة حرارة جسم الممثل، لذلك يجب أن يتم تهيئة الجو البارد والمناسب، والاهتمام به جدًا، على خشبة المسرح .
هناك أيضًا عدم وجود جائزة ماكياج فى المهرجانات، وبخاصةٍ المسرحية، و فى الأغلب تكون جائزة تحكيم خاصة، يجب أن يشعر فنان الماكياج بأهمية ما يقدمه، وأن يترجم ذلك في جائزة مادية ومعنوية.

-ما الجديد لديك؟
سوف نقدم من جديد عرض «أحدب نوتردام» على مسرح الطليعة إخراج الأستاذ ناصر عبد المنعم، بالإضافة إلى بعض العروض التي شاركت فيها فى خطة المواجهة والتجوال، تحت إدارة المخرج محمد الشرقاوي مثل عرض «المتفائل» الذي سيُعرض فى أكثر من محافظة، وكذلك عروض «ولاد البلد» و «القطط»، إنتاج القومي للطفل، ضمن خطة المواجهة والتجوال.


إيناس العيسوي