العدد 670 صدر بتاريخ 29يونيو2020
مصممة الأزياء المسرحية د. مروة عودة .. مُدرس بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، خريجة كُلية الفنون الجميلة قسم ديكور وأزياء مسرح وسينما وتليفزيون من جامعة حلوان، وهى أيضًا خريجة مركز الإبداع الفني الدفعة الثانية، أو كما تطلُق هى عليها اسم «الدُفعة الذهبية» وهي التي قدمت العرض المسرحى الشهير «قهوة سادة».. صممت الأزياء المسرحية للعديد من المسرحيات منها سلم نفسك والزائر وتسجيل دخول والإسكافي ملكًا والجلسة وحدث في بلاد السعادة وزى الناس والإلياذة، كما حصدت العديد من الجوائز الخاصة بتصميم الأزياء ومنها جائزة أفضل مُصممة أزياء فى المهرجان القومي للمسرح وجائزة الدولة للإبداع، وكان أخرها حصولها على جائزة الدولة التشجيعية فرع تصميم الأزياء المسرحية عن عرض «الإلياذة»، وعن تلك الجائزة وأسئلة أخرى كان لـ»لمسرحنا» معها هذا الحوار.
حدثينا عن كيفية مشاركتك في هذه الجائزة؟ ولم وقع اختيارك على هذا العمل للمشاركة به؟
كُنت أُتابع هذه الجائزة منذ فترة طويلة، وكُنت أتمنى بالتأكيد الحصول عليها، ولكنها كانت دائمًا تتخصص في السينوغرافيا وليست بالأزياء فقط، وقدمت بالفعل فيها ولكن لم يقع على الاختيار، إلى أن تم الإعلان عنها بتخصص الأزياء، وبالفعل تقدمت للاشتراك فيها، لأن أى تقدير من بلدي شرف لي وشيء يسعدني بشدة. والمسابقة تُتيح المُشاركة بأكثر من عرض، وبالفعل شاركت بأربع عروض وهم حدث فى بلاد السعادة إخراج مازن الغرباوى والجلسة إخراج مُناضل عنتر وزى الناس إخراج هاني عفيفي والإلياذة إخراج محمد حُزين، وهذه العروض هى التى انطبقت عليها شروط المُسابقة، التى من ضمنها أن تكون حديثة تم إنتاجها فى الثلاث سنوات الأخيرة من موعد التقدم للمسابقة، و أن تكون لم تحصل على أى جوائز من قبل، والحمد الله تم حصولي من خلال عرض «الإلياذة» على جائزة الدولة التشجيعية فرع تصميم الأزياء المسرحية، وشروط المسابقة هى التى جعلتني أتقدم لها بهذه العروض، كما تقدمت للمشاركة أيضًا بعرض تسجيل دخول إخراج هانى عفيفى، ولكن حصلت من خلاله بعد مشاركتي به فى المسابقة على جائزة أفضل مصممة أزياء من المهرجان القومي للمسرح، وبذلك لا تنطبق عليه شروط المسابقة.
-كيف ترشحتى لعرض «الإلياذة»؟ وكيف صممتى أزياء هذا العرض؟
عرض «الإلياذة» إخراج محمد حُزين وإنتاج بنك مصر، وهو يندرج تحت عروض الشركات، وأخبرني المُخرج محمد حُزين عن العرض وبالفعل جلست معه وقرأت النص، وبدأت أقوم بعمل تصميمات لاقت إعجابه الحمد الله، وبدأت التنفيذ، والعرض تاريخي أكثر، ولكنها حُقبة من التاريخ غير مُوثقة بشكل جيد، وهذا أتاح لى العمل فيها بشكل مُختلف وأعطاني مساحة من الإبداع. الشخصيات الرئيسية فى العرض آلهة، فكُنت أرغب أن أُظهر ذلك ، فبدأت فى اختيار خامات ليست من قماش عادى، استطيع من خلاله أن أُظهر أنه قماش معدني، حتى يظهرون كأنهم تماثيل، وساعدني فى إخراج الشخصيات بالشكل الذي كُنت أتمناه الماكير إسلام عباس، فقد أبدع فى الماكياج للشخصيات بشكل ملحوظ جدًا، والماكياج أضاف للملابس بشكل أبهرني، بعد ذلك بدأت فى اختيار ملابس باقي شخصيات العرض ، فحاولت أن اختار ما يتناسب مع المُتفرج العادي وبخاصةٍ أن جميع الممثلين فى العرض موظفين فى البنك، أي أن الجمهور سيكون مختلفا عن الجمهور المُعتاد فى المسرح، من عاشقين المسرح أو صحفيين أو نُقاد يستطيعون أن يُحللوا ما أقدمه، لذلك قمت بعمل بالتة لون تتناسب مع أي شخص عادى، يستطيع من خلالها بشكل بسيط أن يتعرف على الفريقين دون أي إجهاد لرؤية المُتفرج.
-ما الذي افتقدتيه في الجائزة فى ظل الظروف الحالية؟
بالتأكيد أن أتسلم الجائزة بنفسي على المسرح، وأتشرف بسيادة الوزيرة وهى تسلمني الجائزة، التي أعتز بها جدًا، ولكن الظروف الحالية حتمت علينا ذلك، وليس لدى أى تفاصيل عن كيفية استلامها أو تفاصيل ما بعد الإعلان عنها، لأن الصحفيين هم من أبلغوني بفوزي بالجائزة، ثم شاهدت بثا مُباشرا على قناة وزارة الثقافة، لمعالي الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدائم، واسمي تم ذكره ضمن الحاصلين على جوائز الدولة التشجيعية، ولكن رسميًّا لم يتم إخباري بذلك، وسعادتي بالجائزة لم تجعلني أُفكر في أى أشياء أخرى.
ماذا تمثل لكِ هذه الجائزة عن غيرها من الجوائز التي حصلتى عليها؟ ولمن تُهديها؟
هذه الجائزة هى تقدير من الدولة لى، وتعطيني دفعة للأمام تجعلني أتجاوز أى صعوبات تواجهني فى العمل ، ليس فى هذه المسرحية فقط، وإنما فى كل أعمالي والمجهود المبذول فيها، الجوائز والتكريمات تجعلك تتغاضى عن أى جوانب سلبية قد تجعلك أقل حماسًا فى العمل، وعلى الرغم من حصولي على جوائز من خارج مصر، إلا أن الجوائز المُقدمة من الدولة لها مذاق آخر، وانتظرها بشغف خاص ومُختلف. بالتأكيد أُهدى هذه الجائزة لأبى الروحي د. خالد جلال، فبدونه لم يكن هُناك مروة عودة، فهو أول من آمن بى وأعطاني فرصة تصميم أزياء أول عمل فى حياتي «عنبر رقم واحد»، وجعلني أيضًا أقوم بتصميم أزياء مسرحية «الإسكافي ملكًا» على المسرح القومي، وفى هذا التوقيت لم أكُن قد حصلت بعد على شهادة تخرُجى، وأتذكر أن د. ناجى شاكر رحمة الله عليه كان يُدرس لى فى الكُلية وفى مركز الإبداع الفني، بعد حضوره أشاد بالعرض جدًا وقال مازحًا أنه مع كل تاريخه الفني لم يُقدم عرضًا في المسرح القومي، وأنا التي لم أحصل بعد على شهادة تخرجي فُزت بهذه الفُرصة، وكانت هذه العبارة إشادة منه ووسام على صدري.
-ما الجائزة التي كانت نقطة تحول في حياتك؟ وما أقرب الجوائز إلى قلبك؟
حصولي على جائزة الدولة للإبداع عام 2015 عن مُجمل أعمالي، وهى عبارة عن ستة أشهر يدرس الطالب فى أكاديمية الفنون في روما، وقد كان لها تأثير على حياتي ، فقد تعلمت «تكنيكات» مختلفة فى ورش الأزياء فى روما، وقدمت معرضًا لأعمالي، بالإضافة لتقديمي عرض أزياء عن الشخصيات الخُرافية فى ألف ليلة وليلة، ووجدت دعما شديدا هُناك، فقد وفروا لى كل الإمكانيات وكُل ما احتاجه لتقديم تلك الشخصيات بالشكلالذي لاقى إعجاب وتقدير من الجميع، وحتى هذه اللحظة أعمالي فى الأكاديمية هُناك، وعندما يُسافر بعض من أعرف يرسلون لى صورهم مع أعمالي وهذا يسعدني بشدة. كذلك فإن جائزة لجنة التحكيم الخاصة التى حصلت عليها من المهرجان القومي للمسرح عام 2007، عن عرض «عنبر رقم 1» هى أقرب الجوائز إلى قلبي، لأنها أول جائزة أحصُل عليها في حياتي، فلم أكُن قد تخرجت بعد، وكُنت أقوم بمشروع التخرج الخاص بى، ود. خالد جلال جعلني أقوم بهذا العرض وأنا مازلت طالبة في الكُلية، الأمر لم يكُن سهلًا، أن أقوم بمشروع التخرُج فى نفس الوقت الذى أقوم فيه بتصميم أزياء أول عرض فى حياتي، وقد حصلت على هذه الجائزة نظرًا لأن المهرجان القومي سابقًا لم يكُن به جائزة أفضل تصميم أزياء، كان به جائزة شاملة خاصة بالسينوغرافيا فقط، وأتذكر أن لجنة التحكيم كان بها الفنانة القديرة سميحة أيوب والفنان الكبير دُريد لحام، ونظرًا لإعجابهم بالعرض وإشادتهم بأزياء العرض، حصلت من خلاله على جائزة التحكيم الخاصة، وكُل مرة أحصل من خلالها على جوائز من المهرجان القومي للمسرح يكون لها فرحة خاصة ومختلفة، فقد حصلت بعدها من المهرجان القومى على جائزتين لأفضل تصميم أزياء، لذا هذا المهرجان له مكانة خاصة فى قلبي، لأننى حصلت من خلاله على أول جائزة في حياتى.
-ما سبب تخصصك فى مجال تصميم الأزياء وبخاصةٍ الأزياء المسرحية؟
د. داليا فؤاد هى من جعلتني أُحب مجال تصميم الأزياء، كانت تُدرّس لى فى الكُلية، وكانت ترى أن أعمالي مُتميزة، و تشجعني جدًا، وهذا ما أفعله الآن مع طلابي فى الكُلية، عندما أجد شخصا موهوبا ومُبدعا أُساعده قدر المستطاع بكل طاقتي، لأننى لمست جدًا فكرة التشجيع، وأدركت تمامًا مدى تأثيرها النفسى والعملى. بعد تخرُجى مارست تصميم الأزياء فى مجالات مختلفة، منها الفيديو كليب، بالإضافة إلى تصميم أزياء فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيونى وهو «الرجل العنّاب»، وكان مُجهدا جدًا، وكنت أقوم باختيار ملابس المُمثلين أيضًا كـ»ستايلينج» وليس تصميم فقط، وعلى الرغم من أن التقدير المالي للمسرح يكاد يكون الربع مُقارنةً بالسينما والتليفزيون، إلا أن المسرح له سحرٌ خاص، فى المسرح تستطيعين أن تقدمي أزياء لن ترتديها فى الحياة العادية، وتستطيعي أن تبتكري كما تشائين، .
ما هى المشاكل التي تواجه مصممي الأزياء فى المسرح؟
من وجهة نظري أكبر المشاكل التى تواجهنا هى الورش الفنية، حتى ورش البيت الفنى للمسرح، من يتوفى من الفنيين منهم كالمقص دار الذى كان موجودا هُناك لا يأتي بديل له، الورش تحتاج لتطوير كبير لكي تتناسب مع طبيعة الأزياء المسرحية، وهذا يجعلنا نعتمد على ورش خارجية، ما يعد إهدارًا للوقت والمجهود، لأنه لا يوجد خارج المسرح ورش خاصة بالأزياء المسرحية، و أتمنى أن يصبح لدينا ورشة أزياء متخصصة كورشة الأوبرا، وللأسف هذه الورشة متعلقة بعروض الأوبرا فقط، وأتمنى بالفعل أن يتم تجديد ورشة الأزياء التابعة للبيت الفني للمسرح.
-ما الذي يفتقده السينوغرافيون فى مهرجانات وتكريمات الدولة؟
بالتأكيد هذه التكريمات تكون تقديرا من الدولة للشخص، ولكن لا يوجد مهرجان متخصص خاص بالسينوغرافيين، أتمنى أن يكون لنا مهرجان خاص بالـ»السينوغرافيين» ممن هم خلف كواليس المسرح. فنحن نقوم بعمل معرض يُقام كُل عام فى الهناجر تابع للهيئة العالمية للسينوغرافيا والمعماريين وتقنيي المسرح OISTAT الذى يشغل نائب رئيسها وعضو مجلس إدارتها مُصمم الديكور والإضاءة م. حازم شبل. وبالتعاون مع وزارة الثقافة تم الاتفاق على إقامة معرض دولى للسينوغرافيين سيقُدم لأول مرة فى مصر وسيجمع العديد من مصممي الديكور والأزياء والإضاءة على مستوى العالم، وسيكون مساحة للسينوغرافيين لعرض أعمالهم، بالإضافة لاستفادة الطلبة ومحبي السينوغرافيا من هذه الأعمال، ولكن للأسف الظروف الحالية جعلتنا نتوقف بعض الشيء ولكن إن شاء الله أعتقد خلال عام سنقُدم هذا الحدث، الذى سيكون نقلة فى عالم السينوغرافيا فى مصر.