بعد حصوله على جازة القومي محسن رزق: سعيد بالجائزة ودورة هذا العام «شيك»

بعد حصوله على جازة القومي محسن رزق: سعيد بالجائزة ودورة هذا العام «شيك»

العدد 836 صدر بتاريخ 4سبتمبر2023

بعد حصوله على جائزة أفضل مخرج بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال 16، وحصول عرض سيدتي أنا على جائزة أفضل عرض، وحصده أيضا على جائزة أفضل أزياء، وأفضل اشعار، وأفضل ديكور، نحاور المخرج محسن رزق للكشف عن كواليس العرض ومعرفة كافة التفاصيل الخاصة بالعرض، والتعرف على خططه المسرحية الجديدة.
“سيدتي أنا” بطولة داليا البحيري، ونضال الشافعي، ود. فريد النقراشي، والدراماتورج لمحسن رزق.

ما شعورك بعد الحصول على الجائزة؟
الحمد والشكر لله على كل جوائز  العرض، وأشعر بالسعادة والفرحة، وشعور جميل بأن الله كلل تعبنا ومجهودنا بالنجاح، وخصوصا إن مثل هذه الجوائز توثق كون المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال 16، منح سيدتي أنا أفضل عرض مسرحي، كما حصدنا أيضا العديد من الجوائز، أفضل ديكور، وأزياء، وأشعار، فالحمد لله على كل هذا النجاح.

هل توقعت حصد كل هذه الجوائز؟
نعم كنت متوقع بفضل الله، لم أشاهد كل العروض المشاركة بالمهرجان ولكن تابعت معظمها، ولكن كنت متوقع لعرض سيدتي أنا العديد من الجوائز.

ما السبب وراء اختيار تقديم هذا النص تحديدا، خاصة انه سبق أن قدمه المهندس وشويكار، ما قد يخلق مقارنة ربما لا تكون في صالح العمل؟
كان حلم حياتي تقديم العرض، ولكن هناك خلط بين فكرة إني أقدم العمل الذي قدمه الأستاذ فؤاد المهندس العظيم، والفنانة شويكار العظيمة، والكاتب بهجت قمر ، والأستاذ حسن عبد السلام العظيم، هؤلاء قدموا النسخة المصرية من الرواية الأصلية، يعني إن الأحداث أصبحت في مصر، وفي عهد الخديوي، ولكن في العرض الخاص بي قدمت النسخة الإنجليزية منها، والتي ليس لها علاقة نهائيا بالنسخة القديمة، لا من قريب أو من بعيد.

هل شعرت بالخوف من إعادة تقديم عرض له شعبية كبيرة عند الجمهور؟
بالنسبة لي لم أشعر بالخوف، ولكن الفنانيين الذين عرضت عليهم العمل شعروا بالخوف في البداية ولكن ثقتي ويقيني بالله كبيرة جدا، وكنت أشرح لهم أنني لن أقدم سيدتي الجميلة نسخة الفنان فؤاد المهندس وشويكار، واسم سيدتي الجميلة ليس من تأليف الكاتب بهجت قمر، ولكنه من تأليف جورج برنارد شو، لأن الفيلم قدم قبل المسرحية، فلم أشعر بالخوف لأني واعي جدا ومدرك، أن هذه المسرحية أيقونة من الأيقونات، فأكيد عندما أريد أن أصنع عملا مسرحيا لن أقترب منها، ومن الفنانيين لأنهن مازالوا في أذهان الناس، ولكن الرابط الوحيد هنا هو الأسم، ومن هنا يحدث الخلط عند الناس، فالعرض تدور أحداثه في لندن بين بائعة الورد ليزا، وعالم الصوتيات دكتور أدم، فالأحداث متغيرة، والبناء بعيدا عن النسخة القديمة.

تعرض صناع سيدتي الجميلة، في موسم الرياض لهجوم شديد، كيف رأيت ذلك؟
عندما أعاد الفنان أيمن بهجت قمر صياغة النص المسرحي لسيدتي الجميلة، لتقديمها مع الفنان أحمد السقا والفنانة ريم مصطفي، وقد تعرضوا لهجوم شديد، لأنه كان يعيد تقديم مسرحية فؤاد المهندس بأسماءها كمال الطاروطي، وصدفة باشا، وبالنسبة لي شعرت بالضيق بسبب الهجوم الذي تعرض له الفنانيين، لأن هناك تجارب عديدة لإعادة مسرحيات سابقة مثلما فعل الأستاذ عادل خيري عندما أعاد مسرحيات الريحاني، والأستاذ محمد صبحي أعاد بعض مسرحيات الريحاني أيضا مثل لعبة الست، وغزل البنات، أنا ما يهمني المنتج الذي يظهر على خشبة المسرح، والفيصل هو مشاهدة العرض، والمنتج المقدم على خشبة المسرح.

ما الرؤية الجديدة التي طرحتها من خلال العرض؟
رؤية بسيطة جدا، الحب هو الذي يغير أم العلم،  فالرؤية ببساطة شديدة جدا، أنك عندما تحب ، تصنع التغيير، لأن ليس المال وحده يصنع التغيير، ولا الثقافة وحدها تصنع التغيير، ولكن العلم مع الحب يصنعان التغيير، المشاعر هي من تجعلنا أفضل وتحولنا إلى أشخاص إيجابيين، أقدم ذلك في قالب درامي غنائي استعراضي “ميوزيكال” ، ومن الرؤية الجديدة استخدام تقنيات حديثة لم تقدم على خشبة المسرح القومي من قبل، فنحن نهتم باستخدام التقنيات الحديثة في الرؤية الإخراجية، وأنا أحب ان اهتم بكل عناصر العرض المسرحي، فالديكور بطل، الإضاءة بطل، الاستعراضات بطل، والموسيقي والأشعار كذلك، ولذلك يشاركني تقديم العرض مجموعة من أفضل الفنانين المجتهدين الذين يحبون المسرح وتفانوا جميعا في سبيل خروج هذه التجربة، فالأشعار للشاعر الكبير عادل سلامة، والموسيقي للموسيقار الكبير محمود طلعت، والاستعراضات مصطفى حجاج، وديكور حمدي عطية، والملابس والأزياء د. مروة عودة، والإضاءة عز حلمي، والجرافيكس جون بهاء، شركة فلير، ومخرج منفذ علاء عيد، وماكيير روبي مهاب وكريم طه، وكوافير أيمن طه حسين، كل هولاء الأساتذة شاركوني التجربة لأنهم محبين للعمل، وأشكر الفنان هاني البحيري على ملابس الفنانة داليا البحيري.

لماذا اخترت تقديم العرض على خشبة المسرح القومي، بدلا من الكوميدي، على الرغم من إن العرض يغلب عليه الطابع الكوميدي؟
اخترت تقديمه على المسرح القومي بالاتفاق مع الفنان إيهاب فهمي، لأنه كان مدير المسرح، وطلب مني تقديم عرض يرجع للمسرح ازدهاره، فشعرت أن العرض ملائم جدا لخشبة المسرح القومي، فالمسرحية جراند، وبها نجوم كبار، نعم ، يغلب عليها الطابع الكوميدي، ولكنها ليست كوميدية فقط، هي دراما غنائية استعراضية كوميدية اجتماعية، ففيها كل الخلطة السحرية التي تليق بمسرح الدولة، وتحديدا المسرح القومي، أتشرف بأن أقدمه في الكوميدي، ولكنه يليق بأن يقدم على خشبة المسرح القومي.

كيف تم اختيارك للفنان نضال الشافعي، بعد الفنان أحمد وفيق، وما سبب اختيارك للفنانة داليا البحيري؟
أحمد وفيق فنان كبير، ونجم كبير، وصديق غالي وعشرة عمر، ولكن ظروفه لم تسمح بتواجده معنا بسبب انشغاله بالتصوير، أحب أن اشكره على الفترة التي قضاها معنا، وبعدها قررت أن ينضم إلينا الفنان نضال الشافعي لأنه أولا إبن المسرح القومي، ومسرحجي من العيار الثقيل، وإنسان إلي أبعد الحدود، وفنان ثقيل وحقيقي ومخلص جدا، فعندما عرضت عليه الدور، في البداية اندهش جدا، أن وقع عليه الاختيار، فقلت له إنه يستحق فصدق، وعندما صدق كانت النتيجة مبهرة، واعتقد أنها ستكون علامة في تاريخه إن شاء الله. وبالنسبة للنجمة داليا البحيري فهي نجمة مخلصة وخلوقة ومتواضعة، تعاملنا من قبل في المسرح الخاص في عرض أبو العربي من تأليفي وإخراج تامر كرم، فأنا اعرفها من زمان، ولكن عندما تعاملنا في العرض رأيت منطقة مسكوت عنها ولم ينتبه لها أحد، فهي ممثلة تلقائية جدا، وقادرة على الرقص والغناء، هائلة في الاستعراضات، أقنعتها بأننا سنقدم عرض ميوزيكال استعراضي، فوجدت عندها كما كبيرا من الإخلاص والحب للمسرح شديد وعظيم، أشكرها جدا على المجهود الخرافي الذي تبذله على خشبة المسرح، إختياري لها الحمد لله كان اختيارا صائبا جدا وربنا وفقني، واعتقد إن العرض سيكون علامة في تاريخ داليا البحيري، وهذا بشهادة الناس، وليس بشهادتي أنا، فالحمد لله على هذا النجاح والتوفيق.

كيف أسهمت السينوغرافيا في تحقيق رؤيتك المسرحية؟
هي الأساس، تحمسوا لهذه التجربة وبذلوا أقصي جهدهم، لأنهم يعملون على مسرح الدولة بإمكانيات مسرح الدولة، وهي ضعيفة إلى حد ما، ولكن الناس كانت مخلصة جدا، فجميع من شارك في سينوغرافيا العرض أجادوا وساهموا بشكل كبير وكانوا أهم عنصر في إيجاد الرؤية البصرية المبهرة التي تجعل المشاهد منبهرا كأنه يشاهد عرضا عالميا، وهنا يمكنني القول إن لدينا مبدعين قادرين على صناعة عروض تواكب العروض العالمية، ويمكن أن نتفوق عليها بإذن الله.

ما رأيك في دورة المهرجان هذا العام؟
دورة هذا العام كانت دورة شيك جدا، الفنان محمد رياض، والمخرج الكبير ياسر صادق بذلا مجهودا عظيما في سبيل نجاحها ، كان هناك رقي وجمال في كل شيء، الندوات والتنظيم الجيد، وتفاصيل كثيرة جديدة في هذا العام، ولذلك أود أن أشكرهما على هذه الدورة وعلى كل الجهد المبذول 

هل لدينا أزمة في الكتابة المسرحية، لذلك تلجأ للدراماتورج لنصوص عالمية؟
ليس لدي أزمة، فأنا أكتب مسرحيات لمسرح القطاع الخاص، ولدينا كتاب مسرحيين مبدعين، ولكن الظروف هي التي تحكم، فالدراماتورج موجود من زمان، في مصر من أيام الريحاني يوجد عروض مسرحية مقتبسة من أعمال عالمية، فليس لدينا أزمة كتابة وكتابنا المسرحيين بخير، ولكن في هذا التوقيت أقدم عروضا كنت أحلم بتقديمها بشكل يرضي الله»سبحانه وتعالى»، ويرضينا كمشاهدين ومسرحيين، أن نقدم عروضا عالمية بشكل عالمي وخصوصا إن النسخ العالمية تقدم في كل بقاع العالم.

دائما ما يوجد خلط بين الدراماتورج وبين الإعداد، فما هو الدراماتورج من وجهة نظرك؟
بالفعل دائما يوجد خلط بين الإعداد والدراماتورج، فالإعداد كما تعلمت من أساتذتي، لأني خريج كلية الأداب قسم المسرح شعبة دراما ونقد، هو تحويل العمل من جنس أدبي إلى جنس أدبي أخر، كتحويل الفيلم السينمائي لعرض مسرحي، أو تحويل الرواية لفيلم سينمائي، فهذا جنس أدبي تم تحويله إلى جنس أدبي اخر، هذا يسمي إعداد، اما الدراماتورج فهو أشمل ، فهو يشمل الإعداد، وهو إعادة صياغة لمسرحية تمت كتابتها من قبل في وقت ما أو ظروف ما، ثم تعاد صياغتها وصناعة دراماتورج مرة أخرى، وهذا يتطلب بحث، عن :هل هي متوائمة مع الوقت الحالي، والأشخاص الذين يقومون بصناعتها حاليا هل سيكونون قادرين على توصيل الرسالة الصحيحة، وهل العناصر المستخدمة في العرض من تمثيل وباقي عناصر العرض ستكون متوائمة مع هذا العرض؟ فالدراماتورج أشمل ، فهو أشبه بالمدير، قادر على تحويل النص المسرحي، وإعادة صياغته بطريقة أخرى جديدة، وكأن النص كتب من جديد ليتواءم مع العصر الحالي، أنا حاولت من خلال دراستي أن أصنع دراما تتواءم وتتواكب مع فكرة بجماليون، أن تكون للعصر الحالي، وأن تكون المفردات سهلة والبناء الدرامي سهل، وهذا ما صنعته من خلال شخصيات لم يكن لديها تاريخ في الرواية الأصلية، فالأب في الرواية الأصلية لم يكن لديه تاريخ، ولكن في عرض سيدتي أنا أصبح للأب دور أساسي، والدكتور أدم أيضا لم يكن له تاريخ، لماذا كان يفعل ذلك مع ليزا؟ ولكن في العرض له تاريخ، فيه بناء جديد وتفاصيل جديدة أضيفت للنص .

هل الموهبة تكفي بالنسبة للممثل، أم لابد من الدراسة؟
الموهبة لا تكفي بالنسبة للممثل ولابد من الدراسة ولابد من الصنعة، فالفن موهبة وصناعة، مهنة فن الممثل تحتمل الأثنين فموهبة بلا دراسة، بلا تجربة، بلا تعلم، لا تستمر، فلابد أن يكون الممثل دارسا وعلى علم بتقنيات مهنة فن التمثيل الحديثة، حتي يواكب، فليس شرطا أن أكون موهوبا لأكون ناجحا، قليلون جدا ليسوا موهوبين ولكنهم نجحوا، لأنهم درسوا صناعة فن التمثيل بشكل جيد جدا، وفهموا ومارسوها بشكل جيد واستطاعوا التعامل مع الكاميرا، وبتوجبهات المخرج استطاعوا تحقيق النجاح.

لماذا لا يتم تصوير العروض المسرحية، وعرضها على شاشات التلفزيون، أو المنصات الإلكترونية؟
أتمنى تصوير العروض، واطالب بهذا الموضوع من أيام مسرحية أنا الرئيس بطولة الفنان سامح حسين، والفنانة حنان مطاوع، لابد من تصوير عروض مسرح الدولة، وأناشد بأن يتم التخلص من القوانين القديمة، وعمل تعاقدات وعرض المسرحيات على شاشات التلفزيون لأن هذا تاريخ مسرح الدولة، حتى يكون لدينا تاريخ موثق للمسرح.

هل لديك خطط مسرحية جديدة؟
هناك عرض قادم نجهز له من الآن، عرض كوميدي استعراضي غنائي.


صوفيا إسماعيل