بمناسبة تكريم المركز القومي للمسرح له فاروق فلوكس: التكريم حياة وأمل جديدين

بمناسبة تكريم المركز القومي للمسرح له  فاروق فلوكس: التكريم حياة وأمل جديدين

العدد 757 صدر بتاريخ 28فبراير2022

أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية احتفالية كبرى لتكريم الفنان الكبير فاروق فلوكس، برعاية وحضور وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وبإشراف رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي المخرج خالد جلال، ورئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الفنان القدير  ياسر صادق وذلك يوم الأربعاء 9 فبراير 2022  بالمسرح القومي.
واختتم الحفل بتكريم وزيرة الثقافة لفلوكس بإهدائه درعا تذكاريا تقديرا لرحلة عطائه الفنية، ولجهوده الفنية التي أثرت الحركة المسرحية والسينمائية والتليفزيونية والإذاعية والتي ابدع فيها رصيدا كبيرا من الأعمال القيمة ومنها «أنا وهو وهي، سيدتي الجميلة، قصة الحي الغربي، زقاق المدق، خيل الحكومة، كحيون ربح المليون» وأفلام مثل «القاهرة في الليل، المحفظة معايا، عفوا أيها القانون، الراقصة والسياسي» والمسلسلات مثل « عيلة الدوري، البراري والحامول، عاذلة الحاج متولي، الدالي، ليالي الحلمية، الأب الروحي». 
وبعد التكريم التقت مسرحنا بالفنان وأجرت معه هذا الحوار 

إذا طلبنا بطاقة تعريفية كيف تعرف فاروق فلوكس؟ 
فاروق فلوكس هو اسم الشهرة، واسمي الحقيقي فاروق توفيق صالح مبارك، من المنيا بني مزار ومغاغة، كانت لي أخت وحيدة وكنا نعيش في ميدان عابدين وبدأت حياتي من هذا الميدان، وانطلقت في العلم فكنت متميزا في الدراسة وكانوا يسمونني «البروفيسور» ، وتركنا المكان بعد قيام الثورة نظرا لحدوث حادث خطير، وهذه صورة عشتها منذ الصغر: «كان خلف شارع الذي نقطن به و اسمه أشلاء عابدين فيلا بها إدارة الآداب، وفي يوم رجع الملك بسيارته المرسيدس التي أهداها له هتلر وكان مسرعا إلى قصره بعابدين ومن الجهة الأخرى كانت سيارة الآداب وتقابلا في منتصف الميدان وكانت السيارتان مسرعتان، فكادت سيارة الآداب تصدم سيارة الملك فاروق فوصل الملك قصره في قمة الانزعاج، ووجدنا في الصباح الشارع وقد تم إغلاقه وسده بالبناء، وعندما قامت ثوره 52 كنا ما زلنا نقطن الميدان وكان قصر الملك محاصرا وكنا محاصرين مثله فكانت العمارة التي اقطن بها أمام السرايا مباشرة، وعندما غادر الملك 26 يوليو تحركت الدبابات لتهدم هذا الحائط وبعدها قرر والدي البعد عن المكان الذي تحوطه الدبابات والشرطة وغيرها. 
بعدها تركنا المكان وانتقلنا إلى شارع القصر العيني أمام مستشفى الكلب، ثم ذهبت إلى مدرسة القرابية وكان المعلم الذي يعلمنا في هذه المرحلة معلم من جامعة أكسفورد وأنا كنت في الصف الأول الإبتدائي وكان يعلمنا اللغة الإنجليزية كما ينبغي وكان الصف يضم حوالي 20 طالبا وتخرج منها  نوابغ وكوادر كبيرة منهم رئيس قسم القصر العيني.. وغيره  فكان اتجاهي علمي فدخلت مدرسة الإبراهيمية الثانوية وعاصرت فترة الصراعات السياسية بين الأحزاب ولم يكن لي وقتها أي أدوار سياسية، فكنت أبعد عنها ولكني كنت احب حزب الوفد ومصطفى النحاس باشا وسمي بحزب الوفد تيمنا بالوفد الذي ذهب إلى لندن فكانت الأحزاب متناحرة رغم الشكل الديمقراطي في تلك الفترة، ثم أحداث 25 يناير بالإسماعيلية و26 يناير بالقاهرة حيث حريق القاهرة، أنا عشت هذه الفترات وعاصرتها وكان لها أبلغ الأثر في تكوين شخصيتي. 

صف لنا بداياتك مع السينما والمسرح؟ 
منذ طفولتي وأنا مرتبط بالسينما، كان والداي يأخذاني للسينما مرة كل أسبوع أو أسبوعين، وأتذكر مرة دخلنا فيلما ليوسف وهبي وفجأة وجدته كانه شيطانا فخرجت مسرعا من السينما وأنا خائف جدا لدرجة أني كرهت السينما، وفي هذه الفترة كنت لا أعلم شيئا عن المسرح، غير أن الإذاعة كانت تذيع كل خميس مسرحية إما لنجيب الريحاني أو ليوسف وهبي، وكان من الملفت الضحك الذي كان يضحكه المذيع وكنت أتساءل هل هذه المشاهد فيها كل ذلك الضحك؟ وكنت استمع إلى هذه المسرحيات ففي صغري وأنا مستمتع جدا. 

كيف كانت بداياتك في المسرح؟ وعلى يد من تم اكتشافك؟ 
عندما دخلت كلية الهندسة ونظرا لظروف الحرب سنة 56 وقد دخلته متطوعا مع الفدائيين  لمدة 55 يوما، وعندما رجعت من الحرب أثر ذلك على دراستي فرسبت في ثلاثة علوم، وبدأت وقتها العمل على لوحات أصدقائي وبيعها لهم حتى لا أكلف أبي مصاريف، وكنت آخذ أجرا على ذلك حتى أصرف على نفسي، عندها جاءني اثنان واحد منهما اسمه مصطفى شعبان طلب مني التمثيل معهما فذهبت معه وعلى حسب ما أتذكر وجدت الأستاذ أسعد أمين وأسند لي دور خواجة في مسرحية «حكاية كل يوم» التي تدور أحداثها داخل فندق ووقتها شطبوا دوري من المسرحية، ما ضايقني جدا وسألت نفسي لماذا تم شطبي  فلست غبيا لهذه الدرجة؟ وعندما بدأوا في عمل مسلسل صامت «بانتومايم» أخذني الراحل أبو بكر عزت في دور صامت وبدوره اكتشف في موهبة التمثيل، وكان له الفضل في ذلك فكان أول من وضعني على بداية الطريق، ثم عملت «خاتم سليمان» وهو مسلسل صامت بمفردي على المسرح لمدة نصف ساعة نجحت فيه نجاحا باهرا، ومنذ ذلك الحين وأنا عاشق الفن. 

كيف كانت معرفتك بفؤاد المهندس؟ وكيف كان الحال بعدها في عالم المسرح؟ 
 بعد العرض الصامت طلبوا مني التعرف على الأستاذ فؤاد المهندس وكان وقتها متوليا رعاية الشباب وذهبت وتعرفت عليه في وجود زكريا موافي وبدر الدين جمجوم وأسامة عباس والدكتور محمد الجداوي وحسن عفيفي والضيف احمد وغيرهم ومنذ ذلك الحين وأنا أعشق المسرح، وبعدها أثبت نفسي وتوليت رئيس فريق التمثيل ثم مخرجا مساعد لفؤاد المهندس بالجامعة وأنشطة متتالية، وأخرجت عدة مسرحيات «23» عملا فنيا ما بين الهواة في الجامعة والهواة في الشركات وقد عملت بها بأمر تكليف، حيث صدر قرار جمهوري بتعيين السيد مهندس فاروق توفيق مهندسا في كذا وكنا نأخذ مرتبات عالية بالإضافة إلي البدلات، وعندما كنت طالبا في الجامعة قدمنا العديد من الأعمال لنجيب محفوظ ونعمان عاشور وبريخت والأدب العالمي كلينوف..... حتى تخرجت من الجامعة. 

صف لنا علاقتك بفؤاد المهندس؟ 
فؤاد المهندس هو الأستاذ والمعلم، تعلمت منه الكثير، وعملت معه كمساعد مخرج في العديد من الأعمال، وكان يشعر بالطمأنينة أثناء وجودي بجانبه، وكنت دائم الاتصال به والسؤال عنه وأذكر مرة غضب مني كثيرا لأني تأخرت في السؤال. وحاولت أن أوضح له أني في عُمرة فقال لي» اترك العمرة وتعال» وألفت له مسرحية بعنوان «عيد ميلاد فؤاد». وعندما جلس في بيته قال لي مرة «أصبحنا كخيل الحكومة» . 

ما أول عمل لك على مستوى الاحتراف ؟ وكيف انطلقت بعده؟ 
كان أول عمل احتراف لي في المتحدين وهو مسرحية «البيجامة الحمراء» ومن هنا بدأت الانطلاق إلى الاحتراف فقدمت حوالي  44 مسرحية يطلق عليها «عرض جماهيري» وعندما تخرجت كان هناك فقط مسرح إسماعيل ياسين ومسرح الريحاني كان من الصعب اختراقهما، وعملنا فرقة ال20 مسرحية للأديب الأستاذ عبد الله فرغلي وانضممت إليها وكنا 20 فردا وكنا ندفع من جيوبنا حتى نقوم بعمل المسرحية، وعملنا مسرحية» نوسة الغنية» بطولة نجوى فؤاد وإخراج عبد المنعم مدبولي ولكنها لم تلق نجاحا، ويشاء العليم بعد ذلك أن يأخذ المسرحية عبد الله فرغلي في المتحدين ويقدمها باسم غراميات عفيفي ودخلت المتحدين واشتغلت بها عدة روايات، والهام جدا في هذه الفترة أني عملت عدة روايات منها «بمبة كشر» بطولة نادية لطفي وكانت الرواية الوحيدة التي تعمل بها على المسرح ولم تستمر إلا شهرا، وبعدها «سيدتي الجميلة»، وبعدها عملت لفرقة الأستاذ أمين هنيدي في «مجنون بطة» وكانت الأدوار فيها مسجلة وعلينا فقط تحريك الشفاه، ثم بعد ذلك تركت الفرقة واشتركت في رواية «البنات والثعلب» مع الأستاذ أنور عبد الله بطولة بدر الدين جمجوم ومجموعة من الممثلين، وبعدها انضممت للريحاني في «سنة مع الشغل العزيز» وكانت أول مسرحية يستمر عرضها على المسرح ثلاث سنوات.

كم تبلغ حصيلة أعمالك؟ 
 قدمت حوالي 44 عرضا جماهيريا وحوالي 20 أو 25 عرضا للتليفزيون و150 فيلما وغيرها من المسلسلات حتى الآن. 

أيهما أقرب إليك العمل المسرحي أم السينمائي أم التلفزيوني؟ 
المسرح بالطبع، المسرح كما يقال عنه: أبو الفنون، فالممثل المسرحي قيمة كبيرة جدا وعنده قدرة على التحمل كبيرة ولديه إجادة يومية مع مرور الأيام، 
أنا مثلت مع رشدي أباظة سبعة أفلام وتحدثت معه في مرة ليعمل في المسرح فقال لي: «هو أنا مجنون أعمل مسرح أنا أجي كل يوم أقول نفس الكلام طيب أنتم مجانين وأنا مالي ومالكم». ممثل المسرح يجب أن يكون لديه جَلد ومستعد يوميا للعمل، وعندما تظهر على المسرح يعطيك الجمهور حقك، فكل يوم امتحان واختبار، ولذلك أنا أحترم من يقدم الأعمال المسرحية سواء لفترة بسيطة أو لفترة طويلة.

هل شعرت مرة بالملل من العمل بالمسرح أو شعرت بقلة الحماس؟ 
بالطبع لا، فانا عشقت المسرح وأصبح مهنتي، أحلق ذقني وأخد حمامي وألبس جيدا وكأني ذاهب لأتزوج. 

يقال أن دورك في «سيدتي الجميلة «من أكثر الأدوار التي تركت علامة عند جمهورك ما رأيك؟ 
سيدتي الجميلة ليست من أفضل أعمالي فلدي أدوار أخرى أفضل، أما رواية سيدتي الجميلة  فيجب أن يؤرخ لما قبل سيدتي الجميلة وما بعدها،؛ لأنها أول عمل استعراضي كوميدي متكامل، وجميع شخوصه جيدة جدا، فهذه المسرحية تعتبر محورا لما قبلها وما بعدها. 

كيف يكون إحساسك إذا وجدت الجمهور قليلا بعد ظهورك على المسرح؟ 
هنا يكون العيب في المنتج لعدم الدعاية الجيدة، وأيضا قد يكون أحدهم شغله لا يجذب الجمهور فيكون لنا صورة سيئة مما يقلل من الجماهير، وقد يكون بسبب ظروف عامة تحدث وتتسبب في قلة الجمهور، والحقيقة أنه لم يحدث ذلك لي ولم يصادفني. 

ما أجمل ما حدث لك في المسرح؟ 
كنا في الإسكندرية وفي العيد ونعرض على مسرح الريحاني وأجرت فرقه المتحدين المسرح لنا وذهبنا لعرض مسرحية «البيجامة الحمراء» كنا نعمل ماتينيه وسواريه في نفس الليلة، وكان هذا يعد شيئا جميلا بالنسبة لي. 

هل كان طريقك مفروش بالورود أم قابلتك عقبات؟ 
لم اعش غير العقبات، في الصباح مهندس ومساء أركب قطار 4م لأذهب إلى الإسكندرية لعمل عرض مسرحي وبعد العرض أعود إلى القاهرة  مثلما حدث في سيدتي الجميلة، أيضا كان لدي مشروع في أسوان وعرض ليلا في القاهرة كنت أركب الطائرة صباحا إلى أسوان وأذهب إلى الموقع بالسيارة بعدها، وكانت الطائرة تأتي من أبو سمبل وأحيانا تتأخر علينا وعندما نصل نأخذ تاكسيا على المسرح مباشرة في ميعاد عرض المسرحية، كان الموضوع مرهقا جدا وتلك كانت أصعب العقبات التي قابلتها. أريد أن أقول أنك إذا تحملت المسئولية فيجب أن تتحملها صح. أما المعاناة النفسية فكانت في أولئك الذين ينظرون لرزقك ومن يتصيدون لك الأخطاء، ومن تساعده يكون أول من يوجه ضربته لك. في مرة قالها لي محمود المليجي» الفنانين غرقانين ولكن من يريد أن يركب عليك ينجح على حسابك وانت تموت». 

هل أنت راض عن أعمالك؟ وهل أخذت نصيبك من التمثيل وحققت كل ما حلمت به أم لا زال هناك أحلام لم تحقق؟ 
أنا راض تماما عن كل أعمالي، ولا يوجد أحد في العالم يحقق  كل ما يحلم به أو يتمناه، لكن ما وصلت إليه في الفن وجعلني في قمة سعادتي هو إحساسي بحب الناس لي. 

ما أقرب أعمالك إلى قلبك خاصة المسرحية منها؟ 
أحب جميع أعمالي وأفتخر بها، مثلت أعمالا كثيرة أفخر بها وأديت فيها أداء جيدا، ولكن هناك أعمال أرغمت على عملها لظروف مادية منها حينما كنت في ضائقه مالية، وحدثني ليلا المخرج حسام الدين مصطفى لأعمل معه في « وكالة البلح»  ولما ذهبت كان دوري دَلالا في وكالة البلح، ولكنهم أعطوني ظرفا به ما أحتاجه من النقود لعمل الأشعة لأبي، وكان الوقت لا يسمح برفض مثل تلك الأعمال نظرا لظروفي، و حسام الدين مصطفى هو أول مخرج أعمل معه سينما، وله فضل كبير علي، ولا أعلم إن كانت النقود متوفرة لدي هل كنت سأقبل هذا الدور مراعاة لهذا المخرج وأفضاله أم كنت سأرفض.

هل شاهدت أيا من المسرحيات الحديثة؟ وفي رأيك هل اختلف المسرح حاليا عن المسرح سابقا؟ 
 شاهدت مسرحية قواعد العشق الأربعون لعادل حسان وأعجبتني جدا وأعجبني التناول والممثلين لأنهم مؤمنين بما يقدمونه، وفي نفس الوقت تم اختياري في لجنة التحكيم لجامعة الزقازيق ورأيت عشرة مسرحيات ومما ابهرني حقا وجود طلبة بهذه القوة و هذا الجمال، أما حاليا فلم أر أعمالا أخرى بسبب ظروف الكورونا، ولكن في رأيي أجد أن المسرح حاليا بعافية، حتى القطاع الخاص غير موجود. 

ماذا عن مسرح الفضائيات؟ 
على سبيل المثال اشرف عبد الباقي استطاع أن يرجع جمهور المسرح، والشباب الذين يظهرون لعمل اسكتشات  الجيد منها يظهر والسيء لا يظهر بالتأكيد، وهم جيدون ولكن ما يقدمونه يكون في قالب اسكتش أو مسلسل قصير وهو عمل جيد ومن أهم مميزاته أنه جذب الجمهور وبالطبع حضور الجمهور من كل مكان إلى المسرح  يحسب لأشرف عبد الباقي. 

ما رأيك في مشروع حياة كريمة وما يقدمه من مسرحيات للقرى والمحافظات البعيدة؟ 
هو شيء عظيم، فكرة تقديم المسرح لهؤلاء البعيدين عنه، لكن هناك سؤالا هل تستطيع أن تكون فريق تمثيل في كل قريه من محبي المسرح فتقوم بعمل ورش لهم في أماكنهم، هذا يجعل أفكارهم تنمو وتترعرع في مناخ آخر غير مناخ التطرف، وفي نفس الوقت سنساعدهم على القراءة، فإذا نجحنا في ذلك يكون شيء عظيم ولأن المسرح له رسالة عظيمة يكون بذلك قدم رسالته بصورة كاملة. 

هل لديك مشاريع مستقبلية؟ 
لدي العديد من المسرحيات والأعمال من تأليفي، فأنا أخرجت حوالي سبعة أعمال هامة، وألفت العديد من المسرحيات منها مسرحيه توجد عند الفنان أشرف عبد الباقي وأتمني أن يقدمها للجمهور. أيضا هناك مسرحية «في عيد ميلاد فؤاد» وأدعو أشرف عبد الباقي لتقديمها وأن يقوم اشرف عبد الباقي بدور فؤاد المهندس، وهذه المسرحية بها أشياء جديدة حيث أن الشخوص في المسرحية هم الذين عمل معهم فؤاد المهندس، أيضا لدي العديد من المسلسلات للإذاعة والتليفزيون، ولذلك وقتي لا يضيع إلا في المسرح أو الفن. 

هل من أدوار تمنيت أن تؤديها ولم يحدث حتى الآن وهل أدى أحد الممثلين دورا تمنيت أداءه ؟ 
نعم بالفعل هناك عدة أدوار تمنيت أدائها مثل العجوز والبحر وأحدب نوتردام، ولكني لم افكر طيلة حياتي  في أداء دور أداه غيري، هذه هي  طبيعتي .. الفن للأخرين كما هو لي.
ألم يحدث تعارضا بين عملك ممثلا وعملك مهندسا؟ 
أحب عملي كمهندس فهو عمل به الكثير من المتعة رغم الإرهاق وأيضا أحب عملي في التمثيل ولذلك استطعت التوفيق بينهما، ولولا عملي في الهندسة «كان زماني لايص» لأنه الذي نفعني الآن، فانا أخذ معاشي منه، .. عملت مهندسنا بأمر تكليف بعد أن تخرجت حتى وصلت لمركز كبير، بعدها قدمت استقالتي وأخذت معاشا مبكرا كي انضم كعضو عامل في نقابة المهن التمثيلية. 

ماذا يمثل التكريم أو الجائزة لفاروق فلوكس؟ 
التكريم يمثل لي قيمة كبيرة جدا فأنا فنان قدم كل جهده للمسرح، وعندما أُكرم فهذا يعني تقدير لهذا الجهد، والتكريم في رأيي جزء منه تكريم لجيلي، ولحسن حظي أن كرمت في المهرجان القومي للمسرح وبعدها بفترة قصيرة  تم تكريمي في نقابة المهندسين وأخيرا تكريمي على خشبة المسرح القومي، وهذا ما اسعدني حقا، فعنوانك هو الإخلاص في ما تقدمه، و أنا أخذت حقي وزيادة من الحضور يوم التكريم. شيء عظيم أن تجد من يحبك ويقدرك، وأعمالي لم تكن هباء وإنما كان لها قيمة عند هؤلاء الذين كرموني وعند الجمهور.

ماذا عن تكريمك من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم؟ 
أنا سعيد حقا بهذا التكريم، خاصة أني الوحيد الذي كُرمت في هذا اليوم بمفردي، وبيد وزيرة الثقافة فهو تكريم كبير بالنسبة لي لدرجة أن دموعي سبقتني، فالتكريم إعادة حياة وأمل جديد لأن أستطيع أن أقدم الكثير والكثير. 

هل التكريمات تصنع الأسماء؟ 
الاسم يصنع صاحبه والمتلقي يؤيده ويقويه، وهناك من الأسماء الكبيرة التي لم تكرم مثل حمزه الشيمى وأسامة عباس.. وغيرهم من الأسماء العظيمة لم يتم تكريمها، و التكريم الحقيقي للفنان هو حب الجمهور ولا يعني عدم  تكريمه بالجوائز أو الشهادات أنه لا اسم له. وآمل أن يتم تكريم الفنانين في حياتهم. 

ما أكبر قيمة في مشوارك الفني والمسرحي؟ 
 أكبر قيمة واكبر مكسب لي هو حب الناس فأنا غني بحب الناس لأن الحب أكبر ثروة قد يحصل عليها الإنسان والفنان بخاصة. 

هل من كلمة توجهها للمسرحيين ولجمهور المسرح؟ 
كلمتي للمسرحيين «من العظيم أن من يجلس أمام  الستار يحبك ولكن الأعظم أن يحبك من وراء الكواليس أكثر، حُب زملائك لك يرفعك فحافظ على حب زملائك» . 
أما كلمتي للجمهور «من فضلكم جمهوري الحبيب الذي كان دائما عنوان نجاح المسرح أرجو أن تقفوا بجانب المسرح وتؤازروه في كل الأعمال المسرحية حتى يستطيع المسرح أن يتقدم بكم ولكم دائما في أعمال جديدة، وكلما أزرتموه كلما قدم لكم الجديد والمفيد، فالمسرح أمانه بين أيديكم وعليكم أن تضعوا أنفسكم تحت أمر المسرح الذي سيكون لكم دائما منبرا  ونبراسا ومعلما، فكونوا بجانبه».


سامية سيد