إميل شوقي: العسل عسل نجح رغم ظروف المسرح الصعبة

إميل شوقي: العسل عسل نجح رغم ظروف المسرح الصعبة

العدد 525 صدر بتاريخ 18سبتمبر2017

تخرج إميل شوقي من كلية التجارة بجامعه عين شمس عام 79 وبدأت علاقته بالتمثيل والإخراج من خلال مجموعه منتخب الجامعة التي ضمت عددا من النجوم الذين أثروا الساحة الفنية فيما بعد ومن هؤلاء الفنانين أحمد عبد العزيز، سامي مغاوري، محمود حميدة، طارق الدسوقي، محسن حلمي، عصام السيد، توفيق عبد الحميد، سامح الصريطي ، ثم التحق بالمعهد العالي للنقد الفني عام 86 وتقدم برسالة ماجستير بعنوان” العناصر التجريبية في عروض مسرح الطليعة المصري” وبعد تخرجه عمل مساعدا لكبار المخرجين أمثال سعد أردش وسمير العصفوري  وقام بإخراج العديد من الأعمال المسرحية من إنتاج مسرح الطليعة ومنها حمام شعبي  ، السرايا الخضراء ، مجنون بأمر الحب ، حفلة أبو عجور ، وغيرها.
في عام 1986 عمل إميل كمخرج منفذ مع المخرج الكبير سمير العصفوري من خلال عرض “العسل عسل والبصل بصل” إنتاج مسرح الطليعة والذي أعده العصفوري عن كتاب مقامات بيرم التونسي وقام ببطولته في هذا الوقت سهير طه حسين وممدوح قاسم وأحمد حلاوة ويوسف رجائي وزايد فؤاد وماهر سليم ، وحققت نجاحا جماهيريا مبهرا وبعدد مرور ثلاثين عاما يقرر إميل شوقي إعادة عرضها من إنتاج المسرح الكوميدي ليكرر نفس النجاح الكبير وبأبطال آخرين وهم علا رامي ومفيد عاشور وفاطمة محمد على وحسان العربي وأحمد زايد ووائل شاهين ووائل أبو السعود وناجح نعيم وأشرف شكري.

  كيف واتتك فكرة إعادة تقديم عرض العسل عسل من جديد؟
 هذا العرض قدمه المخرج سمير العصفوري لأول مرة عام 1986 وحقق نجاحا باهرا ، وقد قررت إعادة تقديمه لأنه لا يعتمد على الدراما العادية ولكنه يعتمد على فن المقامة التى أبدعها بيرم التونسى ، والقائمة على الحكى والغناء والرقص والعزف على الآلات بالإضافة إلى أنني فكرت في استغلال تطور إمكانات المسرح حاليا بالإضافة إلى أنني قررت أن أقدم إسقاطات على واقعنا الحالي منها مشاكل في التعليم والصحة والصحافة والإعلام وتلك هي رؤيتي الجديدة التي أردت تقديمها للجمهور وبالتأكيد أي عمل يتم إعادة تقديمه مثل أعمال شكسبير مثلا يحمل فى كل مرة رؤية مختلفة.
  هل كنت تتوقع النجاح الجماهيري الذي لاقاه العرض؟
   أستطيع أن أقول بدون غرور أنني أجيد صناعة عرض جيد من كل النواحي الفنية، لكن للنجاح الذي حدث عوامل أخرى من أهمها وجود منتج شاطر مثل أحمد السيد مؤمن بالتجربة ، فعندما يتجمع لدىّ بيرم التونسي وسمير العصفوري وأحمد السيد وفريق العمل الرائع ولا أنجح فالأفضل أن أغير مهنتي ، وهذا النجاح تحقق على الرغم من قلة الدعاية وقلة الاهتمام، فهم ينتجون العمل في هيئة المسرح وعليك أنت كمخرج أن تجذب الجمهور وتحقق إيرادات على الرغم من وجود إدارة للتسويق وظيفتها هي كل ما سبق لكنهم يتركون كل ذلك على المخرج واعتقد أننا نبذل جهدا مضاعفا فى عملية التسويق والدعاية وجلب الجمهور.
  وكيف وجدت استقبال جمهور الإسكندرية؟
   لم يختلف عن استقبال جمهور القاهرة وذلك بسبب جودة العمل نفسه والذي يتناول أزماتنا فى كل وقت ورغم أن جمهور الإسكندرية فى ذلك الوقت من الصيف يبحث عن العروض الخفيفة إلا أن الإقبال على العرض كان كبيرا ورائعا ولا ننكر جهد الفنان إيهاب مبروك مدير مسرح بيرم التونسى الذى اجتهد كثيرا لكى يصل الجمهور إلينا بالإضافة إلى أن الإمكانات الصوتية والإضاءة بمسرح بيرم التونسى كانت على أعلى مستوى وأشكر القائمين على ذلك هناك .
  من هو أكثر ممثل وفقت في اختياره وأعطاك ما أردت بالضبط؟
   ميزة هذا العرض أنه لا يوجد به نجم أوحد وإنما جميع المشاركين بالعرض كلهم نجوم ولا نستطيع أن نغفل وجود نجم بحجم مفيد عاشور وهو فنان رائع وله مذاق خاص ولا أغفل دور فاطمة محمد على بأدائها الغنائي التمثيلي والذي لا يتوافر عند الكثيرين فهي تمتلك موهبة أنها تمثل الأغنية وتعطى للمسرح نشاط وحيوية وبهجة وعلا رامي التى تبعث البهجة بمجرد ظهورها على المسرح ، حسان العربي الذي ينتزع الضحك انتزاعا ، وائل أبو السعود فى شخصية المسحراتي وجاذبيته مع الجمهور ووائل شاهين الممثل الحرباء الذي يتمتع بمواهب مختلفة ، أشرف شكري ممثل مخلص لأبعد الحدود وذو إمكانيات خاصة ، جلال الهجرسى في دور فلاح كفر “أبو قبقاب” ، وكذلك بقية الفنانين أحمد زايد ، ناجح نعيم كل منهم بطل منطقته وأنا عادة أهتم بكل الأدوار عندي مهما كان حجمها، مثل روما وعبير ولا أنسى الصوت الجميل للموهبة الصاعدة حبيبة وهى نجمة قادمة بقوة وفرح الموهوبة جدا في الكوميديا.
  وما أبرز العقبات التي واجهتك خلال هذا العرض؟
   بالتأكيد كان هناك نقص في الإمكانات لم يسمح لي بتقديم ما كنت أحلم به منها نقص الفيديو بروجكتور وتصوير بعض المشاهد ونقلها نقل حى على الشاشة فى مشهد الظلام ، هناك مشكلات فى الأجهزة الصوتية بمسرح ميامى ، هناك نقص فى حركة المجاميع والراقصين لم تسمح  باكتمال الصورة في بعض اللوحات.
  كيف رأيت الدورة المنقضية من مهرجان المسرح القومي؟
   للأسف لم أكن بالقاهرة وقت المهرجان فقد كنت أعرض بالإسكندرية ولم أتابع شيئا لكنني رأيت حالة استياء عام فى الكثير من الأشياء مثل الجوائز وأشياء أخرى ومن الواضح أن هناك توازنات تمت مراعاتها فعندا يكون هناك عرض أحسن تمثيل ويحصل على جوائز أخرى فيعطون الجائزة لعرض آخر ، وقد ظللت 6 أعوام بعيد عن المسرح بعد عرض “سلقط فى ملقط” بسبب تحكم الأفراد فى العملية المسرحية ، حيث قدمت العديد من المشروعات للفنان فتوح احمد رئيس البيت السابق ولم ينفذها لأنني لم أكن على هواه.
  وكيف ترى حجب جائزة أفضل مؤلف؟
   كيف يتم حجبها ، فكيف تعطى أحسن تمثيل وأحسن إخراج وأحسن عرض ولا تعطى أحسن مؤلف فكيف عمل هؤلاء جميعا دون وجود نص جيد ، حجب جائزة المؤلف أمر غريب فأقل ما فيها كان من المفترض أن يشجعوا مؤلف عرض “يوم أن قتلوا الغناء” على نصه الذى نال أفضل عرض.
  ما هو مشروعك الفنى القادم؟
   أتمنى أن أجد دورا كبيرا بالفيديو فهو أكثر انتشارا بمراحل من المسرح فأن تظهر فى حلقتين بمسلسل تلفزيوني أو حتى تظهر فى إعلان رمضاني يشار إليك من الناس ولا يلتفتون إلى تاريخي بالمسرح الذي يمتد إلى 40 عرضا مسرحيا وكلما قدمت عرضا جديدا تتم مناقشتي في أجرى ويتم تخفيض الميزانية ففي عرض العسل عسل حصلت على نصف أجر أي مخرج مبتدئ ولم يتم تعويضي بأي شيء رغم وعدى بذلك ، وطوال فترة العرض أنفق من جيبي الخاص ولم أتقاضى أي مليم سوى 500 جنيه قدموها لي بدل سفر للإسكندرية لمدة 15 ليلة عرض كطعام وسكن وانتقالات ، ويجب أن يعاد النظر في ذلك حتى لا نهرب من المسرح ونتركه لأنصاف المواهب.

 


كمال سلطان