أحمد بورحيمة: إرتباط إسمي باسم الحركة المسرحية فى مصر .. شرف كبير

أحمد بورحيمة: إرتباط إسمي باسم الحركة المسرحية فى مصر .. شرف كبير

العدد 519 صدر بتاريخ 7أغسطس2017

 • كيف تري هذا التكريم وسط تاريخك الكبير مع المسرح والثقافة؟
 • الحقيقة هذا التكريم يختلف عن أي تكريم آخر، لأن التكريم فى المهرجان القومي للمسرح فى الدورة الحالية يرفع بلا شك من قيمة الدور الذي نلعبه، وعندما يرتبط إسمي باسم الحركة المسرحية فى مصر فهذا تكريم وشرف كبير، ونحن نثمن الدور الكبير لجمهورية مصر العربية فى الحركة السياسية والثقافية فى دولة الإمارات العربية المتحدة ، والأيادي البيضاء لمصر على دولتنا من خلال البعثات الدراسية التى أرسلتها لنا مصر منذ سنوات طويلة ، ومصر هي التى فتحت الأبواب للمسرحيين فى الإمارات وعرفتنا على هذا العالم السحري الذي يأخذنا لنحلق معه بعيدا فى سماوات الإبداع والخيال، مصر هي من أنارت لنا الطريق، والتكريم فى مصر بلا شك له وقع خاص على نفسي ووسام على صدري، وهذا ما تعلمناه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ونحذو حذوه تجاه حب مصر وعلاقتنا بها.

 • وكيف تري شكل الحركة المسرحية فى مصر؟
 • أريد أن أقول أنه عبر التاريخ كانت كل حركة مسرحية فى أي بلد عربي تحاكي الحركة المسرحية فى مصر، واعتقد أنه حاليا هناك اهتمام كبير وجهد مبذول فى مصر خاصة فى ظل وجود مثقف كبير مثل وزير الثقافة حلمي النمنم، وسعداء بأن تعود الحركة الثقافية والمسرحية فى مصر من خلال هذا المهرجان أو من خلال المهرجان التجريبي الذي نستفيد منه كثيرا، ومن خلال مشاركاتي فى المهرجانات المصرية شاهدنا عروضا رائعة وجيدة واكتشفنا مواهب كثيرة، ورأيت عروض مصرية قدمت أطروحات جديدة سواء على مستوي المضمون الفني أو على مستوي المضمون الفكري، هناك عناصر تبشر بالخير ونرجوا ألا تقف الطموحات عند حد معين، وهناك حركة تخلق مناخات وفضاءات جديدة تتوافق مع متطلبات المرحلة وكل المؤشرات تقول أن هناك حركة شبابية متمسكة بخصوصيتها المسرحية.

 • وبشكل عام ما هي أهم الفعاليات المسرحية في الشارقة؟
 • نعمل على تطوير وإثراء الحركة المسرحية فى الشارقة من خلال مجموعة من المهرجانات التى ننظمها طوال العام ما عدا شهري يوليو وأغسطس بسبب ظروف ارتفاع درجات الحرارة، حيث ننظم مهرجانات مثل مهرجان المسرحيات القصيرة فى شهر سبتمبر ، يليه مهرجان المسرح الصحراوي فى ديسمبر، ثم مهرجان المسرح الكشفي، ثم مهرجان “خور فاكان” المسرحي ومهرجان المسرح الثنائي بمدينة ديبا، بالإضافة لعدد من الملتقيات الفكرية التى نشرف علي تنظيمها بالشارقة مثل ملتقي المسرح العربي، وعدد من الفعاليات التى تواكب أيام الشارقة المسرحية وتختص باحتضان الشباب الحاصلين على المراكز الأولي فى المعاهد والأكاديميات العربية.

 • وحاليا هل تري أن هناك تعاون حقيقي وعلاقة بين المسرح المصري والمسرح الإماراتي ؟
 • بلاشك لنا علاقة دائمة مع المسرح المصري ونحن نزور مصر مرات عديدة فى السنة للمشاركة فى الفعاليات المسرحية، تواجدنا فى إبريل الماضي للمشاركة فى مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب، وفى شهر سبتمبر الماضي للمشاركة فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ونحن على تواصل دائم من خلال هذه المهرجانات أو من خلال مشاركات الأفراد أو الفرق المصرية، فى فعاليات إمارة الشارقة سواء فى بينالي الشارقة العالمي أو من خلال المهرجانات المسرحية المختلفة التى تنظمها إدارة الثقافة بالشارقة، ونسعد دائما ونفخر بهذه المشاركات المصرية.

 • لماذا إذن لا نشاهد عروضا مصرية تقدم ليالي عرض بالشارقة؟
 • الآن أصبح لدينا فى الشارقة مؤسسات متفرعة فى مجال الثقافة والفنون، وأنا اقوم بالإشراف على إدارة الثقافة ولدينا فقط مهرجان محلي ، لكن هناك مظلة اكبر هي الهيئة العربية للمسرح وهي المختصة بالتعاون مع الأشقاء العرب  وخاصة من خلال مهرجانها السنوي الذي يقام كل عام فى عاصمة عربية مختلفة، ولكننا ايضا لدينا مشاركات مصرية كثيرة من خلال استقطاب المسرحيين المصريين للمشاركة فى مهرجانات الشارقة المتنوعة سواء كضيوف شرف أو من خلال مشاركاتهم فى الورش المسرحية التى تحدث على هامش المهرجان، أو الورش التى نقيمها طوال عام ، ونحن نأمل فى أن يكون هناك تعاون أكبر خاصة فى هذه اللحظة من تاريخ أمتنا العربية التى نحتاج فيها  لمد جسور التعاون وتوثيق اواصر العلاقة بين الشعوب، وإذا كانت السياسة وأحداثها المختلفة قد فرقت بين الشعوب، فإن الفن والمسرح يمكن لهما أن يقوما بهذا الدور فى توحيد الشعوب وتعرفها على بعضها البعض، خاصة ونحن العرب حاليا نرمي التهم جزافا دون أن نتحقق ونعرف.

 • كيف إذن فى هذه اللحظة أن يقوم المسرحيين بدورهم فى محاربة الإرهاب والتطرف بعد أن توحدت القيادة السياسية فى البلدين لموجهة الإرهاب؟
 •  هذا سؤال صعب جدا أن نجيبه فى حوار صحفي أو فى جلسة واحدة، ولكننا اليوم نقوم باجتهادات فى هذا المجال خاصة بعد ما حدث من تدمير للأمة العربية بسبب خدعة الربيع العربي، وكانت صدمة لنا كشعوب ومثقفين، آن الأوان أن نخطوا خطوة جديدة، ودورنا أشمل وأعم من السياسيين، الثقافة هي الحصن الأول لحماية الشعوب وخاصة الشباب من أخطار الفكر الإرهابي، ومصر تحديدا هي الرائدة فى هذا المجال سواء من خلال الأدب أو الشعر أو المسرح، وبشكل عام لأن نبدأ من الصفر ونعمل فى المدارس وننشر الثقافة والفنون فى كل مدارسنا، وكذلك فى الحرم الجامعي، وندعم ونحتضن كل المواهب الشبابية، وأن نكسر القيوم أمام الشباب ونمنحهم المساحات والدعم والفرص استيعاب طاقاتهم، وأن ننظم برامجا تحمي الشباب من الإعلام العربي الفاسدالذي يقدم للشعوب أشياء مغلوطة وغير صحيحة، وأن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والتكنولوجيا المتطورة للوصول للشباب وأن نفهم تأثيرها الخطير على النشئ ونستخدمها بشكل صحيح، وتقديم أعمال مسرحية تواكب وتوازي هذا التطور وتفهم عقلية الشباب وأحلامهم، يجب أن يتحد المثقفون والفنانون العرب قبل السياسيين من أجل حماية شعوبنا وحماية تاريخنا العربي الذي شوهناه بأيدينا


حوار: مهدي محمد مهدي