علاء قوقه أفضل ممثل بـ«القومي للمسرح»:المنافسة بالمهرجان تزداد شراسة وأطالب برفع قيمة الجوائز

علاء قوقه أفضل ممثل بـ«القومي للمسرح»:المنافسة بالمهرجان تزداد شراسة وأطالب برفع قيمة الجوائز

العدد 573 صدر بتاريخ 20أغسطس2018

حصد الفنان الدكتور علاء قوقه، جائزة أفضل ممثل في الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للمسرح الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة.
حصل قوقه على الجائزة عن دوره في مسرحية «مسافر ليل» من إنتاج مركز الهناجر للفنون تأليف صلاح عبد الصبور، شاركه البطولة مصطفى حمزة وجهاد أبو العينين، وديكور وإخراج محمود فؤاد صدقي.
للدكتور علاء قوقه الأستاذ في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للمسرح الكثير من المشاركات سواء على مستوى المسرح كلاسيكيات شكسبير ومغامرات غوركي ويونيسكو ونصوص الهم العربي؛ أو الدراما كمشاركته بالتمثيل بعشرات المسلسلات، وأشهرها «سجن النسا»، و «حق ميت»، وهو ما دفع “مسرحنا” لإجراء هذا الحوار معه، حول الجائزة التي حصدها، وقضايا أخرى تتصل بالمهرجان والمسرح بشكل عام.
- بداية كيف تقيم جائزة أفضل ممثل في ختام فعاليات المهرجان القومي للمسرح؟
مشاركتي بالأعمال المسرحية كلها لصالح الجمهور في النهاية، وأسعى من خلالها لبذل مزيد من الجهد حتى يظهر العمل المسرحي على الوجه الأمثل، وأؤكد أنه سواء كان العمل حصلا على جائزة أو لا، فهي تعود للجنة التحكيم؛ وأنا في النهاية أقبل ما تراه اللجنة وأحترم موقفها سواء منحتني جائزة أم لا وأفضل أن لا أبدي رأيا حول موقف لجان التحكيم من الجائزة التي تمنحها سواء لي أو لأي فنان آخر، وأحترم قرارها في النهاية.

- وماذا عن عروض المهرجان في دورته الـ«11» لهذا العام في ظل ميزانية المهرجان المحدودة؟
أنا مع دعم الميزانية كلما أتيح ذلك لأن الأسعار في ازدياد، وأنه يجب أن يكون هناك تكافؤ بين ارتفاع الأسعار والمبالغ التي ترصد للمهرجان ناهيك بالجوائز التي تمنح، واستغل منبرك جريدة «مسرحنا» لأطالب برفع قيمتها وذلك لصالح العملية الفنية ولدفع المبدعين المشاركين للتنافس وتقديم نتاج أفضل دائما.

- ماذا عن عروض هذه الدورة؟
المهرجان القومي للمسرح في دورته المنتهية شهد عددا كبيرا من العروض المسرحية الجيدة والممتازة، أثبتت أن المهرجان سنة بعد سنة تزداد شراسة المنافسة الشريفة به، وأن هناك جهدا كبيرا في هذا التنافس وهو ما يدفعني كمبدع للاجتهاد بتقديم فن حقيقي يتلاقى مع هموم وطموحات الناس ويساعدني ذلك وطوال الوقت على أن أقدم جهودًا إبداعية ومتميزة للجمهور من خلال بعض العروض المسرحية التي أشارك فيها. وبالنظر إلى عروض هذه الدورة سواء من عروض البيت الفني للمسرح أو الهواة أو المستقلين والجامعات أرى أنها جميعها جاءت متميزة ومبتكرة سواء على مستوى المضمون أو الشكل.

- لماذا اخترت المشاركة في مسرحية “مسافر ليل” لصلاح عبد الصبور؟
أنا لم أختر دوري في عرض «مسافر ليل» المشارك ضمن فعاليات المهرجان، وإنما الاختيار جاء من قبل مركز الهناجر للفنون باعتباره الجهة الإنتاجية، وعندما عُرض علي الدور لم يكن بإمكاني أن أرفض تقديم دور أعتبره من أهم الأدوار التي كتبها صلاح عبد الصبور في أحد أهم النصوص الشعرية - من الألف للياء – كما أنه يحتاج مزيدًا من الجهد لتقديمه بصورة تليق به لما فيه من أيقونات ورموز وتعقيدات، خاصة وأن هذا العرض ممتلئ بالدسامة. وأضيف أن هناك سببا آخر دفعني للتحمس لأداء دوري في هذا العرض هو تقديمه في عربة قطار في ساحة الهناجر كأحد الأشكال الجديدة للعرض؛ وهو ما استهواني إلى تقديمه وأن أكون في حضن الجمهور.

- في رأيك هل يشهد المسرح المصري انتعاشة بعد ثبات طويل؟
أرى وأؤكد على أنه كلما زادت دور العرض المسرحي والبنية التحتية كلما كانت الرؤية سليمة وساعدت في استمرارية حركة المسرح، إضافة إلى الاهتمام بالتجارب الجديدة والميزانيات التي ترصد والعروض التي تعرض عبر عدد من المواقع، وكذلك كم الإنتاج الذي يحدث كل عام فكلها عوامل صحية لتصحيح مسار المسرح المصري إضافة إلى إقبال الجماهير، باعتبارها إحدى العوامل الجوهرية لازدهار المسرح، حيث إن وجودها بكثافة يعمل على ازدهار حركة المسرح، وكسب أكثر عدد ممكن من المشاهدين من خلال دعم حركة التسويق والدعاية المدروسة هو ما سيساهم في زيادة أعداد المشاهدين المسرحيين.

- شاركت في عدد من المسلسلات طوال السنوات الماضية هل ستعود للمسرح خلال الفترة المقبلة؟
ليس هناك تعارض طول الوقت بين تقديمي الأعمال الدرامية والمسرحية في نفس الوقت، فدائمًا ما أعمل على التنسيق بين ذلك وذاك، كما أن مشاركتي في الأعمال الدرامية لم تؤثر على مشاركتي في العروض المسرحية، وما يهمني في الأول وبالنهاية أنه عندما أقدم تجربة مسرحية أن أقدمها من الألف للياء، وأن يكون الهدف من النص المسرحي هو التأثير الإيجابي على المجتمع.

- حصل عرض “مسافر ليل” على شهادة تميز لإتقان اللغة العربية.. ماذا ينصح الدكتور علاء قوقة شباب المسرحيين لإجادة اللغة العربية؟
عندما أقوم بتمثيل عرض مسرحي باللغة العربية الفصحى فهذا يعني أنني لا بد وأن أكون متقنًا لهذه اللغة قبل أن أبدأ في عملية التمثيل، وأرى أيضا أن إتقانها لا يعتبر ميزة بالنسبة للممثل المسرحي إنما هي في صلب الشغل وضمن أبعاد الشخصية التي أقدمها كممثل مسرحي، «زي ما واحد يقدم شخصية أجنبي يجب أن ينطق الإنجليزية بامتياز وطلاقة»، وأرى أنه يجب أن تكون اللغة «متطبعة بالشخصية» ولا ينفع إطلاقا أن نرى عروضًا مسرحية باللغة العربية الفصحى ممتلئة بالأخطاء التي نراها ويجب على لجان التحكيم أن تنتبه لبعد اللغة وأهميتها خلال مشاهدتها العروض المسرحية باللغة العربية. وبالنظر إلى العرض الذي شاركت فيه ضمن فعاليات المهرجان وهو “مسافر ليل” فهو عرض مسرحي شعري لذا كان علينا جميعًا كفريق عمل أن نهتم بمخارج الحروف والألفاظ وبالنطق السليم. أما بالنسبة لنصائحي لشباب المسرحيين، أقول لهم اهتموا بالنطق السليم والإعراب ومخارج الحروف والألفاظ قبل البدء في المشاركة بالتمثيل خلال العروض.

- كأكاديمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية بما تنصح شباب الدارسين بالمسرح وهم في سنوات دراستهم الأولى؟
أولا أقول لهم إن الفن المسرحي محتاج للمحبين والمخلصين، وأنه من يدخل هذا المجال بهدف الشهرة أو بهدف الربح لن يحقق ما سيتمناه، أما من لديه الإخلاص والجدية والمحبة لهذا الفن العظيم وهو الفن المسرحي فيجب أن يكون مثقفًا ومطلعًا ومتعدد الذائقات كقراءته لفنون الشعر والموسيقى والفن التشكيلي لأن الفنون تكاملية، ويجب أن يكون ملما بهذه الفنون الأخرى بل وبالكثير من المعارف سواء التي تصب أو لا تصب في «شغلانة» الفن المسرحي ولو حتى قراءات في خارج المجال، فكلها تراكمات معرفية ستساهم في صقل موهبة الفنان المسرحي سواء كاتب أو مخرج أو مهندس للديكور.

- كيف ينظر الدكتور علاء قوقه لظاهرة ورش فنون الكتابة والإخراج المسرحي؟
لورش الكتابة أو الإخراج المسرحي وجهان دائمًا، أولهما إذا كانت هذه الورش تعمل فعليًا على تعليم مبادئ الفن المسرحي وأن يكون العاملون على تقديمها متخصصين يقودون العملية لتخريج جيل مسرحي، ومن ثم العمل على تقديم أعمال خاصة بهم وتقييمها، على أن تكون هذه الورش انطلاقة لهؤلاء لأن يبدأوا خطواتهم لعالم المسرح؛ ففي النهاية ليس هناك مؤلف اعتباطي، في النهاية المبدع الذي تعلم الأصول هو من سيستكمل المشوار وسينجح، لكن في النهاية يجب أن يكون الدارس موهوبًا، وأرى أنه لو قدمت لنا هذه الورش موهوبًا واحدًا فقط فهذا هو مكسبنا سواء في ورش الإخراج أو التصوير أو التمثيل. وأوصى من يدخل هذه الورش أنه يجب أن يتحرى بدقة من القائم على تقديمها وليس مجرد أنها ورشة والسلام، ويجب أن يطلع الدارس على سيرة مقدم الورشة الذاتية.

- ما الذي ينقص “القومي” حتى يصبح أحد أهم المهرجانات على المستوى الإقليمي؟
كان هناك بعض الشكوك والمسائل السلبية في بداية عروض المشاهدة الخاصة بالمهرجان القومي للمسرح؛ كان هناك بعض عروض لا ترقى للوصول إلى المهرجان، ومن المهم أن يكون هناك حيادية في اختيار العروض المشاركة حتى يصبح مستوى المهرجان أكثر قوة، وأرى أن نسبة العروض القوية في المهرجان بدورته الـ«11» ليست كثيرة ويجب اختيار العروض بدقة من قبل لجان المشاهدة. ثانيًا أتمنى أن يتم زيادة الجوائز الخاصة بالممثلين والمشاركين الصاعدين في الدورات المقبلة من المهرجان، كاستحداث جوائز لأفضل مهندس ديكور صاعد؛ ومؤلف موسيقي صاعد؛ وممثل دور ثانٍ صاعد، مثلما هناك جائزة أحسن ممثل دور ثاني في المحترفين، ويجب النظر بعين الاعتبار لهؤلاء المواهب، لأن عدد الشباب المشارك في المهرجان أكبر من عدد المحترفين ويجب زيادة جوائزهم تناسبا مع هذا الكم من المحترفين. أرى أيضا أن التغطية الإعلامية للمهرجان كانت ضعيفة ونحن طوال الوقت ننادي بأننا نحتاج إلى أن يكون هناك بروتوكول يتم توقيعه مع عدد من القنوات الفضائية لتغطية الورش والندوات والعروض بالمهرجان، وأؤكد على أن هذه المسألة في غاية الأهمية، وأن كل مهرجانات العالم يتم تغطيتها من خلال الرعاة وهو ما يؤثر على رفع قيمة الجوائز.

- ماذا يتمنى الدكتور علاء قوقة للمهرجانات المسرحية بمصر؟
تعد المهرجانات فرصة للتنافس وهو ما يساهم في قيمتها سواء مهرجانات النوادي أو الجامعة والاهتمام بها إذا كانت قوية ويتم تغطيتها، ثانيا هناك مسألة التدقيق في اختيار العروض المشاركة، وليس من اللائق أن مصر وسط العالم العربي يكون مستواها المسرحي ضعيفا.

- في ذكرى وفاة صلاح عبد الصبور التي نحتفل بها في 14 من الشهر الحالي.. كيف ترى الاحتفاء بهذا العملاق مسرحيًا؟
هناك أكثر من شكل وطريقة للاحتفاء بذكرى رحيل الشاعر صلاح عبد الصبور، أولها أنه من الممكن تقديم سهرة قراءة مسرحية في المسرح القومي يحضرها كبار المثقفين ووزيرة الثقافة، وأنا على كامل الاستعداد أن أشارك في هذا الحدث بتأدية بعض شخصيات من أعماله خلال هذه السهرة، الأمر الذي أعتبره سيساهم في إعادة تقديم نصوص هذا العملاق المسرحي الراحل. ثانيًا أنه من الممكن أن يتم الحشد إعلاميا لمشاهدة مسرحية “مسافر ليل” باعتبارها إحدى الدرر الحقيقية التي تركها صلاح عبد الصبور وكونها من أهم التجارب التي قدمها على أن يتم تحويل العربة التي نقدم خلالها العرض لمنصة يقدم خلالها عددًا من المشاركات من أبناء ومجايلي الشاعر صلاح عبد الصبور لنصوصه الشعرية، وأنا بدوري سأقوم بعرض هذا المقترح على زملائي بالعرض المسرحي كشكل من أشكال الاحتفاء، كما أنه من الممكن إعداد مائدة مستديرة خلال النهار في نفس اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة نصوص صلاح عبد الصبور.

 


حسام الضمراني