إيدى إيزارد وأمال عظيمة و21 شخصية

إيدى إيزارد وأمال عظيمة و21 شخصية

العدد 796 صدر بتاريخ 28نوفمبر2022

قريبا سوف تنقل الممثلة المسرحية والكاتبة والناشطة البريطانية فى مجال حقوق الإنسان إيدى إيزارد إلى نيويورك أو التفاحة كما يسميها الأمريكيون تجربة العرض المسرحى المتميز الذى حقق نجاحا كبيرا فى بريطانيا.
هذا العرض هو المسرحية المأخوذة عن قصة “أمال عظيمة“ كبيرة للأديب البريطانى تشارلز ديكنز (1812-1870).
وهذا ليس مجرد عرض مسرحى عادى بل هو مسرحية من مسرحيات الممثل الواحد تقوم فيها إيزارد بجمع الشخصيات البالغ عددها 21 شخصية. 
ورغم الجهد البدنى والنفسى الذى يتعين عليها بذله فى هذا العرض وفى هذه السن الكبيرة (60 سنة)، سوف يتم تقديم المسرحية على مدى ستة أسابيع. وربما كان مرجع ذلك اللياقة البدنية العالية التى تتمتع بها فى هذه السن حيث أنها تمارس رياضة العدو .
وفى عام 2009 شاركت فى 43 سباق ماراثون على مدى 51 يوما فى إطار مسابقة تنظمها هيئة الإذاعة البريطانية لدعم المؤسسات الرياضية. وفى 2016 شاركت فى 27 سباق ماراثون فى جنوب أفريقيا تخليدا لذكرى الزعيم الراحل نيلسون مانديلا جمعت خلالها مليونى جنيه أسترليني. 
 وتقول إيزارد أنها كانت تريد تقديم هذا العرض لأكثر من ذلك. فقد كان ديكنز صاحب الإنتاج الأدبي الغزير فى حياته القصيرة يحب الولايات المتحدة ويتمنى أن تقدم أعماله على مسارحها.
 وكانت تتمنى تقديم هذا العرض على أحد مسارح برودواى عاصمة المسرح الأمريكي لكن ذلك لم يتحقق. وعلى أية حال سوف تعرض المسرحية على مسرح جرينتش هاوس فى مانهاتن بالقرب من برودواى وهو أمر لا بأس به.
والنص المسرحى من إعداد شقيقها مارك. والمسرحية من إخراج صديقتها الممثلة البريطانية المخضرمة “سيلينا كاديل” (69 سنة) التى اقتحمت مجال الإخراج المسرحى قبل عدة سنوات.
شخصية متميزة
وإيدى إيزارد من الشخصيات الطريفة والغريبة التى تستحق التعرف عليها. اسمها الأصلي إدوارد وهو اسم ذكورى إلا أن أسرتها أطلقت عليها هذا الاسم عند مولدها. وهى تظهر أحيانا بملابس الرجال.
وهى تتمتع بقدرات كوميدية عالية وشاركت فى عدد من الأعمال الكوميدية الشهيرة فى التليفزيون البريطانى مثل “الأغنياء” و”مواء القط” و”ست دقائق قبل منتصف الليل”. 
وهى ليست جديدة على شارع المسرح الأمريكي. فقد سبق لها أن قدمت عدة مسرحيات كوميدية على المسارح الأمريكية مثل “يوم فى وفاة جو ايج “ التى رشحت عنها لجائزة تونى المسرحية المرموقة لكنها لم تفز. وعوضها عن ذلك فوزها بجائزة إيمى المرموقة مرتين عن مسرحيتها “ملابس للقتل “
وهى من مواليد “عدن” عندما كانت مستعمرة بريطانية وتتحدث العربية بشكل معقول وتجيد اللغات الفرنسية والأسبانية والروسية والألمانية. وهى تستطيع تقديم الفقرات التى يخاطب فيها الممثل المسرحى الكوميدى الجماهير بشكل مباشر stand-up comedian . كما أنها تستطيع تقديم عروض للتعبير الصامت (بانتومايم). وهى من النشطاء فى حزب العمال البريطانى لكنها فشلت مرتين فى الفوز بعضوية لجنته الانتخابية.
وبالنسبة لآمال عظيمة المأخوذ عنها العرض فهى القصة رقم 13 التى كتبها ديكنز . والأرجح انه كتبها بين عامى 1860 و 1861 فى قمة نضوجه الفنى وكانت روايته قبل الأخيرة التى يكملها. فقد سبق له كتابة عدة روايات لم يكملها وأكملها أخرون بعد وفاته. وقد نشرت فى البداية على حلقات فى مجلة على أكثر من ستة شهور ثم نشرت بعد ذلك فى ثلاثة مجلدات. وتدور حول الحب والمال وتأثير الفوارق الطبقية.
وتدور الرواية بشكل اكثر تحديدا حول حياة طفل يتيم يدعى بيب على غرار قصة ديفيد كوبر فيلد لنفس المؤلف. 
وتدور أحداثها بين مقاطعتى كنت ولندن فى أوائل القرن 19. وتبدأ الأحداث فى احد المقابر حيث يتعرض بيب للنصب على إيدى مجرم هارب من السجن. وتتطور الأحداث حتى ينتصر الخير على الشر.
وقد ترجمت الرواية إلى لغات كثيرة وتم إعداد معالجات عديدة لها فى السينما والمسرح والتليفزيون. 

تجاعيد فى جدار الزمن لاتزال تلهم الكتاب
أول معالجة موسيقية تخرجها الحفيدة
اختلافات كبيرة عن النص الأصلي 
والالتزام بالخط الأساسي
رغم مرور اكثر من ستين عاما على صدور قصة الخيال العلمى الشهيرة للأطفال “تجاعيد فى جدار الزمن”. لا تزال هذه القصة التى تتناول عالم الفضاء بشكل مبسط يجذب الأطفال وحتى كبار السن تجذب الكتاب فى مختلف الوسائط التعبيرية من مسرح وسينما وتليفزيون وحتى الإذاعة التى تتمتع بشعبية كبيرة تجعل الأمريكيين يقبلون حتى على شراء النسخة الورقية المطبوعة منها حتى يومنا هذا.
وبعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم الخيال العلمى للأطفال “تجعدات فى جدار الزمن” فى 2018- وهو ثانى فيلم مأخوذ عن نفس القصة منذ بداية القرن 21 حيث كان الفيلم الأول عام 2003 حان الوقت لتحويله إلى مسرحية موسيقية للأطفال.
والقصة من تأليف الأديبة الأمريكية مادلين لانجل وصدرت لأول مرة عام 1962 فى الولايات المتحدة. وقد فازت القصة لتميزها فى نصها المطبوع بعدد من الجوائز الأدبية المرموقة فى الولايات المتحدة وخارجها مثل جائزة نيوبيرى وجائزة سيكويا ولويس كارول .وكادت تفوز بجائزة هانز كرستيان اندرسون فى الدنمرك. 
وفى هذه القصة تقوم بطلاتها الثلاث ميج مورى وتشارليز مورى وكالفن أوكيفى برحلة عبر الزمان والمكان من مجرة إلى مجرة لإنقاذ والد مورى ومحاربة ما تقول القصة أنه الشئ الأسود الذى يهدد عددا من العوالم الأخرى. وتصل الطفلات إلى سن المراهقة أثناء الرحلة.
وتتناول القصة فى إطار مرح – وهو ما التزمت به كافة المعالجات فى كافة الوسائط - الصراع بين النور والظلام وبين الخير والشر وبين القيم العامة والأهداف التى يسعى الأشخاص إلى تحقيقها. وينخرط الأبطال الثلاثة فى صراعات حول الحب والاستقامة والروحانية.
والمؤلفة مادلين لينجل (1918-2007) المولودة فى مانهاتن تعد من أصحاب المواهب الأدبية المبكرة حيث كتبت أولى قصصها فى الخامسة من عمرها وبدأت فى تدوين مذكراتها منذ كانت فى الثامنة. وقد درست فى سويسرا .كما شاركت فى التمثيل فى أعمال بسيطة وكتبت عدة أعمال مسرحية.
وتقول أنها كتبت هذه القصة بين عامى 1959 و1960 بعد فترة من التوقف. لكنها تقنت أنها جاءت إلى الحياة لتكتب ولابد أن تكتب وليس لها خيار فى أن تكتب أو لا تكتب وظلت مترددة فى نشرها لأكثر من عامين. ووصفت هذه القصة بأنها ترنيمة للتعبير عن عشق الحياة وموقف معلن ضد الموت. كما وجدتها فرصة للتعبير عن حبها للعلوم ورغبتها فى توصيل الثقافة العلمية بشكل مبسط للأطفال وللكبار أيضا.
وكانت القصة ضمن سلسلة من خمسة كتب علمية أخرجتها قريحة لينجل. 
وسوف تقوم بإخراج المسرحية الموسيقية حفيدتها شارلوت جونز من ابنها الذى رحل فجأة خلال حياة امه عن 47 عاما. وسوف تضع الأغاني و الموسيقى الملحنة الشابة هيثر كريستيان وهى أيضا ممثلة وكاتبة مسرحية وسوف يخرج العمل لى صانداى ايفانز وتعد المعالجة المسرحية لورين يى. 
وفى ذلك تقول حفيدتها ..أعرف جيدا حب جدتى للمسرح. من هنا فكرت فى إعداد معالجة موسيقية لهذه القصة التى تعد من اشهر قصصها تكون الأولى من نوعها حث كانت المعالجات المسرحية الأخري بدون موسيقى. كما أن الرواية لها أبعاد أخرى لا يمكن نقلها من خلال نص مسرحى تقليدى بل لابد لموسيقى أن تقوم بدورها.
وتقول أن المعالجة المسرحية سوف تختلف إلى حد كبير عن القصة الأصلية لكنها سوف تلتزم بالفكرة . فهى سوف تدور حول مفاهيم الصداقة والقرابة والولاء والشجاعة وانتصار الإنسان فى النهاية. وهى مشغولة الآن باختيار طاقم الممثلات والمغنين وتعتقد انها لن تحتاج وقتا طويلا طالما انتهت من اختيار الطاقم الأساسي للإخراج والألحان.


ترجمة هشام عبد الرءوف