بعد ورشتها عن خيال الظل في التجريبي ماريا فرنجي: مسرح خيال الظل له نكهة خاصة في مصر

بعد ورشتها عن خيال الظل في التجريبي  ماريا فرنجي: مسرح خيال الظل له نكهة خاصة في مصر

العدد 796 صدر بتاريخ 28نوفمبر2022

يُعد فن «خيال الظل» من الفنون المختلفة ويُعرف بمسميات أخرى منها شخوص الخيال وطيف الخيال وخيال الستار، وهو فن شعبي اشتهر في العصر المملوكي، ويعتمد هذا الفن على الدمى من الجلود أو من خامات أخرى، ورشة  «صناعة مسرح خيال الظل» قدمتها «ماريا فرنجي» ، ضمن فاعليات الدورة 29 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، عن مسرح خيال الظل واسئلة أخرى، كان لـ»مسرحنا» مع «ماريا فرنجي» هذا الحوار.
 من هي «ماريا فرنجي»؟ وهل هذا هو الحضور الأول لك في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي؟ وهل هذه هي زيارتك الأولى لمصر؟
أنا حاصلة على دكتوراه- قسم الدراسات المسرحية، ومدير المسرح في إحدى مسارح اليونان،  إلى جانب أنني في هيئة التدريس الخاصة بقسم الدراسات المسرحية - جامعة باتراس. ولدت في أثينا، ثم تخرجت في المعهد الموسيقي للدراما (1984) من كلية الآداب بجامعة أثينا وحصلت على الدراسات العليا في الأدب والدراسات المسرحية في باريس، كما حصلت على دكتوراه وماجستير في الآداب والعلوم الإنسانية مع تخصص في الفنون المسرحية - مسرح، من جامعة باريس ، أدرت أكثر من 60 شركة مسرحية محترفة وهواة، وقمت بتدريس المسرح بشكل نظري وتطبيقي، في جامعة كريت، وأيضًا جامعة أثينا الوطنية، وجامعة باتراس، كما قدمت العديد من البرامج التدريبية للممثلين والمخرجين والمدرسين إلى آخره، ولقد قمت بقيادة أبحاث ما بعد الدكتوراه وقدمت دورات في برنامج الدراسات العليا (Master2) في جامعة السوربون- باريس وجامعات أخرى في القاهرة.
وبصفتي مديرًا للمركز الثقافي اليوناني في القاهرة، قمت بتأسيس وإخراج منشور “بابيروي” رقم 1-8 (2007-2010). شاركت في برنامج ميلينا، في إنشاء برنامج المناهج المتقاطعة للمسرح (1998 و2015) ، ومناهج الثقافة والفنون في المدرسة الجديدة (المعهد التربوي - 2010) ، والبرنامج الرئيسي لتدريب المربين (الفنون في التعليم) (2011)، إلى جانب أنني مؤلفة كتاب “التربية المسرحية للمرحلة الابتدائية” المعهد التربوي 2006 وكتاب “ممارسة المسرح/ الدراما في المدرسة” 2011 ، عضو اللجنة الرئيسية لمسرح المدارس الفنية بوزارة التربية والتعليم (2015-2018). أخرجت مؤخرًا العديد من العروض بدعم من وزارة الثقافة في اليونان. وتُعد هذه هي المشاركة الأولى لي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، لكنني كنت أعمل في القاهرة منذ 2006 إلى 2011 لتدريس الثقافة واللغة اليونانية والإخراج بالمركز الثقافي اليوناني، كما أخرجت عرضًا في مسرح الجمهورية بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية.

حدثينا عن ورشة « صناعة مسرح خيال الظل» التي قدمتيها في دورة المهرجان التجريبي؟
«صناعة مسرح خيال الظل» ورشة عمل حول مسرح الظلال اليوناني التقليدي ، المسمى Karagkiozis، مسرح الظل هو فئة محددة من مسرح الكائن ، تم إنشاؤه في عصور ما قبل التاريخ في الكهوف. تعتمد تقنية مسرح الظل على الفعل المادي للضوء (الشمس والشمعة) وتتكون من أشكال ثنائية الأبعاد مضغوطة بالعصي على شاشة مضاءة. المتفرجون الجالسون على الجانب الآخر من الشاشة يرون ظل الشخصيات مضاءًا من الخلف على الشاشة. يقوم فنان خيال الظل بتحريك الأشكال وتقليد الأصوات المختلفة المقابلة لكل بطل. وتعتمد حركات الشخصيات على عدد وموقع المفاصل على أجسامهم. و تخلق هذه التقنية أسلوبًا مألوفًا جدًا للمسرح اليوناني التقليدي، وهو العرض الأكثر شعبية بين القرنين التاسع عشر والعشرين ، ويسمى Karagkiozis.

ماذا عن تفاعل المشاركين في الورشة معك وتقبلهم لهذا النوع من الفنون؟
المشاركون مهتمون للغاية ونشطين ومطلعين على المسرح بشكل بهرني أنا شخصيًّا، لديهم نهم لتعلم المزيد والمزيد عن فن العرائس وعن هذا الفن «خيال الظل»، يعرفونه بما لديهم عنه من معلومات، ولكن ما قدمته من الفكر اليوناني، كان بمثابة شيئًا جديدًا بالنسبة لهم، كانوا حريصين بشدة على التواجد طوال مدة الورشة، والتي كانت يومًا واحدًا، وكانوا يرغبون أن تكون مدتها أكثر من ذلك، واستمتعت بروحهم المصرية الطيبة، ورغبتهم الجادة في التعلم، كانوا يرغبون في مزيدً من الوقت لكي نتدرب عمليًّا أكثر، خاصة في مجال تصميم عرائس الظل، وكيفية تحريكها.
هل سبق لك أن شاهدت عروض خيال الظل في مصر من قبل؟ وهل هناك فرق بين مسرح خيال الظل في اليونان ومسرح خيال الظل في مصر؟
لقد شاهدت مسرح خيال الظل في مركز الغوري، وأدركت مدى التقارب الشديد بين البلدين، الفرق بينهما يكاد يكون منعدم، من وجهة نظرى أرى أن الفن هو لغة موحدة، يستطيع البشر أن يفهموا بعضهم البعض من خلال الفن، ومسرح خيال الظل في مصر رائع ومتميز، به روح وبهجة بنكهة مصرية، الجمهور المصري أيضًا واع جدًا ويعطي للفن روحا وطاقة، تجعل الفنان يستمر في تقديم أعماله وفنه.
حدثينا عن المسرح اليوناني وما يتميز به؟ والفرق بينه وبين المسرح المصري؟
المسرح اليوناني له تاريخ طويل ويمكننا القول إنه ليس نوعا واحد ولكنه متنوع، يضم العديد من أنواع الأداء المختلفة، وخيال الظل هو أحد محاور الأداء، ويتميز بالتفوق الجمالي والثقافي، والمسرح اليوناني بشكل عام من أقدم المسارح، وقد بنيت مسارحه على مساحات شاسعة قديمًا، بهدف استيعاب عدد كبير من الجمهور، لا أشعر أنه يمكننا أن نجد اليوم اختلافات كثيرة بين البلدين، مصر لديها تقليد طويل في السرد بالموسيقى ويمكن القول أن اليونان لديها نفس التقليد، الحوار كوسيلة للتعبير والإبداع أمر شائع أيضًا في البلدين. ولا أرى فارقا كبيرا بينهما، ومع ذلك  فكل ثقافة تحافظ على طابعها الخاص، المقارنات بين فنون دول مختلفة وثقافات وشعوب، ليست عادلة، لأنني أدرك أن المسرح المصري قريب جدًا من كل «اتجاه» حديث وتجريب وله أصاله وبصمة متميزة عريقة، تليق به وما قدمه ويقدمه.
- ما الصفات التي يجب أن تتوافر في مصمم ولاعب خيال الظل؟
في المقام الأول العفوية، يجب أن يكون عفويًّا إلى أقصى درجة، سهلًا وبسيطًا وسلسًا، إلى جانب أنه يجب أن يكون صادقًا، ومدركا لأهمية روح الدعابة، وأنها تعطي بهجة وسعادة وروحا مرحة بين فريق العمل، وتواصلا جيدا بينه وبين الجمهور، إلى جانب أنه يجب أن يهتم بالإبداع في كل ما يقدمه، ويجب أن يكون فعّالًا وسريعا في حل المشكلات، وصبورًا، وجادًا أحيانًا، يجب أن يكون قادرا على أن يكون وسطيًّا، ومرنًا.
- ما رأيك في المهرجان التجريبي بشكل عام، وفي هذه الدورة بالتحديد؟
المهرجان التجريبي واحد من أفضل الأحداث الثقافية على مستوى العالم وليس مصر فقط، أراه مختلفًا ومتجددًا، أحاول أن اتابعه عن بعد، الفيسبوك منصة مهمة تجعلني أرى أحداثًا كثيرة، وأكون متطلعة عليها، الانترنت جعل هناك تقاربا شديدا بين الشعوب، ولكنني لست من محبي وسائل التواصل الاجتماعي، أفضل البريد الإلكتروني والفيسبوك.
وتًعد هذه هي المرة الثانية التي أشاهد فيها المهرجان التجريبي، ورغم ذلك أراه في تطور شديد، بمعنى أن هذه المرة تختلف تمامًا عما شاهدته في المرة السابقة،  في هذه الدورة ما شاهدته جعلني أدرك أن هناك تطورًا ملحوظًا، وهناك العديد من الأقسام الجديدة (العروض القصيرة، والإصدارات وما إلى ذلك) ، إلى جانب أن مستوى العروض عالٍ جدًا ومختلف ومتميز.
حدثينا عن العرض التي تشاركين به في المهرجان التجريبي، داخل المسابقة الرسمية؟
عرض «حوارات وثورة بين الماضي والحاضر» من إخراجي، وهو يدور حول حوارات الأداء والثورة، قديمًا وحتى الآن، حيث يشير إلى اليونان قبل وبعد ثورة الاستقلال اليونانية عام 1821 ضد الإمبراطورية العثمانية، يتحدث عن الخطاب والحوارات السياسية العامة حول الحاضر والواقع الجديد ومستقبله، وفكرة وجود القوى الأجنبية والأوصياء للدولة اليونانية الجديدة منذ عام 1832. العرض يُعد تحاورا مباشرا أو مساحة حوار مفتوحة مع الجمهور، من خلال التمثيل ومهارات أخرى للفنانين المشاركين الممثلين والموسيقيين والعازفين، ولاعبي مسرح الظل مع التركيز على فورية الكلام وتسليط الضوء على العلاقات والظروف التي يتطورون فيها، يركز العرض على قضايا مثل الفضاء والمهرجانات الشعبية ومسرح الظل والموسيقى والميلودراما والمناقشات العامة لها دورً مهمًافي هذا الأداء متعدد المهام.


إيناس العيسوي