العدد 795 صدر بتاريخ 21نوفمبر2022
ونحن على أعتاب موسم جديد لمسرح الثقافة الجماهيرية ، كان لابد من التعرف على متطلبات وأمنيات المسرحيين بالثقافة الجماهيرية للموسم المسرحي الجديد ، وايماناً بدورنا فى نقل أصواتهم ومتطلباتهم وبدور مسرح الثقافة الجماهيرية الذي يعد خط الدفاع الأول عن المسرح، أفردنا هذه المساحة لمجموعة من المسرحيين في أقاليم مختلفة.
ضرورة زيادة الميزانيات الخاصة بالفرق في ظل ارتفاع الجنوني للأسعار
قال المخرج أشرف النوبي «إقليم جنوب الصعيد»: مع بداية موسم مسرحي جديد لفرق الأقاليم لابد من وضع الضوابط الجيدة والمنظمة للعمل، وجب علينا اولاً أن نتقدم بكل الشكر والتقدير لكل القائمين والمعنيين بحراك هذا المسرح ودعمهم المستمر والجهود المبذولة من خلال دورهم الفعال في إثراء الحركة المسرحيه وإيمانهم التام بأن مسرح الثقافة الجماهيرية له خصوصيته ،واهميته في التثقيف والتنوير وتشكيل الوعي الجمعي ، و علينا أن نضع نحن المسرحيين بعض التصورات والطموحات والتي من شأنها أن تساهم في الارتقاء والنهوض بهذا المسرح، وأن نساهم بدورنا في أن يكون هذا المسرح للجمهور اولاً وتحقيق الهدف منه ، وهو تحقيق الخدمة الثقافية والفنية لأهالينا وأن يكون مسرحنا حائط صد ضد أي غزو ثقافي او تطرف فكري من شأنه المساس بأمننا القومي والحفاظ علي الهوية المصرية ، وهذا لا ينفي مطلقاً أن يكون هناك تسابق ومنافسه ومهرجانات كحافز للمبدعين ، وتتويج لأعمالهم بل إننا نأمل بأن يكون المهرجان الختامي عرساً للفرق المتميزة والعروض الجيدة ، وأن يكون الحضور لجميع الفرق المشاركة طوال فتره المهرجان، ومشاهده عروض بعضها البعض، ونطمح أيضا من خلال بروتوكول تعاون أن تقدم العروض المتميزة علي مسارح البيت الفني وتجوالها ، و تفعيل دور نوادي المسرح داخل الأفرع الثقافية ولا تقتصر علي تقديم عرض واحد موسمي للدخول في المسابقة بل إقامة الورش ، وتقديم عروض قصيره من خلال إعادة تدوير للديكورات والملابس واكتشاف الموهوبين ودعمهم وثقلهم و تفعيل دور نوادي المسرح.
وتابع: لا يفوتنا أن ننوه إلى ضرورة زيادة الميزانيات الخاصة بالفرق في ظل ارتفاع جنوني للأسعار والخامات ، وايضاً لابد أن يعي مسئولو المسرح ومديرو إدارات الشئون الفنية ، ومديرو عموم الافرع الثقافية بالمحافظات وايضا رؤساء الأقاليم أهمية موقعهم الثقافي ، والدور المنوط بهم القيام به ،ووعيهم التام بدور المسرح ورسالته واهميته .
أتمني موسم مسرحي ناجح
المخرج محمد حمزة « بورسعيد إقليم القناة وسيناء» قال : اتمنى موسم مسرحي ناجح وأن يكون أملا للكثير من الفنانين الذين فقدوا الشغف ، والأمل في مسرح الثقافة الجماهيرية، واتمنى أن يكون هناك حل جذري للميزانيات التي تقف التعقيدات والبيروقراطية عائقاً أمامها فتقضي على عملية الإنتاج ، وأتمنى ان يتم معاملة المنفذين والمخرجين معاملة آدميه من حيث الأجور ؛ لأن المبالغ مخزيه للأسف وتجعل بعض المنتسبين للفن والإخراج يلجأون لحيل بعيدة تماماً عن الفن.
وتابع: وبما أني لم أشارك في هذا الموسم، أتمني من كل قلبي أن تحافظ الإدارة العامة للمسرح على المهرجانات الختامية، ويبدأ التنفيذ الحقيقي لكل ما تم الاتفاق عليه في ملتقى المخرجين ، وبالنسبة للنقاد الحقيقيين فلهم كل الشكر والتقدير على دورهم المهم والحقيقي.
الاهتمام بالهوية عند إعطاء الموافقات على النصوص
المخرج معتز مدحت من الإسماعيلية إقليم القناة وسيناء قال : كنت أتمني أن يبدأ الموسم مبكراً حتي لا يقتصر الأمر على تقديم عرض مسرحي فقط ، كما أتمني وضع خطة واضحة وتوجه واضح للإدارة العامة للمسرح حتي يتمكن المخرجون من تقديم إنتاج متميز من خلال هذا التوجه «وضوح الرؤية».
وتابع :أهم مقترحاتي للموسم الجديد سرعة الإنتاج ، والاهتمام بالهوية عند إعطاء الموافقات على النصوص ، واستمرار معرض السينوغرافيا ، والاهتمام بالحالة النقدية للعروض ؛ لإثراء الحالة الفنية .
تخفيف الإجراءات الروتينية
المخرج محمود فيشر «الإسكندرية إقليم غرب الدلتا» قال: هذا الموسم الأول لي في الثقافة الجماهيرية بعد تخرجي من قسم المسرح ، وأيضاً اعتمادي مخرجا بالثقافة الجماهيرية بعد حصولي على جائزة أفضل مخرج في موسم النوادي الماضي ، وهو يعد أول احتكاك لي كمخرج بفرق الثقافة ، وما أتمناه أن يتحقق خلال هذا الموسم هو تخفيف الإجراءات الروتينية ، وتسهيل خروج العروض للنور ، ومراعاة زيادة الأسعار فيما يخص خامات الديكور، والملابس والأجور أيضاً ، وهناك اقتراح هام أعتقد أنه سابقُ لأوانه، في السابق كانت المهرجانات الختامية توفر إقامة للفرق طوال فترة المهرجان، وهو ما كان يسمح بتبادل الخبرات ، والاطلاع على العروض الأخرى بمختلف أشكالها ، وقد كانت هناك ورش مقامة على هامش المهرجان أتمني أن يعود هذا الامر مجدداً
تدارك الأخطاء والمعوقات .
وقال المخرج خالد أبو ضيف من أسيوط « اقليم وسط الصعيد: أهم طموحاتي لهذا الموسم تدارك كل الأخطاء و المعوقات التي حدثت فى السنوات الماضية ، وعلى رأس هذا لابد من بداية الموسم مبكراً حتي يتمكن المخرجون من تقديم عروضهم بشكل جيد ومنضبط ، ويكون هناك متسع من الوقت للعمل على جودة المنتج المسرحي والاهتمام بالعناصر المسرحية وحتي لا يتم تقديم العروض فى نهاية السنة المالية ،و أن تأخذ العروض القسط الكافي من العمل عليها وعلى جودتها ؛وبالتالي تأخذ نصابها الكامل.
وأضاف: أغلب المواقع الثقافية ليس بها مسارح مجهزة ويتم الاعتماد بشكل كبير على التجهيزات المتواجدة بالفرع إن وجدت، وبداية الموسم مبكراً يعطي أريحيه لكل الفنانين أن يعملوا بسلاسة وبهدوء؛ وهو بدوره ما سيؤدي إلى خروج المنتج الفني لجودة فنية عالية تحقق المنشود، وكذلك هناك ضرورة بالغة للاهتمام بالنصوص المصرية والمحلية، فهناك اتجاه كبير للمسرح العالمي ولذلك يبتعد الجمهور عن المسرح ، ومهمتنا ترتكز على أمرين الأول اكتشاف المواهب فى الأقاليم فى كل المجالات ، ثانياً جذب الجمهور فنحن نعرض للجمهور خدمة ثقافية مسرحية متميزة ، فيجب أن تكون القضايا والأفكار المطروحة تمس المجتمع الذي نعيش به.
فيما قال المخرج أحمد يوسف الجمل من الأقصر « إقليم جنوب الصعيد «: أتمني أن يكون الموسم المسرحي الجديد، موسما ثرياً ، خاصة مع وجود قيادة جديدة لإدارة المسرح، وأن يكون مليئا بالإبداع والتميز، وأن يكون من ثماره إنتاج العروض المسرحية في مدة قصيرة لا تتعدى الثلاث شهور، ليس مثلما حدث في العام الماضي ، حيث استغرق الإنتاج أكثر من خمس شهور ، وكذلك اتمني إقامة المهرجانات الختامية للمسرح.
عدم تحديد سقف للميزانية
فيما قال المخرج محمد الزيني من الإسكندرية إقليم غرب الدلتا: « نحتاج لتحديد رؤية واضحة لمواعيد المهرجانات الإقليمية والختامية ، وكذلك ضرورة الحرص على اختيار اللجان ، وأتمنى أن تتم مناقشة المشروع ومناقشة مقايسة الديكور فى آن واحد، وذلك اختصارا للوقت ، وأتمنى أن تتم ترشيحات المخرجين بشكل سريع ، وخاصة أن المخرج يمر بمراحل أخرى فى المشروع ومنها لجان القراءة وكذلك الرقابة ، وهو ما يتطلب وقتاً فهناك ضرورة لبداية الموسم مبكراً .
وتابع : أتمنى عدم تحديد الميزانيات مسبقاً وخاصة أن هناك عروضاً قد تتطلب عناصرها ميزانية أكبر،
حتي الأن لا يوجد فى اللائحة الخاصة بالأجور أجر لمصمم الإضاءة أو «الفيديو مابينج»، وهى عناصر هامة الأن في العروض ولها ضرورة بالغه كما أن الثقافة الجماهيرية في أحد دورات المهرجان القومي للمسرح حصلت على جائزة للفيديو مابينج، وكان ذلك فى عرض المخرج المبدع محمد الطايع.
مراعاة نسبة الضرائب والاستقطاعات عند مناقشة الميزانية
المخرج خالد عبد السلام (المحلة الكبرى إقليم غرب ووسط الدلتا) قال : أتمنى مراعاة اختيار اللجان وأن يكون القائمين عليها لهم خبرة واسعة ، وعلاقة بمسرح الثقافة الجماهيرية، وضرورة مراعاة نسبة الضرائب والمستقطعات عند مناقشة الميزانية و قد وصلت نسبة الضرائب إلى 35 % ، وهناك ضرورة أن يتعاون الموظفين الإداريين مع المواقع وأن تساند الهيئة الفرق في ذلك الأمر.
وتابع: هناك إشكالية كبرى تواجه فرقة قصر ثقافة المحلة منذ العام الماضي ،وهي عدم السماح للفرقة بتقديم عروضها فى مسرح 23 يوليو، الذى تم افتتاحه منذ العام الماضي ويرفض مدير المسرح ،وهو مدير عام فرع ثقافة الغربية أيضا، الأستاذ جابر سركيس أن تقدم الفرقة عروضها على المسرح ، وقد أرسل خطاباً رسمياً للهيئة مفاده أن الفرقة ليس لها مكان للبروفات، فأتمني النظر فى هذا الأمر لأنها مشكلة كبيرة تواجه فرق قصر ثقافة المحلة الكبرى.
ترشيح المخرجين من قبل الإدارة العامة للمسرح حق أصيل،المخرج حمدي طلبه (إقليم وسط الصعيد) قال « هناك ضرورة بالغه لبداية الموسم مبكراً ، وأن تتم الترشيحات للمخرجين فى المواقع الثقافية المختلفة، والشيء المميز هو ترشيح المخرجين من قبل الإدارة العامة للمسرح، وهو حق أصيل للإدارة لأنها تعي جيداً طبيعة المخرجين فى المواقع المختلفة و أتمنى أن تقوم كل منطقة وموقع فى مصر بتقديم أعمال تحاكي البيئة والواقع والمشاكل الحياتية الآنية ، فمن الضروري أن يتم العمل في المواقع وتقديم قضايا تمس كل بيئة و الواقع الحياتي المعاش ، وهناك العديد من القضايا الهامة ومنها التغيرات المناخية ، الهجرة الغير شرعية ، قضية الانتماء، والبطالة وجمعيها قضايا ملحة ولها أهمية الطرح بمسرح الثقافة الجماهيرية ، وبالنسبة لنا كمخرجين ومعنين بالتوعية فدورنا أيضاً أن نكون منشطين ثقافيين، وكذلك نحتاج لعروض تظهر الإيجابيات الموجودة في بلدنا ، كذلك ضرورة تقديم عروض عن القضية الفلسطينية.. و نحتاج لإعادة النظر على مسرحنا الإقليمي فى مسألة الانتماء والبحث عن الجذور .
وتابع قائلاً : نحتاج لإعادة مفهوم هام لنوادي المسرح وهو «التدريب على رأس العمل « وهو المفهوم الذي طبقه د. عادل العليمي فكان يرسل ناقداً أو منشطاً او أكاديمياً يتابع التجربة، وقد أفرزت هذه الفترة وجود مجموعة من الأسماء التي لمعت على الساحة المسرحية ، فكانت التجربة بمثابة المعاهد المسرحية المصغرة في الأقاليم، ولدي مقترح هام وهو إعادة تقديم بعض العروض التي قدمت فى فترة التسعينيات «عروض ريبوتوار».
رفع بند الدعاية والإعلان والتصوير
المخرج أحمد السلامونى (محافظة الفيوم إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ) رأى أن هناك ضرورة بالغه لزيادة الميزانيات وخاصة فى ظل ارتفاع أسعار الخامات ، وضرورة زيادة بند الدعاية والإعلان، حيث الميزانية المخصصة لبند الدعاية والإعلان والبامفلت هي 500 جنيه فقط ، وكذلك إعادة النظر في بند التصوير الذى يحتاج لزيادة، وخاصة أن العروض تحتاج لتصوير بجودة فنية عالية وبثلاثة كاميرات لتضمن تصوير العرض بشكل متكامل، فهو توثيق هام للعروض فى حالة الاستعانة بهذه العروض للمشاركة فى المهرجانات المختلفة، وهناك ضرورة لتخصيص قناة على اليوتيوب لتعرض بها عروض مسرح الثقافة الجماهيرية مع حفظ حقوق ملكيتها للهيئة العامة لقصور الثقافة ، كذلك يجب أن يكون هناك بند يتم التعاقد من خلاله مع مصمم الإضاءة وكذلك ضرورة رفع بند المكياج الذي أصبحت خاماته مرتفعة الأسعار .
تجوال العروض على مدار الموسم
المخرج خالد العيسوي (محافظة القاهرة إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد) قال : أتمني نجاح الموسم وتألق كل عناصر اللعبة المسرحية في قصور الثقافة من مؤلفين ومخرجين ومهندسي الديكور والممثلين ومصممي الاستعراضات..الخ، وأتمني أن تكون هناك تغطية إعلامية كبيرة ليس فقط من بعض الصحف التابعة لوزارة الثقافة والمواقع التي لا يقرأها ولا يشاهدها إلا نحن فقط ؛ لأن الهدف المرجو من هذه الأعمال هو الوصول بها إلي الجماهير سواء في حي أو منطقة أو محافظة أو إقليم، أيضا دعوة الاعلامين والبرامج المشهورة التي يتابعها الملايين سواء في مصر أو الوطن العربي؛ لإلقاء الضوء علي هذا العروض في محاولة لإيجاد حل لعزوف الكثير من الفنانين في كافة العناصر عن العمل في قصور الثقافة بسبب العامل المادي، و توفير المسارح المناسبة للفرق؛ حتي يتسني تقديم العمل برؤيته الكاملة ، وكذلك تجوال العروض بين المحافظات على مدار الموسم وتصويرها بتقنية عالية وبثها على الصحفة الرسمية للإدارة العامة للمسرح.