المخرج رجائى فتحى: التكريم يسعد كل مبدع وأعتبره مكافأة عن عمر من الفن

المخرج رجائى فتحى: التكريم يسعد كل مبدع وأعتبره مكافأة عن عمر من الفن

العدد 784 صدر بتاريخ 5سبتمبر2022

عشق المسرح منذ صغره ووهب حياته له، وكان ذلك سبب تميزة وتفردة فيما قدم من أعمال . يعد من الجيل الذهبى لمسرح الثقافة الجماهيرية ،وقد أثرى هذا المسرح بالعديد من الأعمال المتميزة التى وضعته فى مصاف أهم مخرجي مسرح الثقافة الجماهيرية، هو المخرج رجائى فتحى الذى تم تكريمه مؤخرا فى ختام مهرجان فرق الأقاليم الدورة الخامسة والأربعين، بعد رحلة ثرية من العطاء المسرحى المتميز، بدأ  المخرج رجائى فتحى مشواره المسرحى فى الثقافة الجماهيرية عام 94 وقدم أولى أعماله “رحلات ابن بسبوسة فى البلاد الموكوسة “ تأليف السيد حافظ فى بيت ثقافة السنبلاون، وعرض فى مهرجان العريش الأول وحصد تسعة جوائز، وحصل على اول جائزة تمثيل بمسرحية “بيت جحا “ تأليف فتحى فضل وتأليف المخرج  الراحل عبد  الله عبد العزيز، كما قدم مسرحية “”ملك الشحاتين» تأليف نجيب سرور وحصل عن دوره فيها على الجائزة الأولى فى التمثيل، كما قدم “الهلالية “ إخراج الراحل السيد فجل، “ آخر ايام سقراط “ إخراج احمد عبد الجليل، و عرض “ليلة من ألف ليلة “ و “باب الفتوح “ إخراج سمير العدل “الملك لير “ إخراج احمد إسماعيل،  والعديد من الأعمال المتميزة، أجرينا معه هذا الحوار لنتقترب من تجربته المسرحية الثرية .
ما انطباعك عن التكريم وكيف إستقبلته ؟
سعدت للغاية بتكريمى فى المهرجان الختامى لفرق الأقاليم ،وأحمد الله لحدوث هذا التكريم  قبل أن أفارق الحياة، فهو شىء جيد أن أصل الى سن الثمانين وتتذكر الإدارة العامة للمسرح وهيئة قصور الثقافة تكريمى، فكل الشكر والإمتنان لهم، فالتكريم يعد تكليلا لمشوار المبدع .
نود أن نتعرف على بدايتك فى مسرح الثقافة الجماهيرية ؟
بدايتى مع مسرح الثقافة الجماهيرية كانت عام 1927 ،عقب آدائى الخدمة العسكرية تزوجت وعشت فى القاهرة وعملت بها وكنت بعيدا عن المسرح، ثم عدت للمنصورة عام 1972، ودعتنى فرقتها لأنضم إليها وبالفعل انضممت للفرقة ومنذ ذلك الحين وانا عضو بفرقة المنصورة القومية المسرحية وانا سعيد بهذه العضوية وشرفت أنى عاصرت كبار المسرحيين، أحببت المسرح منذ كان عمرى تسعة سنوات، ودعانى معلم اللغة العربية الى المجىء الى غرفة الإذاعة فى الإستراحة، وأعطانى إحدى مقطوعات الشعر وبعد قراءتى لها وجهنى لضرورة الإلتحاق بفرقة التمثيل بالمدرسة، وآنذاك كان فى كل مدرسة مسرح ومسابقات فيما بين المدارس وبعضها، تقيمنا لجان من كبار الفنانين مثل الفنان القدير عدلى كاسب رحمه الله عليه، وكان يدير المسرح الأستاذ سيد الملاح وكنا نسعد كثيرا عندما نلتقى بهؤلاء النجوم، إحدى الصعوبات فى بدايتى هى اعتراض عائلتى على ممارستى للمسرح كى أهتم بدروسى، خاصة اننا من الريف المصرى وهناك تقاليد صارمة لا تفضل ممارسة الفنون  ولكنى استطعت التوفيق بين دراستى وبين المسرح،  ثم التحقت بالمعهد العالى لشئون القطن بالأسكندرية ووصلت الى منتخب الجامعة الذى كان يضم كبار الفنانين مثل سمير غانم  وجورج سيدهم  وعادل نصيف، وكانت هذه هي فرقة ثلاثى اضواء المسرح فى بدايتها، وقدمت عدة اعمال مسرحية فى مسرح محمد على إلى أن إلتحقت بالجيش وانقطعت عن المسرح لفترة وعدت الى المنصورة مرة آخرى .
ما مدى تأثير البيئة المحيطة بك ومن هم أبرز المسرحيين الذين تأثرت بهم ؟- 
كان للبيئة تأثير كبير على مسيرتى المسرحية، كنت أعشق المنصورة، بيئة حب وود ولم تكن هناك إية ضغائن أو شلليه و محسوبيات، وكنا نتعاون فيما بيننا كمسرحيين ونقدم الدعم لكل من يمارس المسرح .
- ما أبرز الظواهر التى يجب الوقوف عندها بمسرح الثقافة الجماهيرية ؟
فيما مضى كان المخرج  حتى يستطيع خوض تجربة «نوادى المسرح» يقدم سيرته الذاتية ويذكر بها عدد العروض المسرحية التى قدمها كممثل ومخرج منفذ ومخرج مساعد، ويقدمها مرفقة بمجموعة من المستندات ومنها “بامفلت “ العروض التى قدمها،ثم تأتى لجنة لتقييم عمله الذى يقدمه على نفقته الخاصة، وتحدد اللجنة بعد تقيمها هل يصلح  العمل أم لا يصلح ؛ ولكن فى الفترة الحالية تقدم عروض لنوادى المسرح وتنتهى باختيار عدد محدد منها، على سبيل المثال 25 عرض مسرحى يفوز من بينها  اثنان من المخرجين، كما نلاحظ مشاركة من أخفقوا من المخرجين فى العام التالى، ويقدمون تجارب متواضعة إذن  فما الفائدة ؟
ما تقييمك لموسم مسرح الثقافة الجماهيرية هذا العام ؟
كان موسما ناجحا به كم كبير من العروض الجيدة، ولكن للأسف الشديد ومع كامل إحترامى لما يقدم للمسرح العالمى، نحن فى مسرح الثقافة الجماهيرية «التي  تعنى مخاطبة كل جماهير الشعب، وقد أصبح تقديم العالمى أشبه بالموضة لبعض المخرجين، يستعرض فيها  المخرج قدراته من دراما حركية وعناصر مسرحية آخرى، ويصل الى قمة النجاح وذورته وهذا شىء جيد ولكننا نحتاج الى الأعمال التى تناقش مشاكل بيئتنا وشعوبنا وأوطاننا.. اين المؤلفين؟ وكذلك نجد مخرجين يقدمون عروضا عالمية، ويعيدون صياغتها ويضعون أسماءهم عليها كمؤلفين على الرغم من أن المخرج يقدم شخصيات الرواية نفسها  دون أى تغير، وكثير من كبار المسرحيين يشاهدون تلك الظاهرة ويلتزمون الصمت، إلا من رحم ربى، فمن النادر من نجده يقف ويناقش ويبرز هذه السرقات والتعديات على النصوص العالمية .
- فى رأيك هل تلبى المهرجانات التى تقام لمسرح الثقافة الجماهيرية احتياجات المسرحيين فى الأقاليم ؟
بالطبع لا، كان فى السابق يقام مهرجان إقليمى يضم فرقا من جميع انحاء الجمهورية، وبعد كل عرض تنظم ندوة تمتد لساعات طويلة، وتناقش المسرح والعروض المسرحية، يستفيد منها المسرحيون لاحتوائها على نخبة كبيرة من خيرة النقاد والمتخصصين ،وكانت الندوات تثرى الحركة المسرحية فى الأقاليم، والأن تقوم اللجان بالتقييم ثم تنتهى مهمتها عند هذا الحد، وكان هناك مسرحيون يقيمون طوال فترة المهرجان، ويديرونه إدارة جيدة وكنا كمسرحيين نستفيد استفادة كبيرة من إقامة هذه المهرجانات على مستوى مشاهدة العروض أو التثقيف الفنى والمسرحى .
- ماتقييمك للمهرجان الختامى لفرق الأقاليم لهذا الموسم ؟
أثمر عن وجود مجموعة متميزة من المبدعين ،وكانت نتائجه عدالة.
 - فى رأيك هل هناك حالة من حالات القطيعة بين الأجيال المسرحية بمسرح الثقافة الجماهيرية ؟
على العكس، الأجيال المسرحية القديمة تحتضن الشباب وتدعمه وتسانده؛  ولكن للأسف يتعجل بعض الشباب، فمن يشارك منهم كممثل فى مسرحية هذا العام نجده العام التالى يشرع فى المشاركة فى نوادى المسرح كمخرج، والحقيقة أنا لم افكر فى الاخراج حتى أتممت عامى 49 ويسأل فى ذلك الناقد الكبير عبد الغنى داود، وقد كان ضمن اعضاء اللجنة التى اعتمدتنى هو والدكتور حازم شحاتة رحمه الله، و قد فكرت فى الاتجاه للاخراج عندما لم أجد من يخرج إبداعاتى الفنية، فقررت على الفور ان أطلق العنان لهذه الإبداعات، وأقدمها كمخرج وشباب اليوم يتعجلون أن يكونوا مخرجين فى فترة قصيرة  .
 -حدثنى عن تجربتك «فرح سيد الناس» ؟
يعد الأقرب لقلبى عرض “فرح سيد الناس “ تأليف منصور مكاوى، وقد قدمته على ساحة بحيرة المنزلة بمدينة المطرية فى محافظة الدقهلية، ولم يكن بها مسرح وعندما ذهبت لمعاينة الموقع وجدته مكانا جميلا وفكرت فى تقديم عرض مسرحى على المراكب، وقمت باستغلال البحيرة كخلفية ويشاهد الجمهور العرض وهم على شاطىء البحيرة ،وتعد من أجمل المشاريع التى قدمتها وتم توثيقها، وكانت هذه التجربة نواة لفرقة مسرحية بالمطرية .
 -وماذا عن آخر الاعمال التى قدمتها كممثل ؟
آخر اعمالى عرض “الملك لير “ إخراج المخرج الشاب احمد الدسوقى، وقدمت العمل وأنا فى الثمانين من عمرى، وشهد العرض إقبالا جماهيرا واسعا، وإذا كان العرض لم يصعد للمهرجان الختامى فهذا الامر يرجع للمخرج ؛ ولكن ما كان يهمنى هو المتفرج الذى يشاهد العرض هل استمتع برؤية العرض أم لم يستمتع، ووجدت اهتماما كبيرا من الجمهور بمشاهدة العرض، فبعد تحية العرض جاء كثيرون ليتقطوا صورا تذكارية مع صناع العرض، وهو ما أسعدنى كثيرا ولم افكر بعد ذلك فى تقديم أعمال مسرحية هذا العمل هو آخر اعمالى التى اختتمت بها مشوارى الفنى.


رنا رأفت